افراغ العراق من اهله .. استكمالا لحلقات المؤامرة

 
 
شبكة المنصور
طليعة شباب المنصور
منذ صعود البعث الى السطلة في العراق والدوائر الامبريالية-الصهيونية تخطط لأفشال مسيرته النهضوية والتنموية بشتى الطرق والوسائل من خلال الفتن الداخلية وفرض العقوبات واقحام العراق في حروب لانهاية لها ,حتى ان فشلوا وخاب املهم بكل ما فعلوا ,فأصطنعوا اكذوبة اسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق ,وصلته بالقاعدة فكان احتلال العراق وتدميره اول هدف لهم محشدين الجيوش والاعلام كله ضد العراق فكان لهم الاحتلال , ولكن ماذا بعد الاحتلال فاصبح جليا للمواطن العراقي ان التحرير المزعوم هو اكذوبة هوليوودية لااكثر وان ما وراء الاحتلال اهداف اكبر واعظم وربما هناك ما هو اكبر منها ولكنها غير جلية في الوقت الحاضر
وعودة لما نحن فيه احاول هنا ان احدد احد الاهداف الرئيسية التي جاء الاحتلال من اجلها ألا وهي ((افراغ العراق من اهله )) فعمليات التهجير في داخل العراق والى خارجه ادت الى تخلل في التوازن الديمغرافي والاجتماعي داخل محافظات العراق ومدنه الرئيسية ومن الجلي ان ذاك التهجير جاء نتيجة الفتن الطائفية التي باركتها امريكا المحتلة وغذتها الجارة العزيزة الجمهورية الاسلامية .


هاجرت العوائل الى خارج العراق ومنها ما غادر الى محافظات اخرى داخل العراق . اما الاخيرة فحالها اهون كونها في بلدها . اما من غادر الى الخارج وخاصة دول الجوار فمصيبته اكبر . فهو من المؤكد لا يستطيع العودة الى العراق وبالتالي فهو مجبر على البقاء خوفا على نفسه وعائلته من القتل والاعتقال وهنا يأتي الدور الجلي للحلقة الثانية من المؤامرة فأبقاءه معناه القضاء عليه تماما لانه لايملك سوى طريقين لاثالث لهما اما البقاء في البلد الذي ذهب اليه وهو صعب نوعا ما بسبب شروط الاقامة الصعبة والمعقدة ,اما الحل الثاني فهو القبول بأعادة توطينه الى بلد اجنبي ثالث وغالبا ما يكون هذا البلد "امريكا " وهي ايضا من ضمن حلقات المؤامرة .وخاطئ من يقول انه بالامكان الذهاب الى هناك للحصول على الاقامة ثم العودة بسهولة الى اي مكان اخر , وللجاهل بحقائق الامور اوضح ما يلي :


● ان قوانين الاقامة في امريكا تقضي بان يبقى الانسان المعاد توطينه على اراضيها لمدة سنة وثلاثة اشهر قبل ان يحصل على (Green Card ) او الكارد الاخضر وهو نوع من السماح للمواطن من غير الامريكيين للدخول الى امريكا في حالة مغادرتها اي ان الذي يرغب في البقاء للحصول على هذه البطاقة فأنه سيضطر للبقاء اكثر من سنة فقط ليحصل على صك الغفران هذا .


● في حالة حصول المواطن العراقي المتعب والمثقل بالهموم والسعيد بتوطينه في بلد الاحلام امريكا فأنه لايحصل على الجنسية والجواز الا بعد خمسة سنوات من اقامته في امريكا بعد تقديم معاملة طويلة الاجراءات والامتحات لكي تحصل الموافقة .


● في ما اذا افاق ذاك المواطن للحظة وادرك انه اخطأ في قراره في السفر وقرر العودة فان الحكومة الامريكية الرحيمة الديمقراطية تفرض عليه دفع اجور الطائرة التي اقلته من الوطن العربي الى امريكا بما في ذلك اجور الهبوط في المحطات الوسطية (الترانزيت ) , ومن المؤكد ان متوسط افراد اي عائلة عراقية هو اربع افراد وبحساب بسيط نستطيع ان نقدر المبلغ الذي يكلفنا العودة الى الوطن العربي .


● الدعم المقدم من منظمة الهجرة الدولية يستمر ما بين اربعة الى ستة اشهر وبعدها يجب ان يعتمد المواطن على عمله الذي لن يكون قطعا بشركة مقاولات او وزارة النفط , وانما في بار حقير او مطعم فقير او بأحسن الاحوال مسح زجاج السيارات في المرأب العامة وهي ادنى من عمل خادم العراقي في العراق , ومن المؤكد اننا كلنا سمعنا بقصة الوزير السابق الذي يقوم حاليا بقلي البطاطا في احدى المطاعم الامريكية .


● كيف يتوقع او يفكر احد ان امريكا ربما تريد لنا الامن والاستقرار وهي من اوصلنا الى هذا الحد التدهور وعدم الاستقرار التهجير , احتلوا بلدنا, احتجزوا حكومتنا في سجونهم , جائوا بحكومة عميلة , نشروا العصابات والمليشيات في شوراع العراق وزودوهم بالسلاح والمال والاوامر لقتل العراقيين وتهجيرهم , ساعدوا جارتنا العزيزة على اذكاء الفتن الطائفية وقتل العراقيين على الهوية , الخ من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية فكيف يكون لهم ان يقدموا لنا يد المساعدة ؟؟؟.


● والاجابة على السوأل الاخير , ان امريكا تعمل دوما على خلق مجتمعات داخلية ناتجة عن حروبها الهوجاء وهي نوع من المغازلة من ناحية ومن ناحية ثانية ان ينتقوا من ابناء ذاك المجتمع مجموعة تكون مستعدة للتعامل معهم في المستقبل للعب دور مستقبلي في ذات البلد الذي خرج منه قبل سنوات عديدة وهو عائد اليه بأوامر امريكية وبروءا امريكية ومثالي على ذلك العميل احمد الجلبي والعميل مثال الالوسي وغيرهم من الساقطين الذين اوصلوا العراق وبمساعدة امريكا الى ما نحن فيه الان علما انه لم يكن يعرف لاحمد الجلبي اي نشاط سياسي سابق ولا هو خارج من العراق كمعارض سياسي ولكنه أعد هناك اعدادا جيدا لكي يخدم مرحلة قادمة نحن نعيشها اليوم بكل تفاصيلها .


وانني لا اعتقد انكم ايها العراقييون تريدون ان تكونوا مثل الجلبي او الالوسي بل انكم اشرف منهم .


● هل هناك ضمان ولو بنسبة اعشار من المئة ان لن يقاتل ابني او يخدم في الجيش الامريكي ضد اي بلد عربي ؟ وربما يكون هذا البلد بلدي فهل سأصوب الفوهة على ابناء بلدي ؟


● هل سيكون لكم بعد خمس سنوات وبعد الحصول على الجنسية والتي سيبقى عليها ذكر الموطن الاصلي لمن يريد التخلص من الجنسية العراقية , اقول هل سيكون لكم ذات العزم ان تعودوا الى العراق او اي دولة اخرى بجوازكم الامريكي وتحصلوا على التأشيرة مباشرة غير ابهين بأحد ,فاين كرامتكم من كل ذاك؟ وان حصلتم على مغانم الدنيا , كيف للانسان ان يتخلى عن اصله ونحن ابناء تغلب وشمر وطي وتميم وخزرج ....

 

وبما ان امريكا دولة بدون حضارة فانها تحتاج ان يكون لها من كل حضارة نموذج فانها تأخذ من امريكا الجنوبية ومن كوريا وفيتنام والصين ومن الوطن العربي كي يتشبع مجتمعها بكل الثقافات لكي تعوض النقص الذي تعانيه وستظل تعانيه ما حيينا انها ابنة انكلترا الهجينة, فحقا ان امريكا لقيطة .


وخلاصة ما جاء في اعلاه فأن ما يحدث من عمليات اعادة توطين ليست هي اكثر من افراغ العراق من اهله الاصليين لحساب من جائوا من الشرق ومع الدبابة الامريكية وبالتالي يكون العراق لقمة سائغة لسارقي النفط من ابطال الكاوبوي والطامعين من الدول الاقليمية


فيا اهلي وابناء بلدي انتبهوا لما انتم قادمون عليه فليس من السهل ان تتركوا ارضكم وبلدكم لغيركم فلمن سيكون اولادكم تابعين وما هي جنسيتهم ؟


فما يحدث الان الا استكمالا لحلقات مؤامرة طويلة طويلة فأما ان نفشلها او نكملها بأيدينا بمعنى ان نتأمر على بلدنا وشعبنا او نعترض طريق المؤامرة .
فمن منهم انت ؟

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ٠٧ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور