أمانة توصل لدولة مزور الجوازات

 
 
شبكة المنصور
حديد العربي

بالأمس خرج المعتوه دولة نوري المالكي بتصريحات يعتقد أنه بها يناطح من يشعره بالصغار ويؤجج فيه على الدوام شعوره بالضحالة والدونية، يدعي فيها أن المعارضة لا شرف لها ولا قيم.


وليقيني أنه لا يقصد بـ "المعارضة" من هم على شاكلته من زمر العمالة والجاسوسية، في تكالبهم على ماهم جميعا ليسوا بأهل له، فوالله ما من أحد فيهم يصلح أن يقوم بأداء واجب خدمة عامة لا تستوجب قرارات، ولا يحتاج صاحبها إلا قدرة على أداء ما رسم له من دور، فما بالك بقيادة بلد كالعراق!


وليقيني أن الله تعالى يعاقب هذا الشعب بأن سلط عليه من لا يملك قياد نفسه، ومن لا يرقب فيهم إلاًّ ولا ذمة، ومن يشعر الشعب بسلوكه بتلك النعم التي كان قد أنعم بها عليهم، فلم يشكروها ولم يحافظوا عليها، فسلبها منهم وتركهم يتحسرون على أيامها، ولات حين مناص، فما فاته قد ولى وأصبح ماضيا ولن يجد الندم لعودته سبيلا.


فالمالكي، وكما يتضح من فيحه النتن، ومن العبارات التي هي أكبر من قائلها، أن المقصود بالمعارضة هم أشراف العراق وأهله وذخر شدته، وطلائعهم؛ جحافل المقاومة الباسلة بكل وجوهها.


ولذلك فإن من الواجب أن نصحح لمن استمعوا لذلك الدعي للرجولة والشجاعة وليس له شخصيا، فهو مع عدم استحقاقه أن يوجه له كلام، فإنه يعلم أكثر حتى ممن يصحح أنه غير مؤهل بكل القياسات لأن يكون نداً للأشراف والمؤمنين المجاهدين باليد واللسان، كما هو ليس بكفء لكي يمارس مهمة التقييم حتى لمن يجاهد بالقلب، رغم أنه أضعف الإيمان.


المقاومة لا تعني المعارضة كما يدعي هذا الجاهل المريض نفسيا، لأن المقاومة لو ارتضت لنفسها أن تكون في موقع المعارضة للجواسيس والعملاء المدنسين لأطراف عدّة، فإنها ستفقد حينذاك شرعيتها وقدسية تمثيلها وشرف مهمتها، لأن مفهوم المعارضة لا يتعدى الاختلاف على الوسائل المتبعة للوصول إلى الأهداف، فالأوطان وحمايتها والمحافظة على استقلالها وضمان العيش الكريم لأبنائها وتحقيق العدالة والمساواة بينهم هي أهداف ليس هناك من حزب سياسي إلا ويتبناها، لكن الاختلاف يحدث في سبل تحقيقها ومدى استيعاب كل كيان سياسي لتلك المفاهيم وطريقة فهمه لها.


أما الذي بين أشراف العراق ومجاهديه النشامى وبين حفنة العملاء والجواسيس الأراذل، أحذية الغزاة الصليبيين والصهاينة والشعوبيين، فهو تناقض وتضاد، لا يمكن لهما أن يعيشا تحت سقف واحد مطلقا، كما يحدث عادة بين الحكام ومعارضيهم، وإن حصل مثل هذا فإن الشريف سيفقد شرفه والمجاهد سيفقد صفة جهاده والمقاوم لأسباب مقاومته وتضحيته.


ولو كان هذا القزم المالكي قد استحوذ على السلطة في العراق بقدرته وجهده أو حتى بإجرامه، لكان يحق له أن يدعي ندية لمن يرفضه، لكنه ليس كذلك، فالزمن الذي كان يفصل بينه وبين هذه السلطة الموهومة كان يتشكل بطريق لا يوحي بالرجولة ولا الاقتدار ولا الشجاعة، فكما علمتنا الشعوب بتاريخها فإن الذي يملك همة وشجاعة ويحمل مبادئ يريد لها أن ترى النور لا يهرب من ميدانه، بل يرسخ من جذوره فيه ويخوض الصراع حتى يصل لهدفه أو يموت دونه، فمن أين تأتي الهمة والشجاعة والإيمان والثبات لعميل كان، كالمومس لا يشفى غليها إلا حين يطئها الزناة بكل أشكالهم وألوانهم وأطوالهم، يعرض نفسه في سوق العمالة والنخاسة لكل جهاز مخابرات بالإضافة للتقارير والمعلومات التي كان يقدمها لجهاز المخابرات الوطني العراقي قبل الغزو، ويجهد عقله ويده في مهنة تزوير الجوازات للمغفلين والمدنسين ومن تابعوه على منهج الذلّ والرذيلة ممن تخلوا عن وطنهم حين شح عليهم بخيره مرغما وحين ناداهم للذود عنه وعن شرفهم فولوا هاربين. 


إن الفرق بين المعارضة والرفض كبير وكبير، فالمعارض يقبل بوجود من يعارضه كند له، لكنه يعارض منهجه وسلوكه في التعامل مع المشتركات، لكن المقاوم يرفض وجوده ويرفض منهجه ويرفض سلوكه، وهو لا يحمل السلاح كي يحقق مكسبا يفرضه بالقوة، إنما لكي يقتلع الحالة المرفوضة من جذورها.


فيا أيها المالكي، يا أيها الجاهل بالحياة وبالسياسة وبالمفاهيم أنت، كغيرك من حفنة الأراذل عبيد الاحتلال، لستم بأهل لأن تضعوا من أنفسكم المريضة أندادا لشعب العراق وطلائعه المجاهدة، وليس من حقكم هذا بعدما تخليتم عن وطنيتكم يوم بعتم العراق، ووطنتم في قلوبكم وعقولكم دول أخرى غيره وعقائد لا تمت له بصلة ولا نسب.
وهيهات هيهات أن تنالوا بعد ذلك موقعا يرفعكم من ضحالتكم، وهيهات هيهات أن يمنحكم العراق هوية أنتم رفضتموها.


لقد تجاوزتم قدر الغانيات في الضحالة، فالغانية لا تدعي الشرف، لكنها تسعى لتوقع بذات الشرف والعفّة في مستنقعها، وحين تعجز عن تحقيق ذلك تتهم غيرها بما هو فيها، لكنكم حثالات وتعلمون أنكم حثالات، وتعلمون أن الشعب وأمم الأرض تعرفكم حثالات، فتنسبون السيادة لأنفسكم، وتعرفون أنكم منبوذين ممقوتين لن تكونوا إلا تحت الأقدام تسحق وجوهكم وتدعون الوصاية والأبوة على هذا الشعب المفجوع بكم، تدعون الشجاعة وأنتم لا تجيدون إلا الغدر والانتقام والتشفي بيد غيركم، والشجاع لا يغدر ولا يصول على غريمه بظلام الليل، بل يأتيه حاسر الرأس يفعل على رؤوس الأشهاد، ولا يأخذ حقا إلا بشهود.


إذا لم تكن القيم والشرف رصيد المقاومة العراقية فرصيد من تكون أيها الأبله؟
إذا لم يفقد الجواسيس والعملاء الأراذل كل القيم والشرف قبل أن يكونوا جواسيس وأدلاء خيانة وغدر للأغراب فمن يفقدها غيرهم أيها المعتوه؟


فلتقلع عن هذا وعد إلى التسميات القديمة التي لقنكم إياها أسيادكم الغزاة، فقولوا إرهابيين فإذا لم نرهبكم وأنتم أعداء الله فلمن أعددنا القوة ورباط الخيل إذن؟ وقولوا صداميين فلا شرف لنا إن لم نكن كصدام حسين نضحي بأرواحنا وما نملك ولا نتخلى عن وطننا، وقولوا تكفيريين فلا بارك الله فينا إن لم نكفر بكم وبطواغيتكم الصليبية والصهيونية والمجوسية، أو قولوا خارجين عن القانون، فلا خير فينا إن لم نخرج على قوانين الغزاة والأراذل، ولا تعد لمقولة المعارضة أيها الرعديد، ولا أضنك ستنتصح فما أقلعت قبلك عاهرة عن عهرها حتى رجمت بأحجارها، وإنا لراجموك بعون الله ونصره.


فأنت من قبل ما وجدت أحدا ممن هم على شاكلتك لينصحك حين قلت " هو أكو أحد يكدر ياخذها حتى ننطيها" ليقول لك " لا تنسى نفسك مو بعد إلي نصبوك رابضين على صدورنا أبو المراجل" وكأنك أخذتها بساعدك يامن لم يخلقك الله إلا لكي تلطم وتنوح، فمالك والقيادة أيها اللطام؟
ولله في خلقة شؤون، ولنا نحن عبيده فيهم شجون.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٦ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور