في ذكرى الاحتلال الفارسي للأحواز

( وجع ضياع الأحواز يحاكي وجع نكبة فلسطين )

 
 
شبكة المنصور
طلال معروف نجم
( ويكفي العرب فخراً أنهم أدخلوا (الفرس) الدين الإسلامي وهذه سوف تبقى على جبين فارس إلى ابد الآبدين.


تسب هلي وهلي الهلك سادة
وهلي منهم رسول الله
وهلك لنار عبادة...... )


* * *


هذه المقدمة اقتطفتها من مقالة لأبي انور الاحوازي , المنشورة على موقع عربستان الاحوازي . أقسم بأني حزنت ايما حزن . حزنا يحاكي كما نقول نحن العراقيين حزن "الخنسا وسكينة" . على اقليم عربي محتل ومغيب احتلاله حتى الساعة . ولولا هذه الجمهرة من الشباب الاحوازي البطل , بتنظيماتهم الكفاحية المختلفة ومواقعهم الاخبارية , لما كان العرب يعرفون عن هذا الاقليم العربي ومأساة شعبه شيئا. المأساة التي لاتقل وجعا عن مأساة فلسطين . أهو الخوف من دولة الشعوب الايرانية ياترى ؟ أم محاباة لهذه الدولة المحتلة على أساس انها تدين بالاسلام ؟ . فلا ضير أنذاك من أحتضانها لشعب عربي مثل شعب الاحواز يصل تعداده اليوم الى اكثر من 10 ملايين نسمة , مادام هذا الشعب تحت رعاية وامانة دولة مسلمة . الا ان ما يصلنا من المنظمات الاحوازية الكفاحية المختلفة , من صور واخبار عن أضطهاد تمارسه دولة ولاية الفقيه, على شعب هو يدين ايضا بمذهب هذه الدولة القاسية فماذا نقول ؟ .. غير أن هذه الدولة شوفينية حتى النخاع. كرهت وتكره شعب الاحواز الشيعي , لأنه شعب يفتخر بعروبته ويفتخر بأنتمائه الى وحدة الوطن العربي. وسنوات الاحتلال الطويلة له , لم تستطع شوفينية الفرس ان تطوعه وتسلخه عن عروبته .

 

وهذا سبب الكره الدفين لشعب عربي هو احق بثرواته النفطية , التي تتباهى دولة الشعوب الايرانية بأمتلاكها , لتتبوء بهذه الثروة اليوم مركز ثاني دولة مصدرة للنفط في العالم. وبسبب احتلالها لهذا الاقليم الملاصق للعراق ولغاية مساحة واسعة من الشاطئ الشرقي للخليج العربي, صار هذا الاحتلال نقمة على العراق وعلى دول الخليج العربي بالكامل . ومثار مشاكل مستمرة لاتنتهي البتة . ولعل أقسى وأعقد هذه المشاكل هي الحرب المروعة التي دارت على مدى ثمان سنوات بين دولة الشعوب الايرانية والعراق.


وقد كتبت يوما مقالة تحت عنوان " ماذا لوفاز الشيخ خزعل بعرش العراق". يوم كانت رغبة كل العشائر العربية وقتذاك, بأن يتولى امير المحمرة الشيخ خزعل عرش العراق بدلا من الامير فيصل بن عبد العزيز. ولعل دور بريطانيا الاستعمارية كان كبيرا في ابعاد الشيخ خزعل , على اساس ان الامارة قد تم الاتفاق مع ايران على تقديمها هدية للشاه . لقد حملت مقالتي السابقة وجعا عن ضياع حلم وحدة عربية مبكرة , لو قدر لهذه الوحدة ان تتم بين العراق وامارة المحمرة, لكانت هذه الوحدة وقتذاك ولغاية يومنا سيدة المنطقة .

 

وتتحكم بأكثر من نصف نفوط الدنيا . وسيدة الخليج العربي بلا منازع . ولكانت مشيخة مثل مشيخة الكويت جزءا من هذه الوحدة المبكرة حتى اليوم. ولكنها بريطانيا الاستعمارية, هذا هو تأريخها القذر. فلم تكتف بغدر العرب تأريخيا, بل اصطفت الى جانب امريكا وايران لغزو العراق مؤخرا, لتنهي بذلك آخر معاقل العرب القوية السامقة.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور