كلشان البياتي  تركب الصعب اختيارا

يقولون ان المضطر يركب الصعب ، ولكن الاديبة الانسانة  كلشان ركبت  الصعب اختيارا ، وفضلته دون ادنى تردد ، على السهل المبتذل ، مصداقا لقول الشاعر :

لايراني الله ارعى روضة
                   سهلة الاكناف من شاء رعاها

انا ممن يقرأ يخيار حر  يوميات المقاومة في سلسلة العنوسة بقلم الاديبة كلشان البياتي ، وأقدرها قدرها ، وبتقديري انها تخوض تجربة قاسية لتنير هذا الجزء العزيز من وطننا العربي الكبير ، ولا تريد جزاء ولا شكورا ، الا ما تتفيأه من تنوير عقلي ووجداني ، يصل الامة بالعصر ، ويضعها على طريق الكرامة الانسانية ، ويوميات  المقاومة حاجة ضرورية وسبيل لتحرير العراق  ، ودعوة للاحرار والشرفاء العراقيين والعرب  ليساهموا في تحرير العراق من الاحتلال الاميركي الصهيوني والغزو السياسي الصفوي الفارسي . وان كان بعض الناس  لا يريدون ان يتعلموا من تجارب الامم والشعوب ، فحسبهم ان يتعلموا من الحيوانات  التي تدافع عن بقاءها .

هموم الكاتب السياسي في الوطن العربي ، كما  خلايا السرطان، لايكاد ان يضع يده على واحدة من هذه الهموم مبتدعا اساليب لمواجهتها حتى يفاجأ بجديد يثقل على قلمه ويجثم على صدره . وعبر الشبكة العنكبوتية ، عرفت ان الاديبة كلشان تعرضت للاعتقال ، وعرفت ان  الصحف  العربية الخاصة ، والمفترض انها واقعة خارج السلطة ، والمفترض انها ديمقراطية النزعة والتوجه ، استغنت عن عمل الاديبة كلشان كمراسلة صحفية لها ، لكي لا تغضب الغزاة والمحتلين . ( اللهم احمني من سياط الاخ وابن العم قبل سياط الخصوم والاعداء ) . البطلة كلشان البياتي اختارت الانتماء لوطنها وان تكون مع المقاومة ومع الاحرار العاملين لتحرير وطنهم . والبطلة كلشان لم تخضع قلمها لحسابات الربح والخسارة ، ويقينها ان المقاومة مقدسة بعيدة عن مفاهيم التجارة ، وتاريخ العراق سطر للاحرار صفحات من نور لمقاومين وادباء وكتاب قاتلوا المستعمرين ، وهاهي ذكراهم خالدة ، ومقاومة الفارس البطل الشهيد صدام حسين ستظل خالدة جيلا بعد جيل لأنه تمسك بالحق وفي مقاومة المشروع الصهيوني الصفوي الفارسي ولكل نفوذ اجنبي على ارضنا العربية من المحيط الى الخليج ، واسس للمقاومة واختار الشهادة وقرع ابواب الجنة.

 يوميات من ادب المقاومة العراقية للاديبة كلشان ، تذكرني بحال الشاعر  العربي الكبير  عمر ابو ريشة بعد خروجه من السجن :

ما صحا بعد من خمار زمانه
                      فليرفه بالشدو عن اشجانه
غمزته عرائس العيش اغراء
                     فلم تستبح حمى عنفوانه

 فرسان المقاومة الوطنية وفصائل  الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بقيادة المعتز بالله عزت الدوري اختاروا المقاومة ومن هو ليس مع المقاومة انسان بلا كرامة وبلا  مروءة و بلا دين ، والماجدة البطلة العراقية العربية المسلمة  كلشان البياتي ركبت الصعب اختيارا .