العروبة وأزمة ولي الأمر

العرب بلا أقدام يستخدمون دولا ليتكئوا عليها ، يظنون أنها من توصلهم إلى تحقيق الحلم وليس الحلم الأكبر بل أن يعيشوا دون مستعمر.

انكفاء الدول الإقليمية العربية الكبرى على نفسها سمح للعالم كله أن يتلاعب بنا تركيا مع طموحها بعضوية الاتحاد الأوروبي تنفذ الرغبة الأمريكية بمهاجمة إسرائيل ظاهريا وتبقي قنوات الاتصال والتعاون الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي قائما تهاجم المحتل وتفذ رغبات استعمارية ترضي طموح الباب العالي وتسعى بتسويق أمريكي لتكون بديل طهران المعادية لإسرائيل .

هي تركيا التي صرحت بأنها قادرة على ملئ الفراغ في العراق بعد انسحاب المحتل الأمريكي وهي المحتلة للواء الاسكندرون وترفض الاعتراف بعروبته .

وإيران تنافسها بالتصريحات النارية ضد إسرائيل وهي تحتل العراق و تتدخل بشؤون الأقطار العربية دون رقيب وتصر على عدم الاعتراف بعروبة الاحواز وعلى تسمية الخليج العربي باسم قوميتها وعلى مضيق باب السلام باسم قائدها .

الشعب العربي يتقلب في سبات قادته الرسمين والشعبين بين طهران وأنقرة ، يبحث في غفوة الفارس العربي عن من ينفذ أحلامه الصغيرة في العيش دون قهر .

حين كانت الدولة وكان القائد لم يفقد الشعب بوصلته فكانت أهدافه سامية لا تراجع عنها حتى في حدود التكتيك السياسي.

أما الان تضيع البوصلة وينسى الشعب أن له مشروعا حضاريا تحرريا وحدويا ، ينسى ما فات وما كان فيصبح فقرة في مشروع طهران أو أنقرة أو واشنطن.

ومن الواضح غياب القيادة الشعبية والرسمية في الشارع العربي وحين تتأمل تجد أن هناك فراغ واضح في المستويات القيادية الأولى قوميا وإقليميا حتى بوجود سيادة الرئيس أو الأمين العام أو القائد أو المعلم أو شيخ قبيلة.

للقيادة رجال يخلقون قادة، وجمال الرجال بصفاتهم و أفعالهم التي تشكل في مجموعها عامل جذب للجماهير.
لدينا مشروعنا الناهض بالأمة لكننا نفتقد للقائد، والقائد أن كان موجودا يفتقد للرجال من حوله.