أين الضمير الإنساني الدولي ؟

 
 
شبكة المنصور
المحامي ودود فوزي شمس الدين

أضيفت جريمة جديدة إلى سلسلة الجرائم التي ترتكب وفق خطط منهجية واسعة النطاق من قبل حكومة الاحتلال القابعة في المنطقة الخضراء عندما قام إفراد من الشرطة الحكومية  بتعذيب احد المواطنين حتى الموت والاحتفاء بالجريمة في مشهد يؤكد إن الإنسان العراقي لا قيمة له في نظر من أوصلهم الاحتلال إلى سدة الحكم في العراق .

 

إن هذه الجريمة كسابقاتها من الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسان  في العراق منتهكة حقوقه القانونية والإنسانية تعد من أكثر الجرائم جسامة وانتهاكا لاتفاقيات جنيف .

 

وقد اعتبرت المحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة (1993) بموجب المادة (2) منها القتل العمد والتعذيب أو المعاملة اللاانسانية انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف 1949 توجب المحاكمة.

 

واعتبرت المحكمة الدولية لرواندا (1994)في المادة (4) استخدام العنف ضد حياة الأشخاص أو صحتهم أو سلا متهم البدنية أو العقلية وخاصة القتل أو المعاملة القاسية مثل التعذيب من الانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف 1949 توجب المحاكمة.

 

واعتبرت المادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف  1949وخاصة القتل العمد والتعذيب أو المعاملة اللاانسانية أو تعمد إحداث معاناة شديدة ( جرائم حرب) توجب المحاكمة .

 

واعتبرت المادة السادسة من نظام محاكمة نورمبرج 1945القتل العمد والتعذيب  والأفعال غير الإنسانية (جرائم ضد الإنسانية) سواء كانوا قادة أو منظمون أو محرضون أو مساهمون أو مشاركون .

 

إن هذا الفعل الإجرامي والأفعال السابقة التي كشف عنها ومنها السجون السرية وما يرتكب فيها من جرائم تنتهك حقوق الإنسان وخاصة المواد 1 و2 و 3 و 5 و 6 و 15 و 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواد 2 و 5 و 6 و 7 و 9 و 10 و 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

 

إن المركز إذ يدين هذه الجريمة بشدة ويدين كل جرائم انتهاك حقوق الإنسان العراقي يحمل القوات المحتلة وحكومة الاحتلال المنصبة المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل هذه الجرائم ويطلب من مجلس الأمن تأسيس محكمة دولية خاصة تتولى التحقيق في كل انتهاكات حقوق الإنسان في العراق وإحالة مرتكبيها إلى القضاء.

 

 ويناشد المجتمع الدولي التحرك سريعا في دعم تأسيس مثل هذه المحكمة أو الضغط على المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية  لممارسة اختصاصه وفق قانون المحكمة والتحقيق في هذه الانتهاكات التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة بموجب المادة (5) من نظامها الأساسي .

 

إن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إمام اختبار تاريخي بالغ الصعوبة فإما إن تعمل على إرساء قواعد العدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان أو تخضع للضغوط الأمريكية وتسكت عن كل هذه الجرائم في العراق لان مسببها الرئيس واحد إطرافها هي الولايات المتحدة الأمريكية التي ارتكبت جريمة العدوان بحق دولة من مؤسسي المنظمة الدولية هي ( العراق ).

 

 

المحامي

ودود فوزي شمس الدين

مدير المركز العراقي لحقوق الإنسان

بغداد المحتلة في الأول من أيار 2005

ihrcenter@yahoo.com

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور