ها ها ها ... ودّونة للجبهة انقاتل ودّووووونه ... ( 5 حزيران ) ذكرى النكسة

﴿ ١ - ٢ ﴾

 
 
شبكة المنصور
طلال الصالحي

الله يساعدك .. وكان الله في عونك يا رسول الله على ما لقيته في دعوتك من قبل أهل المصالح والغافلون والجهلة , هذا ما أردّده بيني وبين نفسي دوما مع كلّ مصيبة تحلّ بالأمّة يكون الإسلام هو واجهة وغطاء لتلك المصيبة أو من يسبح أويحمّد أويبسمل أو جميعها معاً يلقي خطابه وحراب "الكفّار" تحرسه أو يوقّع عقداً يُسْعَد له ويصفّق من يحارب الإسلام والعروبة ليل نهار! , كنت يا رسول الله  تجهد نفسك معهم , إتجيبه للواحد منهم يمنه تحطّه على الطريق الصحيح ؛ يزرك من بيدين ايديك مثل بليس يسره !! مكابدة ما بعدها مكابدة , ونعرفك زين يا رسول الله وبشكل حقيقي عندما تدلهم علينا الخطوب , ونظراً لكثرتها  وشراستها , أحيا الرسول الشعب العربي في قلبه فكاد يُعبد ! بعد أن وجد نفسه هذا الشعب العرمرم , منذ أكثر من ألف عام , بلا حول له  ولا قوّة , بعكس تحذير الصدّيق رض الذي دعا لعبادة الله وحده الذي استهلّ بها خطبته الشهيرة قائلاً "من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت!" على أساس أنّ المسلم قويّ ما دامت قوّته مستمدّة من الخالق لا من بشر ,  كانت تلك دعوة الرسول ومن أجل ذلك بُعث وهذا هو لب دينه  ! فشعب موات بإذن الله أنت من أحييته بعد أن كان رميم ! , ولكن ها هو يعود كما كان بعد أن تركتهم على المحجّة البيضاء ! , فها هي الأمّة تتخطّفها أطماع الأمم , الفرس والروم ,  تنتزع لحمها  قطعةً قطعة بينما هي لاتزال تهتف لقتال العدوّ وتدعوا حكّامها لقيادة الجيوش ! , وهي لربّما لا تعلم أنّ بينها وبين القتال حكّام ينفذون ما يريد ذلك العدوّ وهم بأحسن أحوالهم  "عبداً للمأمور" ! ..  بمثل هذه الشدائد اللي إحنه عليهه  أتذكّرك يا رسول الله واتذكّر قدر ما تسعفني به ذاكرتي قادة الأمّة وقادة الإنسانيّة عبر التاريخ كلّه وفي أيّة بقعة على وجه الأرض كان الفعل البطولي يثبت فيها وجوده فيبرز عبره تاريخ الإنسانيّة يشرق بوجهه الناصع علينا بتلك البطولات بما  سطّره أولئك القادة الحقيقيّون من ملاحم وجهاد ضدّ الظلم والجبن والكذب والتزييف والدجل والكهنوت , نقرأ تلك الصفحات والأسطر, نستعيدها بخواطرنا , ولكنّنا بالقليل جدّاً نتفاعل معها وفقط بالقدر الذي سيضيف شحن نرجسيّة  أخرى فوق شحنات نرجسيّتنا المتراكمة في داخل كلٍّ منّا لا أكثر ! نحسّ بصفحات ذلك التاريخ ونتلمّس سطوره , حارّة , تلتهب بأخبار الغيرة والناموس والعزّة والقوّة  والشهامة والمروءة ...

 

كل هذه التواردات المريرة التي عادة ما تتكثّف في ذهن المهموم وفي عقله , واللي نوبات أكوله وأردّده آني ويّه نفسي عندما تضيق الدنيا في عيني بمصيبة تحلّ على الأمّة , سرعان ما تتكشّف تلك المصيبة بنيرانها المشتعلة عن ظلمات لا بصيص ضوء فيها ! , فيها تركن جميع مصائب الدنيا التي حلّت بنا , حتّى باتت المصيبة الجديدة التي تقع على رؤوسنا  تبدو لنا نافعة أكثر ممّا يفترض أنّها ضارّة ! أصبحنا مازوشيّيون نتلذّذ بالمصائب وننتظرها ونحتفل بها ونتداول مجرياتها فيما بيننا إلى أن تذوي جذوتها بانتظار "مناسبة" أخرى مثلها أو أكثر تأثيراً ! , أصبحت المصيبة شعلة نار تضيئ على مصائب سابقة بعيدة وقريبة تدعونا لتغيير واقعنا , فما أن ننساها أو نتناساها تكتسح مصيبة جديدة الطريق تفرشه لأخرى لا بدّ قادمة أشدّ وطأة علينا من سابقتها ! , وهكذا , فنرى أمام أعيننا مناظر تراكمات مصائبنا الكئيبة المكشوفة تحت نيران الواقع كأنّها  لكثرتها أكوام من جثث روائحها تزكم الأنوف , مقطّعة الأوصال , منخورة , تختلط  بهياكل عظميّة وجماجم مرميّة جميعا وسط حفر وفوق صخور مزدحمة في كهوف النسيان تزيدها عفونة لفحات وضعنا العربي الزري الرديء , وهو وضع لا زلنا عليه منذ أكثر من ألف عام ويزيد ...

 

وفي الليلة يفتقد البدرُ .. الظلماء

 

شعبنا العربي , أكثر شعوب الأرض اليوم هواناً على الآخرين , حتّى أضعف أمم الأرض تستسهلنا ! , وحتى لا نكذب على أنفسنا , ولكي نكون عرب حقيقيين وعملييّن أكثر كي نعرف أنفسنا , وعزائنا في ذلك أنّ من خدع نفسه ما عرفها حق المعرفة حتّى مماته أو انقراضه ! , أنّ ما من مستعمر دخل أرضاً إلاّ ووجد مقاومة عنيفة بانتظاره , إلاً وطننا العربي ! , نعم اشتعلت مقاومات هنا وهناك في بعض مناطق الوطن , العراق سوريا ليبيا الجزائر فلسطين .. والباقي "إنسه" ! على رأي المثل الشعبي المعاصر الساري هذه الأيّام , إلاّ من بعض "الهيجانات" هنا وهناك  سرعان ما تنطفئ أو يتم تطويق البلد باستقلال مزوّر ترتهن إرادة البلاد فيها إلى المستعمر يحكمه من وراء ستر بحكّام ينصّبهم بشكل مباشر أو غير مباشر ينفّذون جميع رغباته  وأحلامه ورؤاه وتصوّراته  حتّى من قبل أن ينطق بها  ! في حين يبقى شعب هذا البلد المزيّف الهويّة أو ذاك يحاول إقناع  نفسه بأنّه يعيش في ضلّ دولة أو قطر مستقلّ ! , بل على العكس , أصبحت تلك البقع والجزر والصحارى من وطننا العربي معبر لقوّات المستعمر الذي يستعمر تلك الأجزاء الموبوءة منه هدفها استئصال أيّة نهضة قد تستعيد بها كامل الأمّة عافيتها ويكون لها ضل تحت الشمس  ..

 

المواطن العربي يدري , ويدرك ذلك جيّداً ويعرف أنّه رهن إرادة المستعمر , وما حاكمه المتسلّط على رقبته إلاّ جزء من حلقات تتصل في نهاية الأمر بقرارات الإرادة الغربيّة  .. المواطن العربي يدرك ذلك جيّداً ولكنّه يتهرّب من ضميره ! تخطف من أمامه هواجسه المستشعرة الخطر الكبير الذي يهدّد دنياه وآخرته معاً ! ؛ يهم أن يستنطقها , لكنّه يتهرّب منها خوفاً من الإجابة الصحيحة ! لأنّ الجواب الصحيح إذا ما حاصر ضمير صاحبه سيجبره في نهاية الأمر بما هو الان في غنىً عنه وإلاّ سيحارب نفسه بنفسه يهينها وسيستصغرها مالم يرضخ لنداء الضمير! لذلك يلجأ إلى القوى الغيبيّة  يحاول حشر خلفيّته "الثقافيّة" في ذلك العالم  يرمي ما يعاني منه ويقضّ مضجعه على تلك القوى "وذبهه بركبّة عالم واطلع منهه سالم" ! , وكذا كان لها  "السستاني"  فأفتى لأصحاب الهوى والمراوغون بالحقيقة من الذين يتقاذفونها ما بين نكران الذات وبين الرغبة في تعويم ما "يزعجهم" برميها على ذمّة "قادم" سينقذهم ! , وأمام تراكم من هذا النوع الخطير ومن مثله , وبمرور مئات السنين ضرب عميقاً في وعيه المهزوم , أصبح العربي جرّاء مثل هذه التراكمات المسرطنة لجسد الأمّة وغيرها يلجأ إلى حيلة أخرى يفرغ بها  ما بذمّته ! كما يفرغ الممثّل السيمائي طاقاته المكبوتة  في الأعمال الربحيّة التجاريّة  أو المسرحي في مسرحيّة سطحيّة ما تتاجر بقضيّة إنسانيّة  عادة ما يبدو "البطل" وكأنّه البطل الحقيقي في الرواية المُمًثّلة ! , فقد تعوّد هذا المواطن منذ زمن ليس بالقصير , بتآزره مع الأمّيّة والجهل والتخلّف , في نزع فتيل شحناته التي تستدعيها نوازل طارئة تقع على الأمّة , وبدون وعي منه في أغلب الأحيان , يقوم بتحويلها هو إلى هتافات ودعوات حماسيّة وادّعاءات و "هبهبات"  على طريقة المثل العراقي الشعبي المعروف "يِردِس حِيْل الماشايفهه" ! ..

 

وعلى ذكر هذا المثل , وردت من عمق ذاكرتي على قدر ما عاصرت منها , ذكريات عن الحروب  "بأنواعها"  ضد الكيان الصهيوني أبان المدّ العروبي والقومي ستينيّات القرن الميلادي الماضي والتي وجدت الأحزاب اليساريّة والقوميّة في تلك الحقب التي نشطت فيها حركات الاستقلال , فسحة كبيرة من آمال عريضة لاتّحاد كبريات الاقطار العربيّة المتاخمة حدودها مع بعضها  فتزيد في "الحماسة" الشعبيّة العامّة , إلاّ أنّ ما أوقف عجلة التغيير الإيجابي تلك في وعي الأمّة , هو خلوّ الأحزاب الرياديّة من خطط التنظيمات الإداريّة الممنهجة والرؤى الاستراتيجيّة التي باستطاعتها أن تفرش نظرها وبصيرتها إلى آفاق واسعة تكون أبعد من انتصار ثورة  وطنيّة أو قوميّة هنا أو هناك , كانت تنقص تلك الأحزاب الكيفيّة التي تضع فيها لبنات البناء ذلك بالشكل الصحيح  بما ستستطيع  أن تستوعب فيما لو تمّ التوجّه إليها بوقت مبكّر أن تكون خطوات التغيير برصانة محسوبة لخطوات ثابتة , لا يهمّها السلطة أو انتصار حزبها في استلام تلك السلطة , بقدر ما يهمّها بناء المكوّن القابل للنموّ بشكل تلقائيّ يلج المستقبل الأبعد عابراً من فوق حواجز الآن  بما يجعل سياقات ما سيأتي بعد ذلك المكوّن تسير على هدى أساس متين من الممكن أن يبنى عليه الإنسان العربي مستقبلاً تطلّعاته الضرورية , بل ولا نكون نغالي إذا ما قلنا أنّها كانت أوجب حتّى من عمليّة بناء "وحده" بين هذا البلد أو ذاك تحقّق  "اطمئنان" مؤقّت لنجاح متأرجح يرضي فورته سرعان ما سينهار ويتحوّل إلى ركام على وجه السرعة  يضاف إلى ركام  هائل موروث من عوائق كأداء موروثة منذ مئات السنين ! , وذلك ما تداركته بشكل حكيم وواعي قيادة العراق التي استلمت حكمه بعيد ثورة تمّوز 1968 بوقت قصير جدّاً من اندلاعها , وذلك ما أدركت خطورته أيضاً الدوائر الصهيونيّة والاستعماريّة والقوى الرجعيّة في وطننا العربي فتلاحفت ضدّ العراق تلك القوى الشرّيرة , في الخفاء وفي العلن , لأجل وقف زحف بناء ذلك المكوّن الخطير على مصالحهم ومطامعهم , ليس في العراق وحده , بل وفي المنطقة والعالم أيضاً  , فانتهوا أخيراً باحتلاله , لكنّ المكوّن لا زال هو هو يعمل بكامل طاقته لم تستطيع تلك القوى الغازية من وقفه حتّى وهي تحتلّ العراق بشكل مباشر بعد أن عجزت عن وقفه عن بُعد ,  طيلة 35 عاماً , لم تدّخر القوى الاستعماريّة خلال تلك الفترة الطويلة من عمر العراق الزاهي سلاحاً ضدّه إلاّ واستخدمته ! وذلك ما جعل قادة الاستعمار والصهيونية يكابدون الخسائر الهائلة التي يتعرّضون لها في العراق بعد احتلاله وإلى اليوم , وبرغم ذلك , فهم  يعزفون عن الانسحاب منه ! ولذلك نراهم اليوم يتصارعون مع الزمن لتثبيت أركان حكم ما في العراق يضمن عدم عودة ذلك المكوّن التمّوزيّ المرعب يعمل في العراق من جديد وبشكل علني بعد انسحابهم ! ..

 

فمن ذكريات الصراع العربي ـ الصهيوني ستينيّات القرن الميلادي الماضي  ما عرفت بـ "انتكاسة" 5 حزيران , والتي انتقلت بالعدوّ الصهيوني إلى أولى خطواته المهمّة التي كان يحلم بها ! , كان الشعب العربي لا زال يملك زمام النخوة والرجولة بيديه في تلك الأيّام ويعضّ عليها بين أسنانه , لكنّ طابع  "الفورة" كانت تغلب عليه  فيقع في المحظور في أحيان كثيرة تسبّب له انتكاسة قادمة ! قبل أنّ يتداركها ثوّار الثورة البيضاء في العراق فيما بعد وينفتح الأفق الحقيقي للأمّة جرّائها , و "الفورة" تصيب أيضاً من امتدّ به العمر وهو لم يدرك ذلك أو يأخذها في الحسبان فتصادفه لحظة مرح ولهو  ولعب أو جري أو اشتباك مصارعة للتسلية تراه يبذل ما في طاقته بإحساس صادق ولكن لا تسعفه قدراته الجسديّة الحقيقيّة التي ضعفت بمرور الزمن ولم تبقى منها سوى الإحساس بها ! لذلك نراه يسقط أرضاً أو تعتور صحّته بعدها ! ,  ومن أمثلة  تلك الفورة , والتي حتّى هي غابت أيضاً عن ضمير عربي اليوم , عربي المسلسلات وقنوات روتانا الذي امتدّ به العمر فلم يبق من ماضيه سوى ذكريات بينما هو لم يدركها بإحساسه جوانب ذلك التغيير الفسلجي العضوي في ضميره الحيّ ! ...  أنّ تجمّعاً جماهيريّاً واسعاً  بعد النكسة , خليط من شبّان وصبية ورجال وكبار سن , كان  قد أحاط  بمبنى "متصرّفيّة لواء الرمادي" وهم يهتفون بحماس منقطع النظير لا تخلوا نبرات تلك الهتافات من الأسى والحزن واللوعة نتيجة  النكسة التي تفاجأت بها  "نكسة الخامس من حزيران"  1967ميلاديّة , ومن أبرز تلك الهتافات , على ما كنت أتذكّره , كنت أنا وأقراني من هم بعمري مع المتظاهرين فيها أطلّ برأسي من بين أكتافهم محاولاً رؤية وجه ذلك المسئول الحكومي الذي لا بدّ وهو خارج لنا يلبّي طلباتنا الملتهبة , أهتف بما يهتفون  "ودّونة للجبهة انقاتل" ! يرافقها صراخ بين هتاف وهتاف يدعوا فيها المتظاهرون إلى تجهيزهم بالبنادق ومعدّات الحرب والملابس بسرعة وعلى الفور ! فخرج  نائب "متصرّف"  الرمادي إلى الشرفة العليا من المبنى التي تشرف على الساحة الواسعة التي احتشدت فيها تلك الجماهير الغاضبة جدّاً يومها يطمئنهم بتلبية طلباتهم , ولكنّ الجماهير تلك أصرّت على  تجنيدها "الآن" وعلى وجه السرعة وإلاّ  ستحطّم كلّ شيء في المدينة! .. وهُوَّه  أصلاً شكو جان بمدينة الرمادي في تلك السنين غير سينما "أبو فليس" والمكتبة العامّة والشارع العام الرئيسي و "مشتمل" يتوسّط المدينة مقابل السينما  يقال له فندق صلاح الدين السياحي ! بجانبه  "بانزين خانة"  هي كانت الوحيدة في المدينة ونادي النصر الرياضي , تحصر المدينة من طرفيها "متوسّطة الرمادي "من جهة طريق بغداد" و "ثانويّة الرمادي" تحصرها من طرف  "طريق الورّار" ألله وكيلكم محمّد كفيلكم غير هذه العمران الرئيسي بالمدينة ماكو ! .. وبينما نائب المحافظ يهدّئ من روع تلك الجموع دون جدوى ويعدهم بتجنيدهم على وجه السرعة ولكن بشكل منظّم يتطلّب بعض الأيّام والتدريب !

 

إلاّ أنّ الجماهير لازالت تهتف متوعّدةً بالويل والثبور إن لم يتمّ فوراً تجنيدهم للقتال والذهاب بهم بنفس الليلة إلى فلسطين !!! .. هنا .. وأمام هذا الإصرار و "الملحّة"  من جماهير مكلومة  تشعر أنّها مهزومة , قام  نائب المحافظ بالاتصال بآمر "المستودع" يطلب منه إرسال السيارات العسكريّة الكبيرة "الزيل" لغرض جمع المتظاهرين واصطحابهم إلى مستودع الملابس والتجهيزات العسكريّة ! .. خرج النائب  "يبشّر" الجماهير بتلبية طلباتهم ! .. فبدأ البعض منهم يتسرّب من ساحة التجمّع رويداً رويداً بعد أن شعر بأنّه أصبح وجهاً لوجه أمام الحقيقة ! .. وبينما قدمت السيّارات العسكريّة الكبيرة متتابعة وانتشر فوج "الانضباط" العسكري يحيط بجموع المتظاهرين , لم يتبقّ منهم أثنائها  إلاّ أعداداً قليلة جدّاً منهم , تعدّ على عدد أصابع اليدين ! ربّما أصابهم الخجل من منظر الزوغان فثبتوا حفاظاً على وقارهم ! ... هم , وللشهادة أمام الله , كانوا متحمّسّون وفي غاية الحماس , ولكنّ اللياقة  "البدنيّة" حفّزت خلايا الإحساس العضوي في جسد كلّ منهم  بأنّهم غير مؤهّلون لتلك المهمّة وحتّى إشعارٍ آخر ! فقد طال زمن الجهاد عليهم منذ مئات السنين , فكادت تنساه عوامل التوازن العضويّة في جسد الأمّة .. ولكن الله  لم يخب ظنّهم ! , فقد منح الله سبحانه وتعالى تلك الجماهير عطائه العظيم , منحهم إيّاه على قدر نيّاتهم الصادقة , لذلك انطلقت أولى بشائر ثورة البعث العظيم في 1968 ثورة تمّوز العظيمة من "معسكر الورّار" , من قرب مركز مدينة الرمادي , والذي كان يعسكر فيه اللواء الثامن البطل الذي كان يقوده الشهيد بإذن الله لواء ركن حمّاد شهاب , حين سار بلوائه البطل لمساندة الأبطال الداخلون بسلام إلى القصر الجمهوري ليعلنوا منه بدء أوّلى خطوات العربي الصائبة نحو المجد ... 

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٢ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور