إعادة إندماج التوائم السيامية والعودة على بدء !

 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي

راهنا مرارا" على ان الانتخابات لا فائدة منها ولا جدوى، فاتهمنا البعض بقصر النظر وضعف الدراية السياسية! بل ووصل حال البعض الى أن يسمونا بوهن الارادة الوطنية وضعف تدبر ما تتطلبه للحفاظ عليها !.

 

راهنا على ان الانتخابات وهم لا يحقق أمنيات، وأمنيات واهمة وعندنا ألف مبرر لليقين باننا نسير بثبات لكسب الرهان لاننا ببساطة نعرف تفاصيل ما جرى وما يجري لانهاء عروبة العراق وشرذمة وحدته الجغرافية والبشرية وباستخدام الانتخابات الاحتلالية كاحدى مطارق التنفيذ...

 

فاتهمنا البعض بالتطرف وعدم القدرة على المناورة والتكتيك ووسمنا البعض بالتحجر والتجمد ..!. بل ان البعض قد تغذى على موقف قاصر هو اننا نعتاش على الماضي ونداعب اوتار الضائع !.

 

قلنا ان ((دولة القانون)) مكون من مكونات الطائفية، ووجه آخر من وجوه المجلس الاعلى أو ما سمي تلفيقا بالائتلاف الوطني وكلاهما يمثل مفردة من مفردات اللعبة السسياسية الاحتلالية الطائفية الايرانية من جهة والتي تعمل لتوطين ولاية الفقيه وشبيهاتها من النتاج النظري للحوزة, و اللعبة الأمريكية من جهة ثانية التي تستخدم مظلة الحماية الامريكية تحت غطاء التقية الحوزوية المعلنة على رؤوس الاشهاد..

 

ولم يرد البعض تصديقنا لانه توهم او اوقع في شراك الوهم بصدقية ادعاءات حنقبازات السيرك الفارسي او تعمد الانضمام الى جوقة المهللين والمطبلين لمعجزة الانقلاب الذي قاده جلالة امبراطور بسطات أزقة دمشق والسيدة زينب المقامر المرتزق نوري المالكي وحول فيه بقدرة قادر جزءا من تنظيمات الدعوة العميلة أبا عن جد وبالوراثة وبالسليقة وبالفطرة الى حزب مختلف يجنح الى الضفة الوطنية ويحاول أن ينأى ويربأ بنفسه عن السباحة في حوض الطائفية الفارسية وانه يسبح مع تيار التكييف لمرحلة ما بعد استلام السلطة تحت حراب وبساطيل المارينز ليكون عراقيا اكثر من كونه ايرانيا – امريكيا عبر ازدواج العضوية الحياتية والولاء بعقد شراكة الغزو والاحتلال!!

 

قلنا, غير ذي مرة, بان التشكيلين اللذين انفصلا تحت ظروف تطلبت داخليا وموضوعيا ذلك الانفصال للتغلب على عقبات منها الرفض الشعبي واحتضار الحواضن وافتضاح الروح البشعة الكريهة وافتضاح أجندات الفساد المعمم الجشع المعروف بشراهته الجرادية للمال والسلطة والجنس, واظهارهما لبعض الخصومة وعراك الديكة، إن هو الاّ تصرف مسرحي تمثيلي محض ولا يمس في واقع الحال جوهر عقيدتهما الطائفية الواحدة ولا عمالتهما المشتركة التي سقطوا بها جميعا بهدف تأسيس ( الدولة الشيعية) تحت امرة ولاية الفقيه الايراني حينما تعاقدوا مع اميركا والصهيونية لغزو بلادنا واحتلالها وانهاء كيانها العروبي.

 

ائتلاف الطائفة الفارسية هو من مهر دستور نوح فيلدمان بكل ما فيه من مطبات، بل مفخخات لا يمكن ان توصف بغير وصف المدمرة للعراق. هو نفسه الذي قدّم نفسه على انه رائد الحكم الفيدرالي وبدعته المبتكرة امريكيا" وصهيونيا" وايرانيا" لذبح وحدة العراق وقبلها عروبته واسلامه. وجناحي الاندماج القديم _ الجديد هم مَن تداول بفضاضة وقلة حياء مصطلحات المناطق المتنازع عليها للتماهي مع حلفهم الكردي ومنافقته على حساب العراق وشعبه. هم مَن قتل وفجّر في الشوارع والحسينيات والجوامع والمراقد المقدسة ليوصلوا شعبنا الى حافات الحرب الاهلية بعد حرب التطهير العرقي التي اعلنوها اثر تفجيرهم مراقد الائمة الأطهار في سامراء لتكون سببا كافيا لهكذا حرب وهكذا تطهير. هم ذاتهم بدمهم ولحمهم .. غير انهم أدركوا ان عليهم ان يغيّروا مفردات اللعبة ليتغلبوا على فضائحهم وليدثروها كلا" أو جزءا" بغطاء الادعاء الكذاب بالوطنية ودولة القانون والمؤسسات. انهم ببساطة خدعوا الشعب العراقي وخدعوا بعض القابلين للسقوط في شراك الخديعة تحت تأثيرات الوهم أو هوى النفس للحفاظ على وجودهم متواصلين مع وهم العملية السياسية الاحتلالية الاجرامية وما تدره من ارباح الارتزاق والسحت المغمس بالدم العراقي والحرام الشرعي بكل اشكاله.

 

اذن .. لأحرار العراق ومثقفيه وعلماءه وطلائعه الواعية .. لا جديد في ما أُعلن، بل هو عتيق جدا و لا نعتد به ولا نتعامل معه الاّ في كونه عودة على بدء أو بكلمة اخرى هو لقاء الاخوة الطائفية التابعة لايران لكي تحاول البقاء بأية طريقة كانت, ديمقراطية أو غوغائية, في سدة الحكم تحت الحماية الدولية الاحتلالية ولأربع سنوات قادمة سيصرّفون الامور من جديد خلالها وفق الاجندة الطائفية الفاسدة ويبحثون مع سيدتهم ايران وسيدتهم اميركا عن ممرات ومسالك جديدة للضحك على المساكين وخداع مَن يقدرون على خداعه من العراقيين لتعيد الخديعة نفسها بمظاهر جديدة لن يكون صعبا على جهابذة الفساد الفارسي اكتشاف او اختراع المزيد منها .

 

هؤلاء هم تربية الباطنية الفارسية ويخطئ مَن يظن ان ما أقدموا عليه من عمالة وخيانة للوصول الى أهدافهم الطائفية، يمكن ان يسمحوا أن يذهب ادراج الرياح توافقا وتراضيا مع ما يسميه البعض جزافا بالعملية الديمقراطية. يعني باللهجة العراقية المعروفة .. لسان حالهم يقول .. لا ديمقراطية ولا بطيخ .. انها فرصتهم الأمريكية الصهيونية التي حصلوا عليها بشق الأنفس، ومن الهبل والجنون أن يضيّعوها من اجل عيون الديمقراطية الملعوبة في غير أوانها وفي غير ساحتها. فالعيب ليس فيهم ولا عليهم، بل العيب في مَن صدّق ان الاحتلال ديمقراطي وان لعبته السياسية ديمقراطية وان له ان يستلم الارنب بدل الغزال لان الغزال وهم وسراب.

 

ان مَن راهن على كسر العظم بين مقتدى وحزب دعوة المالكي هو ايضا لم يقدّر الامور بشكل صحيح. فعملية القتل والابادة الجماعية التي تعرضت لها البصرة وغيرها من مناطق العراق ومنها بغداد والموصل وديالى على يد المالكي لم تستهدف جماعة مقتدى على الاطلاق، بل استهدفت عراقيين يرفضون الاحتلال ونتائجه. وأتحدى مَن يعطيني ابن عم أو خال أو قريب لمقتدى من الرجال الذين احرقهم المالكي في الشوارع أو قتلهم بدم بارد، بل وأزيد في التحدي لمَن يبرهن لي ان المالكي قد قتل واحدا من ميليشيات المهدي. انه قاتل العراقيين وحتى لو كان بعضهم قد صدّق لعبة مقتدى وحمل صورته فهو لا يعني شيئا لمقتدى، وحاله ليس بأفضل من حال آلاف الايرانيين الذين كان يدفع بهم خميني لازالة الالغام بأرواحهم واجسادهم ليمضي بجيشه لاحتلال العراق.

 

ما الحل ؟؟

لكل عراقي وطني واع شريف نقول ان الحل هو بالمقاومة المسلحة البطلة .. ورد الفعل الطبيعي على انكشاف المزيد من ألاعيب المحتل وأزلامه يجب ان يكون باقامة وحدة فصائل المقاومة .. ونحن نكرر هنا الدعوة الامينة الصادقة للقاء نرتقبه، ونرى ان العراق كبلد وشعب وتاريخ يستحقه بجدارة بين قيادات المقاومة بكل فصائلها وهو اللقاء الذي يلغي الهوية الطائفية لبعض التشكيلات البطلة وهم أعرف وأدرى الناس بان هكذا هوية طائفية انما هي تخدم شئنا ام ابينا موازنة المعادلة الطائفية التي يتمناها الاحتلال وعملاءه الطائفيين، وعلينا ان نلغيها فورا  ونغلبها... انها فرصة جديدة لنناشد لوحدة فورية يعلنها قادة المقاومة والمعارضة الوطنية للاحتلال باسماءهم وعناوينهم المعروفة.

 

aarabnation@yahoo.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور