وشهد شاهد من أهلها

 
 
شبكة المنصور
زامــل عـبــد
المضحكات المبكيات أن يتحول الشعب إلى متهم ، بل أقول من عجائب الأمور إن يكون الشعب صاحب الحق ومصدر التشريع والملهم للحاكم والمحفز لكل شيء ضحية السارق والناهب للمال العام ، ومن سخريات الأقدار أن يوضع الشعب كل الشعب في قفص الاتهام لأنه طالب بالحق العام وشخص المرض وحدد الخلل ورفض الظلم والظالمين ، بل ما يزيد البكاء بكاء" والحسرة في الصدر الذي يزداد احتباسا" الحق يصبح باطلا والباطل يكون حقا والقضاء يكون ظالما" والجاني طليقا" والمجني عليه متهم تلاحقه كل قوى المنكر والرذيلة لا يجد مكان يستتر فيه سوى القبور بعد أن يزداد الركل عليه والتلذذ والتشفي من الراكلين رقصا واهزوجه وغناء ، العجب العجاب إن المرشد يتحول إلى ضال فاعل منكر والمؤمن الذي جبهته تحمل وشاح التعبد يكون ملحدا"، والذي يتصدق على الفقراء والمساكين يصبح سارقا متمرسا وكل هذه المفردات وغيرها من المتناقضات نجدها في أجواء الصراخ والعويل الإيماني الإسلامي الداعي إلى صفاء الأمة ونزاهة الضمير والعبارات الرنانة الطنانة التي بتمنطق بها من يدعون أنهم دعاة وإنهم يتمسكون بالقول أوصيكم بالدعوة خيرا لأنها صلاح أمه وهنا الطامة الكبرى والفزع لا أقول الأكبر ،

 

كل الحيرة والذهول بل الارتعاد والانكفاء والارتداد عند من لا يملك الإيمان الواعي الصادق وليس الإيمان المظهري في السلوك والتظاهر بالسبحة 101 والخواتم ويامحلالها إن كثرت وكي الجبين بقطعة البطاطا المشوية جيدا"أو تعريض التربة إلى النار كي توسم الجبين وسام الرياء والخداع والدجل ليس وسام الإيمان الناتج من السجود لله الواحد الأحد سجود المؤمن الصادق المتذرع للرب القوي الحميد ، لا تلهوه فتن الدنيا المال والبنون ،

 

ومن خلال هذه المقدمة أعرج إلى القضاء الذي يسمونه عادلا ومستقلا وشفافا ونزيها"وينمو في الأجواء الروحانية الإسلامية التي سادت في العراق الجديد بفضل جمع الكفر والكافرين المحررين نصارى يهود التي تبحث عنهم العمامة السوداء والبيضاء كي تتشرف بالقبلة الجميلة على محيا بريمر ويشاطرهم هذا الوفاء للمحررين من هم مازالوا يدعون الراديكالية وحقيقتاهم المطية العرجاء التي يمتطيها الرأسماليون وأبناء وأحفاد من امتهن الخيانة كي يحصل على فتات عيش لايسمن ويشبع ، إن قولي هذا ليس تجنيا أو تماديا على حقوق الآخرين بل هو عين الحق اليقين ولغرض البيان استشهد بالأحرف التي شكلن مقال للزميل سليم الحسني المنشورة على موقع الوسط حول قناعته ويقينه بالجريمة التي ارتكبها القضاء العراقي وحصرا في محكمة جنايات الرصافة التي أصدرت حكمها ببراءة الوزير الدعوجي عبد الفلاح السوداني من التهم المنسوبة إليه بالتورط في عمليات فساد مالي (( أعترف للقارئ الكريم بأنني وقعت تحت تأثير الضغوط ونصائح بعض الأصدقاء عندما كنت أنوي نشر خبراً عن وعد قطعه السيد المالكي لقيادة تنظيم العراق، بأنه سيحل مشكلة وزير التجارة ببساطة، وقد قطع هذا الوعد على نفسه بعد أن أبلغوه بأنهم لا يضمنون سكوته فيما لو زج به في السجن،

 

وأنه سيضطر إلى كشف العقود والصفقات والتسهيلات التي قدمها لجماعة الحكم من الحزبين المنشقين على بعضهما، الملتحمين في مكاسب السلطة وهم بطبيعة الحال فئة قليلة لا تمثل كل كيان حزب الدعوة بتاريخه وفكره وتضحياته ، لقد نصحني الأصدقاء بأن نشر مثل هذه المعلومة، ستثير الكثير من اللغط، وأن الوسط متهم بأنه يعادي المالكي ومكتبه، وأن قضية الفساد في وزارة التجارة قد بلغت حداً لا يمكن التستر عليه، وان ورطة الوزير لا يمكن الخروج منها بأي حال من الأحوال، وأنه محاط بالتهم والأدلة من كل جانب، وعلى هذا فلا حاجة لنشر المزيد عن قضية أصبحت محسومة قضائياً من الآن وهي إدانة الوزير ، وأعترف بأنني وقعت في خطأ آخر عندما نشرت خبراً بسيطاً عن محاولة سكرتير المالكي تهريب الوزير السوداني خارج العراق، وأنه عندما علم بإعادة طائرته فقد توازنه، واضطرب اضطرابا كبيراً، وراح يهدد ويتوعد بأنه سيعاقب مدير الخطوط الجوية، وهو ما حدث بالفعل. وقد كان المطلوب مني أن أكتب عن هذه الواقعة بشكل مفصل عن شهودها الذين رأوا غضبة السكرتير وارتباكه وثورته الخائفة ، وكانت آخر النصائح التي سمعتها من بعض الأصدقاء ، أن ( أبو مصعب الدكتور عبد الفلاح السوداني ) صديق لك وبينكما مشتركات كثيرة قبل سقوط صدام، بحكم الانتماء للدعوة ، والتفكير في مناسبات متفرقة حول أوضاع الساحة والعمل الحركي ، وعليه فلا حاجة لأن يكثر موقع (الوسط) من تســــــليط الأضواء عليه وعلى مكتب المالكي ، فلقد كتب ونشر الكثير ، وأن الطبيعة العامة للناس أنهم مع الحاكم ويميلون إلى تكذيب أي خبر ينال منه أو من الدائرة القريبة منه.

 

فاترك ذلك إلى الحكومة الجديدة وستظهر الفضائح وملفات الفساد التي لا حصر لها ولا عد ، كانت النتيجة أني أحجمت عن نشر خبر مهم، وهو أن السوداني سيخضع للمحاكمة وأن قرار الحكم جاهز وهو البراءة، بعد أن أكد السيد نوري المالكي له ولقيادة تنظيم العراق وللآخرين الذين لهم مصالح معه، بأنه يعدهم بأن البراءة هي الحكم الذي سـينطق به القاضي ، فلا خوف ولا قلق عليه من هذه الناحية حدث ما حدث ، وأصدرت المحكمة حكمها ببراءة السوداني ، في هذه الحالة سيكون الشعب العراقي هو المتهم، وشكاواه بنقص الحصة التموينية ، والمواد الغذائية المغشـوشة والفاقدة الصلاحية والشاي الردئ والحبوب المخلوطة بالحصى ، والصفقات المشبوهة ، كل هذه مجرد اتهامات لا دليل عليها ساقها الشعب العراقي..

 

هكذا يعني قرار الحكم .. فالوزير برئ والشعب متهم. )) وهنا أود أن أضيف على ما كتبه الزميل سليم إن بعض الصفقات من مادة الشاي كانت مسرطنه ومخلوطة ببرادة الحديد وتم تشخيص بعض الإصابات السرطانية في محافظات العراق وخاصة الفرات الأوسط والجنوب وهذه من جرائم الإبادة الجماعية التي لابد وان يحاكم عليها حضرة الوزير الطليق


فأقولها مبروك للها لكي على هذا الانجاز الاسلاموي وعلى وفائه بعهده ووعده ولاغرابه من ذلك لان الطيور على إشكالها تقعوا والإناء ينضح بما فيه والفضيحة في المطار السويسري لابد وان يكون لها حل لان نداء الاستغاثة قد وصل إلى إذن أبو السبح




ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر
وان يوم الحساب مهما طال لابد وان يأخذ الشعب يوما دوره في ملاحقة ومعاقبة الظالمين

وانه لقريب إنشاء الله

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٦ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٣٠ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور