هولاكو الذي دحرته أحلام العصافير يا مسعود

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي

قيل إن يدخل هولاكو بغداد عام 1258 م ، أرسل إلى الخليفة المستعصم بالله يهدده ويتوعده، ويطلب منة الدخول في طاعته وتسليم عاصمة الخلافة العباسية، ونصحه بان يسرع في الاستجابة لمطالبه،حتى يحفظ لنفسه كرامتها ولدولته أمنها واستقرارها ، لكن الخليفة رفض وقرر إن يقاوم،على الرغم من ضعف قواته وما كان عليه قادته من خلاف وعداء،فضرب هولاكو حصاره على المدينة المنكوبة التي لم تكن تملك شيئا يدفع عنها قدرها المحتوم ،فدخلها هولاكو وارتكب جنوده من الفضائح ما تهز الأبدان،واهتز العالم الإسلامي ،وبلغ الحزن الذي ملا قلوب المسلمين مداه حتى أنهم ظنوا إن العالم على وشك الانتهاء. وفي هذا العصر ارتكبت الولايات المتحدة ومن معها ذات الجريمة في احتلالهم بغداد ،

 

وأقاموا فيها أبشع الجرائم والانتهاكات بحق شعبها وامتدت تلك المصائب لتشمل كل ارض العرق، سبع سنوات والعراق يمسك جروحه الغائرة في جسده ، ولكن احتلال العراق لا يعني موته ، وان ما يجري من مهرجانات سياسية كاذبة ، وتحركات وتصريحات وعنتريات فارغة ،والميل على الجهة الشرقية أو الغربية ، ما هو إلا سراب وأضغاث أحلام ،لكون العالم اجمع بات يعرف حقيقة ما يجري في العراق ،وقبل فترة حضرت معرض للشركات التجارية في اربيل وكان معي عدد من الزملاء الصحفيين ، وكنا نتجول بين البسطاء من أبناء شعبنا الكردي الطيب ، ونستمع إلى أحاديثهم التي كانت تخرج من قلب طيب وصادق،حيث اجمعوا على حبهم للعراق الواحد القوي ، وينبذون الطائفية ،وسياسة الأحزاب التي أوصلتهم إلى الفرقة والتناحر، وكان صدق حديث الطيبين الصادقين الذين يرون ببصيرتهم العفوية النابعة من حبهم للعراق الواحد،هؤلاء كانوا يتكلمون والاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني في العراق يرتكب الجرائم تلو الجرائم ،

 

ويمعن في تدمير الوطن، بيد إن احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة كان برغبة صهيونية حاقدة ،هذه الرغبة كانت تسعى بشكل مستمر إلى " تفتيت و تمزيق العراق" وفي عام 1982 م نشرت مجلة "كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية ،وثيقة بعنوان" إستراتيجية إسرائيلية للثمانينات"وقدمها الدكتور عصمت سيف الدولة ،كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين في قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988 م الذي استهدف الدبلوماسيين الصهاينة في القاهرة عقب توقيع اتفاقية "السلام المصرية ـ الإسرائيلية ". وكان أهم ما ورد في هذه المذكرة فيما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي عدة ابزر تتعلق بالرغبة الصهيونية في تفتيت العراق وتقسيم وفصل جنوب السودان ،واللعب على وتر الطائفية في لبنان ،وفي العالم العربي، ومن ابرز النقاط التي وردت في المذكرة الإسرائيلية ،هو تقسيم العراق إلى ثلاث مقاطعات إقليمية طائفية، وهذه بالذات الدعوة الأخيرة التي أطلقها رئيس ما يسمى "إقليم كردستان" والذي كشف فيه أيضا عن رغبته في عدم وجود عراق قوي موحد ، هنا نقول صحيح العراق ألان وقع في الأسر، وتسود " الأفعال " الخطأ والجرائم والتدمير المنظم وتسيد العملاء، والحاقة بإيران ، ونهب ثرواته وأمواله ، ومحاولات لطمس هويته الوطنية والقومية، وإظهاره كدولة ضعيفة لا حول له ولا قوة ،نقول من تحت رماد هذا الهول الذي يجري في العراق ، بانت " شيخوخة الإمبراطورية الأمريكية" بعد أن كان الشرق والغرب يهابها ، وأصبحت دول العالم تسير وفق سياساتها بعد إن كانت ذليلة لرغبة " الكابوي الأمريكي" وبالعودة إلى التاريخ نقول هولاكو الذي سحق المدن بجيوشه ألجراره ، هزمه الله جل علاه في موقعة "عين جالوت" وانتصر المسلمين وسحق هولاكو والمغول، أحلام العصافير تلك تحققت بعد إن ابتعد الخوف والنفاق والدجل من العقول .

 

والمتابع لتاريخ العراق القديم والحديث، يرى هول ما تعرض له من مصائب ومحن وفي كل منها يخرج معافى موحد قوي الشكيمة ، وعلى أولئك المتشائمين ألان ، إن يقروا جيدا تاريخ " ملوك العراق العظام " وان يفسروا لماذا " الثور المجنح " صمم على هذا الشكل والهيئة ، إن سر قوة العراق في أبنائه و أرضة ، إما تمزيقه وتفتيته فهذا من خيال أعدائه وخبث بعض من حمل اسم هذا الوطن من العملاء والإذلال . نعم نحب إن نحلم " أحلام العصافير" العراقية الأصيلة، ولا نحب إن تتلوث عقولنا بتفكير " الطيور المهاجر" التي تريد إن تبني أعشاشها على جثثنا وأحلامنا وأمالنا غي إن نعيش سعداء أمنيين في بلدنا  .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٢٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور