لكي لا يذهب البعض بعيدا !!

 
 
شبكة المنصور
نصير الشيخ - رابطة أهل الحق

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }
صدق الله العظيم



إلى أولائك الذين أفتوا بحتمية المشاركة في مهزلة الانتخابات والى كل أولائك الساسة عبدة المحتل وأذنابه ساسة محليين وإقليميين ودوليين والى من يريد حفظ ماء وجهه القبيح أولائك الغزاة المندحرين بأذن الله ... لكل هؤلاء بأصنافهم الموصوفة نقول اذا كنتم تكذبون على أنفسكم أو تتظاهرون بالغباء فهذا شأنكم إما اذا توهمتم بأنكم تضحكون على الشعب والأمة والأحرار في الإنسانية حاشاهم فهذا من السخف المردود عليكم فما من مواطن شريف في العراق والأمة والإنسانية الا وهو مؤمن أيمانا مطلقا بأن لا مشروعية ولا نزاهة لهذه المهزلة ( الانتخابات ) لأنها باطلة وغير مشروعة شرعا وعرفا وقانونا فهي من صنع وتدبير المحتل الذي لازال يتحكم بمقادير العراق السياسية والأمنية والاقتصادية بل يرسم سياسة المنطقة برمتها وينفذها الخانعون ... نقول كما يقول غيرنا من مناهضي مشروع المحتل قادة فصائل الجهاد بكل عناوينها أن دعاة المشروع الأمريكي الصهيوني ومروجيه مهما حاولوا بأساليبهم الخبيثة تحت ذرائع أقامة نظام ديمقراطي للخروج من المأزق السياسي والأمني ودرئ المفاسد ما هم الا مروجون لسلعة رخيصة يأبى شعب العراق شرائها بل أنهم يرتكبون اشد المعصية ولانستنثي منهم أحدا بما فيهم من أفتى ودعى الناس للذهاب إلى صناديق الاقتراع ... فهل استطاع هؤلاء الإفتاء بالجهاد ومقاتلة المحتل ومحاربة مشروعه السياسي باعتباره فاقد للشرعية ... فمتى كان تعطيل الجهاد في حالة عدم تكافؤ القوة ضرورة ...

 

أين هم من قوله تعالى (( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله )) وإذا كان القتال في عهد الفتوحات الإسلامية بالسيف والسهم فهذه عدة القتال المتيسرة حين ذاك وعندما قاتل القائد صلاح الدين الأيوبي جيوش الروم وحلفائهم في الحروب الصليبية ... ألم يكن فرق القوة غير متكافئة في العدة والعدد ونوع السلاح ومع ذلك خاض غمارها فأرغمهم على الاستسلام صاغرين والعودة من حيث أتوا ولازالت خططه الحربية تدرس في الأكاديميات العسكرية وهكذا هو حال السياق التاريخي للتطور أم أنهم نسوا معارك الجهاد التي خاضها جيش العراق العظيم في القادسية الثانية وقهر الفرس وأذلهم وكذلك معارك الشرف في أم قصر والناصرية ومعركة الفلوجة الأولى التي خذلت أمريكا بكل جبروتها وقوتها الغاشمة فدفعتها لاستجداد الهدنة مع هذه المدينة الصغيرة في حجمها العظيمة بفرسانها ...

 

كيف يفتي هؤلاء لعملية مخابراتية من صنع المحتل الغازي الكافر الذي أعلنها صراحة ( انها حرب صليبية ) وهم يعلمون جيدا أن هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحذر من مولاة الأعداء على المسلمين فدعم هذا المشروع ( الانتخابات ) بالدعوة له يعتبر مولاة للغزاة بالقياس لان المهندس والمستفيد منه المحتل ويعد انتصارا له ، كما أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة توجب مقاومة الغازي والوقوف مع السلطان مهما كان الرأي فيه وفي قراراته وتجرم خلعه وفق الطريقة التي جرت بما حملت من تضحيات جسيمة بشريا وماديا وحضاريا بل تشدد على قتل الحاكم الذي ينصب في ظل وجود الأول أو وجود خليفته بناء على وصيته أو قراره ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما )) رواه مسلم ج3 ص1480 ... أليس أعضاء المجلس الوطني السابق هم منتخبون من الشعب والرئيس الراحل صدام حسين منتخب من الشعب أيضا وعند أسره أوصى بخلافته إلى السيد عزت إبراهيم الذي يقود الجهاد الآن ضد الغزاة وبهذا ينطبق معنى الحديث على الانتخابات البرلمانية الحالية. ثم أن هدف أمريكا الهروب بنصر كاذب فكيف لنا ان نمكن لها هذا الهدف والزهو ... هل هذا جائز شرعا والثمن دماء الملايين من العراقيين وهتك اعراضهم وتدمير بلدهم والجاني يسرح ويمرح ويحصد الجائزة بأيدينا ...

 

لماذا لم نسمع تلك الأصوات التي كانت تطبل لمجرد ضعف في الخدمات في العهد السابق رغم كل ظروف الحصار الغاشم بينما تسكت اليوم أو خفت صوتها عن جرائم الاحتلال وأذنابه بفضائح سجونهم السرية سيئة الصيت وانتهاكهم لحقوق الإنسان وأعراض العراقيين والعراقيات وما يقومون به من جرائم القتل والتفجيرات ضد المدنيين الأبرياء لإغراض الشحن الطائفي ... أين هؤلاء الذين لم نسمع لهم صوتا لحث الأمة والإنسانية والمنظمات الدولية للانتصار للشعب العراقي المبتلى وهو يعاني المآسي ... إما أولائك الساسة وتجار الشعارات فنقول من السخرية أن تجد في بلد أكثر من ( 500 ) خمسمائة حزب وأكثر من ( 6،000 ) ستة آلاف مرشح يتنافسون على كراسي ما يسمى بالبرلمان المهرج ال ( 325 ) كرسي والكثير منهم نكرة لم يصوت له حتى زوجته وأبناءه ... هؤلاء الذين يتعرضون لعمليات التصفية الجسدية كل يريد قتل صاحبه فهم لم يألفوا سوى المافيات والمجرمين واللصوص ، نقول حتى أنهم لايستطيعون الخروج إلى الشارع وبين مؤيديهم الا تخفيا وبحراسة مشددة ...

 

أية ديمقراطية تلك التي مبدأها ( لو أني لو أنت والشاطر اللي يغلب ) و ( جاك الذيب .. جاك الواوي ) و ( احترس من الخط )وبالتأكيد ان الغالبية العظمى منهم ليس في خلده خدمة العراق وإنما قنص فرصة في زمن ضائع لملئ الكروش من ملايين الدولارات النازفة من خيرات العراق التي لا عداد عليها فهذه الملايين من وجهة نظرهم تستحق المجازفة بالحياة وإلا قل لي بربك أي دوافع تجعل هؤلاء يصرفون الملايين من الدولارات والدنانير على عملية ( لو تصيب لو تخيب ) والكثير منهم خابوا ... سياسيون كانوا قادة في أحزاب بعضها ديني وهؤلاء كنا نعتقد ان رابط التمسك بالمبادئ لديهم أقوى ... تركوا أحزابهم وتنكروا لمبادئهم بل ندموا على تاريخهم فيها فذهبوا إلى كتل علمانية كانوا لزمن قريب يكفرونها ... أليس معيبا على قادة من هذا النوع يكتشف انه كان في وهم كبير ...

 

نحن لم نسمع في الأحزاب العلمانية ان شخصا خرج على الناس وقال أني نادم على تأريخي في ذلك الحزب !! .... اما لساستنا العرب نقول هل فعلا أنكم مؤمنون بديمقراطية أمريكا في العراق ؟ ان كان كذلك فعار عليكم وعلى مخابراتكم أم أنكم تجارون الموقف الأمريكي وتصريحات ساسته على هذا النصر الكاذب ( الانتخابات العراقية ) أقول هل نسيتم العراق صاحب المفاخر والبطولات بوابة الأمة الشرقية الذي حمى بأجساد أبناءه عروشكم من الغول الفارسي وشعاره تصدير الثورة وهاهو يقع فريسة لدجالي فارس يصولون ويجولون فيه ويقتلون ويدمرون شعب العراق بكل قيمه وتاريخه وحضارته ونهب ثرواته ...

 

تركتم إيران السوء تقف على مقربة من أعتابكم باحتلالها العراق واقعيا برضا وترتيب أمريكا حليفتكم ... أين غيرتكم ... أين انتمائكم العربي ... هل ستهتز شواربكم أم ستحلقونها حتى لا نطالبكم بثمنها ومعناها ... نحن لا نطلب منكم القتال معنا رغم انه واجب شرعي لأننا من امة واحدة ودم واحد ودين واحد غالب ولكن على اقل تقدير عدم التعامل مع نظام نصبه المحتل ورسم سياسته حاضرا ومستقبلا وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات المهزلة باعتبار أن إيران ترسم ملامح الحكومة القادمة كما نطلب منكم دعم مشروع المقاومة العراقية ورؤيتها لمستقبل العراق بعد ان تحكموا واجبكم الشرعي وقيم الأمة وصفات الرجولة وأصالتها ...

 

اما ما تسمى بالجامعة العربية فأقل ما نقول بحق مواقفها يرحمك الله وإنا لله وإنا إليه راجعون بيد أني أجد من الواجب القول ان من السفاهة ان يصرح أمينها العام وعبر وسائل الاعلام عند زيارة (الرئيس) الطالباني الأخيرة إلى مصر ليقول ( لقد طمأننا فخامة الرئيس طالباني على الوضع في العراق ) وهو يعلم جيدا ان فخامة الرئيس لايهش ولا ينش ويلعب مع الجميع في نكتة اسمها التوافقات السياسية ونسف الاستحقاق الانتخابي فهو مهوس بالنكات في زمن المصائب التي يصبح فيها الحليم حيران ويشيب لها الولدان وتقشعر منها الأبدان ومن السخرية أيضا أن يحاول البعض القياس بين الانتخابات ( العراقية ) والانتخابات البريطانية من حيث سرعة تشكيل الحكومة وعار على من يقيس بذلك خلافا للمنطق ... كيف تريدون من أناس مهنتهم بياعي مسابح ومحابس في حواري السيدة زينب أو رادود في المواكب الحسينية أو مزور ولص تربى على ذلك ويصر على اخذ مباركة المرجعية والخامنئي وزيارة قبر الأمام الخميني أن يشكل حكومة بسرعة البريطانيين أي سخف هذا ... هؤلاء يفتعلون الأزمات ولو على حساب دماء العراقيين لإطالة عمرهم في السلطة .. حسبنا الله ونعم الوكيل ... فالى كل هؤلاء نقول ان شعب العراق جعل من أفكاركم ومنكم أضحوكة يتسلى بها كلما ضاق به الحال ( وشر البلية ما يضحك ) ...

 

اما فرسان الشعب رجال المقاومة الشجعان فأيمانهم جازم بان خيارهم المقاوم هو الطريق السليم والناجح لهزيمة الأعداء ومشروعهم وبناء العراق من جديد على أسس استحقاقات الفاتحين مستندين في ذلك على وعد الخالق سبحانه لهم ( ألا إن وعد الله حق ) ومن ثم دعم شعب العراق العظيم الذي سيتحول إلى شعب المقاومة بعد أن يأس من السماسرة ووعودهم ... وهاهي نتائج ( الانتخابات ) واستحقاقاتها تذهب إلى مزبلة التاريخ خير دليل ... لا ديمقراطية ولا قانون ولا دستور بل وحوش وهوى ومحاكم اتحادية تفسر أهوائيا بعصا المالكي وجوقته ومافياته وهو يفي بوعده ( هو احد يكدر يآخذها حتى ننطيها ) وبالتأكيد فأن مسار المشهد السياسي اليوم ينبأ بنذير الاحتراب الطائفي ...

 

فلا يذهب الواهمون بعيدا فالنعامة وان دست رأسها في التراب فعورتها مكشوفة ... ألا تبا لمن ارتضى ان يقلد النعامة ليكون فرجة للآخرين ... تعسا لتلك الخيارات إلا خيار المقاومة ... فطوبى للمقاومين المحفوفين برعاية العزيز الجبار ونصره الموعود (( ألا أن نصر الله قريب )) .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور