دراسة موجزة / ضرب إيران عسكرياً كذبة

 
 
شبكة المنصور
الدكتور همام أحمد محمد

منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وبروز التأثير الإيراني على الساحة الإقليمية وما تلعبه تلعبه طهران من تدخل واضح في الشأن العراقي وكذلك ما تمارسه من مبدأ تصدير الثورة بات الكثير من السياسيين والإعلاميين يروجون ويتوقعون أن تضرب إيران عسكرياً وذلك لنشاطها في موضوع البرنامج النووي الذي هو حديث الساعة ، فمنهم من يقول أن الضربة موشكة وإن إسرائيل هي التي ستكون الفاعلة في هذا الميدان ، وآخرين يقولون أن الضربة ستكون أمريكية بحته ، وجانب ثالث يقول سوف تتلقى إيران الضربة العسكرية من الدول الغربية مجتمعة لأنها أصبحت قوة فاعلة تهدد مصالحهم النفطية .... وهكذا دواليك .


لكني أقول ومنذ بدء هذه النغمة إن إيران لا ولن تضرب ولا تحاصر كما يدعي المعسكر الغربي ، وإن هذا الأمر مستنداً على وقائع ممكن أن تكون معروفة لدى البعض ولكن عند الكثيرين غائبة ولعل العقيدة التي استند عليها لم تأتي من فراغ إنما من وقائع ثابتة وأخرى مقروءة رغم أنها لم تطفوا على السطح إلى يومنا هذا ولا يدركها إلا الراسخون في علم الغير المحدود وهم قلائل ، وسوف أضع أمام القارئ الأسباب المعلومة للبعض والغير المعلومة للبعض الآخر لكي يتضح الأمر بشكل جلي وذلك من خلال فقرات محددة وموجزة لأن الأمور في شرحها وأهدافها وغاياتها ومعطياتها أمر يطول به المقال ولا تسعه هذه الفسحة .


سنبدأ بما هو معلوم وجرى على واقع الأرض وسوف لا نوغل في التأريخ البعيد ونذهب إلى أتفاق الفرس في عهد كورش مع يهود بابل وما تحقق من نتائج جعلت الفرس يحتلون دولة بابل والقصة معروفة .


لكننا سوف نتحدث عن القرن الماضي والقرن الحالي فقط لكي نوضح ونذكر سر العلاقة بين الغرب المتصهين وإيران السابق واللاحق وإن اختلفت العناوين للدولة الفارسية سواء من كان يقودها ملكي علماني أو إسلامي شيعي . وكما يلي :

 
1-يعلم الجميع أن بريطانية وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية أصبحت إمبراطورية عظمى وغطت مستعمراتها المعمورة من المشرق إلى المغرب ولكن الملفت للنظر إنها لم تستعمر إيران على العكس زادتها مساحة حيث استقطعت له أراضي من شمالها مثل بلوشستان ، وفي الجنوب استقطعت الأحواز العربية الغنية بالنفط  بمعاونة بريطانية  


بعد أن كان يحكمها العرب السنة بقيادة الشيخ خزعل الذي جرى اعتقاله بخدعة بريطانية معروفة  وتسليمه لحكومة البهلوي المتأسسة عام 1924 وأطلق عليها بعد الإحتلال تسمية عربستان لأن معظم ساكنيها من العرب .

 
السؤال : لماذا لم تستعمر بريطانية إيران لا سيما بعد أن اصبحت بفضلها دولة نفطية وضمت لها الأحواز العربية العراقية ؟ واخترعوا لها الفرس بعد حين أسم ( خوزستان ) وذلك لطمس هويتها العربية .

 
الجواب : هذا من المستور الذي أشرنا اليه وهو اللعب الخفي للإستراجية البعيدة المدى التي تصيغها الماسونية العالمية وهو أن تجعل من إيران صفوية التشيع سداً فاصلاً أمام المسلمين السنة بين مشرق العالم الإسلامي وغربه لأن تقارب الدول الإسلامية  لا يصب في مصالحها من جهة، ومن جهة أخرى يعزز للفرس أحلامهم الأمبراطورية.


2-في عام 1937 وأثناء وجود الاستعمار البريطاني ألغت إيران الاتفاقية بينها وبين العراق وسميت ( بنظرية تغيير النفوذ) لتحصل وبدعم بريطاني أراضي عراقية جديدة بعد كانت عبادان ( جزيرة خضر ) والمحمرة وشط العرب كله عراقياً .

 
3-في عام 1948 قرر المحفل الماسوني  زرع الكيان الصهيوني في الجسد العربي ليكون حداً فاصلاً بين عرب الشرق الأوسط وعرب شمال ووسط وجنوب القارة الأفريقية .

 
الزرعان المتمثلان في الكيان الفارسي والصهيوني كلاهما من إرادة واحدة.

 
4-نعلم أن الغرب وخاصة أمريكا وبريطانيا تربطهما مع دول الخليج علاقات متميزة ومصالح استراتيجية ، لكن إيران غزت الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغر وأبو موسى ولم تحرك القوى الغربية ساكنا ً وذلك لتحقيق نفس الغاية وهو توسع إيران جغرافياً وزرع حالة النزاع ودليل ذلك هو استمرار سكوت الغرب رغم تغيير عنوان إيران إلى دولة إسلامية وأصبحت تطلق على أمريكا الشيطان الأكبر !!!!!!!


5-كان الحكم الوطني في العراق والذي يقوده حزب البعث منذ عام 1968 قد حقق طفرة نوعية على مستويات متعددة سواء كان في تأميم نفطه وتحريره من الشركات الاحتكارية وكذلك قضائه على الأمية ، ثم إنشاء السدود ، وتطوير الزراعة بعد كهربة ريفه الذي كان يعاني الظلام الدامس ، مضاف إلى إرساله آلاف من طلبته الدارسين في الخارج لتلقي العلوم ، وكذلك الحملة الكبرى لاستصلاح أراضيه الزراعية وما إلى ذلك من المنجزات الكثيرة والمتعدد التي لا مجال لذكرها في الوقت الحاضر ،حتى وصل عام 1979 ومن خلال تقارير الأمم المتحدة التي أشارة إلى تقدم الواقع العراقي وعلى جميع المستويات وخلال عشرة سنوات بعد أن حقق طفرة بنسبة 22% عن واقعه السابق وهذا الرقم لم يتحقق لا في دولة متقدمة ولا في دولة نامية في عموم العالم في تلك الفترة .


الغرب كان يعمل على إعاقة تقدم العراق من خلال أساليب عديدة سواء كانت في شماله مع الأحزاب الكردية العميلة أو المؤامرات العسكرية التي من خلالها كان ينوي تغيير نظام حكمه، لكنه لم يفلح الأمر الذي جعله يستخدم الورقة الصفوية التي كانت معدة ومنذ زمن ، وذلك من خلال خروج الخميني من العراق الذي احتضنه ستة عشر عام ليغادر إلى فرنسا وبعد مكوثه لأسابيع محسوبة لخروج الشاه العلماني ليعود الخميني وعلى طائرة الخطوط الجوية الفرنسية .وما هي إلا فترة زمنية بسيطة لم تتجاوز إلا شهور معدودة إلا والجانب الإيراني يبدأ بالتحرش والعدوان على الحدود العراقية وداخل المدن .


في ٩ أبريل ١٩٨٠ وقبل اندلاع الحرب بين العراق وإيران كان حادث تفجير الجامعة المستنصرية من قبل الإيرانيين الذي تسبب بقتل وجرح عدد غير قليل من أبناء العراق ومن بين الجرحى كان السيد طارق عزيز وزير الأعلام يوم ذاك .


.ثم طور الجانب الإيراني هجومه بسلاح الجو ليضرب مدن العراق في عمقها وخير دليل الأسيرين الطيارين الذي اسروا من قبل القوات المسلحة العراقية بعد سقوطهم في الأراضي العراقية .


يوم ١١ سبتمبر ١٩٨٠ أسر أول طيار إيراني هو النقيب محمد الأشكري في وسط العراق .


وأسر الطيار الثاني النقيب الطيار محمد زارع نعمتي في جنوب العراق بعد أن دخل في العمق العراقي 9.كم
ثم بعد خمسة شهور من الإعتدآت المتكررة أعلن العراق في ٢٢/٩/١٩٨٠ نقض اتفاقية الجزائر وإعلان الحرب .


السؤال : لماذا الحرب على العراق وكان من أوائل الدول التي اعترفت بحكومة إيران الجديدة بعد أن هنئت الخميني من خلال رسالة بعثها رئيس جمهورية العراق المرحوم أحمد حسن البكر ورسالته المعروفة بلطفها ، ليأتي الجواب من الخميني في خاتمة رسالته الجوابية ( والسلام على من اتبع الهدى ) وهو خطاب معروف خاطب به الله فرعون .


هل هذا رداً لجميل من آواه أعوام طويلة ، ولكن لاغرابة عند هؤلاء ومن يشرب عقيدتهم .
أليس نوري المالكي الذي آوته سوريا سنين عديدة تنكر لحكومة سوريا وأتهمها بالإرهاب ؟


6-اندلعت الحرب الإيرانية العراقية واستمرت ثمان سنوات وسالت دماء غزيرة من الطرفين ولكن وخلال الحرب كانت إيران تتهم أمريكا وإسرائيل وتطلق عليها الشيطان الأكبر لكونها وحسب ادعائها تساند وتدعم العراق ولكن سرعان ما ظهر المخفي ،... ما هو المخفي ياترى .؟

 
7-فضيحة ووترغيث في ثمانينيات القرن الماضي وفي عهد الرئيس الأمريكي ريكن وهي صفقات الأسلحة الموردة إلى إيران من أمريكا ضد العراق .

 
8-الفضيحة الثانية سقوط الطائرة المحملة بالسلاح من اسرائيل وعلى الأراضي الروسية لتكشف حقيقة التعاون الفارسي الصهيوني .

 
9- في عام 1982 وبينما كان العراق منهمك في حربه مع إيران قام الكيان الصهيوني بضرب المفاعل النووي السلمي العراقي في بغداد ودمره بالكامل .


اليس هذا دليل على أن الجانب الإسرائيلي برهن أنه في نصرت إيران الصفوية في هذه الحرب .


1.- حرب الخليج الأولى :
بعد أن حشد الغرب جيوشه ومعها جيوش ثلاثون دوله لإخراج العراق من الكويت وقبل إندلاع الحرب بأسابيع قام نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية السيد عزة إبراهيم بزيارة إلى طهران بعد دعوة تلقاها من حكومة طهران وأظهر الإيرانيون وقوفهم مع العراق إذا حصلت الحرب .


ونتيجة الزيارة قام الجانب العراقي بإرسال 165 طائرة من طائراته المقاتلة وغير المقاتلة لغرض جعلها أمانة لدى الجانب الإيراني ضننا من الجانب العراقي أن الجار المسلم صادق النيّة في معاونته ضد ( الشيطان الأكبر ) !!!!!!!!!!!!!!!!


ولكن وبعد اندلاع الحرب ثبت أن الجانب الإيراني كان متفقاً مع الجانب الأمريكي ليكمل الصفحة الثانية لقلب نظام الحكم والسيطرة على العراق وإتمام تحطيمه وفعلاً تم القبض على أعداد كبيرة من الإيرانيين في مدن العراق من الذين انتهزوا الفرصة وكان من بين الأسرى من ضباط المخابرات الإيرانية 76 ضابط.


أليس هذا دليل قطعي على أن هناك إتفاق خفي بين إيران والغرب المتصهين. في تبادل الأدوار؟
11- انتهت حرب الخليج الثانية وخرج العراق من الكويت وترك العراق محطم البنية التحتية حيث ضربت القوات الغربية وبالذات البريطانية والأمريكية جميع مرافق الحياة الأساسية بعد أن خلفت تدمير 137 جسراً ، وتحطيم محطات الطاقة الكهربائية وهدمت المستشفيات وكافة المصانع وخطوط المواصلات وغيرها .


قام العراق وبسواعد أبنائه بإعادة جميع ما حطمه العدوان بحيث أذهل القوى الشريرة التي كانت تمني النفس بالقضاء عليه .


وبعد أن أدركت القوى الخفية ( الماسونية ) أن شعب العراق بقيادة البعث لا يمكن أن تغيره أوتحتويه على الرغم من تحطيم بنيته التحتية ورغم الحصار الإقتصادي الذي استمر أكثر من 12 عام  وكذلك الحضر الجوي على جنوبه وشماله ، قررت أن تغزوه وتقضي عليه عسكرياً . ولكن قبل أن نتحدث عن غزو العراق ولكي نأخذ تسلسل الأحداث وفق مسارها التأريخي لا بد ان نتحدث عن غزو أفغانستان وعلاقة إيران في ذلك الغزو .

 

12- الغزو الأمريكي لأفغانستان :
شنت الولايات الأمريكية وحلفائها حربها على أفغانستان التي كانت تحكمها طالبان والسبب المسوغ للحرب  هوقيام القاعدة بضرب المركز التجاري في نييورك وكذلك ضرب وزارة الدفاع الأمريكية بواسطة طائرات مدنية والقصة معروفة ، وقد اعترفت القاعدة بهذا العمل على لسان بن لادن .


لكني أرى أن ضرب المركز التجاري الأمريكي يستحق التوقف عليه بشيء من التحليل الموجز ولو بإشارة وهو :
 نحن لا نشك بأن من كان في الطائرات المغيرة على المواقع الأمريكية كانوا من عناصر القاعدة  وهم فعلوا ذلك عن عقيدة آمنوا بها ،.


ولكن من الذي صمم ورتب هذه الإمكانيات وخطط لها بهذه الدقة والإمكانيات؟ المنطق العقلاني يقول : ليس القاعدة وإنما جهة لها باع طويل وخبرة سوقيّة وغايات بعيدة المدى ومدركة أن الشعب الأمريكي والرأي العام العالمي لا يمكن جره إلى ماتريد فعله إلا بفعل كبير يستحق ما ترمي إليه من غايات لاحقه وهي غزو افغانستان والعراق.


ورغم أني اطلعت كما غيري أن هناك الكثير من يشك بهذه العملية التي حصلت في ١١/٩/٢٠٠١ وينفون أن القاعدة وراء ضرب المركز التجاري .وحيث إني أميل بالتحليل مع هذه الشكوك لكوني أعلم أن أقرب عائلة سعودية لعائلة بوش هي عائلة بن لادن . وهنا لا أريد أن اتهم أسامة بن لادن الشخص (الأسطورة ) ولكن مجرد تحليل منطقي لهذه الشخصية التي قاتلت وبدعم أمريكي تحت مضلة الجهاد حين كان الاتحاد السوفييتي يحتل أفغانستان ، ثم أصبح هذا الشخص ومن معه من المقاتلين وعلى اختلاف انتماءاتهم إرهابيين حين احتلت أمريكا أفغانستان ؟ هنا نتوقف لنقول من وراء هذا الفعل الذي كان سبباً في هذه التفجيرات وما هي غاياته وأبعاده ، وخير تعبير لما خطط له القول ( ممكن أن تهدم دار وتضحي فيه من أجل إقامة مبنى من عدت طوابق )

 

13-- غزو العراق والشراكة الإيرانية .
تضرعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بذرائع وهمية كاذبة من أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأن له علاقة مع تنظيم القاعدة . ولا نريد أن نتوسع بهذا الموضوع لأن الحقائق أثبتت كذب الإدارة الأمريكية المتمثلة برئيسها الأخرق بوش المتصهين وأصبح الأمر مفضوح للقاصي والداني بعد أن اصدر مجلس الأمن بيان يثبت أن العراق خالي من اسلحة الدمار الشامل ، ولكن ما يهمنا هو دور إيران في هذا الغزو والنتائج التي ظهرت بعد هذا الغزو المرسوم والذي غفلت وتغافلت عن مقاصده دول كثيرة ومنها دول عربية ساهمت وسهلت للعدو في إحتلال العراق .


لقد كان لإيران شراكة مع من صمم لغزو افغانستان وغزو العراق وهي تلك الجهة التي تسيّرالغرب وغيره وتدير العالم منذ حين وما أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول المتنفذة إلا أداة طائعة لتنفيذ مخططاتها . وسوف ندون بعض للوقائع التي تؤشر بما لا يقبل الشك ضلوع إيران بمشاركة امريكا بالغزو وما بعد الغزو .

 
أولاً : في يوم 8 شباط ( فبراير )عام ٢٠٠٢ نقلت جريدة الشرق الوسط في اليوم التالي لزيارة هاشمي رفسنجاني وحديثه في جامعة طهران قوله ( على أمريكا أن تعلم أنه لولا مساعدت الجيش الإيراني الشعبي لما استطاعت أن تهزم طالبان ولغرقت في المستنقع الأفغاني )


وبخصوص غزو العراق فقد أعلن العديد من القادة الإيرانيين بأنه لولا إيران لما استطاعة امريكا من احتلال العراق كما هو الحال في افغانستان وذلك من خلال زج الأحزاب التي انشأتها في الداخل الإيراني والمعد منذ زمن والمتمثل بحزب الدعوة والمجلس الأعلى.


هذا التعاون الإيراني مع الأمريكان لم يأتي من فراغ وإنما جاء متناغماً مع طموحاتها التي لا تخلوا من ربط الماضي بالحاضر وهو الحلم بعودة الإمبراطورية الفارسية بعد أن اسقطها الإسلام فقد سيس اسماعيل الصفوي الدين حين احتلال العراق ، بابتداع فكرة ( حب آل البيت ) وتشيعت إيران والبعض من العراقيين )
واليوم دخلت إيران في هذا التعاون بشعار ( الجهاد ) وهي كذبة لتعيد الطموح نفسه.


ففي أفغانستان تخلصت من نظامها السني الذي تعتبره عدواً ، وفي العراق تخلصت من نظامه الذي كان شوكة في اعينها بوقف المد الصفوي تجاه الدول العربية الأخرى ذلك النظام الذي كان يقوده الشهيد صدام حسين والذي جرع كأس السم لخميني .

 

ثانياً: ما صرح به أبطحي سكرتير خاتمي الرئيس الإيراني السابق حيث قال ( لولا إيران لما استطاعت أمريكا من غزو افغانستان والعراق.

 
ثالثاً : ما قاله أحمد الجلبي عراب الإحتلال والعميل المزدوج لأمريكا وإيران في حديثه مع صحيفة الحياة اللندنية ::( قبل بدأ الدخول الأمريكي للعراق بأيام التقيت بشخصيات إيرانية مهمة وتبادلنا المعلومات والواجبات ومن هذه الشخصيات هاشمي رفسنجاني ، والعميد محمد جعفري ، والعميد سيف الله . ثم دخلنا إلى العراق ومن المنطقة الشمالية مودعين إيران بعد الإتفاق )

 
رابعاً : إيران تستعرض عضلاتها وتنذر وتسب وتشتم أمريكا على لسان مرشدها على خامنئي ورئيسها نجاد وتتباكى على أهل العراق ويأتي نجاد يزور العراق في ٢/٣/٢٠٠٨ ويهبط في مطار بغداد الدولي المسيطر عليه من قبل الجيش الأمريكي بأمان محسوب وراحة تامة ....وبالجانب الآخر يهدد أنه سيزيل اسرائيل من الوجود ... أليس هذا أمر يستحق الوقفة ؟ و!!!!!!!!

 
خامساً : جلوس الطرفين الإيراني والأمريكي لمرات عديدة في بغداد لبحث المشاكل حسب زعمهم وهذا يؤكد أن الطرفان شركاء والحكومات المنصبة تحضر بشكل مراقب لما يحدث ؟


سادساً : أليس تسليم القوات الأمريكية لرئيس جمهورية العراق الشهيد صدام حسين لحكومة المالكي المنصبة والتي تديرها إيران لتنفيذ حكم الإعدام به وفي أول يوم من عيد الأضحى هو دليل المشاركة في توجيه صفعة للعرب والمسلمين كافة ......؟ مضاف إلى اعتقال أغلب قيادة دولته الذين شملوا بقائمة ( 55 ) التي أصدرها الغازي الأمريكي والذي لم يبقى من هذه القائمة خارج السجن إلا أربعة وهم معروفين ولا زالوا في ميدان الجهاد ، ومن المخزي أن يقال أن العراق نال السيادة في حين أن هذه القائمة لم تزل سارية المفعول من قبل العدو الأمريكي .


أليس هذا الموقف الباطل هو دليل مضاف من الإدارة الأمريكية لإرضاء إيران .

 
سابعاً: الملف الأمني في العراق يدار من غرفة عمليات مشتركة بين المخابرات (الإطلاعات) الإيرانية والقوات الأمريكية والموساد الصهيوني ، وكل واحد منهما له دور مناط به سواء قتل الطيارين أو المعتقلين أو التفجيرات المحسوبة ومدى تأثيرها لخلق الهلع والذعر وتهجير الناس من مساكنهم لينتشروا في كل ارجاء الأرض مشردين.


ثامناً : التسليح لما يسمى بالجيش العراقي الجديد وعمليات وصول شحنات الأسلحة الأمريكية إلى بغداد وكيف تغادر بعدها إلى طهران لتسليح جيش القدس الإيراني دليل على المشاركة.


تاسعاً : جرت ما تسمى بمهزلة الانتخابات العراقية سواء الأولى عام ٢٠٠٥ أو الأخيرة عام ٢٠١٠ وما حصل من تزوير فاضح ودور إيران ، وكذلك تجنيس ما يزيد عن المليونين إيراني ومنحهم الجنسية العراقية أمام عيون الأمريكان الماسكين في الوضع العام العراقي ودون أي تحريك وتدخل ليعطي القناعة رضائها بهذا الوضع .

 

عاشراً : أليس دليل الرضا الأمريكي على ذهاب جميع ما تسمى بالعناصر للكتل السياسية العراقية إلى طهران لتشكيل الحكومة الجديدة .


حادي عشر: أليس التمثيليات الكاذبة التي جرت منذ احتلال العراق والتي هي اسر عناصر من الطرف البريطاني والأمريكي بين الحين والآخر من الجانب الإيراني ثم تسليمهم لغرض إلهاء الناس وإعطاء صورة أن هناك تشنج في العلاقة مع إيران ؟ 


بعد هذا الإستعراض الموجز هل هناك عاقل يصدق أن أمريكا أو إسرائيل ستضرب إيران ؟
وهل يصدق عاقل أن التحالف العميق بين إسرائيل وعمائم إيران سيفضي إلى فض الشراكة ، هؤلاء الطرفين الذين يوهمون العالم بأنهم مظلومين .

 
إسرائيل تتباكى أمام العالم بأنها تعاني الخوف من العرب وبشكل مستمر .وهي تمارس القتل اليومي بالشعب الفلسطيني وتقطم أرضهم أمام العالم كله .

 
 والتشيع ألصفوي يعلن مظلومية الشيعة وهو يمارس القتل في الشعب العراقي ويصدر ثورته المرسومة ودليلها ما حصل في الجزر الإماراتية الثلاث وما حصل في شمال اليمن ، وجنوب لبنان .
 والاثنان يأكلون من صحن واحد وهو الصحن الماسوني .
لقد التقت مصالح الطرفين منذ بعيد ولعل خير دليل برتكول صهيون الذي يخطط لمائة عام قابل .
وترى التشيع الصفوي أيضاً لديه خطة تسمى بالخطة الخمسينية .

 
هؤلاء يلعبون سوية ويحققون النتائج والغافلون من حكام العرب أو المتغافلون في سبات وجامعة دولهم العربية في حال لا يحسد عليه والحبل على الجرار .


وإذا بقينا على هذا الحال فلا غرابة حين تتوسع اسرائيل من النيل إلى الفرات يقابلها المد ألصفوي الشيعي الذي ليس هو الهلال الذي تحدث به ملك الأردن أنما طموحها البدر المنتظر .


أقول قولي هذا وعلى المعنيين بالأمر أن يفهموا حقيقة ما يجري وهذه ليست وجهة نظر إنما هو واقع وملموس ومنه تولدت القناعة المطلقة أن إيران لا تضرب عسكرياً وإن غداً لناظره قريب .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٤ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور