تأملات / قراءة متأخرة لدروس ستراتيجية

﴿ الجزء الرابع ﴾

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي

إن قراءة جريمة غزو العراق بدقة وبتوازن بين كل الآراء تُمكننا من تشخيص الدروس واستنتاجاتها الصحيحة:
(أولاً) الاستنتاج الأول هو موضوعة الديمقراطية (الأمريكية):-


(أ)حقيقة الاهتمام الأمريكي بأقامة الديمقراطية:


أن الاهتمام الامريكي بأقامةالديمقراطية (المقصود بالاهتمام الأمريكي هي الإدارات لأني شخصياً امتلك قناعة بأن الشعب الأمريكي غير إداراته بالرغم من إنه سبب من الأسباب وصول هذه الادارات للسلطة, فهو أي الشعب الأمريكي يؤمن بالديمقراطية ويحب أن يتعامل معهاو بتا ويعمل من أجل الديمقراطية سواء بإقامتها أو شيوعيتها في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط و بالتحديد الجزء العربي منه,وبتناغم مع خصوصيات هذه الشعوب ليس في موضوعة الديمقراطية بل في كل مناحي الحياة يحبون أن يتعرفوا على خصوصيات الشعوب الأخرى ويحترمونها وأبسط مثل هوتفاعلهم الايجابي مع الانشطة الاجتماعية الإنسانية العربية..). وحسب فلسفة  القائمين على رسم السياسة الأمريكية لم تكن خطاباتهم الاخيرة فيما يتعلق بالديمقراطية مبنية وقائمة على أسباب الصحوة الضميرية للامبريالية الصهيونية بقدر ماهر الأساس في تحقق أهداف كثيرة منها وضع النظام الرسمي العربي تحت مطرقة أمريكية تحمل في كثير من جوانبها أبعاد تهديديه,وفي نفس الوقت تكون رسالة لهذا النظام بأن احتمالات التغيير والتي تقوده أمريكا مطروحة بالاعتماد على مجاميع من المعارضين للنظام أو مرتزقة يمكن إن يلبسوا رداء المعارضة و بمعونة أمريكية يتم تسويقهم لهذه الاغراض, وأيظاً هي محاولة للحصول على شهادة أمام الشعب الأمريكي أولا وأمام العالم ثانياً بأن اهتمامها بإقامة الديمقراطية فوق كل مصلحة لها في المنطقة. وأيظاًعدم إعطاء أية فرصة لأي نظام عربي بالخروج عن الطاعة الأمريكية ومهما كان شكل الديمقراطية التي يتعامل بتا نظام الحكم في الأقطارالعربية , لان الديمقراطية التي تلوح  بتا  الولايات المتحدة لا تماثلها أية ديمقراطية في أي قطر عربي  سواء كانت ديمقراطيته ملكية أو جمهورية. وبالتأكيد فأن عملية غزو وتدمير العراق ستكون نموذجاً لمن يفكر بالعصيان عن الإرادة الأمريكية سواء كان من الموالين للسياسة الأمريكية أو المعارضين لها,.ولكي لا نجعل هذه الخدعة أي خدعة إقامة الديمقراطية وإزالة الأنظمة الديكتاتورية في العالم و الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية بالتحديد أن لا  تأخذ بعقول الكثيرين الحالمين والمستسلمين للإرادة الأمريكية ويصدقونها,لذا أرى من الضروري أن نضعها تحت التحليل والتحقق للغرضين التاليين,الاول كشف حقيقة الصحوة الأمريكية المفاجئة لإقامة الديمقراطية في منطقتنا. وهي تفترض (الامبريالية الصهيونية)أن الثقافات والاهتمامات في المنطقة العربية لا تتعدى الحدود الجغرافية لمنطقتنا وإن إغراق المنطقة بفضلات الثقافة الغربية سوف يشغل الرأى العربي وبعض من مثقيفه في دوامة وحركة التبدلات والاضافات السطحية البسيطة ولكن تدرج تحت عناوين كبيرة مثل التحديث والمعاصرة وتخريجات أُخرى لالهاء الرأي العام العربي ,وأن هذا التحليل أبنيه على المنطقين التاليين:


الأول_بيروقراطية الامبريالية الصهيونية في نظرتها للشعوب والانظمة التي خارج المعسكر الغربي,فهي تفترض أن أكثرية الحركات والأحزاب السياسية العربية لاتثيرها الإحداث في أطراف العالم الأخرى,فهي بعيدة وتجهل ما يحدث مثلاً في أمريكا اللاتينية من إنقلابات عسكرية ضد أنظمة شرعية وديمقراطية وإقامة أنظمة ديكتاتورية  كالتي حدثت في تشيلي و الدومينيكان و بنما, وإن هذا اللاأنجذاب سوف لايتيح الفرصة لوعي حقيقي لهذه الانقلابات وبالتالي إدراك التدخل المباشرأو غير المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في قتل للديمراطية وإقامة ودعم أظمة ديكتاتورية, أو ما حدث في تيمور الشرقية من غزو إندونيسي,ومجازر بحق شعب تيمو أو حتى المجازر التي إرتكبها حلف الناتوبحق شعب يوغسلافيا و التي فاقت ما يدعونه من جرائم إبادة إقترفها بعض القادة اليوغسلاف والتي اليوم يلاحقونهم عليها ويحاكمونهم , فبيروقراطيتهم جعلتهم لا يرون الآخرين بوضوح بل أخذوا في التعامل الفوقي وبالاخص مع شعوب العالم الثالث,وأن هذه الشعوب(وحسب   إعتقادهم)  لا تهتم إلا بما يعنيها ويؤثر عليها في مصالحها الخاصة و الضيقة, ومن الممكن الهائها بالبهرجة الحضارية وإنشاءاتها وأما تأمين حياة لأجيالها سواء في إستخدامات الطاقة المتطورة كإعداد وبناء مصادر الطاقة النووية فهذه خطوط حمراء وهم يفكرون بأن إمتلاك الطاقة وإحتكارها لاجيالهم القادمة دون أجيال الشعوب التي تمتلك طاقة اليوم (النفط),وهذا جزء من تخطيطهم بخلق تموج في إمتلاك الطاقة كما هو الحال في التموج الحضاري..   


ثانيا_أن أكثرية القائمين على الثقافة والاعلام العربي لايتجرئون أن يواجهوا الثقافات الواردة خوفاً من تداعيات المواجهة مع المعسكر الغربي,وبالتأكيد ليس المقصود بالمواجهة إلا التفاعل الايجابي وفرز مفرادات الثقافات وهضم الذي نريده وعدم قبول الذي لا نريده , ويؤمنون بأن العقلانية عندهم تعني مجارات هذا المعسكر الاقوى في العالم وخاصة بعد تفكك المعسكر الاشتراكي,وإن الاصطفاف مع هذا المعسكرالقوي يقيهم أذاه وسلاحه,وهولاء يصنفون في خندق المستسلمين للحلول والمشاريع الاستعمارية,وهنالك بعض الأقلام التي تُزَجْ في حقول الثقافة والاعلام وهي مشتراة ومهمتها تتحدد في تفكيك أي خصوصية للثقافة العربية وعلى سندان جاءوا بت حديثاً أطلقوا عليه بالعولمة وحوارالحضارات وأيظاً يعملون في هذا الوسط الحساس على نشر ثقافة غريبة وبتهجين للثقافة العربية مع ثقافة هدامة ومعدة لهذه الإغراض.وهنالك من يتحرك في هذا الوسط بقلم طائفي أو عرقي ليخدم في نتيجته الغرض الاستعماري,سواء بنشره لثقافات الانفصال والتجزئة و المذهبية  ومحاربة كل التوجهات الوحدوية الوطنية والقومية.

 

و الغرض الثاني من هذا التحليل هو استيعاب الدرس سواء كان الذي يقرئها عقلاً عربياً أو أجنبياً..


أن أمريكا شاركت في نشر الديكتاتورية في العالم فكراً وسلوكاً وأنظمةً,فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد هزيمة دول المحور ذات الطابع الديكتاتوري في شكل أنظمة الحكم فيها,مارست الولايات المتحدة ولا زالت أدوراً مشبوهة في حبك المؤامرات على الكثير من الأنظمة الشرعية في بلدان العالم ومساعدة الانقلابات العسكرية وتسلط العسكريتاريا ولا يمكن لأي أحد أن ينسى دورها السئ والخبيث في تشيلي عندما ساهمت المخابرات المركزية الأمريكية وباستخدام بعض القادة العسكريين مثل الديكتاتور السابق لتشيلي أوجستو بينوشيه لقلب نظام الحكم الديمقراطي في تشيلي في عهد الرئيس المنتخب سلفادور الليندي  في عام 1973وإقامة  نظام ديكتاتوري عسكري في هذا البلد ليس لسبب إلا أن الرئيس الليندي كان لا يخضع لأي سياسة أو ضغوط خارجية ولذا اعتبرته أمريكا عدواً لها ومناهضاً لسياستها ويقف أمام أطماعه في المنطقة. وهذا بالطبع لا يروق للامبرياليين هذه التوجهات المستقلةلأنه قد يشجع دول أمريكا اللاتينية على السير في الطريق المستقل, ولذا قررت العمل على إسقاطه ,ولو لم يكن الاتحاد السوفيتي موجوداً في ذلك الوقت لقامت  بغزو تشيلي وحسمت الموقف معه كما فعلت مع العراق بعد 30 سنة من انقلابها على سلفادور الليندي, وينسب إلى عهد دكتاتور تشيلي بينوشيه الكثير من قضايا الفساد ويتهم بالدكتاتورية والتعذيب واستخدام الاغتيال السياسي وحيث بدء بينوشيه عهده العسكري بقتل الرئيس الشرعي لتشيلي سلفادور رالليندي ,إنه نفس السيناريو الذي أتبعته في تصفية قادة العراق الاحرار الذين أُغتيلوا على يد عملائها أيضا بعد غزوها العراق. كما شهد عهده  مؤامرة اغتيال عمر تورخوس رجل بنما القوي والذي كان عائقاً في وجه الهيمنة الأمريكية الشاملة على قناة بنما ,وشكل نورييجا الديكتاتور الحاكم البديل لبنما ومثيله رافاييل لينداس تروخيليوحاكم الدومينيك أسوء وجوه الديكتاتورية التي جاءت يهما أمريكاإلى الحكم في الامريكيتين. ولم يتم العمل على إسقاط حكم نورييجا إلا في الوقت الذي أستنفذ فيه غرضه حسب السياسة الأمريكية,و هذا ما جرى للكثيرين من عملائهم. وأخيراً وليس أخراً الدعم الأمريكي الكبير الذي قدمته إلى دكتاتوري هاييتي بمن فيهم دوفاليه الأب والابن والى جون جاك هونوا .

 

لايمكن إلا أن نذكر كيف أن شاه إيران السابق دبر انقلابا عسكرياً وبالمعونة الامريكيةضد حكومة مصدق الوطنية في عام1953,وكان نظام الشاه من أشد الانظمة االارهابية والذي حكم  بقمع شعبه بالحديد والنار ومارس نظامه دور شرطي الخليج لحماية المصالح ألأمريكية,ولما بدء يتجه للعمل من أجل إيران وخاصة تصفية الأجواء مع عراق الثورة بتوقيعه إتفاقية الجزائرفي عام 1975 والتي كان أهم بند فيها رفع الدعم عن الخارجين عن القانون في شمال العراق و كان هذا الأمر سوف يتيح المجال للنظام الثوري ببناء العراق وزيادة زخم توجهه القومي أي بالمحصلة زيادة في قوة العراق في حينه,تم َرَفْعْ عنه الحصانة وغيرت الامبريالية الصهيونية من إتجاه الدعم وتبنت مجموعة الملالي بمساعدتها لركب موجة الثورة الإيرانية,ومن ثم دعمت بسياسة مزدوجة و ملونة الملالي بتصفية كل الثوار الحقيقين من الأحزاب والشخصيات وسرقة الثورة,وجعل الثورة الإيرانية تظهر كأن الملالي هم قادتها وهذا ينافي الحقيقة تماماً. وذلك للتخوف الامبريالي الصهيوني من  حدوث أي تغيرفي بوصلة إتجاه الثورة الإيرانية والتي كان الطلبة أهم وقودها الاساسي ,من أن تتحول لصالح المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيي على وجه التحديد ..وهو ليس بأسلوب جديد التي أتبعه الحلف الامبريالي الصهيوني في محاربة المد اليساري في العالم وخاصة الحركات القومية الاشتراكية في الوطن العربي.

 

بصناعتها ودعمها للحركات الدينية السياسية وأوضح مثل على ذلك صناعتها لتنظيم القاعدة لمحاربة الوجود السوفيتي في أفغانستان و بالنتيجة مزاحمة التيارات القومية العربية في الاستقطاب الجماهيري لها على حساب هذه الحركات بالمزايدة على مبادئ الدين و المواقف منه وإعطاها لبدعة التكفير,فبرداء (الدين) وبسيف(المجاهدين) ضد ما يسمونه بالكفر, يكفرون من يريدون من شخصيات أو أحزاباً وحسب برامج معدة بذلك وليس بعشوائية أو إنتقائية ., ومستغلين الإساءة للدين من نفس المعسكر الامبرالي الصهيوني وبأسلوب يختلف عن سابقه وذلك بإعلان هذه الحركات (الجهاد) ضد الصهيونية و الامبريالية وحتى الذهاب إلى أبعد من ذلك في إنشاء منظمات في ظاهرها تعمل في صفوف المقاومة العربية وحقيقتها تعمل لشق صفوف المقاومة العربية كجزء من أهداف الصهاينة في إضعاف الصف العربي ومن الداخل العربي, لكي تزيل أي شك في حقيقة نشأتِها وأهدافها الحقيقة,


وأن دورالامبريالية والصهيونية في إيجاد ودعم  والحركات الدينية السياسية وخاصة الطائفية في الوطن العربي كان دوراً واضحاً ومنذ خمسينات القرن الماضي للوقوف أمام الحركة القومية الاشتراكية وفي طليعتها البعث الخالد والحركة الناصرية..


ولا يمكن أن ننسى الدور الأمريكي في دعم نظام سوهارتو في اندونيسيا وحكومة بولبوت في كمبوديا وكثيرون, وغيرهم من الديكتاتوريات في العالم .فقط ذَكَرتُ هذه الأمثلة لأوقد ذهنية من إنْطَفَئتْ عنده القدرة على إستذكارهذه الجرائم, أتكئ وسرح في حلم إسمه ديمقراطية أمريكا في العراق والوطن العربي, والى وعي حقيقة واحدة والتي تتلخص بأن الولايات المتحدة لم تتقدم بجيوشها وجيوش وحلفائها ضاربتً في عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية وحتى القيم الإنسانية التي قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها, حباً بشعب العراق وبإقامة ديمقراطية ما في العراق,و مغامرةً بمكانتها الدولية  لإسقاط ما تدعيه بالدكتاتورية في العراق وإقامة كذبة أطلقت عليها الديمقراطية.


 بالإضافة إلى كل هذه المواقف الأمريكية من هذه الأنظمة الذي ذكرناه في أعلاه فأن السكوت إلامريكي  والتغاضي عن الحروب وتجاوزات حقوق الإنسان التي حدثت سابقاً ولا زالت تحدث لليوم في العالم وفي الشرق الأوسط بالتحديد لا يمكن أن يبرئ الدور الأمريكي فيها,ومن ثم لا يمكن للعربي أن ينساها ويطمئن للخطاب الأمريكي الجديد,وفي هذا الجانب لا يمكن إن يكون أوضح من موقفها من النظام العنصري القائم في فلسطين والذي تحكمه عقيدة صهيونية متطرفة حاقدة على الانسانيةو على شعوب العالم وما يفعله هذا الكيان من مجازر يومية بحق الشعب العربي الفلسطيني وكذلك تهديده للأمن والسلام في المنطقة والعالم واستمراره باحتلاله للأرض العربية وبالقوة, ويومياً يسجل تهديداً ضد الأقطار العربية ويسلب من الحقوق العربية,و اليوم لم يكتفي بإعلانه على الاحتفاظ بالأراضي العربية التي أحتلها في عدوانه على العرب في عام 1967 بل تجاوز على القدس العربية وعلى كل المقدسات المسيحية والإسلامية فيها وبدء حملة لتغيير ملامحها ومتحدياً العالمين المسيحي والإسلامي,وتحديه لم يكن بسبب قوته النووية بل بسبب الدعم القوي للادارات الامريكية, وهو بالمناسبة يمتلك أضخم ترسانة للأسلحة النووية في المنطقة ويرفض كل دعوات الدولية لإخضاع منشأته النووية للرقابة الدولية, وهو لا يكتفي بخرقه لبنود ووثائق حقوق الإنسان فقط بل تَصَدَرَ الدول الفاشية و التي ترتكب المجازر في العالم ولازالت مجازر غزة ماثلة أمام الضمير العالمي وهي تخضع لتحقيق دولي وعندما صدر تقرير لجنة غولدستون الأممية حول التحقيق في جرائم الحرب الصهيونية في قطاع غزة،فقد الكيان الصهيوني صوابه,لأنه تقرير دولي وصدر من لجنة مستقلة,ولم تتوقف محاولات هذا الكيان ومن ممارسة كل أنواع الضغوطات وبدعم أمريكيمريكي  على كيفية منع وصول هذا التقرير إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، وبما يحول دون ملاحقة قادتها السياسيين والعسكريين قانونيا .

 

وهنالك موضوع أخر ومهم ويستحق أن يذكر في سياق حديثنا عن الانتقائية الإجرامية للامبريالية العالمية وهو موضوع فيه أيضا الكثير من التساؤلات المشروعة حول المواقف الأمريكية تجاه العراق وشنها الحروب عليه، ففي نفس الوقت الذي فيه دخل العراق الكويت، كانت اندونيسيا قد غزت تيمور الشرقية عام 1990، وأحدثت مذبحة كبيرة وسط التيموريين، وكان الدافع هو المطامع في بترول وغاز تيمور, ولم تقوم الدنيا ولم تدن أمريكا،ولو مجرد إدانة غزو إندونيسيا لتيمور الشرقية،لان لها مصالح في تأمين الطاقة لها عبر إندونيسيا  المطامع في بترول وغاز تيمور. بل فرضت تعتيم إعلامي عليه ,ومن المفارقات التي لابد أن نذكرها ,إنه لم تتجرأ أيً من  الدول العربية والإسلامية والتي اصطفت بعضٌ منها مع الدول الامبريالية في مجابهة العراق في عام 1991,أن تدين هذا الغزو, بل لم تذكر شيئاً أو أن تحتج على هذا الغزو التي قامت بت إندونيسيا!  مع إنه غزو واعتداء فاضح وحدثت فيه جرائم ضد شعب ترتقي لجرائم الإبادة الإنسانية,ولكن الأمر واضح..أي لم يتم التعامل مع هذا الحدث بشكل يتناسب مع قوته وأهميته,لان للامبريالية ضلع فيه إن لم تكن قد شاركت فيه بشكل أو أخر,  بل هنالك من يتهم الولايات المتحدة بأنها على الأقل كانت على علم بحادث الغزو، إن لم تكن وراء تدبيره عبر أجهزتها الاستخبارية – هذا مقابل اٍلتعبئة الضخمة والتحالف الدولي الكبير، وحشد قوى عظمى وإقليمية وحتى عربية بالذهاب لإعلان الحرب على العراق بحجة تحريرالكويت! والحقيقة التي لابد أن يعرفها الأشقاء الكويتيين والعرب والعالم إن أمريكا دقت طبول الحرب وجرت من خلفها تحالفاً مبنياً على وعود أمريكية بمنحهم هبات وشيكات, لم يكن حباً بما أسمته حرية الكويت بل كان يمثل الجزء الاول من إستراتيجيتهم في احتواء العراق القومي الثوري وليتمكنوا من فرض سيطرتهم على الخليج العربي والتسلل الهادئ لقواتهم العسكريةوإستقرارها فيه, وظاهرها بدعوة من أهلها أي بغطاء شرعي وباطنها تنفيذ فقرة من إستراتيجية الأمريكية في المنطقة لاحتلال منابع النفط!و الجزءُ الثاني من إستراتيجية محاولة احتواء العراق ,هي إذا ما خرج سالماً من هذه الحرب الكونية,وإذا ما صمد العراق وأجتاز المحنة ,و بذلك تظمن الولايات المتحدة نتيجة وجودها في المنطقة من تحقيق, أمرين تجاه العراق القومي الثوري,

 

الأول ضبط وإحكام فرض العقوبات عليه وبأشراف من قواتها سواء عن طريق البر أو البحر أو عن طريق خطوط العرض,و الأمر الثاني  تكون هي وسيلة لتمركز القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي وبطريقة مشروعة (برضي دول الخليج والعالم كله وتحت مشروعية حماية دول الخليج) ويتحقق تواجدها في أغنى منطقة بالنفط في العالم, وتحكم قبظتهاعلى أهم مصدر للطاقة والذي سيمكنها من فرض سياساتها في العالم  وهوا لهدف الرئيسي من كل مجابهتها للنظام الوطني القومي والثوري والذي كان في العراق ,وكذلك سيحقق لها هذا التواجد تهديد وضرب العراق إذا ما عاد لممارسة دوره القومي ,.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٩ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور