اذا فكرت امريكا ان تعوضنا يوما ...

 
 
شبكة المنصور
طليعة شباب المنصور

اذا قررت امريكا ان تعوض العراق عن كل ما لحق به من اضرار منذ سنة 1991 ولغاية يوم استقراره وخروج اخر جندي امريكي منه واستلام السلطة من قبل حكومة وطنية غير تابعة لاية جهة , فأي شي ستبدأ تعويضه ؟ ومع اي شريحة من المجتمع ستبدأ ؟ وبأي قطاع خدمي ؟ ام صناعي ام ماذا ؟


ليبيا عندما استلمت تعويضات الاحتلال الايطالي لها خلال بدايات القرن الماضي فرضت على الاخيرة ان تنشأ لها خط حديدي يبدأ بمصر وينتهي بتونس مرورا بليبيا ! وطريق سريع بنفس الطول وبمواصفات عالمية وعالية الجودة .


وهذا عن احتلال ايطاليا لليبيا ضمن القرن الماضي وتحديدا في بداياته حيث كانت الامكانيات ليست كما هي الان ولايجود طائات ال(B52) ولا الاباتشي ولا الهنفي ولا الهمر, ولا القيم هي نفسها الان فحتى اخلاق المحتل تغيرت عبر العصور فلكل شئ اخلاقيات ,الا امريكا ليس لها اي اخلاقيات فهي بدأت من حيث انتهى الجميع , ابتدأت حين علم العالم اجمع ان الاحتلال هو حالة همجية وحين اقرت عصبة الامم وبعدها مجلس الامن والامم المتحدة ان احتلال الجيوش للدول هي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي ,فقامت امريكا متحدية العالم كعادتها برأسماليتها المقيتة بأحتلال فيتنام وبنما والاكوادور وكوريا وافغانستان والعراق وتخلل حالات السلم لديها وهي قليلة , توجيه ضربات خاطفة او وقائية حسب ما يحلو لهم تسميتها الى دول اخرى غير التي ذكرتها, كانت فاتحتها قصف هيروشيما بالسلاح النووي الذي هو محرم دوليا والذي تعاني منه الى يومنا هذا اليابان! .


عليه وبحسبة بسيطة نجد ان على الولايات المتحدة الامريكية ان تعوض العراق عن قصف وحشي دمر البنية التحتية كاملة ,وحصار خانق دام ثلاثة عشر سنة ,واحتلال قائم ليومنا هذا مع عدم اغفال الجوانب الاخرى اللاحقة بكل ما قدمت به جرامئهم الهوجاء تلك من تفكك اواصر المجتمع وامراض اجتماعية ونفسية وانهيار اقتصاد وتدهور القطاعات والتجارية والصناعية والزراعية وتفشي الرشوة والفساد ,اضافة لقتل الاف الشباب العراقي سواء خلال حرب الخليج الثانية او الثالثة او خلال فترة الحصار اضافة الى مئات الوفيات من الاطفال نتجية سوء التغذية وظروف الحرب والحصار ناهيك عن البطالة التي زادت معدلاتها عن المستوى المقبول بأعداد كبيرة نتيجة حل الاجهزة الامنية او عدم قبول المتخرجين الجدد بسبب المحسوبية والعشوائية في التعيين بعد الاحتلال.


اضافة الى تراجع مراتب تسلسل العراق بين مصاف الدول المكافحة للامية الى اخر القائمة بسبب تسرب الاطفال ضمن مراحل التعليم الاساسي الى الشوارع واسواق العمل من اجمل ضمان لقمة العيش لعوائلهم .


وارتفاع معدل الجريمة المنظمة وغير المنظمة في العراق بعد الاحتلال مما ادى الى هروب رؤوس الاموال والكفاءات من الاطباء والمهندسين والعلماء الذين نجوا من التصفية والابتزازالى بلدان مجاورة او اوربا وامريكا ليبدوأ من تحت الصفر .


كم طريق سريع تحتاج امريكا ان تنشأ للعراق وكم سكة حديد ؟
ربما لو ربطت العراق بكل العالم لن تعوض ام ثكلا بأبنها الذي مات بين يديها وهو وهو ينتظر الحليب, ولازوجة تنتظر زوجها الذي يدافع عن وطنه وعاد لها اشلاء غير متناسقة محترقة وغير واضحة المعالم ليس له ذنب سوى ان امريكا تستخدم الفسفور الابيض المحرم دوليا في حربها ضد العراق ,ولن تعوض اب بأولاده ولا اولاد بأبيهم .ولا شاب تخرج من جامعته فوجد نفسه مضطرا لمغادرة العراق بدل ان يعمل فيه ليس لسبب سوا ان العصابات والمليشيات الطائفية تلاحقه اينما ذهب فأضطر ان يعمل في احدى الدول المجاورة في معمل خياطة او النزاحة بأجر اقل ما يقال عنه انه لايكفي لشراء السكائر .كما انها لاتعوض رجل سجن وتعرض لانواع التعذيب الجسدي والنفسي وخرج فوجد ان اولاده قد قتلوا وزوجته قد اغتصبت .


كم ستحتاج امريكا من دبلوماسيين لكي يشرحوا وجهة نظر امريكا للشعب العراقي وحتى دول الجوار العراقي حول خطأ ((الادارات السابقة )) في موضوع احتلال العراق .


وكم سنة من تصدير النفط الخام الامريكي وتصنيع الالات الثقيلة والمكائن لكي تعوض كل عراقي من ما لحق بهم ,فأذا كانت ليبيا اكتفت بخط السكة الحديدي والطريق السريع ,والكويت ليومنا تأخذ تعويضات حتى عن العمال الهنود الذين جرحت مشاعرهم نتيجة رؤية الدبابة العراقية في ارض الكويت وعن سيارة عامل فلبيني خدشت نتيجة الاحتلال .


فوالله ان العراق لو تعافى لن يرضى بتعويضات حتى قيام الساعة من امريكا ومن حالفها في احتلاله وتدميره وتدمير شعبه وقتل ابناءه .لن يكفينا لو بنوا لنا بيوت من ذهب وعبدوا شوارعنا بالفضة , نحن شعب لايحب الاعتداء على احد لوكن لن ننسى ثأرنا وان مرت عليه اجيال .فهل نسينا دم الحسين حتى ننسى دماء ابنائنا واخوتنا


لكم في ذلك عبرة ولنا فيه صبر جميل .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٩ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور