لا تنتظروا المعجزات يا عرب

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

بالامس مع صلاة العشاء في مسجد الطباع التقيت عالم عراقي صديق ، ذهبت معه الى داره لنحتسي الشاي ونمضغ التاريخ ، والحوار  عن العروبة والاسلام   حوار مر ، فعيون الامة  تنزف في التحديق ذاهلة مشغولة بالعبث  الصهيوني الصفوي الفارسي   .


قال صديقي العالم  وعلى رقبته اثار طلقات نارية بفعل  زناة رعاع الحشاش مقتدى الرذيلة والجهل  : انا ورفاقي المهزومين نعاني القر و الضياع و نذوب مع تسارع الاحداث وهموم الوطن  ، ليس لنا تنظيم او صلات او اي دعم ، الاخوة وابناء العم باعوا العراق كما باعوا فلسطين ، وأحزاننا ليس لها اسم او فجر ، نحلم بالبشرى بالقلب الذي يحنو على العراق ، ينهي انين الاحباب والاصحاب و الربع والرفاق ، يعيد الامن والامان و  اعمار العراق ، ويوفر الماء والكهرباء و الغذاء و الدواء اقلها للعباد . انتخبنا السيد علاوي وقائمته  بلا تحفظات ، وتسامينا على الجراح ،  وغمسنا اصابعنا  باللون البنفسجي لنقول لا للصفويين الفرس و لعل السيد علاوي يصدق ويلتزم بما رفعه من شعارات ويكون قد حفظ الدرس !   


أحسب ان الكثيرين في أمتنا وقد أعيتهم أثقال ما تواجهه أمتهم من تحديات يجدون عزاء في أحلام اليقظة وفيض من السماء يمدهم بجنود لم يروها تقاتل عنهم عدوهم وتحيل ظلامهم نهارا وانحسارهم نصرا . وليس عجيبا ان يجد الناس عزاء في استلهام المعجزات تخفيفا لقلوبهم المثقلة ونفوسهم التي انهكتها غوائل الزمان . وكم قرأنا وسمعنا ورددنا في السر والعلانية وفي العقل الظاهر والباطن لو كان صلاح الدين الايوبي موجودا و لو لم يغتال الصليبيين  والصفويين الفرس والموساد صدام حسين لتجاوزنا ما نحن فيه من واقع حالنا  ، وتمكنا من تحرير فلسطين والعراق ، وتغلبنا على كل ما نواجهه من تحديات وعثرات ونكبات .


يا اهلنا في  فلسطين صلاح الدين لن يعود .. يا اهلنا في العراق  ،  لا تنتظروا المعجزات ، صدام القائد العظيم ادى وفعل فعلا حسن في مسيرة العراق والامة وفي نصرتها ، وأسس لمقاومة وطنية ، وقدم حياته في سبيل ربه ووطنه وقرع ابواب الجنة ، ولن يعود ،  وانتم اليوم امام التحدي وصدام اشعل لكم وللامة شمعة تنير الطريق ، ولابد من قبول التحدي والاستجابة له با ساليب ناجعة  وجامعة تتناسب مع الرد على مخططات الصفويين والصهاينة  ، الانحاء باللائمة او شتم الظلام والزمان الغادر عبث وضياع وقت ، ونحن نعيش اليوم في ايام تتمثل فيها المعجزات والانجازات بالفعل لا بالاقوال ، وعلى كل عراقي وعربي شريف ان يشارك بقدراته وتخصصاته ومواهبه التي حباه الله بها من اجل تحرير العراق وفلسطين ، ان عهد الفروسية والابطال والعبقريات الفردية قد مضى وأنقضى واصبحنا نعيش عهد الشعوب والعمل الجماعي ، وكلنا صار عليه ان يكون تحت السلاح ، والسلاح ليس المدفع والصاروخ و الطائرة والرشاش فقط  ، وانا أقصد نظام سلاحي فيه كل المتاح من العدد الحربية وفيه اساليب التوجيه المتجددة دوما من الكلمة الى التصوير الى الحاسوب وشبكات قيادات مترابطة للتنظيم الشعبي العام . وتحرير الاوطان عمل شاق وهادف ولابد من التضحيات ، والتعامل باديء بدء بارادة التحرير ثم بتوحيد الصف واخيرا بالاستخدام الذكي للاساليب والسياسات والاسلحة المتوفرة للمقاومة الوطنية ، وخالد بن الوليد وصلاح الدين الايوبي وجمال   وفيصل و الحسين و صدام   يعز الزمان بأمثالهم وليسوا ظاهرة خارقة تدخل في تصنيف المعجزات وانما هم اعزاء بارادة قومهم وطاقاتهم وعزائمهم . فان كانوا في احلام يقظتنا فيجب ان نجعلهم ضمن طموحات اعمالنا وطاقاتنا وارادتنا وجميعها بوفرة .

 

حدثت صديقي العالم العراقي الشجاع   الذي تعرض لمحاولة اغتيال وحماه الله ، في شؤننا العامة وقلت له : انتم انتخبتم اياد علاوي وقائمته مقابل ماذا ؟ هل لسواد عينه ام لأنه أبو حمزة ؟! السياسة تبادل مصالح ، ومصلحتكم في تحرير وطنكم ،  والنتيجة كما نرى ونسمع ونقرأ  ان السيد علاوي يلهث للتحالف مع القزلباشي الهالك قاتل مليون ونصف عراقي و مشهود له باللصوصية والفساد ، وملالي قم وطهران يريدون  العراق ولاية صفوية وقاعدة انطلاق للصفوية ونشر دين اسماعيل الصفوي لبلدان الخليج العربي وصولا لهدم الكعبة ،  وهم رافضين للسيد علاوي بكل الوجوه ،  ومصرين على انهاء وجود شيء اسمه العراق ، واجتثاث البعث والقوى الوطنية العربية من اهل السنة والشيعة بازدياد ، و اصدروا فرماناتهم لكلابهم ان يتالفوا ومع الشعوبيين الاكراد المتصهينيين يقسموا ارض العراق  ، فما ذا القوى الوطنية العراقية والسيد علاوي فاعلين  ؟ وكيف سيواجهون ويضمنون تواجدهم في ظلال مستجدات الاحداث المتسارعة ؟


قال صديقي موجها كلامه لنفسه بنفس القدر الذي وجهه الي   :  اخي  ابا الحسناء هذا سؤال يجب ان يمعن النظر فيه كل واحد في امتنا لأننا جميعا في قارب واحد .
لا تنتظروا المعجزات يا عرب .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠١ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٥ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور