الترتيب الأمريكي الدقيق لما تسمى بالانتخابات البرلمانية

 
 
شبكة المنصور
ميمونة بنت الرافدين
لا خلاف في ان كل ما جرى ويجري في العراق تحت مظلة الاحتلال الأمريكي هو باطل ومزيف،ولا خلاف أيضا ان صوت المحتل هو الصوت الغالب والسائد على اتباعه من الخونة والعملاء ضمن ما تسمى بالعملية السياسية،حتى وان كان همسا او بالخفاء.وما مسميات التجربة الديمقراطية!!!والسيادة الوطنية!!!التي تصدعت بها رؤوسنا على مدى سبع سنوات مضنية، الا براقع مضللة وشعارات وهمية ،لا هدف لها الا خدمة مشاريع المحتل الأمريكي وإسناد صنيعته العملية السياسية البائسة، واستخفاف بالعقول الساذجة.


ومن بين الأمور الناتجة عن الانتخابات البرلمانية التي شرعها الاحتلال لتشكيل حكومة عراقية جديدة!!! هي ان وجوهها ستكون نفس وجوه الحكومة القديمة،ولكن بفارق بسيط وبمسميات مختلفة،خاصة وان كل الكيانات السياسية التي رشحت نفسها للانتخابات ،قد تبرأت من طائفية حكومة المالكي العار وفسادها ،وكأنها لم تكن شيء يذكر ضمنها وجزء منها!


وبعد إعلان نتائج الانتخابات، لم يكن الفارق بين القوائم المتنافسة بالفارق الكبير، خاصة قائمتي العراقية!ودولة القانون!وغاب عن بال الكثير ان الفوز لم يكن حليف القائمة العراقية!بقدر ما كان فوز كبير لدولة القانون!


فهل ذو عقل وبصيرة يعقل ان دولة القانون!برئاسة المالكي العميل تحصل على 89 مقعد!!!بعد أربع سنوات كارثية ،تجرع العراق ويلاتها ومجازرها من قبل المالكي وعصاباته البربرية،وهل خلت الذاكرة من كوارث عامي الشؤم 2006 و 2007 وبطش ما يسمى بجيش المهدي ،وغيرها من المذابح التي ارتكبتها حكومة المالكي العميل من شمال العراق إلى جنوبه.


ان الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزوها للعراق وجعله كومة حطام وركام ,سوف لن تعترف بهزيمتها النكراء وغرقها بوحل مستنقع العراق ،حتى وان طالت مكابرتها وازدادت عنجهيتها ،فليس من السهولة عليها ان تتراجع او تتنكر لطريق سلكته لتحقيق أهدافها ومراميها الاستعمارية وتقلل من شانه وأهميته .وائتلاف دولة القانون!!!برئاسة المالكي يعني لها الشيء الكثير،كونه راعي التجربة الديمقراطية في العراق ،ومنفذ استيراتيجية الأرعن بوش عام 2007 ومطبق الخطة الأمنية ! وحواجزها الكونكريتية وجدران العزل الطائفية ومنفذ مخططها بإطلاق يد إيران في العراق،وإشعال نار الفتنة الطائفية.فهل يعقل بعد كل هذا الانصياع والخنوع والولاء الذي قدمه المالكي القذر لأسياده ان لا يحصل على 89 مقعد ،عرفانا وامتنانا منهم بالجميل!!!وحتى تأخذ الأمور مجراها الطبيعي امام العالم المخدوع والمغشوش بوسائل الاعلام الكاذبة, وتستمر حكايات الف ليلة وليلة الأمريكية في الحرية والديمقراطية فلا بد من هذه النسبة لإضفاء طابع النجاح على التجربة الديمقراطية!!!


وبما ان الوقت يتغير ولكل حادث حديث ،حيث انتهاء مدة صلاحية المالكي ،التي لم تعد تتناسب وتنسجم مع رغبات الولايات المتحدة الأمريكية ،فلا بد لها من صنيعة جديدة والبصق على سابقتها.ففي الانتخابات التي سبقت الحالية والتي نتج عنها تولي المالكي رئاسة الحكومة،كان من المتوقع فوز علاوي،الا ان النتيجة جاءت عكسية تماما،ولا خلاف ان الانتخابات السابقة قد شهدت مقاطعة كبيرة من قبل العراقيين ،الا ان هذا ليس بالعائق امام رغبات أمريكا لتولي علاوي رئاسة الحكومة،فرغبتها آنذاك كان بإمكان المالكي تحقيقها او أي شخص ذو ولاء مطلق وتام لإيران.اما اليوم وبعد انتهاء الوليمة العراقية بين أمريكا وإيران وبعد إعلان إيران عن مشروعها النووي،فجميع الموازين انقلبت وتغيرت وباتت الضرورة ملحة لمن يحمل سمة الولاء لأمريكا،وهنا يكون علاوي الرجل المناسب في المكان المناسب!!!


المالكي كان على يقين تام بان الفوز في لعبتهم السياسية البائسة سيكون لصالح القائمة العراقية!وهذا الاستنتاج ما جاء من تعابير وجه المالكي وتشنجه وفقدانه التوازن ورغبته الشديدة في الانزواء والبكاء والنحيب فقط،


بل من خلال تجرعه علقم المرارة وهو لا يملك القدرة والسيادة الوطنية!!! التي تفوه وتمنطق بها مرارا وتكرارا دون ادراك حقيقي لها والتي تمكنه من ابعاد وإقصاء علاوي من الانتخابات،كما فعل مع صالح المطلك واعداد كبيرة من المرشحين ممن كانوا بعثيين ولا اعتقد ان هناك فرق بينهم وبين علاوي سوى الضوء الأخضر الأمريكي.


أمريكا ستبقى اللاعب الأول المتمادي والمستهتر بمصير العراق ومقدراته,ولا رادع لها الا رصاصات النشامى،فماذا يعني لها سبع سنوات هدرت فيها دماء وأزهقت فيها أرواح وانتهكت فيها اعراض امام اطماعها ومصالحها.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٢ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٨ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور