حقوقٌ عربية إماراتية مشروعة .... ومنطقٌ رصين ، وعقلٌ مُتزن

 
 
شبكة المنصور
الدكتور ثروت اللهيبي
حمل حديث السيد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد بتاريخ 20/4/2010 الذي اتسم بشكلٍ عام بالعقلانية والواقعية، رسائل عده منها ما يتعلق بمُخاطبته شعب الإمارات، ومنها على مستوى حكومة طهران، ومنا ما يتعلق بالموقف الدولي من التعنت الإيراني، ومنها ما يتعلق بسبل الحل المطروحه لإعادة الحق لشعب الإمارات، وأتناولُ ما يتعلق بمخاطبتهِ لشعب الإمارات حيث كانت رسالته بهذا المضمون ذات معاني بليغة وهي خلاصةً لتجرُبةٍ مُرة مع الجانب الإيراني الذي لا زال يتهاون في إيجاد الحل العادل لهذه القضية العربية المحورية سيما وأنَّ حديثه كان أمام "المجلس الوطني الاتحادي" وهو هيئة وطنية إماراتية منتخبة من قبل الشعب ولذا فإن حديثه معها أو أمامها يعني أنه يتحدث مع شعب الإمارات بالذات:


1- يوجه سيادتهُ حديثهُ لكل مواطن إماراتي ويُخاطبه بلغة الابنُ لأبيهِ، والأخُ لأخيهِ ما نصهُ: " إنني كإماراتي بل وكل إماراتي، لا بدّ أن أكون أكثر حساسية لاحتلال جزء من الإمارات من أي أرض عربية أخرى وألا سيكون المرء كمن يكذب على نفسه"، وهذا لعمري تذكير لكل مواطن إماراتي بأنه بقدر ما يعزُ عليهِ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وبقدر ما يهزهُ تدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى والسعي الحثيث لتهويدهِ، وبقدر ما يُشغله الاحتلال الإيراني للأحواز والمُحمرة وعبادان...إلخ إلا أنَّ الاحتلال الإيراني لجزءٍ عزيز من أراضي بلده يجب أن يتصدر كُل ذلك، وهذا بدورهِ وفق رؤيتنا يتطلب أنْ تكون هناك خًُطة على مستوى الدولة، وأخرى على مستوى مُنظمات المُجتمع المدني الإماراتية تتولى تنفيذ ذلك الأمر الذي يجب أنْ يعيش مع كُل مواطن إماراتي، ولم تكن عبارته الأخيرة "كمن يكذبُ على نفسه" إلا تأكيداً مُهماً منه على أنَّ ذلك الظلم والإجحاف الذي وقع من إيران على الأراضي العربية الإماراتيه يتصدر اهتماماتها ، ولكنهُ لا يعني بالمُقابل تخليها عن القضايا العربية المحورية الأخرى.


2- ثم يدعو أخوته شعب الإمارات إلى "التفكير بشكل مختلف لدعم إخوتهم المواطنين في جزيرة أبو موسى على وجه الخصوص لأن إمكانية التواصل معهم تكاد تكون معدومة تحت الاحتلال الإيراني الذي يمنع إيصال المساعدات ومواد البناء أو الخدمات الأخرى." وفي هذه الوصية أهمية عالية أنها تأتي في جانب من جوانبها الحد من التفريس الإيراني لسكنة الجزر الإمارتيين الأصل والجنسية، بذات الوقت الذي يُشعرهم أنَّ أخوتهم في الوطن الأم الإمارات لا يُمكن لهم أنْ يتخلوا عنهم، وما هي إلا مسالة زمن والحق يعود لصحابهِ، سيما وأن أخوتنا على الطرف الآخر مارسوا ما يُنافي إسلاميتهم، وفي مفردةٍ واحدةٍ منها أن "الاحتلال الإيراني الذي يمنع إيصال المساعدات ومواد البناء أو الخدمات الأخرى" ؟!


3- ضرب سيادته على وترٍ مهم جداً، ألا وهو دور الإعلام الإماراتي الذي يجب أنْ يُمارس لا بل يُطور دوره في آلية التواصل الإعلامي ليس على مستوى الدولة بل على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، في "تسليط الضوء على مواطني الجزر الثلاثة" لكي لا يكون هناك أي شكلٍ من أشكال السبات لهذه القضية العربية المحورية، بل لتكون على الدوام حاضرة في أذهان الرأي العام في المستويات المُشار إليها أعلاه، وبذات الوقت لتسليط الضوء على مقدار الظلم والتعسف الإيراني المُسلط على رقاب أخوتنا وأبناء عمومتنا سكنة الجزر العربية المسلوبه، وفي هذا النقطة بالخصوص لا نغفل ميزات الإعلام الإماراتي القادر على الإبداع في وضع خطةٍ قادرة على مد الجسور مع أهلنا سكنة الجزر العربية من جهة ومع الإعلام الإقليمي والعربي والدولي، وبذات الوقت بيان أوضاعهم الماساوية في ظل الاحتلال الإيراني.

 

tharwatiraq@yahoo.com

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٥ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور