المشهد العراقي نهاية اللعبة أم بدايتها ؟

﴿ الحلقة الاخيرة

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

منذ ظهور وثيقة  إعلان شيعة العراق  أواسط عام 2002 وهي محاولة ايرانية امريكية الغرض منها اظهار ابناء العراق من الشيعة يتعرضون الى التمييز والحرمان ولاحل لمعاناتهم الا بتغيير النظام السياسي وتحقيق الاهداف التي تبنتهى  مايسمى بالانتفاضة الشعبانية وهي الصفحة الثانية من العدوان الثلاثيني التي أوكلت مهمة قيامها ودعمها الى ايران لغرض عدم الاستقرار الامني الداخلي العراقي وتهيأة مستلزمات نفاذ الاطلاعات الايرانية ومجاميع الحرس الايراني  الذين يشكلون فيلق القدس الايراني  الى الداخل العراقي  والقيام بالتنسيق مع فيلق غدر بالتخريب والتدمير للبنى التحتية  وتنفيذ حملة التصفيات الجسدية للعناصر الوطنية و القيادات العسكرية من قادة وأمرين ، حاولت حركات وأفراد من الموقعين على ذلك الإعلان عقد مؤتمر للطائفة لتقديم خطاب موحد يخرج عن العمومية والإطلاق الذي حوته وثيقة الإعلان ، ولكن تلك الرغبة كانت دائما تصطدم  بعوائق حقيقية تأتي أغلبها بتأثير قوة الارتباط  بالجانب الإيراني ، والذي كرس بدوره عملية التجزئة والاستقطاب داخل تلك الفعاليات الشيعية مما جعل الموقعين على الإعلان يجدون أنفسهم يتخبطون بين الرغبات الشخصية والهموم الوطنية والعلاقة مع الراعي الإيراني وظهر في النتيجة النهائية قوة الفعل الإيراني داخل الطائفة متمثلا في أذرعها الطويلة والقادرة على تشكيل التحالفات وتغييرها في ساعات الحسم ولذا فأن أغلب موقعي الإعلان عجزوا عن عقد مؤتمرهم وفق شروط الإعلان نفسه ، وكان هذا ما سعت له السلطة الدينية الإيرانية التي حرصت من خلاله أن تكون حركة الطائفة الشيعية العراقية باتساق مع أهدافها للعب الدور الأساسي المستقبلي في حراك الساحة السياسية العراقية وفق الشروط أو بالتوافق مع أجندة الإستراتيجيات الإيرانية  في زخم الصراع السياسي وتشتت القرار الوطني العراقي وخاصة بعد ان تمكن جمع الكفر من النيل من القيادة الوطنية الشرعية  وغياب القائد الميداني المؤثر ولحين  اذاعة أول رساله موجهة من القائد الشهيد الى الشعب العراقي وجماعير الامة العربية يبين فيها حجم الهجمة التي يتعرض لها العراق وابعاد المخطط الاجرامي  الذي يراد تحقيقه من قبل حلف الشر والرذيلة الامبريا صهيوني صفوي جديد  ، وتدويل الشأن العراقي يبدوا أن أطراف الشد والجذب الخارجية اعتقدت انها تمكنت كليا من مسك جميع أوراق الحلول  ولم تكن هناك معارضة عراقية حقيقية غير اللاهثين نحو الفتات الذي يمكنهم من تقدير الحجوم واللهاث وراء الأدوار الثانوية في المسرح السياسي  ،   فالضغوط  الكبيرة التي واجهتها المقاومة مع انعدام التوافق والتنسيق ولحين انبثاق الجبهة القومية والوطنية والاسلامية وطرح الاستراتيجية الشامله للتحرير والاعلان عن تشكيل القيادة العليا الجهاد والتحرير ومن ثم اتساعها لتضم اغلب الفصائل المقائله والعمل الشمولي من خلال ذلك وصولا الى الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وان الدور الريادي والقيادي فيها كان للبعث الخالد كونه القوة العربية التي تتبنى التحرير الكامل للتراب العربي والند الحقيقي لكل اعداء الامه  تشابك المصالح الإقليمية والدولية رجح وضع الشأن العراقي برمته بيد القوى الخارجية وجعل أغلب قوى المعارضة العراقية تستطيب الخصوصية الحزبية والتفيء بمظلات الآخرين وتالدليل الثابت هو الحراك السياسي الاخير لتحالفي الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون وتسارعهم للتواجد في قم وطهران للاستماع لنصالح وارشاد خامنئي ومستشار الامن الايراني لارجاني  وتقتنع بأن التسليم بهذا الأمر من الممكن له أن يساعدها في الحصول على بعض ما تطمح اليه مستقبلا وهو الاهم ابقاء منصب رئيس وزراء العراق الذي اعطاه مايسمى بالدستور الموقع الاهم في العملية السياسية كي يتمكنون من  تحقيق مالم يتمكنون من تحقيقه في السنين الاربع التي تولى الهالكي فيها رئاسة حكومة الاحتلال الرابعة   

 

وهنا لابد من الاشارة الى المؤتمر الذي عقده العملاء والمرتدين  كحلقه من حلقات المؤامرة والخيانة الوطنية في أربيل والذي واجهت أطراف وشخصيات عديدة من لجنة التنسيق والمتابعة المنبثقة عن مؤتمر لندن عمليات ابتزاز حقيقية قامت بها ايران و أمريكا للضغط من أجل ترتيب الأستقطابات والمحاور داخل المؤتمر ومنع حضور شخصيات كان لها دور فاعل في مؤتمر لندن ويمكن القول أن مؤتمر أربيل أعاد صياغة تركيبة جديدة للجنة التنسيق والمتابعة ورسخ في ذات الوقت محاور التدخل الخارجي في الشأن العراقي ، وهنا لابد من الاشارة  الى ان الإيرانيون رتبوا في مؤتمر أربيل خططهم السابقة ووضعوا ثقلهم وراء إعادة وتأكيد استئثار محمد باقر الحكيم على كرسي الطائفة الشيعية وان هذا الاصرار الايراني والتشخيص نابع من ايمانهم  بموالاته الزعامة الدينية الايرانية وعدم خروجه على  توجهاتها اضافة الى انه الشخصية التي اراد منها الخميني ان يكون الشخص الذي  يبتلع العراق من خلاله وثبتت لجنة التنسيق  والمتابعة ذلك الحال باختياره ضمن مجموعة القيادة المستقبلية للعراق مثلما أكدته وثائق المؤتمر ان الحكيم  هوالحليف الطيع للإيرانيين أصبح بحكم الوثائق واعتراف الناخبين في لجنة التنسيق وأيضا من العراقيين المؤيدين والمرحبين بتشكيلة وأعمال اللجنة ، ممثلا للشيعة العراقيين وقائد لهم وحجم دور الجماعات الشيعية الأخرى  ومن ابرزهم  مجيد الخوئي الذي تمت تصفيته بعد  اقامته في النجف الاشرف مابعد الغزو والاحتلال وفي هذا لغز كبير وانهاء  لعملية المزاحمة اللاحقة ، وبات الطريق سالكا لمؤتمر شيعي يعقد لترسيخ تلك الشرعية  وانعقد مؤتمر طهران لشيعة العراق ضم مختلف الطيف الشيعي العراقي وأكثر الذين حضروا كانوا يحملون هم تداول الوثيقة القديمة التي صدرت في أواسط 2002 والتي سميت إعلان شيعة العراق وأمور أخرى تهم الطائفة ولكن في حقيقة الأمر فأن الكثير منهم خدعوا أو موه عليهم واستدرجوا أساسا للإقرار بشرعية تمثيل محمد باقر الحكيم للطائفة الشيعية وفقا للارادة الايرانية ، والتي تعني في نهاية الأمر الاعتراف والاقتناع بالوصاية الإيرانية على الشيعة العراقيين ، وربط المؤسسة الشيعية العراقية بعرى قوية بالمؤسسة الدينية الإيرانية التي تعمل بأيديولوجية خميني لانهاء دور المؤسسه الدينية في النجف الاشرف واعتبارها تابع لمؤسسة قم وتنفيذ اجندتها في جعل ولاية الفقيه الإيراني إحدى المسلمات داخل الطائفة الشيعية العراقية مما يسمح بالتخلي عن فكرة المرجعية العراقية المنافسة وأيضا وضع تحركات شيعة العراق ضمن سياق المصالح الإيرانية

 

أن توريط فعاليات وشخوص الطائفة الشيعية العراقية بهذه السياسات النفعية الطائفية ووضعهم في هذا المطب باسم مصلحة الشيعة وطمأنة طموح الطائفة لن يقدم غير تسهيلات وقواعد للمصالح الإيرانية السياسية وليس فقط الدينية في عراق ما بعد الغزو والاحتلال وسوف يعمل على تخريب أسس وحدة العراق السياسية والاجتماعية من خلال تبني المجلس الاسلامي الادنى الايراني  وبشخص عبد الحزيز الحكيم  مشروع فدرالية  الجنوب والفرات الاوسط وكذلك دفع المليارات من الدولارات الى ايران كتعويض حرب يعد طعن بصميم مفهوم الوطنية والتسامح  لدى أبناء تلك الطائفة ،ويغذي مفاهيم الفصام العرقي والطائفي والديني أن اللعبة الخطرة التي تلعبها إيران باسم الشيعة يجب أن لا تنطلي على أبناء الطائفة ومن الضروري أدراك أن  غاياتها تذهب نحو تأجيج وإدامة الصراعات للاستحواذ على أكبر قدر من المنافع ضمن عملية أضعاف العراق بعد أن نال منه الإنهاك ما نال على يد جمع الكفر وحلفائهم والقاعدة التي ترتبط بشكل واخر بالمخططات الايرانية من خلال التنسيق المتقدم فيما بينها وفيلق القدس الايراني النعتي بالشأن العراقي ومثلما أظهر مؤتمر لندن نزوع حقيقي نحو الطائفية والتعصب القومي والفئوية فأن مؤتمر شيعة العراق وتحت الوصاية الإيرانية يكرس اليوم خيار الطائفية والرضا بالارتباط مع أجندة الدول الإقليمية الساعية لتفتيت الوحدة العراقية وأضعافه ككيان  ،  سوف يعمل مستقبلا على وضع العوائق في وجه أي تغيير حقيقي أوجبته الانتخابات النيابية الاخيره يدعوا لتغليب الوطنية العراقية والديمقراطية كخيار وحيد للخروج من دورة الخراب والقتل والتهجير والحرمان والاجتثاث والاقصاء والتهميش التي لفت العراق منذ سبع سنوات عجاف خلت أن التجربة المريرة والطويلة لأبناء الطائفة الشيعية العراقية وفعالياتها السياسية مع السلطة الدينية الإيرانية تدعوهم اليوم  لتملي تلك المرارة والوقوف بوجه تلك السياسات من خلال تبني الخيار الوطني العراقي وتأسيس شروطه العقلانية المرتكزة على وحدة العراق السياسية والاجتماعية وبناء عراق  ديمقراطي موحد في ظل مؤسسات قانونية ودستورية مدنية تكفل الحقوق والواجبات وتضمن للجميع  حقوقهم الأثنية والطائفية دون تمييز  وان خيار الانتقال السلمي في السلطة  وباطار التعددية الحزبية التي تؤمن  بالعراق ايمانا قاطعا وترفض اية وصاية او تدخل بشأنه ، وانتمائه القومي والدور الريادي الذي لابد وان ينهض به لما يمتلكه من مقومات لادائه ذلك

 

مما تقدم يظهر ان المشهد العراقي مازال ضمن اللعبة ومن هنا يتطلب الامر ان يتكاتف ابناء العراق بالرغم من الجراح ليحققوا التحرير الكامل للتراب الوطني واسقاط كل اجندة الاعداء

 

 

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٩ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور