البعث والمقاومة .. والاقتراب الواثق من الحسم النهائي لمشروع التحرير والانتصار

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي

بعد ان اتضحت ملامح الرئيسية لتضاريس الساحة السياسية في العراق ومنذ الاحتلال الاميركي الى يومنا هذا يبرز لنا أهمية استهداف المشروع الأميركي للبعث ومناضلية كونه الرقم الصعب الذي حافظ على قوة الممانعة تجاه المحتل، ودعم المقاومة مع مواجهته الفكرية المبكرة لانحرافات الاحزاب السياسية التي جاءت مع المحتل التي استهدفت العديد من رموزالبعث ومناضلية، فضلا عمّا يمثلة البعث في حياة الامة من توازن صلب للانتماء العربي الإسلامي للعراق، وخطابه الوطني القومي الوحدوي؛ لذا كان ضربه ضرورة لكلا المشروعين الأمريكي والإيراني قديماً، لكن عجزا عن ذلك فكان عملية تفعيل الاجتثاث والاعتقال والقتل الوسيلة الغادرة التي يستخدمها المحتل واعوانة ، مع العلم ان هذة العملية لم تتوقف يوما واحدا منذ ان دخلت قوات الاحتلال ومليشيات الاحزاب العملية الى العراق وحتى يومنا هذا.

 

فضلا عن شدة العداء المستمر له منذ نشاتة الاولى وعبر مخططات ومؤمرات كان البعث ومناضلية يتصدون لها باصرار وشجاعة قل نظيرها وقدم قوافل من الشهداء جراء تلك المؤامرات،واليوم فان الساحة العراقية تعيش مشهد مضطرب ما كان الأمريكيون يحلمون به بلا شك بسبب خيانة وعماة بعض الاحزاب السياسية التي قدمت للمحتل كل الذرائع لرتكاب ابشع الجرائم، وإن كانتْ تلك المشاهد ليست غريبة في تاريخ الكفاح الوطني والقومي في سبيل التحرير والاستقلال لدى الشعوب، خاصة عند اقتراب مراحل الحسم النهائي لمشروع التحرير، غير أن الأميركيين يتعاملون مع هذه الأوضاع كمن وجدَ حبل إنقاذ، فتمسَّك به بقوة لإنقاذ مشروع الاحتلال، ومنع سقوط النفوذ الأمريكي في المنطقة إلى الهاوية، وركَّزوا على عدة سياقات الأول، وفي مهمة متبادلة مع الائتلاف الإيراني الحاكم في العراق جرى حملة تشوية واسعة للبعث و عملية اجتثات كبرى لمناضلي البعث والوطنين من العراقيين من خلال الاعتقال والقتل والتهديد،السياق الاخر يتمثل في محاولات اختراق المقاومة العراقية من خلال ماسمي بمجالس الصحوات او دعوات المصالحة ومحاولات جر بعض قيادات الفصائل المقاومة لغرض الاندماج بماسمي (بالعملية السياسية) واهم سياق يحاول المحتل واعوانة ان يجهضوة في هذة المرحلة المهمة هو مواجهة المشروع السياسي الذي اعلنتة قيادة جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الذي اعلن فية بداية العمل الموحد لفصائل المقاومة العراقية وهي الخطوة المهمة التي يرى فية العراقيون بداية لانقاذ البلد من دمار المحتل ،وحدة فصائل المقاومة العراقية جعل من الاحتلال الامريكي ومعة المشروع الايراني يعتمدوا على تغير خططهم لمواجهة هذا التطور الجديد في الساحة العراقية، لذلك عمدوا الى استثمار ( الانتخابات البرلمانية ) الهزيلة بغية الايحاء بان العملية ممكن ان تستوعب الاخرين غير ان شعب العراق فهم هذة اللعبة السياسية وما يراد منها كما فهمها كل المقاومين في ساحة المنازلة.

 

ومخطط المحتل اصطدم بصلابة المقاومة العراقية التي كشفت زيف العملية السياسية والقائمين عليها والذين يمثلونها ما هم سوى حفنة من العملاء والخونة الذين ينفذون اجندات المحتل الامريكي والايراني، لذلك اصبحت اليوم المقاومة العراقية قادرة على ان تمسك بخيوط كل المواقف على الساحة العراقية، بعد ان بدات الخطوات الفعلية لتوحيد الجهد المقاوم والمضي قدما في جوانبة السياسية والعسكرية التي تفرضها ضرورات المرحلة السياسية التي تتطلب بذل مساحة من المرؤنة الثورية مع كل الاطياف والقوى الرافضة للاحتلال سراً وجهراً، لكون مرحلة مابعد التحرير تحتاج الى رؤى واعمال اكثر تعقيدا من اجل بناء الوطن بعد ان دمرالاعداء والخونة الكثير من الثوابت التي كان يرتكز عليها العراق كبلد مستقل وصاحب اكبر ارث حضاري في التاريخ.

 

واستناداً الى الواقع المفروض من قبل الاحتلال وعملائة يصاب أكثر الناس تفاؤلاً بالاكتئاب والقلق لدى رؤيته أو متابعته للشأن العراقي سواء على المستوى السطحي أو العميق؛ فمشهد القتلى والجرحى وثكالى العراق، وأطفاله المشردين، والدمار الهائل الذي لحق بكافة مؤسساته ومرافقه وبنيته التحتية والفوقية، والانقسام الطائفي الرهيب، والذي مازالت فصوله تتوالى مع الانتخابات الهزيلة الاخيرة التي جرت في العراق، والصراعات الإثنية التي غيّرت حتى في عَلم العراق، ومؤتمرات المصالحة الفاشلة، إلى توغل النفوذ الإيراني في العراق، وامتداد الذراع الصهيونية للعب دور اقتصادي، وأهداف أخرى بالقطع، على أراضيه، وملايين المهجرين واللاجئين العراقيين داخل العراق وخارجه، والقائمة تطول، وليس الخبر كالمعاينة، أقول رغم كل ذلك سنبقى متفائلين بأن المستقبل يحمل لنا تباشير النصر مهما احلولكت ظلمة الليل واشتدت الخطوب، ويدعونا الى التفاؤل بعد سبع سنوات من الاحتلال والدمار والقتل والترهيب امور كثيرة، منها


1-ان ما نجزتة المقاومة العراقية على مدى سنوات الاحتلال تجعلنا نفخر ونتفاءل بان الصبح بات قريبا، وقديما قيل (ما اشتدت الا لتفرج)


2- ان توحد فصائل المقاومة العراقية واحترام شعوب الارض لها دليل على صلابتها وتماسكها تعطينا الامل بان النصر معقودا في الويتها.


3- التاريخ يذكرنا دائما بان الشعوب تنتصر في نهاية الشدائد والكروب واكبر شاهد على ذلك ما حل في بغداد على يد المغول والذي كان اضعاف مضاعفة عما يجري الان ،وفي النهاية امد الله العراقيون بنصر من عندة.


4- شعب العراق من الشعوب الحية دائما يعطي الرجال الصامدين المضحين من اجل عزة ورفعة وطنهم ، وبذلك نرى رجال البعث الغيار اشد صلابة واصرار من اجل انزاع النصر من انياب وحوش المحتل واذنابة العملاء الاراذل.


ان الغليان الذي تحتوية صدور العراقيون على مايجري على ارضهم، والذي تعبر عنة المقاومة العراقية الباسلة في مواقفها ومقاومتها دليل على ان شعبنا في العراق مازال بعافية،فالحراك البطيء للمقاومة الذي يراة البعض هو في الحقيقة يدخل ضمن الحسابات التي يراد بها ادمة زخم العمل المقاوم من اجل الحاق الهزيمة باكبر الة عسكرية غاشمة على وجة الارض. ان مقاومة العراق الباسلة وتصديها ببطولة للمحتل الامريكي الصهيوني الايراني شكلت حائط الصد القوي والمنعة الكبيرة بوجة مشروع الاحتلال مما جعل قوات الاحتلال تفكر بالانحسار بدلا من الانتشار وهذا جعلها تسرع في توقيع اتفاقية الهزيمة الاذعان مع عملاء بغداد الجدد من اجل الحفاظ على ما تبقى من هيبة اقوى جيش في العالم.

 

اليوم وبعد سبع سنوات من الاحتلال والتدمير فان الحقيقة الثابتة على ارض الواقع هوان شعب العراق بات اليوم يعرف بان المحتل واعوانهم في طريقهم الى الزوال وان المقاومة العراقية هي من تمثلة شرعا ودستورا من اجل تحقيق الغد المشرق للوطن وابنائة.

 

ان الحقائق والدلائل تشير بان العراق قادر على تجاوز هذة المحنة رغم ماجرى علية من ويلات ، ولن تكون اكثر من "شهقة"في تاريخ العراق،كما يقول المندوب السابق للعراق في الامم المتحدة ، وبات اليوم واضحا ان امريكا لن تستطيع تطويق هزيمتها في العراق مهما فعلت ومهما حاولت اخفاء تلك الهزيمة، وان هذه الهزيمة لم تقتصر على الجانب العسكري فقط بل تجاوزتة الى الهزيمة السياسية والاقتصادية والاخلاقية.

 

 
للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٤ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور