{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }

بعد سبع سنوات من احتلال العراق من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية وفق مخطط مرسوم للسيطرة على الدول العربية جمعا و لكون العراق يحتل الراس العربي الناضج والناصع في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ الامة العربية كان لابد من السيطرة على هذا الراس العربي ومن ثم اخضاع الجميع،لذلك كان ابرز هدف من اهداف الاحتلال ومن وجهة النظر الامريكية حسب تصريحات اركان الادارات المتعاقبة (هو اقامة نموذج ديمقراطي) وبلد موالي للغرب في المنطقة ،يؤدي الى اسقاط الانظمة العربية الاخرى وتحرير منطقة الشرق الاوسط وتقبل العرب بوجود اسرائيل في المنطقة وتضطر الدول العربية لمحاكاته هذا النموذج الذي تريد فرضة في العراق . ومنذ اليوم الذي احتلت فية بغداد تحول العراق اصبح نموذجا فعلا ،

ولكن من نوع اخر ،فهو اصبح نموذجا للدول الفاشلة الضعيفة العاجزة عن حماية نفسها او الحفاظ على سلامة اراضية من اطماع الاخرين , وبالمقابل من ذلك التوجة الاحتلالي بداء شعب العراق مرحلة جديدة من اثبات الوجود والتمسك بثوابتة الوطنية المتمثلة في مقاومة الاحتلال وتحرير ارضة من رجس قواتة ففي عام 2003 حين كان مجرم الحرب بوش يقف وسط جمهور في مقر الصندوق الوطني للديمقراطية في واشنطن ليقول ( الديمقراطية في العراق سوف تنجح) لكن في نفس الوقت كانت المقاومة العراقية تنمو وتشق طريقها لترسم مرحلة جديدة من النضال ضد الاحتلال وبدات فية تسطر البدايات الصادقة للنصر العراقي الموعود وكانت قوات الاحتلال الامريكية تعيش حالات الهلع والرعب والخوف ،برز ذلك من خلال الحملات الهسيتيرة التي شنتها قوات الاحتلال للاعتقال الابرياء وارتكاب الجرائم بحق المواطنين في كل انحاء العراق.

ولا اريد هنا ادخل في سرد اهداف الاحتلال لكونها باتت معروفة للجميع الاصدقاء منهم وحتى العملاء ، ولكن ما يهمنا الان هو معرفة ما انجزتة المقاومة العراقية الباسة عبر 7سنوات من الاحتلال البغيظ للعراق وهنا سوف اقتبس ما نشرتة بعض المواقع الالكترونية من تقارير واخبار عن تلك الانجازات الكبرة التي حققتها المقاومة العراقية الصامدة حيث موخرا كشف موقع ( يو اس ليبرالز) او ما يسمة (( اليبراليين الامريكين)) النقاب عن تقرير كتبتة الامريكية (دبورا وايت) تحت عنوان( حقائق حرب العراق..نتائج واحصائيات حتى 25 كانون الثاني،يناير 2010 ) هذة الخسائر التي تخفيها الادارة الامريكية الحالية والتي سبقتها وقسم التقرير الى عدة نقاط تشمل الخسائر البشرية والمالية والمعدات والاسلحة للفترة منذ بدء العدوان على العراق وحتى التاريخ الذي حددة التقرير اي شهر كانون الثاني من هذا العام 2010 حيث يكشف التقرير بان الخسائر البشرية كانت الأهم في سلسلة الخسائر الأمريكية بالعراق؛ حيث يقول التقرير إنه قد بلغ عدد القوات الأمريكية في العراق حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، 115 ألف جندي أمريكي، أما عن باقي الدول فقد سحبت جميعها جنودهم وقتل منهم حسب الرواية الامريكية 4377 بموجب ما تعلنة المؤسسات العسكرية الامريكية اما الاصابات يكشف التقرير عدد الاصابات بلغت 31639 مصابا حتى 30 ايلول (سبتمبر) 2009 حيثنسبة الاصابات الخطيرة في المخ والعمود الفقري 20% من نسبة المصابين،ويستثنى من هذا العدد المصابون بالاصابات النفسية ، حيث اكدت التقارير والاخبار ان ما نسبتة 30% من جنود الاحتلال الامريكي اصيبوا باصايات نفسية وعقلية خطيرة ومكثوا في العلاج النفسي شهور وسنوات بعد عودتهم من العراق.

وكشف التقرير الذي كتبتة الامريكية دبوا وايت بان المقاومة العراقية تمكنت منذ انطلاقها في العراق من اسقاط 73 طائرة مروحية. اما في الخسائر المادية ، ففي كتاب نشر مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان حرب الثلاثة آلاف مليار دولار اكد مؤلفه جوزيف يتجليتر والحائز على جائزة نوبل للاقتصاد على أن احتلال العراق كلف الامريكان ما لايقل عن ثلاثة آلاف مليار دولار امريكي وهذه فقط كلفة العمليات العسكرية الأمريكية في البلاد بدون الاخذ في الاعتبار المصاريف الاخرى على مدى سبع سنوات مضت بما فيها تأمين الرعاية الصحية للجنود الذين يعانون من مشاكل صحية كبيرة ، وذهب المؤلف إلى القول في أن تكلفة هذه الحرب فاقت اكثر وبكثير من الحرب الأمريكية على الفيتنام التي استمرت 12 عاما و ذهب خبراء الاقتصاد في تحيلاتهم للازمة الاقتصادية العالمية بان المصاريف الامريكية المخصصة للحرب على العراق كانت سببا مباشرا في تلك الازمة بعد دراسة التقارير الاقتصادية اكدوا الخبراء ان ماخصص للحرب ارتفع اكثر من 12،5 مليار دولار شهريا خلال عام 2008 مقابل 4،5 مليار دولار شهريا في عام 2003 وفق البيانات التي كشفها "هاري ريد" زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الامريكي عام 2008 بان الولايات المتحدة تنفق بمعدل 5000 دولار في الثانية الواحدة في العراق.أما عن الحسابات المفقودة، ومجهولة المصير فكانت- بحسب التقرير الذي كتبتة "دبورا وايت"- على النحو التالي: 9 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين فُقدت، ولم يتم تحديد وجهة إنفاقها بالإضافة إلى فقدان 549.7 ملايين دولار أثناء شحن قطع غيار عام 2004م، إلى المقاولين بالولايات المتحدة وفقدت 190 ألف بندقية من بينهم 110 آلاف بندقية من نوع إيه كيه 47،وفقًا لشبكة" الي بي اس" الامريكية، وفقدت واشنطن مليار دولار امريكي اثناء تزويد قوات الامن العراقية بمقطورات،ومركبات، ودبابات، ورشاشات ،وفذائف صاروخية وغيرها من المعدات والتي كشف عنها في 6 كانون الثاني 2007 وفقا لةكالة" السي بي اس" كما فقدت 10 مليارات دولار بسبب سوء الادارة وفقاً لما كشف عنة في جلسات الاستماع في شباط عام 2007 وكانت صحيفتي ( ذي نيش )و (النيويورك تايمز) قد ذكرت بان عدد القواعد الامريكية تبلغ 75 قاعدة في العراق ، كل هذة الاحصائيات والارقام وفق مصادر امريكية وبالتاكيد ما خفية كان اعظم ،

واليوم اذا ندخل العام الثامن من الاحتلال الامريكي الصهيوني الصفوي نقول ان المقاومة العراقية الباسلة بلغت من النضج والقوة والمنعة مما يؤهلها ان تلعب دورا بارزا في تغير مسارات الاحداث وفق برنامجها السياسي وفعلها المقاوم على ارض الواقع الذي يشكل العمود الفقري لانتصار العراقيين القادم، بلاضافة الى كونها الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق، وبفضل ما نجزتة المقاومة العراقية عبر تاريخها اجبر المحتل الامريكي وحكوماتة الهزيلة المنصبة من قبلة في بغداد على توقيع معاهدة الذل والاذعان من اجل النفاذ وخلاص قواتة من العقاب الذي ينتضرهم في العراق.

اليوم المقاومة العراقية تقدم ابلع دروس للشعوب المناضلة التواقة للتحرر من قوى الاستعمار من خلال مقاومتها الى اشرس واخبث احتلال على وجة البسيطة متثلا في الاحتلال الامريكي الصهيوني الايراني الصفوي هذا الاحتلال الذي لايتوانى عن ارتكاب ابشع الجرائم بحق الابرياء من عامة الشعب ، ان صمود المقاومة العراقية بوجه هذا العدوان والاحتلال وهمجيتة تساندة الة اعلامية كبيرة ومجاميع من العملاء تفننوا في تشوية الحقائق وقلب الامور هذا الصمود دليل على ان المقاومة وحاضنتها البعث العظيم تسير بالاتجاة الصحيح وبخطة واثقة نحو النصر الاكيد ياذن الله تعالى ، ويقول رب العزة في محكم كتابة العزيز{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ.} " الانفال 30