الذكرى السابعة  لاحتلال العراق

سبع سنوات في ظل ( الديمقراطية ) و٣٥ سنة في ظل ( الديكتاتورية )

 
 
شبكة المنصور
ماهر زيد الزبيدي

عندما نتحدث عن الاحتلال  لابد أن نتحدث عن الماسي التي جلبها للعراق شعبا وقيما وبنى تحتية حيث حصل في العراق ما لم يحصل في أي بلد

 

وفي كل الفترات والعصور بعد أن دنست جحافل الحقد الصليبي الأهوج مدينة السلام الأبية وبقية مدن وقرى العراق مخلفة ورائها الدمار والخراب والموت ولتطلق موجات من الفوضى العارمة وفق مخطط مسبق للإجهاز على ماتبقى من مواقع وبنى دولة العراق التي لم تطالها موجات الصواريخ والطائرات وآلاف الطلعات الجوية بهدف تدمير مرتكزات العراق الاقتصادية والصناعية والعلمية بحرب مفتوحة وحصار شامل على شعب العراق وجيشه لمدة (13) عاماً مدفوعة بأحقاد ونوازع خبيثة لإجهاض مشروع نهضته واستهداف كل ماهو شامخ في هذا البلد العريق ,نعم لقد استهدف العراق من قبل أمريكا والصهيونية وإيران وبعض الحالمين من قادة الغرب بحقبة استعمارية جديدة يمهد لها بالسيطرة على العراق واتخاذه كمنطلق وبوابة لبقية الأهداف بعد إنهاء سيادته والقضاء على وحدة شعبه وإذلاله وسرقة ثرواته وتغيير هويته وانتمائه ,لقد كان وما يزال تدمير قدرات العراق البشرية والمادية ضرورة أمريكية وصهيونية متناغمة مع المشروع ألصفوي الإيراني تحركها الأفكار والأحقاد الدينية المحرفة والدواعي الأمنية ضمن مشروع الهيمنة العسكرية للسيطرة والتحكم بثرواته وإعادة تشكيله وفق رؤية أساسها التقسيم الطائفي والمندرجة ضمن بدعة نشر (الديمقراطية ) والقضاء على (الديكتاتورية) وأكاذيب أخرى أصبحت اليوم لا تنطلي على أبناء شعبنا العظيم، وإذ تمر 7 سنوات على الاحتلال الأميركي، يبقى العميل ألمثيلي ألجلبي فخورا بأنه هو الذي ساعد في "صناعة الحجج" التي سوّغت للحرب. وبالطبع، فإن الكثير من تلك الحجج، إنْ لم يكن جميعها انهارت بعد فشل المعلومات الاستخبارية عن أسلحة الدمار الشامل ، أما المعلومات التي وفّرها حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده ألجلبي، فظهر أنها كلها خاطئة، وملفقة. لكنه يقول إن الحرب مازالت مفهومة. وأضاف: “العالم أصبح مكاناً أكثر أمناً، والولايات المتحدة أعطتنا هدية الديمقراطية”.         

 

وكل ما يدعيه الساسة العملاء عبيد الأجنبي ومطاياه, من يقول إنها حرب تحرير  العراق ،انه حرب احتلال وقتل وتدمير العراق .. تحرير العراق يعني حرية العراق .. يعني شعب يعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيراته.

 

 فالاحتلال جاثم على صدر الشعب والحكومة المنصبة من قبله وهو غير مسؤؤل  عن أي شيء سوى مصالحه ويتصرف على هذا الأساس بكل وقاحة وعنترية , ودول الجوار تتدخل كل حسب مصالحها وحجم العمالة والتأييد لها وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التي يعيشها الشعب في أمنه ومأكله ومشربه وصحته وسكنه . فرغم مرور سبعة سنوات إلا أن حياة العراقيين في تدهور مستمر, فالهجرة إلى الخارج ما زالت مستمرة وقد تجاوز عدد المهاجرين  أكثر من أربعة  ملايين والمهجرين داخل  العراق المليونين تقريبا , ونسبة  العوائل التي تعيش دون خط الفقر في تزايد تعيش الناس بدون كهرباء ولا ماء صالح للشرب ومعظمها ما زالت تسكن دور الدولة ومؤسساتها المهجورة والديمقراطية التي تحدث عنها الأمريكان وعملائهم كانت ديمقراطية الإرهاب والميليشيات. إنها حرب فاشلة في جميع القياسات جاءت بادعاءات كاذبة وقد خسر الشعب العراقي خسائر كبيرة ولم يلح في الأفق من أمل.

 

أي ديمقراطية هذه التي يقتل فيها الشعب وترمى جثثه في الشوارع والطرقات وأي ديمقراطية التي تحرق فيها دوائر الدولة وتنهب ممتلكاتها وهذا ما حصل في جميع محافظات القطر ومنها الأسواق المركزية كسوق العدل والمستنصرية والثلاثاء والثامن والعشرين من نيسان وحي العامل وباقي الأسواق في بغداد والمحافظات وأبنية الوزارات ودور العبادة والمصارف والدوائر الحكومية الأخرى وأي ديمقراطية التي فيها أجهزة الحكومة هي من تسرق وتقتل وتهجر كما حصل لميليشيات المعتوه مقتدة الرذيلة والجهل وميليشيات منظمة غدر الإجرامية وعصابات ألجلبي ولواء 24 والفرقة الحادية عشر سيئة الصيت التابعة للمالكي، وسرقة المصارف وقتل حراسها من قبل ضباط حماية عادل عبد المهدي ومنظمة بدر، أي ديمقراطية وانتخابات تقوم أجهزة الدولة عصابات وفرق إجرام المالكي بترويع المواطنين في مناطق معينة تمنعها من المشاركة بالانتخابات (الديمقراطية) من خلال دكها بالهاونات والقذائف وكأن بغداد تعيش حياة جبهة قتال على الحدود مع إيران عام 1980، أي ديمقراطية التي تسرق فيها اسيجة الشوارع الحديدية وتهدم فيها معسكرات الجيش العراقي لتباع بالسكراب أبواب وشبابيك وطابوق وأخشاب، وأي ديمقراطية هذه التي يسرح فيها جيش عرمرم يعد من أقوى الجيوش في المنطقة، دون راتب تعيش فيه عوائلهم ،

 

أما بصدد 35 سنة من ( الديكتاتورية) نعم إنها ديكتاتورية تآخي وتوحد عموم الشعب و بناء الإنسان الجديد المتعلم بناء التكنولوجيا والعلوم ، ديكتاتورية توفير الآمن والأمان وفرص العيش الرغيد لعموم الشعب ومن هوقادر على العمل، إضافة إلى تخصيص رواتب الرعاية الاجتماعية لمئات الآلاف من العجزة والأرامل والأيتام ،35 سنة من ديكتاتورية بناءا لمدارس ورياض الأطفال ودور العبادة والجامعات والمعاهد والقضاء على الأمية ،وبناء المستشفيات ودور الأيتام، بناء المصانع والمزارع والجسور، بناء زراعة متطورة ومزدهرة وبتكنولوجيا متقدمة  أوصلت العراق للاكتفاء الذاتي للكثير من المحاصيل الزراعية . فذكرى الحرب وذكرى احتلال  العراق هي ذكرى بائسة وحزينة وعلاماتها ما زالت مستمرة .. جعلتها أمريكا بهذه الحالة لأنها تريد للعراق هكذا ، إن القوى السياسية العراقية الحاكمة حاليا لا تأبه لما يحصل للشعب لأنها مشغولة بهمومها وأهدافها الذاتية.. فلنحول هذه  الذكرى البائسة إلى أمل وتفاءل يفتح طريقا جديدا نحو الوحدة الوطنية والخلاص من  الاحتلال والطائفية رأسي البلاء والدمار في  العراق، من خلال تكاتف أبناء الشعب مع مقاومته الباسلة  فإن أحد أهم أهداف المقاومة العراقية المرافقة للهدف الرئيسي، هو إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال الصهيو-أمريكي، وهذا الهدف لا يقل أهمية، عن هدف التحرير كهدف رئيسي.

 

هدف إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال الأمريكي، لا يخص العراق وحده، وإنما هو هدف قومي، بل يتعدى ذلك إلى المستوى العالمي. كونه يؤكد في طياته، إنه هدف يرمي إلى تأكيد أن القوى المتوحشة ومهما بلغت قوتها، يمكن للشعب إذا ما امتلك إرادته من أن يحقق الانتصار على أعتى الدول الكبرى كدولة (الولايات المتحدة الأمريكية). وهو ما تسعى إليه المقاومة العراقية منذ التحضير للمقاومة، لأن التحرير أضحت مسألة وقت لا أكثر، ولكن ما هو مهم إلى جانب التحرير هو إلحاق الهزيمة بالغطرسة المتطرفة والشوفينية المتوحشة الأمريكية بعد أن بدأت تعد العدة للهزيمة من ارض الرافدين الطاهرة.نتيجة الضربات الماحقة التي تكيلها المقاومة الوطنية العراقية الباسلة لقوات العدو الغازية في جميع أنحاء العراق وبشكل مستمر وهذا ما يؤكد النصر الناجز للمقاومة على المحتلين وأذنابهم وانه نصر أكيد وقريب بعون الله .

 

الله اكبر.. الله اكبر..

عاش الشعب العظيم

المجد والخلود لشهداء العراق والأمة العربية يتقدمهم شهيد العصر القائد المجاهد صدام حسين ورفاقه الأبرار

النصر للمقاومة البطلة

تبا للغزاة المحتلين تبا للخونة والمرتزقة المأجورين

تبا للمزورين والكذابين باسم المذهب وباسم الدين

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور