الهروب الأمريكي الكبير وحتمية انتصار شعب العراق

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي

( وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ*فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )

 

كعادتها في تزييف الحقائق وتزوير الوقائع، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية على حربها العدوانية شعار: "الحرية للعراق"، وتحدثت مطّولاً بخطب وتصريحات متناقضة عن عراق ما بعد الحرب، يسوده الاستقرار وينعم" بالحرية والديمقراطية"، هذا ما تطلقه أمريكا، في الوقت الذي بات العالم على يقين بأن ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية في احتلالها للعراق، ليس سوى حرب هيمنة مطلقة، لا شأن لها بمصلحة العراق ولا العراقيين، بقدر ما تحقق مصالح أمريكا بعراق على الطريقة الأفغانية تحكمه إدارة أمريكية، تحتكر ثرواته وتوزع فتات المائدة كغنائم حرب على الإتباع والعملاء الذين ساندوها في عدوانها. وتحول العراق من دولة قوية وحضارية متطورة .إلى دولة مفككة تغص بالجرائم والقتل اليومي ،وتسودها اليوم العصابات وفرق الموت والمليشيات ، وتقام على ارض العراق أسوء عملية سياسية في "التاريخ السياسي" العالمي .

 

مرت سبع سنوات خلت على احتلال العراق ولم يتحقق من شعارات الاحتلال شيء سوى الدمار والخراب للعراق. وفي المقابل كان النظام الوطني في العراق قبل عام 2003 ،خطط بشكل محسوب ومدروس لمواجهة العدوان الأمريكي مهما كانت النتائج ،لذلك عمد وبشكل علمي مدروس إلى تعميق إحساس المقاومة لدى عموم الشعب العراقي ، كما إنشاء تشكيلات تعمق هذا الإحساس مثل " جيش القدس" و"فدائيو صدام" وسبق ذلك الجيش الشعبي و حتى مشاركة الشعب في البناء من خلال "معسكرات الجيش الشعبي" ،هذه التربية اعتمدها حزب البعث الذي كان يقود السلطة في العراق إيمانا منه بضرورة مواجهة العدوان الأمريكي، وهذا ما حصل بالفعل عندما وطأة إقدام المحتل الأمريكي ارض العراق ، انطلقت المقاومة العراقية بإذن الله ،يساندها شعب العراق الصامد ،ويقودها البعث العظيم ، وتحول سلاح المقاومة بعون الله تعالى إلى "حجر السجيل" ينزل صواعق مواحق على القوات المحتلة، وتمكنت المقاومة العراقية الباسلة من تكبيد المحتل 33.615 قتيل للفترة من 2003 لغاية تموز 2008 و224.000 عدد الجرحى لنفس الفترة، والكلفة المادية من المؤمل إن تصل إلى أكثر من 5 تريليون دولار، إضافة إلى فشل المشروع الأمريكي في المنطقة ، وكانت الخسائر الاقتصادية الأمريكية سبب مباشر من اشتداد الأزمة المالية التي تضر الأسواق الأمريكية والغربية، يضاف إلى ذلك اهتزاز موقع الولايات المتحدة الأمريكية المهيمن على العالم. إمام هذه الانجازات الكبيرة المتحققة على الرغم من مظلة التضليل التي تمارسها الدعائية الإعلامية الأمريكية، تقوم الولايات المتحدة الآن بتنفيذ ما يستحق أن يُطلق عليه(الهروب الكبير)ويوميا يُصرح القادة والجنرالات الأمريكيون بأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق حسب الموعد والجدول المُحدد لن يطرأ عليه تغيير مهما كان السبب،في ذات الوقت فان العملاء والأحزاب السياسية التي ساندة الاحتلال هي الأخرى تعد العدة لذاك اليوم الذي ينتظرهم ،بعد إن اخذ شعب العراق يعلن وبالصوت الصريح ومن دون خوف عدائه لتلك الأحزاب العملية التي التقطها الاحتلال من حانات ومواخير الليل في شوارع أوربا ، وما عمليات الدهم والاعتقالات خير دليل على أن حالة " الرفض" الجماهير لتلك الأحزاب والعملية السياسية الهزيلة التي أوجدها المحتل. إن الواقع الذي تعيشه الساحة العراقية يؤكد ما نقوله ليس من باب التخمين أو التمني بل هو ملموس ومحسوس من خلال جملة أسباب منها .


• حجم الخسائر البشرية والمادية التي ألحقت بالمحتل الأمريكي ، على يد المقاومة العراقية والتي تؤكدها دراسات وأبحاث صادر من المراكز البحثية في الولايات المتحدة.


• سرعة انفراط "التحالف" الذي ساند الولايات المتحدة و شن العدوان وساهم في احتلال العراق، بعد إن ذاقوا الضربات الموجعة من قبل المقاومة العراقية .


• التصريحات والتلميحات من قادة وجنرالات الاحتلال بسرعة "الانسحاب" وعدم الإخلال بالمواعيد التي حددوها في اتفاقية الإذعان التي وقعوها مع عملائهم.


• الجهود الحثيثة لترتيب ما يسمى ب( العملية السياسية) داخل العراق. وتامين مصالحهم .


• منذ منتصف عام 2007 تصاعدت الدعوات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية للخروج من العراق،بعد إن شعر الرأي العام الأمريكي حجم الخسائر التي تعاني منها قواتهم في العراق .


• جراء فعالية المقاومة العراقية تبددت الأحلام الأمريكية بالتفرد والسيطرة على العالم، وأصبحت قوتها واهنة وضعيفة إمام العالم بعد إن تلقت ضربات موجعة من قبل المقاومة العراقية.


• فشل المشاريع الأمريكية في المنطقة بعد إن فشلت قواتها إمام المقاومة العراقية ، أدى إلى انهيار حالة " القلق " التي كانت تنتاب جميع دول المنطقة، وأصبحت المقاومة العراقية مثلا لكل شعوب وانظمه المنطقة ودول العالم الأخرى.


هذا نزر يسير من الأسباب والعوامل التي تفرض على الولايات المتحدة " الهروب" من العراق وبأي مسمى تريد إن تطلق علية " الانسحاب" أو "إعادة انتشار" ، لقد كانت ضربات المقاومة العراقية الباسلة هي التي جعلت المحتل الأمريكي يسرع من إجراءات "هروبه الكبير"من العراق،بعد إن التصق شعب العراق وساند ودعم المقاومة العراقية بكل الإشكال التي عززت ديمومتها وصلابتها في المواجهة مع قوات الاحتلال. ويقينا إن التضحيات التي قدمتها المقاومة العراقية وشعب العراق على طريق التحرير والجهاد كان سببا مباشرا في انهيار المشروع الأمريكي ليس في العراق فحسب بل في المنطقة بشكل عام.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٢٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٩ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور