الانتخابات في العراق وثالوث الاحتلال الامريكي الصهيوني الايراني

 
 
شبكة المنصور
محمد عبد الحياني

الفرشة التي تتمدد عليها العملية الانتخابية :-

تتكون هذه الفرشة من نسيج خليط ما بين الكاربت الامريكي وكاشان مجوس الفرس وجنفاص الصهاينة . فالعملية الانتخابية في العراق المحتل ؛ فرشتها ولحافها هذا الثالوث الذي توحدت اهدافه في شرذمة العراق ( البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير ) وتقسيمه للانتقال الى المرحلة اللاحقة في تجزأة اوصال الاقطار العربية وشرذمتها هي الاخرى , خدمة للكيان الصهيوني الذي يحتل ارضنا العربية قي فلسطين , ومساعدة هذا الكيان ( النشاز في وسط الوطن العربي ) ليمتد شرقاً وغرباً , ما بين الفرات والنيل . وشراكة الكيان الصهيوني مع مجوس الفرس في ايران هو تقاسم العراق فيما بينهما , فالاول يريد تحقيق شعاره المكتوب على واجهة الكنيست في تل ابيب ( حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل ) , والثاني تمثل ب(مجوس الفرس ) الذين يريدون ان يعيدوا دولتهم ونارهم المجوسية في العراق التي دمرها واطفأ نارها الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص (رض) عندما قاد عرب العراق في قادسيتهم الاولى بأمر من الخليفة الراشد الثاني عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه )  . اما امريكا ؛ فهي مع كون ان جميع ادارتها قد جاءت عبر الانتخابات التي يُصَمم اساليب اجراءاتها اناس مكلفين من قبل من بيدهم سلطة المال , ليأتوا بالنتائج التي تخدم من بيده كل الاقتصاد الامريكي متمثلاً بشركاته الاحتكارية التي لا همّ لها الا سرقة ثروات العراق والامة العربية وكل ما يقع تحت يدها من ثروات العالم , علماً ان معظم هذه الشركات هي شركات يهودية .

 

الانتخابات العراقية الاخيرة ؛ اجراءاتها ونتائجها :-

قبل ان ندخل لهذا الموضوع لابد ان نشيرالى بعض الحقائق التي من اهمها مايلي ..

 

1)  ما للمفهومين ؛ اللغوي والمعنوي للديمقراطية من معنى ؛ ففي مفهومها اللغوي تعني الديمقراطية ( حكم الشعب لنفسه ) . وهذا يعني ؛ من الناحية المعنوية ,  ان يكون للشعب حريته الكاملة في اختيار الصيغة التي يحكم بها نفسه , إلا أن هذا الامر مفقود في العراق في ظل الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي ... فالشعب في العراق محكوم بثلاث قوى خارجية ؛ هي امريكا وايران والكيان الصهيوني . ولذلك فان أي اجراء لممارسة الديمقراطية , انما هو ضحك على الذقون .

 

2)  ان ممارسة الحرية ( الديمقراطية ) لايمكن ان تحصل الا وفق ظوابط يحددها دستورٌ وطني يُأكد على وحدة البلد ( ارضاً وشعباً ) , وعلى انتماءه القومي والديني , ويكون مبنياً في مضمونه واطاره العام على قيّمه السماوية , بالنسبة للبلدان الاسلامية , وعلى القيم الانسانية بشكل عام ....... فاين من هذا الدستور ذلك الذي كتبه الاحتلال للعراق , والذي كلف اليهودي فيلدمان بكتابته ليحقق فيه تمزيق العراق ارضاُ وشعباً وليكون لقمة يسهل ابتلاعها من قبل المحتلين  ....!!!؟؟؟ .

 

3)  لقد ابتكر الغرب طريقة اسمها ( اللعبة البرلمانية ) التي ينتخب فيها الشعب ممثليهم ليحكموا نيابة عنهم البلد الذي ينتمون اليه , ولكن .........!!! , ولابد لنا ان نؤكد على هذه ال(ولكن ) , حيث ان ممارسة اللعبة الانتخابية في اغلب دول الغرب لا تتمثل فيها ابسط المعاني الخاصة بالديمقراطية , ذلك ؛ لانها تمثل ببساطة ( دكتاتورية الطبقة الرأسمالية ) التي بيدها المال الذي تتحكم بواسطته بمصائر شعوبها وشعوب العالم . ذلك ؛ لان انظمة هذه الدول هي (انظمة رأسمالية ) , رغم انهم اسموها ( بانظمة الاقتصاد الحر ) ليلطفوا من حدة جشع وبشاعة الرأسماليين الذين لايشكلون عشر المعشار من مجموع الشعب ... ذكرت هذا لان الشكل الامريكي للديمقراطية الذي يراد له ان يطبق في العراق هو من اكثرالانظمة بعداً لمفهوم حكم الشعب لنفسه (الديمقراطية ) ....... لانها بكل بساطة تمثل (دكتاتورية الشركات والكارتلات عابرة القارات ) , وان هذه الدكتاتورية لا يقع ثقل استغلالها على كاهل الشعوب الامريكية فحسب , بل على كاهل الدول الاخرى التي ابتلت بالسيطرة الامريكية على ثرواتها ومقدراتها . اما الديمقراطيات الاوربية ومعها الامريكية ايظاً ؛ فان اليهود قد استثمروا (اسلوب ممارسة الحرية ) , الذي هو الجانب المعنوي والانساني من معاني الديمقراطية, باتجاهه الخاطيء , اتجاه نشرالفساد والرذيلة بين صفوف الشباب والكبار على حد سواء ؛ من مثل الدعارة التي امتلئت بها النوادي الليلية في الغرب , كما انها شرعنت ( اللواطة بين الرجال والسحاق بين النساء ) باستصدارها القوانين الخاصة بشرعية الزواج المثلي .... فهل يريد العراقيون الذين علّموا العالم , منذ ما قبل نبي الله نوح (عليه السلام), المباديء والقيم السماوية والشرف , ان ياتي الامريكان ودهاقنة اليهود ومجوس الفرس ليعلمونهم الديمقراطية بشكلها الداعر او على طريقة دكتاتورية ( ولاية الفقيه) التي تمارسها عمائم الشيطان في طهران .......!!!؟؟؟ .   

 

4)  في دول الغرب هناك احزاب محدودة العدد قد حسم ولاءها لبلدانها من خلال الشروط الوطنية القاسية لانظمتها الداخلية وشروط الانتماء اليها , وعن طريق هذه الاحزاب يتم الترشيح للانتخابات البرلمانية ؛ ففي امريكا هناك حزبين هما الدمقراطي والجمهوري , وفي بريطانية هناك ثلاث احزاب (العمال والمحافظين والرديكاليين ) , وكذلك الحال بالنسبة لباقي دول الغرب واغلب الدول المتقدمة في العالم . ولكننا ما نشاهده اليوم في العراق المحتل ان عدد الا حزاب والكيانات السياسية قد تجاوز الضعف من اعداد الاحزاب في كل دول العالم , واصبحت هذه الاحزاب الهجينة , التي وُلدت من رحم غير رحم العراق, تفرخ الاحزاب من دون اي موافقة رسمية , طالما انها غيرخاضعة لقانون اجتثاث البعث, او انها مستعدة لبيع الوطن لقاء ثمن بخس ....... 

 

عوداً على بدء :-

بعد ما قدمنا له في اعلاه نأتي على همّنا , وهو هم كل شعب العراق في الانتخابات الاخيرة التي ( فرضت على شعبنا في العراق ) بكل ما فيها من سوء وعفونة ...... فتصوروا ؛ ماذا سيكون حال اهل العراق في ظل مثل هذه الديمقراطية , المزيج من ( الديمقراطية الامريكية المصبوغة بدكتاتورية الرأسمالية عابرة القارات , وديمقراطية الدعارة اليهودية , وديمضراطية زواج المتعة ومفاخذة صغار البنيات الحلوات التي حللتها عمائم الشيطان في قم وطهران , لتصبح جزءً من نظام ولاية الشيطان للنظام الصفوي في ايران ) .......!!!؟؟؟ .

 

ان كل من يقول بان انتخابات العراق الاخيرة هي انتخابات نزيهة , وان هناك صراع ما بين الامريكان ومجوس الفرس في ايران حول الاستحواذ على المقاعد الاكثر لعملاءهما في ( شاي خانة ) المنطقة الخضراء , فهو واهم ؛ لان ما حصل وسيحصل لاحقاً , هو ان الفرس الصفويين والامركان جلسوا معاً واعدوا هذه الطبخة . كما انهم سيستمرون يطبخون المرارة لشعب العراق والامتين العربية والاسلامية ما دام العراق واقع تحت فكي رحايا الاحتلال . ذلك ؛ لان امريكا والكيان الصهيوني لا يريدان ان يخسرا مؤجج الفتنة بين العراقيين , واعني بها هنا ايران . كما ان توجه خونة العراق , بعد فوزهم في الانتخابات الى طهران لم يأتي دونما معرفة من الجانب الامريكي والصهيوني , بل اكاد اجزم ان اغلبها كان بدفع منهما , ليشعرا المواطن في العراق بان خروج الامريكان من العراق ,يعني دخول ايران اليه لملأ الفراغ السياسي الذي سيتركه الامريكان . ومن المؤكد بأن عتب اياد علاوي ( صاحب الجنسية البريطانية ) لآيات السوء في طهران على انهم لم يستدعوه كما استدعوا برميل الزبالة (الطالباني ) ليتشاوروا معه في امر تشكيل الوزارة في العراق , يقع ضمن الطبخة المشتركة ما بين امريكا وطهران .

 

ان المواطن العراقي يعي بان الذين يقودون العملية السياسية اليوم , وفي ظل العراق المحتل هم ممن تبرأوا من العراق في محنته وهو يتصدى للريح الصفراء القادمة من الشرق في قادسية صدام المجيدة , ويذود عن العراق شراسة غزو الطامعين في ثرواته من دول الغرب والدول الصناعية الاخرى التي سال لعابها شهية لشرب بتروله . وكانوا عوناً وجواسيساً لاعداءه طيلة فترة الحصار الذي دام ثلاثة عشر عاماً عجافاً ,كانوا هم فيها يتمتعون برغد العيش في البلدان التي غيروا فيها جلدتهم , واصبحوا مواطنين بالتجنس للبلدان التي حاربت العراق وجوعت شعبه وقتلت المليون ونصف المليون شهيد منه . فهل يُتوقع ممن باع العراق في محنته ان ينقذه في محنة الاحتلال , ام سيكون عوناً للاحتلال في تكريس بقاءه ومساعدة شركاته الاحتكارية التي طردها نظام البعث , للعودة مرة ثانية لتسرق ثروات العراق والتحكم بمقدراته .......!!!؟؟؟ .

 

لم يكن ابناء العراق يجهلون هذه الحقائق , ولم يجهلوا بان الانتخابات ستزّور ( وزورت بالفعل ) , لانهم يعرفون ان احتلال العراق بُنيَ اساساً على الزور والبهتان , ولكنهم قالوها من على شاشات الفضائيات ( وما اكثرها من فضائيات ؛ أريد لها ان تخلط الحقائق لتشوش على اذهان المواطنين , فلا يعودو ان يميزوا بين الحق والباطل ...... !!! ) . نعم لقد قالوها بانهم يعرفون كل ذلك .. فالاغلبية التي ظهرت من على هذه الشاشات , تبرأت من هذه الانتخابات , والقلة منهم كان جوابهم انهم سينتخبون اهون الشرّين .. ولكن , ومع احترامي للرأي الاخير , اقول بان الشر هو الشر , ولا اهون منه إلا طرده من العراق بالطرق على رؤوس قوات الاحتلال وعملاءه بسلاح ابطال مقاومة وادي الرافدين ليوّلوا هاربين تلاحقهم لعنة الله والتأريخ ....... وإلى امام يا ابطالنا الشجعان . وما النصر الا صبر ساعة , وهو اولاً واخيراً من عند الله جلت قدرته . وان الله مع المجاهدين الصابرين .

 

الرحمة والغفران لشهداءنا الابرار ولشهداء الامتين العربية والاسلامية , وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد ... وما النصر إلا من عند الله ... 

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٢١ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٦نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور