فوضى سوداء وسراب الانتخابات

 
 
شبكة المنصور
حسين الربيعى / العراق - البصرة 
مايسمى العراق  الجديد في ظل الاحتلال الامريكى الغاشم اخذ يكرس يوميا يوميات عالمية للارامل والايتام والجثث المجهولة ويوما  للمناطق المتنازع عليها وتزوير الشهادات العلمية للحصول على مناصب وظيفية  وسرقة المال العام  وفساد الوزراء ونواب البرلمان ورجال الدين وتدخلهم  بالسياسة   وتفريغ العراق من الطاقات العلمية والفكرية  والثقافية  والاحزاب الورقية والعمالة والخسة والتنكيل  الطاهر وبيع الوطن بالتقسيط   مجاميع  واشخاص جاءت مع المحتلين خلف الدبابات يسمون انفسهم بالمعارضة العراقية -وكانوا في حقيقة امرهم جواسيس وافاقين ولصوص من المبعدين والمنشقين والمبعدين والهاربين اللذين نبذهم الشعب العراقي اللذين  وصفوا الشعب العراقي - عارقيي الداخل بانهم عملاء  للاجهزة الامنية العراقية  ثم غيرت خطابها الاعلامي والسياسي الطاعن بوطنية العراقيين وحبهم لوطنهم وقيادتهم الشرعية الرافضين للاحتلالين الامريكي والفارسي بعد ان سيطروا على منشات الدولة العراقية وجرى تسميتهم - عراقيي الخارج- فهؤلاء جلاوزة جائرة فاسدة سواء كانت بحزب واحد ام بدزينة احزاب  -- فهم يعتبرون تحالفهم مع امريكا  عملا وطنيا ووجودا صديقا وحليفا تجب مؤالفته- فساهموا بقتل مليون عراقي ولايزال مسلسل القتل مستمرا بعد ان حولوا بلاد الرافدين مهد الحضارة والانسانية الى اكثربقاع العالم  فسادا وخرابا وظلما --ومنذ الاحتلال دخل المئات ممن يسمون انفسهم برجال الدين –في دهاليزالسياسة الطائفية فاصبحت ذاكرة العراقيين مزدحمة باللذين يقتلون من الناس الفقراء والبسطاء ويعلنون بدم بارد-ان هذا العمل الجبان قام به مقاتلي دولة العراق الاسلامية والقاعدة - فالطائفية في العراق وفق سجلها المخزي لاتختلف عن النازية وجرائم الطائفية التي جرت في العراق يجب ان يحاكم مرتكبيها وفق جرائم النازية  وهناك  معممين يتوسدون مقاعد دوائر الدولة والكمارك والشركات ومراكز  الشرطة وميسمى مكافحة الارهاب والحرس الوطني وبين العشائر عامليين على تغيير العلاقات الوطنية والاجتماعية والشعبية للمدينة العراقية لصالح جهة على حساب تلك العلاقات الاخوية السلمية القائمة منذ زمن طويل . لقد وصل الامر ان يعلن المجلس الاسلامي الاعلى تاييده للاحزاب الكردية بضم كركوك لما يسمى اقليم كردستان . والتي تداربادارة كردية بدءا من  المحافظ  وجميع الادارات وتخضع لسيطرة وادارة ما يسمى اقليم كردستان اكثر من خضوعها لحكومة المالكي الذي كان يمارس مهماته بلقب مستعار ثم تدارك ذلك على نحو سريع . فالمدافعين عن عراقية كركوك وعروبتها من العرب والتركمان الوطنيين صار صوتهم -مبحوحا—لكونهم رفضوا سلب المدينة ماضيها وحاضرها ومستقبلها والذي يشبه حقوق الايتام  على مائدة اللئام  وهذا يعني ان الاحزاب التي تسمي نفسه الاسلامية بدلا من ان تكون جزءا من الحل وتحافظ على وحدة العراق وسيادته . اصبحت جزءا من المشكلة بغية تحقيق مكاسب حزبية . فالجلبي الذي درس في ارقى الجامعات الامريكية وعاد خلف الدبابات الامريكية التي غزت العراق . يدعو الى تاسيس وترتيب البيت الشيعي وينصح اهل السنة للقيام بذلك . وهذه الدعوات الطائفية قتلت روح المواطنة والوطنية التي  كانت تجف في العروق . وكان الجلبي يخاطب  اهل البصرة  قائلا لهم --يريدون منا ترك ديننا وترك مرجعيتنا وعلينا اعادة الاموال من الحكومة الى الشعب .

 

وكان الحكومات من غير الحكومة التي يريدها ناهبة  لاموال الشعب . علما ان الجلبي استغل قوة  حماياته الامنية -مسترجعا اراض وممتلكات اهله من دون ان يرفع قضية الى  محاكم الدولة . وهو يعلم ان ماتم تاميمه او اخذ بعد مغادرة اهله الوزراء حال نجاح ثورة 14تموز 1958 . فانهم استعادو الكثير منه عبر محام   شهير عندما كان هو صغيرا واهله يعيشون في  بيروت فكيف يصدق الشعب عودة الاموال اليه عبر الشعار الذي  يرفعه الجلبي لاغيره . ان المنتمين للمليشيات الطائفية تمثل عندهم السلطة والقتل والنهب والتهجير  والاتاوات  التي كانت تجمع من اصحاب المشاريع والتجار ورجال الاعمال وحمايتهم وتسهيل التعيينات عبر تزوير  المعاملات الرسمية . فاكثر دوائر الدولة احتلت من قبل الاحزاب الطائفية التي جاءت مع المحتلين دون اي رادع اخلاقي اوديني . ومنهم من خطط قبل الغزو  لاحتلالها وشاركهم ممن حوكموا بجنايات اخلاقية وسرقات  فعادوا لاعمالهم مدعيين انهم مضطهدين سياسي ولو تحققت صحة ادعاءات لهذا العدد الكبير من هؤلاء المضطهدين لكان حزب البعث العربي الاشتراكي اكثر ممارسة للديمقراطية .

 

اما مقتدى فيدعي انه ضد الاحتلال الامريكي ولكنه مع المرجعية . وهذا يمثل التناقض  مما فجر الصراعات داخل اتباعه وقياداته فهناك عدم وجود وعي وادراك سياسي واستراتجية وانما هناك مشاعرعفوية . فالناس تنظر لجيش مقتدى –باستصغار لما قاموا به في مناطقهم منذ عام ٢٠٠٦ ونوابه لايتنازلون عن عضويتهم في البرلمان علما ان المراجع العليا عندهم مجرد واجهات لكنهم لايقلدونه . اما مقتدىفلا يعطي اهمية لقاعدته التي تضم السراق والمزورين واصحاب الجرائم الكبرى والهاربين  من اداء الخدمة العسكرية  . ان حكومة المالكي تضحك على ذقون العراقيين معتبرة الانسحاب الامريكي من المدن العراقية في حزيران٢٠٠٩ يوم السيادة الوطنية بالرغم من وجود قرابة 130 الف  جندي امريكي والاف من الحمايات الخاصة رابضين علىصدور العراق والعراقيين . ويوجد مستشارامريكي لكل وزير ووكيل وزارة ومدير عام يعملون على تنفيذ  السياسة الامريكية في العراق .

 

وهناك احتلال ايراني(مقنع) عبر الادوات العراقية لمئات الالاف من الايرانيين المتواجدين في محافظات الوسط والجنوب ومليشيات الاحزاب الدينية والطائفية والمراجع الدينية العليا والشركات السياحية الايرانية المسؤولةعن ادخال الزوار الايرانيين للمراقد المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء بل وتحديد وتخصيص الفنادق الخاصة بسكنهم . فالايرانيون يفعلون كل شى في العراق ويتصرفون على مراى ومسمع الامريكان حتى جعلوها تقوى على بغداد وتعربد وترعد حتى تمكنت من اهلها وبنت على ظهورهم جسورا وعبدت طرقات ليخدم مصالحه . اما المالكي ومستشاريه يواصلون ممارسة الضغوط  الترهيبية على الدول واحزاب من اجل عودة المهجريين(المنفيين طوعا) لاعادتهم للعراق بعد ان اضطهدوا سياسيا ومذهبيا وقوميا ودينيا . وفقدوا افرادا من اسرهم تاركين البلاد لاهل الفساد والافساد اللذين جندتهم القوات الامريكية مدعين(انهم زارعي الحكم الديمقراطي في بستان العراق) . اما نواب البرلمان الحالي فهم اناس جاءت بهم الاقدار لهذا المكان  منخرطين مع احزابهم الطائفية في اقذر صراع طائفي تعرض له الشعب العراقي في العصر الحديث ومنهم من تورط بالفساد الاداري والمالي ومنهم ترك العراق وسكن في (عمان وايران) مستلما راتبه ومخصصاته من سفارتي العراق هناك . هؤلاء النواب كانوا يعانون من مشاق سفر اداء فريضة الحج السنوية المتكررة!  وزيارة عوائلهم الاسبوعية ! المتواجدين خارج العراق!وسفرات الترفيه والمصالحة الوطنية   .

 

ومؤتمرات اعمار العراق في اوربا . ومطالبة الامريكان دول العالم بالمساهمة في اعماره! بعد ان دمروه!واستراحة المجلس كانت متعبة عليهم ! ومعاناتهم اليومية من الارهاب والتفجيرات والتهديدات ! ومن انقطاع الكهرباء المستمرعليهم !وتلاعب اصحاب المولدات بالتيار الكهربائي الذي يعطى لهم ! . فهؤلاء سيرحلون غدا ويحزمون حقائبهم ويهربون بعيدا  عن مياهنا الاسنة التي لم تعالجها حملات إعمارالمالكي! وبيوتنا التي خربها المحتلين واعوانهم الصغار  سيذهبون للتبضع مما جمعوه من اموال حرام نتيجة الاستخفاف بالشعب العراقي واستغلاله .   اما المتسابقون على ما يسمونه( اصلاح الاوضاع الحالية) عبر بوابة الانتخابات البرلمانية . فهؤلاء سيبقون ذراع الاحتلال في ديمومة الفساد  والسرقة ومصادرة السيادة الوطنية . فالمرجعية تدخلت في كتابة الدستور ( المازوم) . وتطالب بدمج وتحالف والتنسيق بين قائمة المالكي وقائمة الجعفري وعمار الحكيم والجلبي وبتوجيه من الايرانيين . ( ولوحدة الصف الشيعي وعدم تشتيت الاصوات لغرض السيطرة على المناصب والقيادات) كما يقول الشيخ علي بشير النجفي!!

 

ان القوائم والكيانات المتعددة( تبيع الوهم والسراب للعراقيين مصورة لهم ان هذه الانتخابات حبل النجاة واداة خلاص لكل ما عانوه من ازمات وفقر وهلاك وطائفية وتهجير) فالعراقيون  لن يعيدواانتخاب من جاء مع المحتلين وحكم العراق 7 سنوات او4 سنوات وبفشل اداري وفساد مالي واخلاقي ممارسا القتل والطائفية . ان هذه الكيانات ذهبت الى طلاب  الحوزة العلمية!!مستغلين ظروفهم الاقتصادية وعدم تمكنهم من مقاومة ا غراءات الاحزاب والقوائم المتعددة مما جعلهم يتوزعون على هذه القوائم منها ا اللبرالية والعلمانية معتمرين (عمامة الشيخ والسيد) . فرجل الدين تراجعت شعبيته الى ادنى حد في المدن  والقصبات العراقية . متجهين هؤلاء الى القرى والارياف ليكون نفوذهم وتاثيرهم اكبر من شيخ العشيرة وكلامه مسموع ويجب طاعته!! انه  زمن العراقيون الصعب !!! .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور