تأملات - قراءة متأخرة لدروس إستراتيجية

﴿ الجزء الاول ﴾

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي

في حياة الشعوب والأمم محطات تاريخية ,قد تكون محزنة و مأساوية وقد تكون مبهجة و مفرحة تحمل صور الانتصارات وقد تكون أياماً أومواقفاً عصيبةً .وفي كل من هذه المناسبات هنالك دروساً وعبر يتوقف عندها عقلاء القوم فقط ويستخلصون منها العبر والدروس ليضعونها في مكيال ويعيرونها بحجم الخسارة أو الربح أن كانت ذهنية العقلاء تتعامل بحسابات المادة, وأن كانوا يتعاملون بالقيم الروحية والإنسانية فيعيرونها بأوزان الأخلاق ومفردات الأخلاق والمبادئ.ولكي لا نبتعد عن ذكرى العدوان والتي قامت بها قوى الشر ضد بلدنا الحبيب العراق في 20/3/2003 والذي قيل الكثير عن الطابع الهمجي والغير المتحضر الذي تعاملت فيه قوى الشر مع عراقنا والفعل الإجرامي اللاقانوني واللاشرعي لدول العدوان ضد بلدنا والذي تعدى في تاثيراته السلبية و المؤذية العراق وشعبه إلى تغير الكثير من عوامل الاستقرار والأوضاع الأمنية في واقع المنطقة.أن فعل الغزو الذي قادته الإدارة الأمريكية السابقة يؤشر و بشكل واضح الفشل الكامل لهذه الإدارة في إدارة الأزمات,وأعطت درساً بالغاً لكل السياسيين الامريكين و بالذات الإدارة الجديدة لاوباما بأن هذه المؤشرات لا يمكن أن تتغاضى عنها أية إدارة أمريكية ومهما كانت خلفيتها الفكرية أو برامجها المستقبلية , وأن إحالة هذه السياسة الحمقاء إلى متخصصين في بناء الستراتيجية الأمريكية لمحاكمتها يعني أول الخطوات الحكيمة في التعامل مع الأزمات التي نتجت عنها هذه السياسة ,والخطوة الثانية تتلخص في استنباط الدروس من هذه الأزمة السياسية وإحالة هذه الدروس إلى تشريعات خاصة بمعالجة الأزمات التي تهم الدولة وبالنسبة لأمريكا تعني الستراتيجيةوالسياسة الاتحادية الخارجية والداخلية.


وبالفعل فأن المختصين بأدارة السياسة ألامريكية ووضع الستراتيجيات لهذه الدولة العظمى كانوا منشغلين بإجراء مراجعة فكرية وعميقة حول الدور المستقبلي للولايات المتحدة وخاصة بعد حدثين عالميين ومهمين وهما,الأول تفكك المعسكر الاشتراكي وإنهيار حائط برلين والحدث الثاني هوإعتداءات 11 من أيلول من عام2001.إللذين شكلا منعطفين رئيسين في رسم وصياغة الستراتيجية السياسة الأمريكية الجديدة,فالاول جعل الولايات المتحدة تتربع على القطب الاعظم والاوحد في العالم والثاني جعلها تصحوا من سكراتها الاولية وفي فترة كان تقودها قيادة حمقاء بحيث كان رد فعلها على هذه الصحوة كالحيوان الشرس المجروح,فأراد أن يرسل رسالة بأنه لا يزال الاقوى فأختارت الولايات المتحدة العراق الجريح والمحاصر من كل شئ وحتى أشقائه ساهموا في إضعافه بحيث أدركت الامبريالية العالمية أن مغامرتها في عملية غزو العراق ستكون مضمونة لصالحها حيث القوة الاقتصادية والعسكرية العراقية لا تقوى على مجابهة تحالف لدول عظمى وفي نفس الوقت سيكون درساً للاخرين ومن يريد أن يتمثل بشجاعة العراقيين في مجابهة قوى الاستكبار العالمي, وتأكيد هذه الفرضية لتكون حقيقة وهي بقدرة الولايات المتحدة على تغيير أقوى الأنظمة والتى تحظى بدعم جماهيرها ,وأن أحداث 11 أيلول لم تُضْعفْ الموقف الأمريكي بل حولته إلى مربعات الهجوم أو ما أطلق عليه بالضربات الوقائية في صراعها مع خصومها,وأيضا مع من لا يؤيدها أو لم يواسيها في محنتها في 11 أيلول وسيكون الدرس قاسياً عليه.


إن الإدارة الأمريكية في عهد البوشين لم تكون القساوة والحماقة والحقد فقط هم الدوافع للسلوك الأمريكي الوحشي بل الشعور الذي ولدته العقليةالامبريالية التي تحكم هذا البلد للامريكين على وجه الخصوص بأنهم القوة العظمى في هذا العالم,فقد سقط منافسوها في القارة الاوروبية وهي المانيا الهتلرية بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك سقط الاتحاد السوفيتي منافسها في القارتين الاسيوية والاوروبية بعد حرب باردة أنهكت الاقتصاد السوفيتي ولم يعد يتحمل نفقات هذه الحرب ,وغيرت معظم الأنظمة الاشتراكية في العالم إلى نظام السوق الحر وحتى العملاق الصيني غير الكثير من مبادئها الاشتراكية لصالح الخصصة.. وبأسلوب ديماغوجي مضلل جعلت هذه الامبريالية الكل يشعر بأن هزيمة النظام الهتلري كان بسبب دخولها مع الحلفاء في الحرب في حين الحقيقة أن أمريكا لم تتعرض إلى ما تعرضت له أوروبا , وأن دخولها للحرب كان في وقت متأخر وبعد أن قرئت ملامح الاعياء الالماني على الجبهات وأيظاً الخطئين السوقيين اللذين أرتكبتهما دول المحورالمحسوبين لا في الوقت ولا بالمكان المناسبين ولا في دقةإختيار الأهداف, وهما ضرب الأسطول السابع الامريكي في بيرل هاربور من قبل اليابان بهدف أستمرار تدفق الطاقة لها والأخر كان الهجوم الالماني على جبهة الاتحاد السوفيتي وبالذات روسيا بإعتبارها العدو الأكبر والاقوى في أًوروبا والقائدة للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الالمانية في اوروبا..وأما انهيار الاتحاد السوفيتي فهنالك سبب للولاياة المتحدة والغرب عموماً في سلة الاسباب لسقوط الاتحاد السوفيتي ولكن السبب الرئيس يكمن في عجز المنظرين الشيوعين في إكتشاف وإستخراج المنافذ لانعاش وتَكْييفْ السترايجيات وإيجاد المخارج النظرية والتطبيقية للعجز الذي كان يعاني منه الاتحاد السوفيتي والذي أدى إلى تفاقم كبيرفي البيروقراطية في الحزب و الدولة الأمر الذي جعل أي مسبب قوي أخر مثل الحرب الباردة والتي أتعبت الاقتصاد السوفيتي أن يرسم البدايات الأولى لنهاية المنظومة الاشتراكية,فكان سقوطه متوقعاً وليس بنصرة الفكر الرأسمالي أو تراجع الاتحاد السوفيتي أمام تقدم الامبريالية,وفي تصوري أن الامبريالية كنظام اليوم تعاني من تراجعات متكررة ومسجلة منذ منتصف القرن الماضي ولكن معدل تسارع تراجعات المعسكر الاشتراكي وخصوصاً بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي كانت أقوى وأسرع,و كان المنظرون الشيوعيون قد لمسوا ذلك وخاصة بعدالطلاق السوفيتي الصيني ومضافاً للشيخوخة التي اصابتهما والانكفاء الذاتي على النظام كل هذه ألاسباب عجلت في نهاية النظام السوفيتي.هذه حقيقة لابد الوقوف عندها لكي لا تحسب ألانحسارات في المد اليساري في العالم وتسجل تقدم وإنتصاراً للراسمالية..


وهذين الانهيارين بهزيمة دول المحور كفلسفةً وتجربةًوإنهيار الاتحاد السوفيتي التقيا كتجربة عظيمة في التأريخ الانساني وبالرغم من الكثير من الاخطاء التي صاحبة هذه التجربة ولكنها تبقى محاولة إنسانية لتحقيق العدالة الاجتماعية في بعض المجتمعات ..وأعود لأقول إن هذين التراجعين إستغتلهما الامبريالية وليظهرا للعالم وبإخراج إمبريالي إنها نصرٌ يُسَجَلْ تصاعدا للنظام الرأسمالي والتي تقوده الولايات المتحدة في العالم. وفي هذه المرحلة وتحديداً في عام 1992طرح لفويتز (كان نائب وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد) وشاركه ديك تشيني (نائب بوش الابن)وبعض السياسيين المخضرمين أمثال زلماي خليل زاد(عمل سفيراًلامريكا في العراق وسفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة) وريتشارد بيرل(المستشار في وزارة الدفاع الأمريكية) ساهموا في إعداد نظاماً جديداً يواكب الانهيارات التي حدثت لخصوم الولايات المتحدة ويقوم على قيادة أمريكا وبشكل أٌحادي للعالم و منع ظهور أي قوة عسكرية تنافس الولايات المتحدة وأن هذا النظام يقوم على مبدأ مشاركة الآخرين لها وبصفة حلفاء ظرفيين!وكانت قد وضعت ستراتيجية إضعاف العراق بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية وعدم السماح له بأستثمار النصر عربياً ودولياً ,وأستمرفريق عمل خاص أخرمن السياسيين والعسكريين بالعمل ضد العراق,ففي عام 1997نٌشر لوفيتزمقالاً بعنوان (الولايات المتحدة والعراق)يدعو فيه للاطاحة بالنظام الوطني في العراق, و مقالاً أخر له وبمشاركة زلماي خليل زاد نشروا مقالاً بعنوان( أطيحيوا به) في عام 1998وقدما فيه رؤيتهما للمواجهة مع النظام الوطني في العراق و بالتنسيق مع عملاء لهم من (الشيعة والكرد),ويقولا وبكل صفاقة أن رائحة البترول في العراق قد تجذب الفرنسيين و الروس إلى تأييد الحرب ضد العراق. ولم يتحقق لهما ذلك فلا روسيا الاتحادية ولافرنسا أصطفى مع جمعهما الشرير,و أنوصول بوش الابن إلي البيت الأبيض قد واكب هذا الحدث مع سيطرة فكر استراتيجي أمريكي يميني يرسخ زعامة أمريكا للعالم‏,‏ ويعطي لقوتها العسكرية دورا أساسيا في رسم سياستها الخارجية ولم يحتاج الأمر إلا إلى إستراتيجية وهي بالأساس كانت معدة وجاهزة وإلى إدارة تتفهم وتدرك سبل تنفيذها فكانت رئاسة بوش الأب ومن بعده بوش الابن وهما الادارتين المناسبتين لفرض هذا النوع من السياسات ووضع الحلول للازمات وهما مؤهلين لهذه الادوار لتمتعهما ببعض العقد النفسية في تركيبتهما الشخصية .


إذا أردنا أن نحدد المؤشرات التي تدين سياسة الادراة الأمريكية السابقة و بالذات المجرم بوش وخاصة في قضية غزو العراق لابد لنا من أن تكون هذه المؤشرات واضحة وصحيحة ومعقولة في نفس الوقت ,ولا تنبع من التهكم ولا من الضد ولا غيظا من النقد المنفعل والاهم أن لا نسمح بأن تنجح بعض الأقلام المباعة سلفاً للأجنبي أن تشكك في مصداقيتها ,ومن جانبنا أن لا نسمح بأن تصطبغ عملية النقد لهذه الجريمة بدوافع الضرر الذي أصاب عراقنا الحبيب فقط والذي يعطي للطابع النقدي لإدارة بوش تحيزاً ضدها وهو مشروعا بمقاسات الانتساب الوطني و القومي ,ولكنه غير مقبول في مساحات النقد المتوازن ولو أن هذا صعب جداً تحقيقه,ولكن من منا يستطيع أن ينزع مليمترا من جلده ليقنع الآخرين بلون غير لونه وخاصة إذا كان ينتمي لعقيدة نحتت شخصيته وتغذى من نصغها وارتوى من تربتها العربية الأصيلة,وهي فخره في تفكيره ومصدراً أساسياً لإلهامه و لطريقة حياته وسلوكه..


صعب جداً هذا التجرد ولكن لكل شَأنٍ ضروراته,والضرورة هنا تكمن في مصداقية التحليل والاستنتاج وتأشير الخلل.. وأعود أقول أنني سأحاول وبكل تواضع أن القي بعض الضوء على يعض هذه الدروس ويمكن للعقلاء ومن جميع الخنادق والإطراف أن يدرسونها ويتفحصونها بدقة ولو إنها ستكون متأخرة بالنسبة لأفعال الجريمة وفي محاكمتها للأفراد و للسلوك الامبريالي العدواني ولكنها مفيدة بالقدر الذي يؤمن المتخصصون في بناء الستراتيجيات المستقبلية و في الاستفادة من أي درس أو تجربة يمكنها أن تساهم في تصحيح لأي فهم أو نظرة ومن ثم رسم البرامج السياسية والخطط العسكرية والاقتصادية وأيضا في تحديد المسارات الذي تحددت فيه مصالح الدول,وهذا ظهر واضحاً في الحملة العدوانية على العراق والذي كانت مقدمتها الحصار ونتيجتها غزو العراق في عام 2003.أقول ظهر هذا واضحاً في الانسحابات التدريجية سواء بضغط شعبي أوعبر الانتخابات والتي بموجبها تغيرت الإدارات ومثلنا الواضح الموقف المشرف للشعب الاسباني عندما غير رئيس وزرائه خوسيه ماريا أزنار الذي ساهم في العدوان على العراق وأندفع طامعاً في كعكة غيره وهو نموذج للمراهقة السياسية,إنه أيضا استدراك للعقل الستراتيجي الاسباني عندما أعاد قراءة الموقف وفق مصالح إسبانيا ونوعية علاقاتها و خاصة مع العالمين العربي والإسلامي, وبعدها جرت انسحابات لدول أُخرى ووفق رؤى خاصة لكل دولة ولنوع مشاركتها في العدوان,إنه استيعاب قد يكون متأخر للدرس بعض الشئ ولكنه أيضا يحسب مراجعة للموقف الخاطئ وإعادة تصحيح للمسارات المغلوطة والتي تندفع أو تنخدع بشعارات كاذبة وتتأثر بخطابات سياسية منفعلة وفي نفس الوقت تحمل الحقد السياسي وفي بعض الثأرية المريضة عند البعض من هذه القيادات.فيمكن أن تكون هذه الدول قد صلحت بعض من مواقفها المخزية تجاه شعب العراق ,ولكن يبقى السؤال كيف تعدل بل تصحح الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من مواقفها الاجراميةالتي ارتكبت بحق العراق شعباُ ودولة في هذا الأمر؟سؤال صعبُ وسهلُ في نفس الوقت ,صعب لان إجابته بشكل صحيح يعني إدانةً علنية لجرائم الامبريالية الصهيونية ويلحقه تنازلاً من عندهما عن الكثير من أطماعهما في المنطقة وتكون بدايته اعتذرا رسمياً يقدمانهما للعراق شعباً وقيادةً وللعرب أيضا. وسهلا عندما تعود الإدارات الأمريكية لحقيقة وأُسس إنشاء كل ما من شأنه للعمل لدعم حقوق الإنسان والمجتمعات ومساعدة الشعوب وأمم العالم على التطور,وهذه هي أمريكا في حقيقتها ولكن بعض العقول والنفوس الجشعة والطامعة تحاول أن تعكس وجهاً مغايراً لحقيقة شعب الولايات المتحدة المحب للحرية والسلام والعدالة.. وأما بشإن العقلية الستراتيجيةالانكليزية والمعروفة بدهائها وخاصة في المواقف الصعبة قد قامت بخطوتين للتخلص من الإثم والخطايا التي ارتكبتها قيادات حزب العمال في موضوعة غزو العراق والتي أضرت ببريطانيا كثيرا وخاصة أن الشعب البريطاني في أكثريته كان مناهضاً لهذا الغزو والقسم الاكبرمن الأقلية التي أيدت المشاركة البريطانية أصبحت اليوم على دراية كاملة بكذبة بلير حول الخطر العراقي المزعوم وامتلاكه لاسلحةالدمار الشامل وتهديده للامن الأوروبي والبريطاني على وجه الخصوص,وأمام هذا الموقف للرأي العام البريطاني المتوحد بأكثريته لابد للعقل السياسي البريطاني من استباق بل امتصاص النقمة الشعبية والأكثر من ذلك تجنب تعريض المؤسسة الانكليزية السياسية للمحاسبة والنقد, وبكل دهاء تمت معالجة الموقف في بريطانيا وعلى النحوالاتي:


1-الانسحاب التدريجي من العراق وبموجب إتفاق مع الولايات المتحدة محققين بذلك:-


(أولا) تقليل الخاسرات العسكرية البريطانية سواء بالإفراد أو بالمعدات وتجنب الضربات المتصاعدة للمقاومة العراقية البطلة.


(ثانياً)امتصاص جزء من غضب الشعب الانكليزي على هذا التورط المنفعل والذي عبر عنه رئيس وزرائه الأسبق بلير وهوالركض وراء بوش وحقده الاصفر تجاه العراق حزباً وقيادة وشعباً.


ثالثاُ)قلب صورة بريطانيا المٌشارِكَة بغزو و تدمير العراق إلى صورة إنها أدت مهمة محددة في العراق وليس لها أهداف غير ذلك وهو جزء من الخداع التي مارسته إدارة بلير في قلب الحقائق.


2-إخراج مسرحية سياسية جديدة في أضطرار بلير للاستقالة وكانما هي فصل من المحاكمة السياسة البريطانية لسياسته والتي دفعت به للهرولة وراء بوش وكأنما الأمر محصور ببلير نفسه وتورطه, وكجزء من محاولة لتبرئة الستراتيجية الانكليزية وعدم محاكمة السياسة الانكليزية بمجموعها,إنه دهاء السياسيين الانكليز المعروفين بهذه الخصال.


3-إحالة بلير لمحكمة صورية ولتحقيق مكسبين ,المكسب الأول إظهار بأن قرار المشاركة في غزو العراق كان محدوداً بسياسة حزب العمال البريطاني وبالخصوص ببلير وبعض أعضاء حكومته, والثاني لابد من أن يدفع بلير ثمن لسياسته الفاشلة في العراق ولتبعيته لصديقه بوش,وترك موضوع سمعته بيد إدارة بوش و بالفعل وحالما أعلن بلير استقالته تم تعينه بمنصب سياسي دولي حساس ويغطي على إجرامية سياسته بأن يترأس اللجنة الرباعية المشرفة على المفاوضات السلام (وكما يسمونها) في الشرق الأوسط وهي مكافأة شخصية له من إدارة بوش لبيير على دوره الإجرامي في العراق. 4- تحويل محاكمة قيادات حزب العمال اتخذت قرار المشاركة في غزو العراق وفي مقدمتهم بلير إلى جزء من الدعاية البريطانية في مجال تحقيق العدالة والتي لم تفضي لليوم عن عقوبة لهولاء المجرمين وهم في نفس الوقت سوف يحاولون خداع الرأي العام البريطاني بأن للعدالة دورُ في محاسبة قيادات الأحزاب وبضمتهم من يتولى رئاسة الوزارة ويحاولون أن يُنَجِحُوا سيناريو المحاكمات لهذه الشخصيات ويجعلوا الأمم الأخرى تطمئن لأسلوبهم الزائف .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٢٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور