بغداد في السجن ... وضوء السجن اقمار كرام

 
 
شبكة المنصور
صادق احمد العيسى

في توصية استراتيجية لمؤسسة راند المختصة بالشؤون العسكرية والامنية الامريكية في عام 2008 بالتعاون مع مركز التحليلات البحرية في مؤتمر (امريكا والتحديات الامنية لما بعد العراق )تم اقرار فكرة انشاء عزل بغداد بكلفة تقديرية تبلغ 560 مليار دينار عراقي (المصدر موقع مهند العزاوي ).


حقيقة ان هذه الفكرة هي ليست عراقية حتى العملاء من اصل عراقي هم يعرفون ان موضوع الفعل المقاوم لا يرتبط بما يضعه الطرف الاخر من معرقلات فالعراقيون يتعايشون مع أي جديد وبذلك هذه ال560 مليار تتحول الى مشكلة على عناصر النظام العميل لان حركتهم سترصد وتحدد المداخل بثمانية يسهل وفقها اصطيادهم وبالتالي من غير الممكن هروبهم في اللحظات الحرجة وان انتقالهم بالطائرات امر غير متصور وربما الطيار ذاته لايؤتمن جانبه اما اذا استعانوا بطيارين من ايران فلا اعتقد ان ذلك سيكون بشكل ابدي لانه ايضا غير ممكن .


اود ان اعرض عبارة لنتوقف عندها هي ان العدو لا يعرف العراقيين احتل بلدهم ودمر بنائهم التحتي الحضاري لكنه خرج خاسرا للمعركة ،اوهم نفسه انه ينشد الحق ثم اعلن اعترافه بارتكاب جريمة الحرب كانت وسيلته الكذب ،اما هؤلاء المساكين الذين ربطوا مصيرهم بالاحتلال فلسان حالهم هو ما حل بأبن اوى لما دخل سورا من فتحة صغيرة واكل حتى اكتنز شحما و لم يعد قادرا على الخروج من ذات الفتحة فقيل له لا بد ان تصوم لتنحف الى المستوى الذي دخلت فيه.... فهولاء سرقوا المال العام واميركا ستغادرهم هاربة وقد الزمتهم بسياج موتهم هو تطويق بغداد وهذا هو ذات مصير ابن اوى الذي ذكرنا حينما يطبق فكي العراق عليهم .


ان الفعل المقاوم يتولد بنمو بذوره في داخل النفسية العراقية وهي ترى ان العراق يسرق ويمنح للاجنبي وان كرامته تهان ، هذه البذور عندما تنمو تماما هي مثل أي شيىء طبيعي بالنفس غير مرتبط بحزب ولا بحركة ،ان الحركات والاحزاب السياسية الثورية في العراق هي تاطير لفعل العراقي وليس انشاء هذا الفعل وفي افضل الحالات يكون دور الحزب او الحركة السياسية هي انضاج الفعل وتنسيق الافعال لا خلقها ان ياخذ دور الحركة الاولى الابتدائية التي تشكل الدورة الاولى وبعدها تجري الامور بشكل طبيعي مرتبط بنفسية العراقي وتكوينه ، كما كانت على سبيل المثال معركة الاعظمية بادرة الفعل المقاوم التي قادها البطل الشهيد صدام حسين في نيسان من عام 2003 ثم انتشرت الافعال للعراقيين كل من موقعه ، لان الدفاع عن العراق هو فعل فطري عراقي متاصل بنفسية العرقي المقاومة للاحتلال ،ارجو ان لا ( افهم اني احاكي المنطق الذي يحاول ان يجرد حزب البعث من شرف انضاج وقيادة المقاومة لا ليس هذا ما اريد )،وليس هذا انشاء ، خذ كل الصور التي مرت على العراق ،قبيلة اياد تقاتل كسرى وينتصر العراقيون بكل اطيافهم ..

 

الجواب فعل عراقي ،معركة كوت الزين عام 1914ومعركة الشعيبة عام 1915 وثورة العشرين عام 1920 ،لم تكن القيادات منشئة لها لكن مؤطرة لها نأخذ ثورة مايس 1941 واقرأ الجانب النفسي لقيادتها وهم يتحدون بريطانيا العظمى، القيادة التي استطاعت ان تتخذ قرار مقاتلة بريطانيا انذاك ؟؟؟ أي نوع من البشر اولئك؟ ...صدام حسين... يعرض عليه قبل اغتياله ان يعترف بأسرائيل ويعطى ما يريد ... ، يبلغه بذلك المحامي ، صدام حسين يقبل ان تتم عملية اغتيله ويبقى صدام حسين ..هذه الصور هي العراق والعراقيين اما غيرها هذا سرق بنك وذاك سرق انابيب النفط وهذا حبزبوز يوم معتم واخر حاسر حينا في المسجد مبلغ وليلا (....)هذا ليس من العراق..هذا يصدق عليه قول مطيع ابن اياس حين مر بالفضولي الذي رافق مجموعه تم اعدامها (اما انت فلست منهم وتدل عليك عانتك)القصة ممكن العوده اليها في كتاب البيان والتببين للجاحظ .


اعود الى موضوع سجن مدينة بغداد هو كمؤثر على الاداء المقاوم لا ، لان العراقيون جميعا مقاومون ولا يستطيع احد ان يزايد على الاخر ثم ان العدو وعملاؤه يستطيعون ان يبنوا اسيجة لكنهم لايستطيعوا الاحتماء بها.


هذا الفعل سيجعل لابناء مدينة الثورة والشعلة والحرية الذين سيتاثر رزقهم عندما يحصل ضغط على العراقيين وهم يدخلون بغداد وتتحول عن مركز بغداد التجارة وتموت الشورجة وسوق جميلة ،وربما تتحرك عن بغداد بعض المرافق العامة فتنعدم فرصهم الوظيفية وبعد ان اطلعوا على حقيقة المزايدين بأسم الدين سيتحولون بالمطلق الى الصف المقاوم ويرفعون شعارا لهم قصيدة الشاعر ( نعرف الباكنه ونعرف اليوميله ).


وانت يا مدينة العز كفاك فخرا ان عملقة امريكا عجزت عن احتواءك، فاحتالت مؤسسة رند بمشروعها اللئيم الخسيس بسجنك ، هم سيضحكون انهم سجنوك لكنهم سيبكون كثير تماما مثل نوري كامل الذي امر باغتيال صدام حسين الان يريد 30 مليون دولار راتب تقاعدي ولواء لحمايته وهو غير مطمئن وانا اؤيد رايه لا لا تطمئن يا نوري لو بقيت امراة واحدة في العراق فأن حياتك غير امنه ، انت لا تكافىء دم صدام حسين ، لكن ماذا افعل للذين لا يشفي صدورهم الا بعد ان يروك تتجرع كاس لسم الذي تجرعه المرحوم الخميني .


اقول ان سر الحياة لايسجن فلا احد له سلطة سجن الهواء وانت سر الحضارات يابغداد
اذا انت مت ماتت كل القيم وانهارت كل البنى بك تقوى الانسانية ومن رباك يصعد السلام ومن افكارك ينضج الايمان .


سلام عليك بغداد والحمد لله رب العالمين

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ١٨ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠١ / حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور