هل سيعُود الفاسدون إلى حكم العراق ؟

 
 
شبكة المنصور
الدكتور ثروت اللهيبي

الذي جرى تحت قبة مجلس النواب العراقي

1-  انخفاض ميزانية التعليم التربوي لعام 2010

2-  تخصيص تلريونات من العملة العراقية لبناء مدارس طينية لعام 2010

3-  500 مليار دينار عراقي ميزانية طوارئ لعام 2010 مجهولٌ آلية صرفها؟ وبالتالي مجهولٌ القائمين على صرفها؟ وكذلك السنوات السابقة؟

                                                            

 

مظاهر تزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 آذار 2010 من قبل الأحزاب الشعوبية الإيرانية المُشاركة فيها دلالةُ أكيدة على رغبتها في العودة إلى السلطة رغم أنف شعب العراق؟ ورغم أنف الديمقراطية التي يتشدقون بها؟ ورغم أنف الشفافية التي تدعيها  العمامة الدينية على رؤؤسهم والعباءة الطائفية على أكتافهم؟ ولكن هل سيصمت شعب العراق؟!

 

هل سيصمت وهم الذين سرقوه وأعادوه إلى العصر الحجري بشكل مُبرمج وممُنهج وصلت إلى حد الاستهانة به دون استحياء أو خجل؟

 

ما قلناه وسنقوله جرى تحت قبة مجلس النواب العراقي حصراً، وبالذات في محضر الجلسـة رقـم (21 ( المفتوحة، ) الجزء الخامس الدورة الانتخابية الأولى، السنة التشريعية الرابعة، الفصل التشريعي الثاني، المُنعقدة بالساعة (12,45) ظهر يوم الخميس 24/12/2009 برئاسة الإيراني الجنسية والأجندة الشيخ خالد العطية، حيث جرى فيها مناقشة الميزانية العراقية لعام 2010، ومن جملة ما تم مناقشته أنقلهُ للقارئ العراقي ليكون على بينةٍ من حجم المأساة التي يعيشها، وبذات تفاقمها فيما إذا عادت ذات الوجوه الشعوبية الفاسدة ثانيةً للحُكم:

 

1-    مناقشة الميزانية التربوية لعام 2010

يطرح النائب (علاء مكي) رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب انخفاض نسبة الإنفاق على القطاع التربوي إلى درجة مُذهلة ويُقارن بذات الوقت نسبة الإنفاق التربوي الذي كان سائداً في الحكم الوطني، حيث يُحدد هذه النسب قائلاً: ((.. أن نسبة الإنفاق على القطاع التربوي قد قلت من (10.24%) إلى (9.7% ) وهذا يناقض مضمون الإستراتيجية بالرغم من الزيادة الواضحة في الموازنة الاستثمارية بلغت (8) ترليون دينار سنة (2010) حين توزع على التربية والتعليم نجد أن الأرقام متدنية.. أن هذه النسبة تعد قليلة صراحةً إذا قورنت بما خصصه العراق لقطاع التربية والتعليم في ستينيات القرن الماضي التي كانت (63%) من الموازنة وفي السبعينات (54%) من الموازنة وفي الثمانينات (28%) من الموازنة..)).

 

لا أحد يعلم، ولا تقبل حكومة المالكي بيان الأسباب الكامنة وراء خفض التخصيصات التربوية في الوقت الذي زادت فيه ميزانية عام 2010 ما مقداره ثمانية تريليون دينار عراقي، السبب يُكمن في أنَّ أهدافها تخريبية وليس أهداف بناء مجتمع مُتعلم، وسوف أعطيك أخي القارئ دليلا ً من ذات جلسة مجلس النواب التي أُثبت فيها أنها حكومة فساد وسرقة، الدليل والشاهد يكمنُ في مُداخلة النائبـــة ( رابحة حمد عبد الله) بشكلِ سؤالٍ وجهته إلى الإيراني الجنسية (بيان جبر صولاغ) وزير المالية، نصهُ: ((..  السؤال الثاني المادة رقم (3) أولاً يخصص مبلغ مقداره (500) خمسمئة مليار دينار احتياطي طوارئ، نحنُ كل سنة نحدد مبلغ هائل لميزانية الطوارئ ولكن لا نعرف لحد الآن ما المقصود بحالة طارئة في العراق؟ وكيف يصرف هذا المبلغ ولأي حالة من حالات الطوارئ؟ وقبل فترة سمعنا من وسائل الإعلام نشرة إخبارية في قناة عراقية تخصيص (1000000000) مليار دينار عراقي لشبكة إعلام عراقية لإلحاقهم بأضرار كبيرة نتيجة انفجار يوم الأحد الدامي ولكن سؤالنا لكادر الشبكة بأنه عدم ألحقهم بأضرار كبيرة لهذه الدرجة لتخصيص هذا المبلغ لشبكة الإعلام العراقية من ميزانية حالة الطوارئ وحدث انفجار أكبر في مناطق أكبر وألحقت بضرر اكبر وعدم تخصيص هذا المبلغ لتلك المناطق.؟))، لم يستطع وزير المالية (صولاغ) الإجابة عليه وأهملهُ وكأنه لم يسمعه؟ وعليك يا أخي القارئ التدبر في الآتي:

 

  500 خمسمائة مليار دينار احتياطي طوارئ تُقدم ضمن ميزانية السنوات الماضية لمجلس النواب، ولا تُقدم وثائق تُحدد جهة صرفها، والقائمين على ذلك الصرف.. إلخ فتصور الكم الهائل من المبالغ المالية المسروق منك يا شعب العراق علناً وأنت تتيه في الشتات، وتتنقل مُهاجراً داخل بلدك، وتقف ذليلاً طوابير طوابير من أجل مساعدة تتفضل بها عليك المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

 

المبلغ الخيالي الذي وقدره (1000.000.000) مليار دينار عراقي لشبكة إعلام عراقية قيل أنه قد حدث أضرار بها، وهو ليس إلا درب/وسيلة من وسائل سرقة ونهب أموال شعب العراق علناً وبدون رحمة..؟

 

المبالغ الخيالية آنفة الذكر ماذا لو أنفقت، أو أضيفت إلى ميزانية التربية والعليم، لماذا يتم تخفيض ميزانية التربية والتعليم؟ ويتم رفع ميزانية الطوارئ التي لا يعلم أحداً كيف تُصرف..إلخ؟ ولا يعلم أحد إلى أي جيوب الحرامية تذهب؟ ثم أي أضرارٍ كاذبة إصابة شبكة الأعلام تلك لتُسرق الأموال الهائلة المُخصصة لتصليح الأضرار الكاذبة فيها؟!

 

1-  تخصيص تلريونات من العملة العراقية لبناء مدارس طينية لعام 2010

يعود النائب ذاته وفي مُداخلتين الحديث عن المدارسِ الطينية التي ساهم هو في الدعوةِ إليها كوسيلةٍ بديلة تتمثل في عجز وزارة التربية ومجلس المُحافظات العراقية في بناء المدارس العصرية، وما العمل ببناء المدارس الطينية إلا هدف من الأهداف التي جاء بها الاحتلال الأمريكي والشعوبية الإيرانية:

 

الأول منها: أنها وسيلة رائعة ونموذجية في السرقة، فمن هنا يُبنى الطين ومن هُنا ينهار!! والسرقة لأموال شعب العراق مُستمرا؟ الجهل والأمية تتجذر؟؟

 

والثاني: تعميم التخلف والجهل بين شرائح المجتمع العراقي كافة سيما الأجيال الناشئة خلال فترة الاحتلال الأمريكي، بناء المدارس الطينية أُكرر ليس بدعة أو تهمة للحكومة الفاسدة، فهذا نص حديث النائب (علاء مكي) بهذا الخصوص: ((.. لدينا مشكلة وحقيقة سنركز على مشكلة واحدة إذا أستطاع مجلس النواب أن يحلها في هذه الدورة فسيكون شرف عظيم لمجلس النواب أن يحلها وهي مشكلة المدارس الطينية. مشكلة الأبنية المدرسية هي أبرز المشكلات الحادة، تعاني منها العملية التربوية خلال عقبة طويلة من الزمن نتيجة انعدام التخطيط وفقدان الموازنة لأعداد هذه المدارس.

 

تتمنى لجنتنا على هيأة الرئاسة الموقرة واللجنة المالية ومجلسنا الموقر بشكل عام بفصله الأخير من دورتهِ الأولى أن يكون ختامها مسك وذلك باتخاذه قراراً ينهي مدارسنا الطينية وفك الازدواج الثلاثي من مدارسنا كافة من خلال بناء مدارس جديدة لتوافر بيئة مدرسية مناسبة ولنجعل أمامنا جميع دول الجوار قد خصصت للجانب التعليمي إضعاف ما خصصناه لهذا الجانب..)) ثم يعودُ ذات النائب ليطلب ما مقدارهُ عشرة تلريون دينار عراقي لبناء تلك المدارس الطينية المُتخلفة، حيث يقول في مناقشته ما نصهُ: ((.. وإزاء ما تقدر فأننا في لجنة التربية والتعليم نتقدم إلى مجلسنا الموقر والأمر متروك لكم من خلال إيجاد السبل لتوفير هذا المبلغ الذي هو (1000000000)  ترليون دينار إلى مجالس المحافظات لاشتراط بناء مدارس الطينية وصرفها على المدارس تحديداً..))، وتدخل النائبة (آلاء عبد الله حمود السعدون) لتُذكر النائب أعلاه أنه بالرغم من طلبه الخلاص من بدعة المدارس الطينية التي أبتدعها هو! فإنه يعود كمحاولة منه لا بل لنقُل صراحةً ليتملص منها بالدعوة إلى إلغائها، حيث تقول له النائبة في مُداخلةٍ لها نصها: (( ألست مَنْ قدم طلباً من اللجنة حول مناقلة (1000000000) ترليون دينار للمدارس الطينية؟ لم تتكلم بها.))، فيعود النائب (علاء مكي) في مناورة تملص من هذهِ البدعة في بناء المدارس الطينية التي كان هو رائدها وعممها في العراق قائلاً: (- السيد علاء مكي عبد الرزاق:- أول ما تكلمت بها نقل (10.00.000,000) ترليون دينار لمشروع بناء (1000) مدرسة طينية بالعراق لمناقلة الأموال لها وإذا كانت وزارة التربية غير كفوءة في الموازنة الاستثمارية يمكن أن تعاونها مجالس المحافظات في ذلك ليكون توزيع للمال ويكون التنفيذ أسرع وهذا مقترح رسمياً مقدم وفيه رقم وتاريخ وممكن أن نعطيه لكم مباشرةً.)).

 

لم يكن ما ورد آنفاً إلا أحداثاً موثقة جرت تحت قبة البرلمان العراقي الذي ساهم من خلال هذا المستوى الهزيل لأعضائه في إعادة العراق إلى حقبة الجهل والتخلف، إلى الأمية التي تمكن العراق في زمن الحكم الوطني تجاوز العديد من عتباتها وبشهادات دولية جعلت من العراق رائداً في مكافحة الأمية وبناء المدارس العصرية والمدارس المُتخصصة (صناعة، تجارة.. إلخ)، في حين أثبتت الأحداث الجارية في العراق أن حكومات العراق المتعاقبة في بغداد المُحتلة تساهم بشكل فاعل في ترسيخ الأمية والجهل لتجعل من شعب وفق رؤيتها المريضة كشعوب افريقيا التي لم ترى نور الحضارة بقدر ما ترى الاحتراب والاقتتال اليومي..

 

يا شعب العراق... حذارٍ أنْ تقبل بعودة ذات الوجوه الطائفية والشعوبية التي سرقتك... ونموذج بسيط جداً من سرقاتهم العلنية ذكرتها لك موثقةً من محاضر جلسات مجلس النواب العراقي..

 

يا شعب العراق... حذارٍ من القبول بعودةِ مَنْ يُريدون العودة بك، لا بل أعادوك إلى عصر المدارس الطينية التي يدرسُ بها سكنة مجاهل الغابات في الأمازون والغابات الاستوائية الأفريقية وغيرهما؟!

يا شعب العراق... خيارك في أنْ عادوا... هو العصيان المدني السلمي..

يا شعب العراق... لا تدع الطائفيين والشعوبيين والحرامية و... إلخ من العودة للحكم... فعصيانك المدني سيجعلهم يركعون خوفاً من غضبك.. ؟!   

 

almostfa.7070@ yahoo.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور