اليوم غاب عنا المجاهد الكبير الدكتور الشيخ حسين الجبوري ، بعد مسيرة
جهادية مشرفة ميزت حياته منذ الاحتلال وحتى الان ، وكان خلالها انموذجا
للمجاهد الصامت الذي يعمل دون ان يفكر بثمن حتى الشهرة ، كان يقاتل
الاحتلال ويخدم من يقاتل الاحتلال ، وينشر ثقافة المقاومة داخل العراق
، كان لا يكل ولا يمل من خدمة الجهاد والمجاهدين حتى انه نسى ان ينتبه
الى مرض يأكل جسده ! كان تحرير العراق همه واهتمامه ولا غير ذلك ، وكان
الانضباط الجهادي العالي هو من ابرز سماته . سمعت به كثيرا قبل ان اراه
مرة واحدة في عمان في عام 2009 حينما جاء للعلاج بعد ان استشرى المرض ،
زرته هناك وكنا نعرف بعضنا عن بعد منذ زمن ، وكان المرض رغم قسوته
عاجزا عن تغييب بسمته المتفائلة . ثم كان حديثنا الهاتفي ايضا في عمان
قبل عشرة ايام من الان حيث كان يبدو طبيعيا وكأنه قد تعافى من مرضه ،
لدرجة انني سئلت صديقي ابا احمد الذي كان مع المرحوم حسين : قل لي هل
تحسنت صحته ؟ فصمت ابا احمد والغصة في فمه ، وعرفت ان حكم الله قد وصل
.
اليوم وانا اسمع نبأ وفاة الشيخ الدكتور حسين الجبوري اتذكر ابتسامته
الايمانية وهو يواجه سرطان الرئة الذي انتشر في اماكن اخرى من جسمه ،
وتستحوذ علي فكرة يقينية : لقد فقدنا مجاهدا كبيرا غاب قبل اوانه ، لكن
ما يسر هو انه رحل وهو نظيف الضمير شرع بالجهاد فور حصول الغزو ، وكان
وفيا للعهد ومنفذا للوعد ، وبقي يدا قوية للمقاومة المسلحة وقيادتها
الشرعية ، وترك ارثا مشرفا لاهله وشعبه ورفاقه ، ولا اشك ابدا انه شعر
بالرضا وهو يغادرنا وتلك هي اسمى اماني الانسان .
اسكن الله الفقيد الدكتور الشيخ حسين الجبوري جناته .
الصبر والسلوان لعائلته ولرفاقه ومحبيه ، وانا لله وانا اليه راجعون .
|