ونحن ندخل السنة السابعة من الإحتلال .. فلسفة وحسابات الحقول .. ونتائج حسابات البيادر

 
 
شبكة المنصور
كامل المحمود

كنا قد ناقشنا في مقال سابق مقولة توني بلير التي أراد بها تفسيرا خاطئا لمفهوم الحرب بقوله أننا ( أنهينا الحرب ضد صدام حسين في شهرين) في محاولة بائسة لتحويل الأنظار عن حقيقة الأهداف الأساسية للغزو وتدمير العراق كدولة وشعب وأرض ونظام ومؤسسات ومباديء وقيم وتفتيت الشعب الى فئات وقوميات وطوائف وقتل مليوني عراقي وتشريد مايقارب ستة ملايين آخرين عدا ملايين الأرامل واليتامى والمعوقين وجيش العاطلين عن العمل ..

 

توني بلير أراد أن يختزل كل الأهداف والخطط المستندة على عمق الكراهية لشعب العراق وتأريخه ومقومات تجدده القادرة على النهوض والتصدي الى هدف واحد وهو (الإطاحة بالنظام العراقي وما يرتبط به) من خلال حملة عسكرية ضخمة للقوات الجوية والبرية والبحرية لم تستثني سلاح وحتى ذلك الذي في طور التجربة وبإستخدام كل ماتم التوصل اليه من تكنولوجيا الدمار والإبادة الجماعية..

 

وحطمت هذه العملية غير القانونية قرارات وسياقات التعامل الدولي في اللجوء الى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة لحل النزاعات بين الدول وعدم إستخدام القوة إلا بتفويض منهما من خلال إستفرادها بإعتماد خيار غزو وتدمير العراق وإحتلاله وإصرارها على (دقة وصحة معلومات مصادرها الإستخبارية وما عرضه عملائها من إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل) !..

 

ولم تستخدم القيادة الأمريكية والبريطانية (الديمقراطية التي تنادي بها) لتسأل شعب العراق لمعرفة إرادته وإختياراته!..

 

بل نصّب البعض أنفسهم للحديث بالنيابة عن هذا الشعب بمختلف أطيافه مبديا الرغبة (بالتغيير) وكيف سيستقبل شعب العراق القوات الغازية بالورود!..

 

وتمادوا لحد التوسل بالأجنبي ليكون تنفيذ ذلك (حتى لو تم تدمير العراق بالكامل ) تحت حجة (تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل للنظام العراقي )!..

 

هذا الهدف الذي تحول لاحقا الى (إزاحة النظام وإحلال الديمقراطية للشعب العراقي)!..

 

وعندما كان البريطانيين ومنهم توني بلير يطرح البرامج والتصورات للوصول الى حل سلمي للمشكلة العراقية في محاولة لإيهام العالم بعدم وجود ضربة عسكرية على العراق ..كانت خطة الهجوم على العراق قد إكتملت منذ زمن طويل !..وكانت أساطيل العدوان المدججة بالأسلحة الهجومية والتدميرية الفتاكة قد أبحرت قبل شهور طويلة ووصلت الى المواقع المحددة لها للهجوم وحتى توقيتات الضربة الجوية الأولى وطبيعتها وأهدافها كان قد تم تحديدها وتوزيعها بشكل أوامر مشفرة على القوات المهاجمة !..في وقت كان العالم غير مهيأ بعد (لهجوم كاسح وتدميري على العراق) عندما كانت هنالك مفاوضات دولية وإقليمية مهمة تجري (لإقناع العراق بنزع أسلحة الدمار الشامل التي يملكها سلميا!!) وتجوب فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة كل المواقع الحساسة في العراق !..

 

الذي تغير فقط هو إن الرئيس بوش نقض مهلة الثماني والأربعين ساعة التي أعطتها الولايات المتحدة الأمريكية بكل (عظمتها) للعراق عندما خرق المهلة وبدأ الهجوم قبل عدة ساعات وإيضا بإعتماده على معلومات مخابراته الملفقة والكاذبة التي ورطت الإدارة الأمريكية ولطخت سمعتها في كل كتب التأريخ!..

 

واليوم وبعد مرور سبع سنوات على الغزو والتدمير والإحتلال نسأل بوش الإبن وتوني بلير :

مع إنكم لم تجدوا أي من أسلحة الدمار الشامل..

ولم تجدوا صلة للنظام العراقي بالإرهاب والقاعدة..

ولم تنقلوا لنا (ديمقراطيتكم )..

 

وإذا كنتم تريدون أن تزرعوا الحديقة العراقية (المليئة بالأشواك) بأحلى الزهور..فهل ستكون عملية (القضاء على ما تسمونه أشواكا سواءا بقطعها او إجتثاثها من جذورها !) هو تنفيذا كاملا للمهمة؟..

 وبأي نباتات زرعتم أرض العراق ؟

 

ولو كان لجورج بوش الإبن وتوني بلير القدرة على رؤية المستقبل والتنبوء بما سيحصل في العراق بعد سبع سنوات من عام 2003 فهل سيكون قرارهم هو نفس القرار بتدمير وإحتلال العراق ؟

 

وهل يمكن لأي منهم اليوم أن يقارن بين توقعاته بعد شهرين من بدء العدوان عام 2003 وما يحدث اليوم على أرض العراق؟..

 

هل تحققت الطموحات والأحلام لهذه الحقول الشاسعة من الغايات (البريئة) بحق شعب العراق الذي قدمت بريطانيا وأمريكا عشرات الآلاف من شبابها فداءا من أجل الديمقراطية !..

 

وهل أن حسابات هذه الحقول العراقية الشاسعة جاءت أبعد بكثير عن حسابات بيادر (المحررين)؟!..

هل يعود السبب لطبيعة (المُحررين) ومَن جاء معهم أم لغرابة وعجب سلوك الشعب العراقي (بعد التحرير)؟!..

ولماذا كل هذا الإصرار على التمسك بالأخطاء وعدم الإعتراف بالذنوب ..

 

وهل يتصور قادة الولايات المتحدة وبريطانيا إن السبيل الوحيد للتكفير عن الذنب يكون من خلال (إنتخابات نزيهة وشفافة حتى وإن كانت سريعة ) مهما كانت النتائج تجري تحت الحراب المُحتلة وبوسائل السلطة التي نصَّبوها؟.. ليعقبها هروب وتخلي عن العراق..أو مراقبة ما يجري من تدمير وتمزيق لوحدة الشعب من وراء جدران ( القواعد المدججة المتروكة ) أو(القلاع المزروعة في الأرض ) !..

 

وهل سيكون الحل للخروج من هذا المأزق بالعودة للعزف على نفس النغمات ؟..

عندها من سيتحمل خسائر شعب العراق لسبع سنوات جديدة قادمة؟

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور