لنقف إجلالا للبعث الصامد في عيد ميلاده الخالد

 
 
شبكة المنصور
ماهر التويتي
لقد كان قدر أمتنا العظيمة أن تمر بانتكاسة مرحلية كما اقتضته القاعدة الآلهية " وتلك الأيام نداولها بين الناس " وأقتضت الأقدار أيضا أن تعود لمكانها الطبيعي وتنبعث من جديد ، ولأن أمة العرب ، أمة القرآن ، أمة الرسالات ، هي خير الأمم باصطفاء الله لها لتبليغ أعظم الرسالات السماوية للإنسانية جمعاء ، كان لا بد أن تولد من رحم هذه الأمة العظيمة حركة ثورية ، تثور على الضعف و الانهزامية في نفوس أبناءها ، ولتزأر في وجه الإمبريالية والتبعية للأجنبي ، ولتنقلب على الرجعيين والبرغماتيين وأصحاب المصالح الدونية في صفوف أمتنا الذين كانوا وما زالوا دوما يكبلون أقدام ابناءها من الإنعتاق والتحرر من الاستعمار والتخلف ، فكان ميلاد البعث كحركة ثورية تختزل في مكنوناتها تراث وتاريخ أمتنا المجيدة ، فسمت هذه الحركة عن النزعات الجاهلية كالقطرية والطائفية ، والرجعية ، فارتقت بالعقول للتطلع لبناء نموذجها الحضاري الذي يليق بمكانة وتاريخ امتنا العظيمة ، لتكمل دورها الرسائلي للإنسانية جمعاء ، إذ لا يمكن لأمة تعيش بتخلف وتبعية للأجنبي أن تكون قدوة للإنسانية تستطيع أن تبلغ أحد بما اختصها الله بها لتبلغه إلى الناس كافة .


قد يمر تاريخ 7 نيسان على البعض مرور الكرام ، لكنه لن يمر على الطلائع الثورية في أمتنا دون أن يستوقفوه ويخلدوا ذكراه فقبل 63 عاما وبعد مخاض عسير وبحثٍ عن الذات في نفق الجهل والظلم والتخلف ولد حزب البعث كفكرة وهذه الفكرة تحولت إلى مبادئ وتم تعميد هذه المبادئ بالجهد والعرق والدم ، سيستوقفوه ويمرّروا أمام أعينهم شريط المراحل والملاحم لحزب الأمة الطلائعي ، تكللت بالنجاح وبالفشل احيانا " كطبيعة أي عمل إنساني " لكن المكابرة وروح الإباء والعزيمة كانت تجعل الحزب يخرج منها اكثر قوة وصلابة ، ولا بد لهم أيضا أن يستوفقوه طويلا ليتذكروا شهداء المسير نحو المجد والعلياء .


يعد تاريخ 7 نيسان منعطفا هاما في تاريخ أمتنا المعاصر ففيه ولد اول شعاع أمل لميلاد فجر جديد يعد بنهوض الأمة ، وهذا الشعاع اصبح اليوم شمسا ساطعة في عراق البعث تعمي أبصار الصهيونية والاستعمار والخونة والعملاء .


لست هنا لأسرد التاريخ الملحمي والبطولي للحزب الرائد والقائد لنضال الأمة نحو الوحدة والحرية والاشتراكية ، لكن يكفي البعث فخرا بأنه كان طرفا فعالا في كل المعارك التي خاصتها أمتنا المجيدة في ربوع وطننا العربي الكبير ، فكان الرفاق البعثيين اول من حمل بنادقهم للدفاع عن فلسطين الأبية وقادوا الجماهير العربية في ثورتها ضد المستعمر البغيض ، وحين أُخمدت كل المدافع المصوبة نحو العدو ورفعت الرايات البيضاء ووقعت اتفاقيات الاستسلام ، ظل البعث شاهرا سلاحه بوجه الإعداء ، وكان صموده يُشعر الضعفاء والرجعيين والإنتهازيين في صفوف أمتنا بصغر حجمهم ، لإن شمعة البعث انارت في الظلام فانكشفت عوراتهم لإبناء الأمة ، ولإن الباغية تغار حين ترى إمرأة شريفة عفيفة لإنها تذكرها بعهرها وفسوقها ، لذلك فقد اعلنوا العداء للبعث تارة بالتكفير وتارة أخرى بالتآمر لإطفاء شمعة البعث كي يمارسوا بغائهم في فراش المستعمر في الظلام ، فوضعوا أنفسهم في خندق الأعداء التاريخيين لأمتنا .


فليقف كل بعثي اجلالا وإكبارا للمسيرة النضالية الطويلة والتي توجت بمعركة الحواسم المباركة ، وها هي هذه المسيرة وبعد 63 عام قد اشتد عودها واينعت ثمارها ، وقد اقترب قطف ثمارها التي ستكون ميلاد فجر جديد للأمة الخالدة عنوانه أمة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج تحت دولة الخلافة العربية الإسلامية ، والتي سيكون حداتها " بإذن الله " الرفاق البعثيون في كل قطر عربي .

 

Almaher09@gmail.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور