القوى العراقية المناهضة للاحتلال والعالم

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم
( ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

 


عندما تعي القوى العراقية المناهضة للاحتلال في صميم اعماقها ، تراثهم التاريخي الذي لايقدر بثمن ، وعندما يؤمنون ايمانا حقيقيا بوجوب الدفاع عن هذا التراث عندها وعندها سينتصرون على التحالف الاميركي الصهيوني الفارسي المجوسي وسيتحرر العراق . وسيعيدون القدس تلك الدرة في وجودنا واعماق نفوسنا ، وستتحرر وتستعيد مكانتها الفريدة العطرة في وجودنا .


ثلاثة امور تحتاجها القوى العراقية المناهضة للغزو والاحتلال على الساحة العربية والدولية :


اولا – التسامي على الجراح ووحدة الصف ومساندة المقاومة والجهاد والتحدث باسم الفرسان المقاومين المجاهدين بغض النظر عن رؤاهم السياسية والطائفية والمذهبية ، والابتعاد عن الصراعات والخلافات والاطماع والاحقاد . والايمان بالعمق العربي والاسلامي بالنسبة الى قضيتهم بكل مايعنيه هذا العمق من التزام وعمل مشترك وشامل .


ثانيا – الاسراع باعداد ميثاق عمل وطني قاعدته تحرير العراق و اقرار خيار الشعب لقادة العراق ومستقبله واعادة بناءه . واعداد البحوث والدراسات عن الافرازات التي نتجت من جراء الغزو والاحتلال وعرضها على العالم العربي والدولي .


ثالثا – الالتزام الحقيقي النابع من الايمان بقضية تحرير العراق ، وكل ما عدا ذلك فكلام في كلام ولا قيمة له .


انني اكتب والعواصف تحدق بفلسطين والعراق من كل جانب ومصائرنا جميعا دون استثناء معلقة في يد الاقدار حتى اكاد رغم انفي وايماني الذي لايزعزع لاشعر بالعجز والحيرة والضيعان ، والسبب في ذلك صراع القوى الوطنية العراقية و المقاومة الفلسطينية و تفتتها وعدم وحدة فرسان المقاومة والجهاد على ارض الميدان ، وانعكاس حيرة وضياع القوى العراقية المعارضة للغزو والاحتلال . وضياع وصراع فتح وحماس وهما صنع ايادي الزعماء السياسيين والذي لايمكن تفسيرهما بأية قواعد من المنطق أ والعقل .


حتى نيسان 2003 والعراق بقيادة الفارس الشهيد صدام حسين يعتبر من المسلمات اننا امة عربية واحدة ، وسنوات الغزو والاحتلال الاميركي الصهيوني للعراق وامام اكثر من مليون ونصف قتيل ، وخمسة ملايين يتيم ، واكثر من مليون ارملة في العراق ، صدمت الامة بهذه الارقام والحقائق الغامرة ، وكأننا كنا في حلم او خيال .
 

هل ثلاثمائة وخمسون مليون عربي ومليار وربع مسلم على كوكب الارض تعرضوا لعملية ( غسل دماغ ) متعمدة وماكرة ومتواصلة حتى اصبحت كيوم القيامة ( يوم يفر المرء من أخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امريء يومئذ شأن يعنيه ) .


هناك عملية تفتيت منظمة كتفتيت الذرة نقف عاجزين حتى الأن عن احتوائها او وقف مدها المدمر ، انها اولا وقبل كل شيء مسألة عقيدة وانتماء والتزام وولاء . هل انتماؤنا الى الامة التي نزعم جميعا اننا منها ولها أم هل تراجعت مفاهيمنا وانتماءاتنا والتزاماتنا بحيث انحدرت الى الاقليمية والشعوبية والمذهبية بل وحتى القبلية والفردية ؟


اذا كان الامر – كذلك ياللعار كما قال الاخ القائد معمر القذافي ، لنعترف جميعا بأننا قد عدنا شعوريا او لا شعوريا الى عصر الجاهلية الاولى وقبل ان يوحدنا نبي الامة محمد عليه الصلاة والسلام كأمة متماسكة عظيمة اذا تداعى عضو فيها تداعت له سائر الاعضاء بالحمى والسهر . وأية هاوية يمكن ان تنحدر اليها امة ادهي من مثل هذه الهاوية واشد فتكا .


التحالف الاميركي الصهيوني الفارسي اهدافه تكمن في تفتيت الامة العربية وتقطيع اوصالها ثم الانقضاض على كل قطر من اقطارها ، قطرا بعد قطر ، وشعبا بعد شعب .


نتمنى على القوى العراقية المناهضة للغزو والاحتلال ان تشكل لجان من علماء وسياسيين وخبراء في الشؤون العامة والاستراتيجية والدولية شريطة ان لا تكون مكبلة باتجاه سياسي او بمواقف متشنجة وغير موضوعية ترسم هذه اللجان تصوراتها وتقييماتها والسياسات والتحديات التي تواجه القوى العراقية المناهضة للاحتلال الاميركي والغزو السياسي الفارسي المجوسي . ويجب ان لايغيب عن عن بال القوى العراقية المعارضة للاحتلال ، ان البعض من النظام العربي الرسمي سيسعى الى ايقاف اي نشاط وطني وقومي واسلامي عراقي ليظل الفراغ قائما والاحتلال جائما ، والقوى العراقية المناهضة للاحتلال ستكون هدفا للطامعين في العراق .


اريد ان اذكر بقصة جحا عندما ضايقته مجموعة من اولاد الحارة واراد التخلص منهما فأشار الى منزل بعيد مضاء قائلا : ايها الاولاد ان في ذلك البيت البعيد المضيء عرسا فاركضوا علكم تحصلون على بعض ما يقدم من حلوى . وما ان فعلوا ذلك حتى قال لنفسه : قد يكون ما قلته للاولاد صحيحا ثم لحق بهم في اتجاه البيت السراب ! واذا كان شر البلية ما يضحك فقد راودني بيني وبين نفسي وعلى ضوء تجربتي ان كثير من اجهزة الامن العربية ستركز جهودها لجمع معلومات واعداد دراسات عن نشاطات واتصالات القوى العراقية المناهضة للاحتلال وخاصة بعد اللقاء الذي تم مع الاخ القائد معمر القذافي وتقدمها للاسياد وتنتظر التعليمات لتنفيذ الرغبات من امبراطورية الصهاينة .


القوى العراقية المقاومة للاحتلال يجب ان لا تعييهم الاثقال ، وعليهم مواجهة التحديات ، وان لايتوقعوا ان النظام العربي الرسمي سيحيل ظلام العراق الى نهارا ، انتم المقاومة والجهاد وانتم من يتجاوز جميع المحن ، وانتم اصحاب الحق ، واصحاب الحق هم القادرين على على مواجهة التحديات والعثرات والنكبات ، والمقاومة والجهاد هي التي تقرر مصير ومستقبل العراق ، ( ولا ( يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وفي الحديث الشريف ( اعقد وتوكل ) لأن التوكل وحده دون العقد لايجدي فتيلا . و لا تستغربوا ان تواجهوا ما واجهه النبي موسى عندما قال له قومه اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون . والمفهوم الاسلامي للقوة الالهية يقوم على اساس الاعتماد على النفس ومثبت في ايات كريمة عديدة حسبنا ان نذكر منها الاية الكريمة ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .


كل عراقي وعربي شريف وكل مسلم يخشى الله ، يتوجب عليه ان يكون معكم في مقارعة الغزاة والمحتلين والطامعين ، لأن ( الارض لله يرثها عبادي الصالحون ) . والمعجزات لا تنزل تلقائيا من السماء .


وانا كمسلم عربي يشرفني ان اكون معكم واننا جميعا في قارب واحد . ( ان ينصركم الله فلا غالب لكم ) .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٢ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٨ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور