فتنة الغزو والاحتلال ياهالكي

﴿ الحلقة السابعة ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عـبــد

تناولنا في الحلقة السابقة المتغير الإيراني المعد مسبقا من القوى الامبريا صهيونية والرؤية الجماهيرية  له  وتوافق المصالح فيما بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني الجديد القديم بعلاقاته مع الأمة العربية التي ترتكز على  التوسع والاحتواء والدور الإيراني في الشأن العراقي ما بعد الغزو والاحتلال  أجده هو استكمال  الأهداف والنوايا التي أحكمت كل التوجهات لدى الملا لي  تحت يافطة تصدير الثورة الإســـلامية واختيار العراق ليكون الجسر الموصل الى فلســطين وتحرير القدس كما يدعون  ، والحقيقة هي الوقوف  بعنف أمام أي تحول نهوضي عربي كي تمتلك ألامه  القدرة التي تمكنها من تلمس المســتقبل الواعد الذي تتحقق فيه ومن خلاله أماني وتطلعات الجماهير العربية  ، ومن أجل تحقيق ذلك  لابد وان تكون هناك القاعدة المتقدمة  للنظام الإيراني إن كان شاهنشاهيا أو إسلامي الوجه والادعاء ومن هنا تم زرع الأفكار المعادية للفكر القومي الثوري والتي تجسدها خلايا حزب الدعوة العميل  وما انشق عنه  من تيارات وحركات أو أحزاب ، والمتابع للشأن العراقي يجد إن جل  اهتمامات عناصر هذا التنظيم كانت ترتكز على الإثارة الطائفية وتعميق روح الحقد والكراهية في نفوس من  هم ميالين لهذا السلوك  لأمور عده من أهمها عدم الوعي والمعرفة الحقة للفكر الإسلامي المحمدي الذي لم تطله  البدع والسلوكيات المكتسبة  وخاصة في مجال  الدارسين في المدارس الدينية التي يسيطر عليها  رجال دين ليس من العرب وهنا  الشعوبية تفعل فعلها في تأجيج  حالات التصادم فيما بين العروبة والإسلام خلافا للحقيقة التي ترتكز على إن العرب هم الوعاء  والإسلام هو الروح التي نقلت العرب من حال الجاهلية والصراعات الى التبشير بالحياة الحرة الكريمة والعمل على تحرير الأقوام من مستغليها ومستعبديها أكانوا حكاما أو  قوى مستعبده للمستضعفين  وهنا أود الاشاره الى  الفتوى الشهيرة التي أطلقها المرحوم محمد باقر الصدر  عندما  أعلن براءته من حزب الدعوة  حيث قال وبالحرف الواحد (( من تحزب خان وخاصة من العلماء وطلبة العلم )) حيث أن السلوك الفكري والحياتي للحزب المذكور خرج عن المنطق المرجعي الذي شكلت بذرته الأولى فيه  ألا وهي إنشاء لجنة فكرية لتحصين الشباب وطلبة المدارس أمام الفكر الشيوعي  ، وان هذه البراءة والتحريم كانت أساسا استجابة للفتوى التي أصدرها  المرجع الديني الأعلى المرحوم محسن الحكيم

 

مما تقدم يظهر إن  عمل حزب الدعوة فيه إشكال شرعي يتوجب الوقوف عنده من قبل الذين يدعون إنهم ملتزمين دينيا ويعملون من اجل الإسلام والمسلمين إضافة الى تركيبته التنظيمية وواقعه الفكري فئوي يختص بطائفة  وهنا يتحول من حزبا جمعيا الى حزبا مفرقا بين المسلمين عامتهم وخاصتهم في آن واحد ، ومن هنا نجد إن السلوك الذي يحكم حركة  وتصرفات  ما يسمون قياداته وقواعده سلوكا استفزازيا تحريضيا على العداوة والبغضاء وتفريق المجتمع وان جملة هذه المظاهر هي بحد ذاتها فتنة تعمق البغضاء  والكراهية وهي ذاتها استثمرها العدو الغازي والمحتل للأرض الإسلامية في أفغانستان والعراق ومن ابرز الذين مهدوا وسهلوا له الطريق للوصول الى أهدافه وغاياته الدولة التي تتباكى على المستضعفين والمحرومين وترفع شعار الموت للشيطان الأكبر أمريكا  ولا يهدأ لها بال إلا بتحقيق الصحوة الإسلامية ، إيران التي فتحت أجوائها وأراضيها لقوات العدوان وأصدرت التعليمات لفيلق غدر بان يحمى الخطوط الخلفية للقوات الغازية لأرض العراق  بل مارست أسلوب النصح والتصويب من خلال البث ألتلفازي  تحت عنوان حرب تحت السيطرة أبدع فيها أبو مهدي المهندس من حيث إبداء المشورة للقوات المتقدمة  باتجاه بغداد الحبيبة ، وهنا  الوضوح الحقيقي لأسباب نشوء هذه الأحزاب ومن هم الذين يقفون ورائها  ولأي زمن هم يحددون وان ما لمس على ارض الواقع في العراق خلال السنين العجاف المنصرمة من زمن الغزو والاحتلال هو التخلخل في  البنية الدينية للمجتمع من خلال  ما نتج من تعدد في المرجعيات وتنوع في الولاء والموالاة للكافر نصارى يهود وإعطاء المشروعية للغزو والاحتلال للتراب الإسلامي مبررين بالتحرير ولكن الحقيقة التي غابت كثيرا عن عقول المواطنين واليوم هم في صحوة الضمير والعقول بان هؤلاء ما هم إلا  عرابي الاحتلال  والاستعباد والقتل والضياع من اجل منافعهم الدنيوية ونواياهم العدوانية التوسعية على حساب الآخرين

 

الفتنة التي ترعرع في ضلالها ألهالكي وتر سخت في كل  مفرداته أخذت تؤذي من هم حلفائه ويتوافقون معه وليس المتعارضين معه لمصلحة الوطن وآلامه وما ترشح من معلومات تشير إلى اشتراطه بالحوار مع الكتلة العراقية  بعدم إعطاء التيار الصدري أية حقيبة وزارية لخير دليل على إن المنهج الذي هو يؤمن به ويعمل بهدية هو استمرار التضاد والصراع في المجتمع وعدم الاستقرار ومنع حصول اللحمة الوطنية بين أطياف المجتمع العراقي  والسمو على الجراح وهذا بعينه الغل الذي يتحكم بعقله وإرادته لان الأجندة التي جند لها وسني الخيانة والعمالة  والارتباطات المشبوهة  فعلت فعلها وجعلته يتخذ من الكراهية والبغضاء  أسلوبا بالتعامل مع الذين يتعارضون معه ، ومن هنا نرى عمق الكراهية لمن يتعارض معه فكريا بشكل شمولي وكيف يتصرف وماهية المسالك الإجرامية التي تشبع رغباته وان السنين الأربع لخير دليل ملموس على تفننه وإيغاله بارتكاب الجريمة المنظه بالمباشر أو من خلال الرعاع المجندين في الأجهزة القمعية التي ترتبط به والمسؤولة عن كل جرائم الاختطاف والتصفيات الجسدية التي تعرض لها أبناء العراق الغيارى  الرافضين لكل مانتج عن الغزو والاحتلال والمقاومين للغازي المحتل وأدواته وعملائه

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٩ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٣ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور