تــركـيـــا وبـعــد ،،،

 
 
شبكة المنصور
عبدالله الصباحين - الأردن

تفوقت تركيا بموقفها على النظام الرسمي العربي بل أحرجته وعرته أكثر مما هو عاري، وللموقف دلالته الكثيرة والواضحة وللحدث وقع خاص وتأثيراته الكثيرة وتداخلاته التي حملت البعض على الحديث خارج النص لأسباب واضحة حينا ومجهولة حينا أخر.


في البداية الموقف التركي موقف مشرف اعتمادا على فهم السياسية التركية واليات تحركها الدبلوماسي وموقعها في الخارطة السياسية الدولية وتركيبتها السياسية الداخلية .


في معركة الخندق الغزاوية التي انتصر بها العربي الصامد في غزة العزة كان لتركيا موقف متقدم من خلال مهاجمتها الكيان الصهيوني بصورة مباشرة وإحراجها للنظام الرسمي الذي وقف ساكنا أمام ما يحدث بل دعم سياسيا الكيان الصهيوني .


وتطور الموقف التركي ليأخذ صيغة الهجوم الإعلامي على الكيان مما أثار الحراك الدبلوماسي في حلقة صراع واضحة بين قوتين حليفتين أساسيتين لأمريكا.


الموقف التركي الرسمي كان مستغربا ومفاجئا ودارت الأحاديث الكثيرة حول فهم ما يدور وخاصة مع الإعلان التركي ما بعد معركة غزة انه قادر على ملئ الفراغ في العراق في حال انسحاب القوات الأمريكية ، هذا الإعلان الذي جاء على لسان وزير الخارجية قوبل برد حاسم من قبل المقاومة العراقية أنها ستعامل الجميع معاملة المحتل ، مما دفع الحكومة التركية للصمت وعدم الرد بل لم تعيد طرح الموضوع مرة أخرى من خلال وسائل الإعلام .


القيادة التركية تبحث عن مكان لها في خارطة المنطقة وتبحث عن دور رائد ومتقدم وكان هذا بمباركة أمريكية لتكون بديل إيران التي قلبت الطاولة على أمريكا في العراق ونفذت أجندتها الخاصة و المتعارضة مع المصالح الأمريكية ، ولوجود التفاف شعبي عربي حول إيران واعتبارها من خلال الترويج الإعلامي المدفوع أنها المدافع عن الحقوق العربية في فلسطين ولبنان .


ومع أن المروجين لهذا الأمر يقبضون شيكاتهم من السفارات الإيرانية لتلميع صورتها يرفضون وبشكل قاطع الحديث عن الدور الفارسي في العراق بل يبرئون الساحة الصفوية من مجازرها في العراق.
لتركيا حساباتها الخاصة ولها ما لها من أجندات خاصة وهذا لا يلغي تقديرنا للموقف التركي حول غزة.


والحديث هنا ليس عن المعركة الدبلوماسية بين الكيان الصهيوني وتركيا بل المعركة التي لم تعلن بين تركيا وإيران والتي لازالت تظهر بمظهر الود ولكن يدس السم للحفاظ على وجه إيران الداعم للمقاومة .


تشترك تركيا وإيران بموقف واحد اتجاه الأكراد وبينهما تنسيق امني بهذا الخصوص ، وبموافقة أمريكية لم تعلن وقع على اتفاقية المفاعلات النووية بحضور البرازيل المعروفة بنظامها الموالي لأمريكا والذي لعب دورا مهما في الدفاع عن مصالح اليانكي في أمريكا اللاتينية واستخدمت أيضا أراضيها لتشكل تهديد للنظام الوطني في فنزويلا .


فالاتفاقية وان ظهرت معارضة البيت الأبيض لها إلا أنها تمت بتنسيق مسبق بعد أن وصل خيار الحرب إلى درجة القطعية النهائية ، وأمريكا لا تريد حربا مباشرة مع إيران كون قواعدها العسكرية في مرمى الصواريخ الإيرانية وكون إيران أيضا تحتفظ بحدود واسعة مع أفغانستان .


فخيار الحرب غير مطروح وبخاصة أيضا مقدرة الدولة الفارسية من تهديد مباشر لأمن الخليج العربي والذي تراه أمريكا برميل نفط يدعم اقتصادها .


تتشابك خيوط المنقطة لتصبح عقدة لا تحل ألا بقطها بالسيف.
ينشط ألان المروجين للسياسة الإيرانية لتجميل صورتها والإبقاء على هيبتها كداعم رئيسي للمقاومة فخرج علينا السيد حسن نصرالله في خطابه الجماهيري ليتحدث عن الدور التركي ويهاجم النظام الرسمي العربي ولم يضيف شيء جديد بل تحدث عن مجريات ما حدث وكأنه الوحيد الذي يمتلك الخبر والمعلومة وكل ما أراد أن يقوله قد قاله بطريقة شكسبيرية واضحة عندما تحدث عن إيران ودورها ما بعد ثورة الخميني كيف قطعت علاقاتها مع الكيان ولم تعترف به كخيار استراتيجي وقناعة فكرية ، وتبث قناة المنار التابعة لحزب الله برامج تسويق الجمهورية الإيرانية كداعم للمقاومة كان آخرها مشاهد لقاء الشهيد ياسرعرفات مع الخميني .


معركة دبلوماسية تحتدم بين تركيا والكيان ومعركة أخرى بين تركيا وإيران لكنها معركة ناعمة الهدف منها الإبقاء على الوجه الإيراني وإخفاء قبحه بأي طريقة كانت.


الكل يتقاتل على قيادتنا ليصلبونا وكل على طريقته والأمة العربية بأحزابها وجماهيريها تنقاد خلف هذا المعسكر وذلك متناسين أننا نملك مشروعنا الحضاري الناهض .


تارة نرفع علم تركيا وتارة أخرى نمجد ولي الفقيه، وللأسف ومع كل ما يحدث لازالت غزة محاصرة وأهلها جياع والمقاومة العراقية وحيدة تترك فهي خارج نصوص حراكهم الدبلوماسي.


نشكر تركيا ولن ننسى موقفهم ولكننا أيضا لن نسمح لهم أن يكونوا أوصياء علينا والدولة الفارسية عدونا مهما فعلت وكل عمليات التجميل لن تظهرها ألا عدو فشعبن العربي واحد في غزة وفي الضفة وفي عموم فلسطين هو نفس الشعب في بغداد والانبار والنجف .


وما يحدث اليوم يزيدنا إصرارا ويقينا أن تحرير الأمة ونهضتها لن يكون ألا بسواعد أبنائها ، بل معاركهم كلها ما خفي وما ظهر يدفعنا بإصرار للتمسك بيعتنا للمقاومة العراقية وسيدها رمح الله عزت الدوري .


نشكر من يقف معنا ولا يمكن أن ننسى موقف حتى لو كان تضامن ببيان، لكننا أيضا لا نسكت عن حقنا ولا نسمح لأحد بتجاوزنا.

 

Etehad_jo@yahoo.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور