فتنة الغزو والاحتلال ياهالكي

﴿ الحلقة الرابعة ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

توقفنا عند الإعلان عن التحالف المشبوه فيما بين الائتلاف الوطني اسما" ودولة الفانون والنوايا التي يراد منها إعادة العنف الطائفي إلى الساحة العراقية تمهيدا لتنفيذ مشروع بإيدن القاضي بتقسيم العراق إلى ثلاث كيانات متناحرة تؤدي في نتيجتها النهائية تهميش العراق وإنهاء وجوده الفعلي ودوره الإقليمي والعربي وبهذا يكون الحلف الامبريا صهيوني صفوي حقق أهم مفرده من مفردات الأسباب التي أدت إلى تحالف الأشرار وشن عدوانهم الشامل على العراق ، ان فتنة الطائفية التي تتجسد في الخلفية الفكرية للتيارات والأحزاب والحركات المتخذة من الإسلام السياسي منهجا ظاهريا في أدائها وعلاقاتها والبرامج التي تغرر بالبسطاء وتؤجج العواطف التي ارتكز على الخداع والكذب المصحوب بالدجل أيقظها العدوان الثلاثيني الذي قادته أمريكا عام 1991 وصفحته الثانية المسماة الانتفاضة الشعبانية التي نفذها الوافدين من خلف الحدود ليعيثوا بالبنى التحتية ومؤسسات الدولة ودوائرها الدمار والتخريب ، والغزو الأميركي للعراق عام 2003 باعتبارها الســـــلاح الوحيد القادر على تفتيت الوحدة الوطنية العراقية في مقاومة هذا الغزو، وباعتبارها المعالجة الأميركية الوحيدة القادرة على تحييد أي معارضة إيرانية محتملة ومفترضة ومتوقعة الوقوع بالرغم من الاتفاق المسبق لتوافق المصالح فيما بينهم وخاصة التخلص من نظام وطني عربي يهتم بالمصلحة القومية ويعد قاعدة الانطلاق والإسناد لأي فعل جماهيري يحقق المصلحة القومية ، في ضوء الخطاب الإسلامي الإيراني ضد الشيطان الأكبر الأميركي الصادر عن الملا لي الذين وصلوا إلى السلطة في إيران من خلال التغيير المعد مسبقا من قبل الدوائر ذات الصلة بضرورة تغيير نظام الشاه لعجزه عن تحقيق الأجندة التي تحافظ على المصالح الإســتراتيجية للإدارة الامبريا صهيونية وكردة فعل على اتفاقية الجزائر عام 1975 التي فقدت فيه الدوائر الامبريالية والصهيونية حصان الرهان في شمال العراق ، هي فتنة أثبتت طوال سنوات الاحتلال الأميركي السبع الماضية ، وتثبت اليوم من خلال السكوت الأمريكي على كل ما يقوم به ألهالكي والتدخل السافر الإيراني في الشأن العراقي ماعدا بعض الفعاليات التي يراد منها ذر الرماد بالعيون وتضليل الرأي العام بأنه هناك تصادم متوقع فيما بين إيران وأمريكا والكيان الصهيوني ، أنها كانت وما زالت ســـــــــلاحا ذو حدين ارتد على صاحبه ، الاحتلال الأميركي للعراق ما كاد يفرح بزواج المصلحة الأميركي – الإيراني الأمني الذي سهل الغزو ثم الاحتلال الذي أعقبه قبل أن يفجر الحرب الأهلية الطائفية في قلب الحاضنة الشعبية للمقاومة العراقية حتى وجد نفسه اليوم أســـــــير استحقاقات الحلف الذي أقامه مع الطائفية داخليا وإيرانيا ، وهي استحقاقات لم يعد يســـــــــــــتطيع منها فكاكا إلا عبر مواجهة تنهي شــــــــراكة الأمر الواقع التي تمخضت عن هذا الحلف وهي مواجهة الاحتلال الأميركي قادر على حسمها لصالحه في الداخل لكنه ما زال يتردد في خوضها وهذا التردد الأميركي في اجتثاث الطائفية ودعاتها في العراق ليس له إلا تفسيرين


* إما أن واشنطن تأمل في حســـــــم المواجهة مع إيران داخل العراق بنقل المواجهة إلى داخل إيران نفسها ، كما هي الشواهد العسكرية والسياسية الحالية


* وإما أنها ما زالت تأمل في التوصل إلى ترتيبات وتفاهمات جديدة مع إيران تنظم صيغة جديدة للعلاقة بين الجانبين في العراق بعد إعادة الانتشار المرتقبة للقوات الأميركية بين العراق وبين أفغانستان *وهناك تفسير بسيط ثالث وهو أن الاحتلال الأميركي لم يعد قادرا على الاستغناء عن حلفائه الطائفيين بعد رعايته المستمرة لهم منذ الغزو قبل سبع سنوات


وإلا ماهو التفسير الذي يعطيه سفير دولة الغزو والاحتلال كريستوفر هيل لقوله بالحرف الواحد (( أن تأليف حكومة جديدة في بغداد بعد انتخابات السابع من الشهر المقبل ، إن جرت هذه الانتخابات في موعدها المقرر ، سوف يستغرق أشهرا وذلك يعني المزيد من عدم الاستقرار والعنف في العراق ، مما يعني أن الأمن والاسـتقرار في العراق ، ناهيك عن الديمقراطية وأي انســـــــــــحاب ناجح لقوات الاحتلال ، سوف يظل رهينة الصراع المستعر على النفوذ داخل العراق وخارجه بين شريكي الاحتلال((


الأزمة الســـــــــــياسية الراهنة المتفجرة بين شركاء ما يسمى بالعملية الســـــــياسية التي هندسها الاحتلال الأميركي للعراق بعد الغزو هي أزمة الفتنة طائفية في جوهرها وإيران طرف أســـــــــاسي في تفجيرها لأنها المرجعية التي تأمر وتنهي للخلفية الفكرية لأكثر الأطراف الفاعلة في لعبة الشد والجذب ألصفوي الجديد الهادف إلى ابتلاع منطقة الخليج والمشرق العربي بكامله وان مواطئ القدم الفارسية التي تمكن نظام الملا لي من إقامتها في لبنان واليمن وسوريا وفلسطين – غزة إضافة الى الدور المشبوه والمعد سابقا وحاضرا للجالية الإيرانية في دول الخليج العربي ، وان التمادي الإيراني يكون الأكثر شراسة عند التمكن من التقدم في مواطئ القدم واقرب مثال ما جرى ويجري في الكويت وما أعلن عن تفكيك خلية مخابراتية لصالح الحرس الثوري الإيراني لخير دليل على ماذهبنا إليه ، كما إن الأزمة السياسية الحالية التي تعصف بالأمن العام العراقي والأمن العربي مستقبلا هي أيضا صراع بين إيران وبين الولايات المتحدة على النفوذ في العراق وفي منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط ، وبينما تسحب الولايات المتحدة قواتها ، وبينما تعزز إيران نفوذها السياسي والعسكري من خلال ما تعلنه من تدريبات عسكريه وعرض من صنوف الأسلحة التي تدعي صناعتها والاقتصادي، فإن العراق على الأرجح سوف يجر إلى داخل فلك إيران ما لم يكن هناك الموقف الجماهيري الواجب للتصدي إلى المخطط بكل أشكاله ، وان تقوم القوى التي شعرت بالخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبته بالاصطفاف مع الكتل الطائفية المتطرفة والتي تدور في الفلك الإيراني ألصفوي الجديد تحت مظلة ما يسمى بالعملية السياسية العراقية ما بعد الغزو والاحتلال ، وان قول الدكتور أياد علاوي الذي يتعرض إلى هجوم غير اعتيادي من ألهالكي ومن من يتوافق معه على ذات السلوك ولكن بأسلوب المراوغة والمكر الذي هم به غارقون ليدلل على ماذهبنا إليه (( الاجتثاث الطائفي الجاري لمعارضي إيران وامتداداتها الطائفية في العراق من العملية السياسية ، باسم اجتثاث البعث سيغرق العراق في الطائفية ويضعه في طريق الحرب الأهلية")) ، وبقراءة متمعنة لمقال المحلل الأمريكي روبرت دريفوس الذي نشرته ذي نبشن والذي جاء فيه الأتي (( بالرغم من وجود أكثر من مئة ألف جندي أميركي، فإن نفوذ أميركا في العراق يذوي بسرعة ــ ونفوذ إيران ينمو، ... لأنه حالما اتخذ (الرئيس الأميركي السابق) جورج دبليو. بوش قراره المصيري باجتياح الحكومة العراقية وتنصيب المنفيين المؤيدين لإيران في بغداد، كان القرار قد اتخذ. ولا يملك الرئيس (باراك) أوبا ما أي خيار غير أن يحزم حقائبه ويرحل (( يتبين التوافق فيما بين المصالح الأمريكية الإيرانية والدور المرسوم للعملاء المزدوجين المتسلطين على رقاب الشعب العراقي الصابر المحتسب

 

يتبع لاحقا رجاء"

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور