مشاريع التفتيت أين العراق منها

 
 
شبكة المنصور
ضرغام الموسوي

لم تواجه الأمة العربية في تأريخها مخاطر وتحديات تهدد وجودها الحضاري والأنساني كما تواجهه اليوم من مشاريع وصيغ تنهال عليها بهدف تفتيتها وتشظيتها الى دويلات صغيرة تنهشها الطائفية والمذهبية والقومية العشائرية  والعرقية , موقع ميدل ايست اونلاين ينشر ماجاء في محاضرة لوزير الأمن (الكيان الصهيوني) (أفي ديختر ) عن الدور الصهيوني في أحتلال العراق عام 2003 يقول ما نصه ( لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا"، مؤكدا على إنّ تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الصهيوني.)) مقتبس


مضيفا في محاضرته تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية ليس أقل أهمية وحيوية عن تكريس وإدامة تحييد مصر، تحييد مصر تحقق بوسائل دبلوماسية لكن تحييد العراق يتطلب أستخدام  كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا".وشدد بقوله "إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وخيارنا الاستراتيجي بقاءه مجزءا".

 

هذه ليست المرة الأولى يتحدث فيها الكيان الصهيوني عن مشروع التجزئة والتفتيت من خلال هذه الندوات والمحاضرات ففي شهر مايس من عام 1992 نظم مركز بار أبلان للابحاث الأستراتيجية التابع لجامعة بار أبلان . (الصهيونية) ندوة شاملة بالتعاون مع مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية  للكيان الصهيوني حول الموقف من الجماعات الأثنية والطائفية في العالم العربي حيث صدر عن الندوة ملف خاص يعبر عن الموقف الرسمي لحكومة الكيان الصهيوني  وخرجت بتوصيات منها ضرورة الدعم العسكري وعدم الاكتفاء بالدعم السياسي وهذا حصل على أرض الواقع في العراق والدعم المستمر للأحزاب الانفصالية في شمال العراق في المنطقة الكردية تحديدا أضافة الى أن مصلحة الكيان الصهيوني تقتضي أن تتكرس تلك الصراعات وتتعمق الى انقسام العالم العربي يعني في نهاية المطاف تكون هناك دويلات صغيرة ضعيفة غير قادرة حتى الدفاع عن نفسها وغير قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني ,ففي عام 1948طرحت هذه الافكار من قبل رئيس الوزراء السابق ديفيد بن غوريون والتي تهدف الى تفتيت الوحدة الجغرافية والسكانية للأقطار الرئيسية ومنها العراق ,مصر ,سوريا,السعودية,والجزائر,لأن (دولة كلكيان الصهيوني كنقطة في محيط معاد يحيط بها من كل جانب تلك الدول ).


يؤكد مفكرو مراكز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية ( الكيان الصهيوني ) ومن بينهم ديفيد كمحي ويهوشفاط وهيركابي مدير الأستخبارات العسكرية الأسبق على أن تفتيت الدول العربية الرئيسية يتطلب جهودا عملية من قبل (الكيان الصهيوني ) لدعم الأقليات ماديا وعسكريا وعدم الأكتفاء بالدعم المعنوي اضافة الى الأتصال المباشر بتلك الجماعات وحثها على شق عصا الطاعة والانفصال وقيام كيانات مستقلة وهذا ما تسعى اليه الاحزاب الكردية في شمال العراق الحبيب كما أن من الضروري الاستعانة ببعض الدول لتحقيق هذا الهدف لخدمة الكيان الصهيوني وهذا ما تفعله أيران اليوم في العراق من خلال دعمها المباشر والواضح على الأرض ومن خلال عملائها من أحزاب ومليشيات .


الذي يحدث اليوم في عراقنا الحبيب عملية استنزاف لموارده البشرية من خلال التفجيرات والجريمة المنظمة اضافة الى تهجير أبناءه في الداخل والخارج ومحاربة الناس حتى في مصدر رزقهم أضافة الى استنزاف موارده المالية وتبديد ماله العام من خلال أقزام وعملاء ومن أرذال الأرض جاؤا بهم وعلى ظهور دباباتهم لسرقة قوت الشعب العراقي وعملية الفساد المالي والاداري مستشرية في كل مفاصل الدولة من وزارات ومؤسسات وتبديد وسرقة اموالها والأمثلة كثيرة , وزارة التجارة وهروب وزيرها بعد ان سرق ميزانيتها تحت مرأى ومسمع المحتل وأعوانه ابتدأ من مجلس الرئاسة الى رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان والأخطر من كل هذا وذاك هناك محاولة لطمس هوية العراق العربية والثقافية وعزله عن محيطه العربي ونشر ثقافة أخرى بديلة ثقافة أيرانية في كل مناحي الحياة الاجتماعية والدينية ومن خلال أحزاب وجماعات تقودها أيران الفارسية مباشرة كحزب الدعوة والمجلس الاسلامي ومرتزقتهم ومليشيات تدار من قبل فيلق القدس الايراني الذي يعمل من أجل الهدف المرسوم لها.


أصبح اللعب على المكشوف الكيان الصهيوني يعترف بأنهم لم يسمحوا أن يكون للعراق اي دور عربي وأقليمي ولن يسمحوا ان يكون بلدا موحدا في كل تصريحاتهم كما هو حال الشريك الأيراني في العراق وتصريحات المسؤولين بعدم السماح لعودة اي حزب او تجمع وطني للعراق وهم من سيملئ الفراغ بعد الأنسحاب الأمريكي من العراق ولعب دور الشرطي الحامي لمصالح أمريكا والكيان الصهيوني في العراق.


هل يسمع الشعب العراقي كل ما يقال وهل يقرأ كل ما يكتب أم أشغلوه بالماء والكهرباء والبطالة والبحث عن لقمة العيش وسط كل هذه الضجة والفوضى ؟ دعوة لكل القوى الوطنية العراقية ان تضع كل خلافاتها جانبا والعمل على أنقاذ العراق من الذي يحدث له وما يخطط لمستقبله ومستقبل أجياله .
الى متى هذا الصمت؟

 

 

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٥ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور