المؤامرة على الأمة والإسلام حقيقة أم أوهام ، دراسة علمية تاريخية لمؤامرة التشيع الفارسي

﴿ الجزء الثالث عشر ﴾

 
 
شبكة المنصور
حــديـد الـعـربي

الفصل الخامس
من نتائج حلف المجوس واليهود


تطابقا مع النوايا الصهيونية وانسجاماً مع أهدافها، واستفادة قصوى من تجاربها، وبدعم وإسناد كبيرين من قبل الصهاينة والصليبيين الجدد، يسعى الفرس المجوس لابتلاع العراق، أو على أقلّ تقدير اقتطاع جزء منه، بعد أن تهيأت الفرصة الذهبية، إثر احتلال العراق عام 2003م، وتدمير كل قواه الحية وإمكاناته وقدراته الكبيرة، وبأسلوب يحتار الباحث المنصف في مرجعيته، يهودية صهيونية عنصرية، أم فارسية مجوسية شعوبية.


أما الاسلوب فهو يتلخص بتغيير هوية الأرض المستهدفة، عن طريق إفراغها كلياً أو جزئياً من سكانها الأصليين، أو تطويعهم للمنهج الشعوبي الفارسي، بشتى الوسائل والسبل والأساليب، وخنق أنفاس المتبقي منهم ومحاصرتهم وتغييب أي دور لهم، وبطريقة هادئة وطويلة الأمد تارة، ودموية متوحشة تارة أخرى، وفي ذات الوقت تنظم هجرات بشرية مستمرة للجنس المراد استخلافهم في تلك الأرض، وبمغريات شتى ودعم مادي كبير، تسبقهما عمليات تضليل ودس وخداع وتشويه للحقائق بهذا الاتجاه، ويتم إسكانهم أو تمليكهم لتلك الأراضي والمساكن المتروكة أو المغتصبة من سكانها الأصليين بعد الاستحواذ عليها، مع توفير كل سبل الحماية والقدرة على البقاء.


فإن قلنا أن الفرس استفادوا من تجربة الصهاينة في الاستحواذ على أرض العرب ومقدساتهم في فلسطين، فذلك حق، فقد تلمس الفرس المجوس خطى اليهود الصهاينة في مسيرة احتلالهم أرض فلسطين، وفق مخططٍ خبيث نفذوا مراحله على مدى قرابة النصف قرن، ليستحوذوا بعدها على أرض فلسطين بمعونة الصليبيين، فبعد أن كان عدد نفوس اليهود من سكان فلسطين لا يتجاوز نسبة 5% في عشرينات القرن الماضي، تحول ليصبح أكثر من 60% خلال نصف قرن من الزمن، كنتيجة لتنفيذ المخططات الصهيونية بمعونة الصليبيين والفرس، واستغلالاً للوضع المزري للأمة العربية بعد تفتيتها وشرذمتها وتقاسم النفوذ عليها من قبل تجار الحرب العالمية الأولى، وفقا لاتفاقية سايكس بيكو وما تلاها من مؤامرات استعمارية صليبية، وراحت بعدها تحث الخطى وتسابق الزمن وتداهن الريح، حتى استجمعت شراذم اليهود من كل الأجناس والأقوام والدول على ثرى فلسطين العربية الإسلامية، فصار كياناً تُرفع له الأعلام، وتُضمن له الحقوق، وتُذلّ له الرقاب، وتُفتح له السفارات حتى على ثرى العرب، رغم أنوف الأنظمة العفنة، فيما صار شعب فلسطين المتجذر فيها منذ آلاف السنين شتاتاً يملأ أرض الله، إلا البقية التي تشبثت بالأرض ونزفت لأجلها دماً غزيرا، ولا زالت وحتى يأذن الله سبحانه فيخسف بالأنظمة وعبيد الكراسي، ويهيئ لهذه الأمة سبل النهوض واستئناف المسير على خطى المجاهد الشهيد صدام حسين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، على ما أخلص وحيدا بذله في سبيله وعلى هدي نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم تسلم حتى هذه البقية من دسائس الفرس فصيروها تذبح نفسها بنفسها.


وللفرس في تتبع خطى اليهود حقٌ، فهم أحقّ - بحكم الصلة والحلف الموغل في القدم - من القوى التي استفادت من تجربة الصهاينة في فلسطين في عمليات التغيير التي استهدفت جزيرة قبرص، وأحقّ من القوى التي ارتكبت أبشع الجرائم وأقذر حملات الإبادة التي رافقت عمليات التغيير في البوسنة والهرسك نهاية القرن الماضي، بعد تفكك الاتحاد اليوغسلافي.


وما جرى على أرض العراق بعد الاحتلال وحتى يومنا هذا يؤكد بما لا يقبل الشك أو التأويل أن الأساليب التي اتبعتها عصابات الفرس المجوس وتتبعها الآن ما هي إلا محاكاة لما حدث في فلسطين، وتكرار حرفي لذات الأساليب التي اتبعتها الصهيونية فيها، والاختلاف في النتائج ليس إلا، فشعب العراق من فرط حبه لأرض فلسطين وأهلها ومقدساتها بفضل البعث فكراً وممارسة، صار ذاكرة حية لأحداث اغتصابها، ذاكرة متوقدة لا تنسى ولا يغيب عن بالها شيئا من مفرداتها، فكان ذلك حرزا وحصناً من عمليات التغيير التي يحاول الفرس المجوس إجراءها على أرض العراق، وسببٌ أخر أهم من سابقه، ذلك هو الزرع المبارك الذي أنبتته طلائع الحركة التاريخية في نفوس العراقيين من قيم العروبة والإسلام النقية الصادقة الخالية من الدسائس والتشويهات، وخزين القدرة على مواجهة التحديات بسلاح الإيمان والتوكل على الله العزيز الجبار، وعشق الأرض الذي تعلم أعظم دروسه و أشرف معانيه على يد المجاهد الشهيد صدام حسين ورفاقه الأمناء على أرضهم ومقدساتهم، حينما أخلصوا لله عهدهم ووفوا للمبادئ وللشعب والأمة وعدهم، وصدقوا في الميدان جهادهم وتضحياتهم.


وبعد كل ما سلف تصدمنا واقعة، تدلل بقوة الحجة والمنطق أن اليهود والفرس يسيرون بمسلكٍ واحد، لا خلاف بينهما إلا في طريقة المسير، فهذا يقدم اليمنى ويثني باليسرى، وذاك يقدم اليسرى ويثني باليمنى، مفاد هذه الواقعة، وهي من حقائق التاريخ القريب، استحواذ الفرس المجوس لأرض العرب في الأحواز، وفي وقت متزامن مع اغتصاب الصهاينة لفلسطين، فقد شهد عام 1925م ضمّ هذا الجزء العزيز من أرض العرب والعراق إلى دولة الفرس بالتواطؤ مع بريطانيا، الدولة ذاتها التي تواطأت مع الصهاينة بوعد وزير خارجيتها بلفور عام 1917م، ومن ثم مباركتها ككيان رسمي عام 1948م، فهل يمكن أن تكون هذه محض صدفة، أن يعمل الفرس واليهود في زمن واحد على اغتصاب أراضي عربية، وبنفس الأساليب والوسائل، وبدعم من قبل جهة محددة دون غيرها، مع إن المقتسمين لأرض العرب أكثر من جهة؟ وهل يمكن أن تكون أساليب الفرس في محو عروبة الأحواز وتغيير واقعها السكاني، أرضا ومياهاً وثقافة وأصول قبلية، إلا تكرار وتزامنا وانسجاماً مع فعل الصهاينة في فلسطين؟ فقد اتبعوا ذات الإسلوب الصهيوني حينما قاموا بتنظيم هجرات منظمة للأصول الفارسية إلى داخل هذا الإقليم العربي، مع أساليب البطش والقتل والتشريد وإفقار لمجتمعه بقصد إجباره على بيع الأرض أو التخلي عنها، بما يجعل العرب في إقليمهم مجرد أقلية لا حول لها ولا قوة، وهل يمكن أن نسمي البطش والوحشية التي تمارسها الطغمة الفارسية اليوم ضد عرب الأحواز المجاهدين إلا تناغما وانسجاما مع ما يفعله اليهود بشعب فلسطين المجاهد، فلا توصيف آخر لهما، فعرب الأحواز جلهم من الشيعة وليسوا من مذاهب أخرى حتى يمكن القول أن سبب العداء طائفي أو خلاف مذهبي.


وهناك رابطٌ آخر لا يقلّ أهمية عن سابقاته، ذلك هو وحدة العداء وتشابه الأساليب وتقارب الأهداف، فكل عمليات الاستحواذ كانت تستهدف أرضاً عربية يجللها دين الله الحنيف بضياء النور المحمدي الوهاج، ففلسطين عربية مسلمة، والأحواز عربية مسلمة، والعراق رأس العرب وسارية الإسلام وسيفه، وأهل البوسنة والهرسك مسلمون يقرؤون كتاب الله العزيز بلغة العرب، وكذا قبرص وأفغانستان، وإن حاول الفرنسيون مع هؤلاء وفي مسار نهجهم في المغرب العربي وتحديدا في الجزائر، لكن الله خيب مسعاهم وأفشل مخططاتهم وبقيت العروبة كريمة وإسلامها عزيزا، بتضحيات أكثر من مليون ونصف المليون شهيد.


من كل ما سلف يتضح جلياً الحلف المدنس، القديم المتجدد بين الفرس المجوس واليهود الصهاينة، ومعه يتضح الثقل الملقى على عاتق مجاهدي العراق النشامى، جند المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضح حجم المخاطر التي تُحيق بأمتنا وديننا، فأخطر من تهديد اليهود، خطر المجوس الذين تستروا تحت رداء الإسلام خداعاً وزوراً وبهتانا. وأخطر الأخطار أن يستحوذ الفرس المجوس على أرض العراق لا سمح الله تعالى، تسندهم مكائد اليهود ووحشية عُباد الصليب وأهل الردَّة العرب، فعندها سيُهزم العرب في كل أرضهم وتمحق كل أمصارهم، وستُحْرف وجوه عباد الله إلى الشيطان ونيرانه المتقدة في جحور المجوس فيركعوا له ولها.


ذلك أن الفرس تحولوا بالتشيع لعلي بن أبي طالب عليه السلام ليكون نقيضاً للإسلام، فالله تعالى لم يكن ليختصر شريعةً أنزلها على خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم بحب آل بيته، إنما هي عقيدة كاملة للحياة البشرية كلها حتى قيام الساعة، وبنتائج العمل بمقتضاها يحصل التفريق؛ فريقٌ إلى الجنة وفريقٌ في السعير، فابن نوح أخذه الطوفان ولم يشفع له أنه ابن نبي، كما لم تشفع له توسلات أبيه بربه، وهو من أولي العزم، لأن الفاصل ليس الصلة النسبية، إنما هو الإيمان والعمل.


فليس إذن لعقيدة كهذه أن تكون كل غاياتها حب آل بيت النبي وتوليهم، فهي لم تكن في أصلها من أجل النبي ذاته أو لتقرر له ملكا، إنما كانت من أجل تصحيح مسار الحياة البشرية المنحرف للعودة بها نحو الحنيفية والفطرة، وللنبي صلى الله عليه وسلم كان دور التبليغ، وقد بلَّغ على أحسن ما يكون التبليغ، فقد خاطبه الله تعالى بالقول:{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(1)


والله تعالى وهو الأعلم بعباده، كان قد حذرهم من أن ينحرفوا بفعل حبهم بقوله:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(2) لكن الفرس فعلوا رغم ذلك، فهل يعقل أن شريعة أنزلها الله تعالى من أجل إنقاذ البشرية وإسعادها لو أخذت بها، ترتكز كلها على حب عائلة تنتسب للرسول الذي لم يكن إلا مبلغاً لها، اختاره الله تعالى من خلقه ليكون الأمين عليها؟


وذلك منذ البداية كان يوحي بالتحول عن هذه الشريعة، فحصر هذا الحب - من أجل غايات لا تتصل بها – بعائلة محددة، لا يرون للناس إيمانا إلا بحبهم، ولا ينالون ثوابا من الله إلا من خلالهم، ولا يأخذون عقيدة الدين وشريعته إلا من أفواههم، أو ما قيل أنهم نطقوا به، ثم فتحوا باب تقديسهم ثم إشراكهم بمسائل لا يختص بها إلا الله، متخذين منهم واسطة بين العباد والمعبود، فليس الحب هو الانحراف، لأنه واجب على المسلم لكل إخوانه المسلمين بغض النظر عن أنسابهم وأحسابهم، إنما هو الغلو في الحب الذي أوصلهم إلى التقديس والشرك، والله تعالى يقول:{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ*قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً}(3)فآل بيت النبي الطاهر ليسوا طرفاً في معادلة الفرس السياسية، لأنهم لم يختطوا لهم ولا لغيرهم مما يدعون عليهم، بل هم كانوا عباداً لله اخلصوا العبودية.


إن عقيدة الإسلام محفوظة في كتاب الله وسنة نبيه الكريم، وهي نظام شامل للحياة في كل زمان ومكان، وليست الصلة النسبية بالأنبياء والرسل، على مكانتهم الكبيرة، هي التي تقرر مكانة الإنسان، إنما هو نوع الصلة بخالقه، أياًّ كان نسبه، فكلهم عبيد الله، تتجلى بمدى التزامه بأوامره ونواهيه، ولا شيء غيرها ينجيه أو يرديه، وهذه الصلة لا تنطو على أسرار وطلاسم، لأنها واضحة جلية في كتاب الله وسنة نبيه، وتلك هي الفطرة، وذلك من عدل الله وفضله، فهو لم يجعل العقيدة مبهمة وخفية، فيضل بها من لا يجد له من يفك طلاسمها ويكشف أسرارها، كما يدعي الفرس بتزييفهم للتشيع وحرفه عن مقاصده الصحيحة، والله تعالى خاطب نبيه بالقول:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}(4) فالبلاغ الذي يوجب الحساب لابد له أن يكون مكتملاً ومعلوماً للجميع كي تتحقق العدالة، والذي كان بحاجة إلى توضيح فقد تكفله النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان الأمر يتطلب مزيداً من الإيضاح لأمدّ الله تعالى بعمره حتى يفيه حقه، وذلك ما قرره الله تعالى بقوله في أواخر التنزيل:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً}(5)


فيا أيها المخدوعون أما آن لكم أن تنتفضوا على أشباه اليهود وحلفائهم وسندهم وعونهم ووعاء مكرهم، وهم يجردون على رقابكم سيوف حقدهم وصلفهم فتقذفون بهم خارج الحدود، فتتطهر أرضكم وتعود عقارب شرهم إلى جحورها، واعلموا أن ما بنا من حاجة إليكم، لكنها والله محبة خالصة، تأسى قلوبنا أن تُلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، وفي العود متسعٌ، والعودُ أحمدُ، فهلموا لصدورٍ هي والله كصدرٍ أمٍّ حرىّ افتقدت وليدها، تخشى عليه أنياب الضباع والذئاب، ولا يغرنكم بالله الغرور، ولا تغريكم أحلام السفهاء، فالنصر قريب، بل في متناول اليد، وأقرب مما يستبعدون.


وإلا فبئس القرين ما اخترتم، {هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(6).

 


---------------------------------------
سورة النحل: من الآية 44.
سورة البقرة، الآية: 165.
سورة الفرقان، الآيات:18،17.
سورة الرعد: من الآية 40.
سورة المائدة: من الآية 3.
سورة آل عمران، الآية: 119.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٤ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور