نظرة استشرافية - البعث والمقاومة وامريكا ومستقبل العراق

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 
 
شبكة المنصور
داود الجنابي
منذ ان شرعت الولايات المتحدة الامريكية بالتحضير للعدوان وشن الحرب على العراق اكتشف العالم زيف وكذب وبطلان الاهداف التي طرحتها الادارة الامريكية كحجج ومبررات لشن عدوان واسع النطاق على دولة مستقلة وذات سيادة ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي وعضو فاعل في الامم المتحدة ومنظماتها العاملة ، لذك رفض المجتمع الدولي وعبر التظاهرات ومسيرات الاحتجاج مشروع العدوان والحجج التي سيقت بهذا الشان واعتبر المجتمع الدولي ان احرب على العراق يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي والشرعية الدولية ، الاان تفرد الولايات المتحدة واستهتارها في القانون الدولي والمجتمع الدولي شن عدوانها ومن ثم احتلال العراق اتحقيق اهداف استراتيجية غير تلك المعلنة في الظاهر التي حاولت بها ايها الراي العام العالمي ولتبرير عدوانها الوحشي على العراق وعلى الرغم من تكشف كل اهداف الاحتلال الامريكي السرية منها والعلنية نرى ان اهم ثلاثة اهداف هي التي حكمت الاستراتيجية الاميريكية خلال عدوانها على العراق ومن ثم احتلالة وتمثلت هذة الاهداف اولاً في الحفاظ على امن (اسرائيل) الكيان الصهيوني وبهذا الصدد يقول استاذ علم الاجتماع في ولاية نيويورك"جيمس بيتراس" في دراسة لة نشرت في 21ـ8 ـ2009 ان القوة السياسية الاهم والتي كانت دافعة بقوة للحرب هي القوة الصهيونية والمؤيدة لاسرائيل بلا شروط.


واعلن اقطاب هذة القوة عن نواياهم بصورة علنية والتي تؤكد بان اجندت الكيان الصهيوني من خلال الدفع للاسراع في الحرب على العراق تتمثل في رغبة الكيان الصهيوني في الاطاحة بنظام البعث في العراق وتدميرة من خلال احتلالة وتقسيمة وتدمير قدرتة العسكرية والصناعية وفرض نظام عميل لاسرائيل ، ويضيف "بيتراس" في دراستة ان كبار صناع السياسة الموالين لاسرئيل والذين روجوا للحرب ( لم يسعوا في البداية وبصورة مباشرة وراء سياسة التدمير الممنهج لكن دعم وتصميم السياسة تضمنا تفكيكاً شاملا لجهاز الدولة العراقية من خلال تجنيد مستشارين اسرائيلين ليقدموا " خبراتهم" في تقنيات التحقيق و قمع اية مقاومة مدنية ) من هذا كانت الخبرة الصهيونية واضحة من خلال اثارة الصراعات الاثنية والنزاعات الطائفية بين العراقيين وتجلى ذلك في عامي 2006 و2007 والهدف الثاني الذي كان الابرز في الاستراتيجية الامريكية هو النفط والسيطرة علية حيث كشفت بيانات مراكز الابحاث الامريكية كوكالة الطاقة الامريكية في شباط 2003 ( بان العراق يمثل ثروة بترولية " هائلة" ) ولغة الارقام التي تحدثت عنها تلك البيانات ربما تجلي لنا مساحة مهمة من الصورة الغائمة عن السعي الامريكي المحموم للسيطرة على نفط العراق ،حيث تقول تلك البيانات ان العراق يمتلك احتياطياً مؤكداً من النفط قوامة 112 مليار برميل وهو بذلك ثاني دول العالم ،بل ويتوقع البعض ان يفوق الاحتياطي في العراق نظيرة في دول الخليج العربي باكمال عمليات البحث والتنقيب في الاراضي العراقية التي لم تلقى مسحا جيولوجيا كاملا ،

 

وان الكثير من اراضي الصحراء الغربية العراقية لم ترسم لها خرائط بتروجيولوجية دقيقة ويتوقع ان توجد فيها كميات كبيرة من النفط وتشير التقديرات الاولية الى احتمال وجود 100 مليار برميل اخرى ،ويصف اقتصاديون حقول النفط العراقية في المرتبة الاولي من حيث كلفة الانتاج لوجود الخام على مقربة من السطح وعدم وجود عقبات جيولوجية،وقدم مجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي وقبيل شن العدوان بثلاثة شهور وتحديداً في ( كانون الاول 2002) دراسة الى الادارة الامريكية حول نفط العراق اكدت على مجموعة من النقاط التي كانت محفزا اساسيا في الاسراع لاعلان الحرب على العراق. ويتمثل الهدف الثالث البارز في نوايا واهداف العدوان هو اهمية الموقع الاستراتيجي للعراق بالنسبة للولايات المتحدة حيت يتميز موقعة الجغرافي من وجهة النظر الامريكية باهمية كبرى حيث يقع على راس الخليج العربي وهو حلقة الاتصال بين اوربا والمحيط الهادىء.لذلك ترى الولايات المتحدة الامريكية ان احتلال العراق يعني تحقيق اهداف الاستراتيجية الامريكية بعيدة المدى للهيمنة والسيطرة على منطقتي الشرق الاوسط والمحيط الهاديء.من هنا فان " الحقيقة التاريخية" تؤكد بان موقع العراق كان موجودا في الاستراتيجية الامريكية يرجع الى اواخر القرن التاسع عشر،حيث كان ذلك يحتل موقعا متقدم في الخطط الاستراتيجة الامريكية حتى انة يعد في الادبيات السياسية الامريكية بلد اساسيا ومفتاحاً مهما من مفاتيح الشرق الاوسط. واستنادا الى تلك الاهداف فان احتلال العراق سعى الى بسط يد الامبريالية الامريكية في الخليج وتقوية موقعها الجيوسياسي في الشرق الاوسط عن طريق الاطاحة في سند قوي متين عربي قومي مناهض للامبريالية الامريكية في الشرق الاوسط (يتمثل في العراق) كما سعى في ذات الوقت الى توسيع نطاق القواعد العسكرية الامريكية حول روسيا وتامين السيطرة على احتياط النفط العراقي كنقطة ضغط على الصين ، لذلك كانت سياسة الاحتلال مرسومة لتوطيد وجود عسكري طويل الامد على شكل "قواعد عسكرية " تشغلها "قوات ووحدات قتالية" وكذلك تواجد مكثف لمستشارين عسكرين ،

 

ويقول " جيمس بيتراس"كان من الطبيعي (ان يؤدي الاحتلال الوحشي لدولة مستقلة ذات تاريخ قومي واضح وبنية تحتية متطورة ودولة ذات خدمات عامة شاملة وشريحة من المتعلمين) هذا من وجهة نظر بيتراس سوف يؤدي الى نمو" مقاومة" معادية للاحتلال ورافضة لة، وردا على ذلك وضع المسؤولون الامريكيون ووكلتا الاستخبارات المركزية واستخبارات الدفاع استراتيجية ـ فرق تسدُ ـ والمسماة " حل السلفادور" والمرتبطة بسفير " المواقع الساخنة " والمدير الامريكي للاستخبارات الوطنية جون نغربونتي) واثار الصراعات الطائفية ،وشجع عمليات الاغتيال وجرى تنسيق مع الجهد الصهيوني من اجل تفكيك البنية التحية للدولة العراقية والجيش، ازاء هذة الاستراتيجية الوحشية التي كشفتها بشاعة ما ارتكب في العراق والتي كانت تعد منذ سنوات طويلة في مكاتب ودهاليز البنتاغون ومراكز صنع القرار الامريكي نقول هذه الاستراتيجية لم تكن غائبة عن انظار النظام الوطني في العراق وكان البعث وقيادتة الشجاعة على علم بنوايا واطماع الامبريالية الامريكية ،

 

لذلك سعى الى تعميق وتامين الجهد المقاوم لدى الشعب عبر سلسلة من الاجراءات اتخذت قبل عام 2003 من اجل زرع مفهوم " المقاومة" لدى ابناء الشعب العراقي( الامثلة كثيرة على ذلك لا مجال لذكرها الان) وعقب الاحتلال شرعت المقاومة العراقية وتوكلت على الله وبدات بعمليات نوعية ضد قوات الاحتلال واصبح فعلها على الارض حالة واقعية اكدتها دراسة صدرت عام 2006 لانتوني كوردسمان الاستاذ في مركز الدراسات الاسترايتجية والدولية في واشنطن والذي يقول(ان هناك مقاومة متزايدة ومنتشرة وعلى درجة عالية من التخطيط والتقدم التكنولوجي وهي في سباق مع القوات الامريكية في بعض العمليات) واستمرت المقاومة العراقية في الحاق الخسائر في قوات الاحتلال في عموم اراضي العراق وتصاعدت وتيرة اعمال المقاومة بشكل لافت للنظر الى ان اجبر المحتل الامريكي على " توقيع اتفاقية الاذعان والذل" مع عملائة وكذلك مايسمى ب" مجالس الصحوات" الذين كانوا ومازالوا عبارة عن " مخبرين سرين وعلنين" كانوا يكتبون التقارير من اجل ايقاع رجال المقاومة وافشال الجهد المقاوم كان ذلك عام 2008 ،

 

الان ان المقاومة العراقية تخطت تلك العقبات بثبات بارز من خلال توحيد الجهد المقاوم واصرار على تاكيد مشروعها الخاص بتحرير العراق والتاكيد على ضرورة هزيمة المحتل على الرغم من اختبائة خلف بنود اتفاقية مذلة واعداد ضخمة من العملاء والمخبرين واحزاب عميلة. استطاعت المقاومة العراقية ومن خلال صلابة وتنظيم رائع وبتوجية صادق وواضح للبعث العظيم حاضن المقاومة العراقية توجية ضربات وتوحيد جهودها مما اتضح للعيان صمود وصلابة المقاومين وتجلى ذلك عام 2009 وفضلا عن ذلك بروز ايضا خطاب اعلامي مقاوم وموقف سياسي واضح رافض للعملية السياسية التي اوجدها المحتل مع تاكيد ثابت على نهج التحرير وهزيمة المحتل. على الرغم من صعوبة المشهد السياسي الحالي الان في العراق الناتج عن المحتل،الان الحقيقة الثابتة تؤكد ان المبادرة اليوم انتقلت بجدارة الى يد " المقاومة العراقية" لكونها الممثل الشرعي لشعب العراق فضلا عن قدرتها على ملىء الفراغ الامني والسياسي بعد ان تاكدت هزيمة المحتل القادمة التي بات بحكم المؤكد( والتي سوف نتاولها في مقال اخر باذن الله) نقول حين يؤكد كاتب واستاذ امريكي هو"جيمس بيتراس" في دراستة المنشورة في 21 اب 2009 حيث يقول"كان لدى العراق المستقل والعلماني ونظام علمي ـ ثقافي الاكثر تطوراً في العالم العربي،وكان هناك نظام للرعاية الصحية الوطنية وتعليم عام شامل وخدمات اجتماعية سخية، الى جانب مساواة بين الجنسين بمستويات غير مسبوقة .

 

هذا كلة وسم الطبيعة المتقدمة لحضارة العراقية في اواخر القرن العشرين،ثم ان فصل الدين عن الدولة وحماية الاقليات الدينية( المسيحين والاشورين وسواهم) بحزم يتناقض تناقضا حاداً مع ما نجم عن الاحتلال الامريكي وتهديمة للبنى العراقية، ويقول" بيتراس" هكذا كان الرئيس صدام حسين يحكم ويقيم حضارة حديثة متطورة جداً كان العمل العلمي المتقدم فيها يسير يداً بيد مع هوية سامقة بقوميتها ضاربة بمعاداتها للامبرالية ،وكان من نتائج ذلك على وجة الخصوص اظهار الشعب والنظام العراقيين تعبيرها عن التضامن مع محنة الشعب الفلسطيني تحت حكم واحتلال الاسرائيلي .استناداً الى هذة الرؤيا الواقية التي تؤكد حقيقة ماكان علية العراق في ظل حكم البعث العظيم الذي حقق انجازات ومكاسب اشاد فيها الاعداء قبل الاصدقاء،

 

فان المستقبل القريب يؤكد فشل ما يسمى بالعملية السياسية الهزيلة الناجمة عن الاحتلال مع تاكيد هزيمة المحتل، فان المبادرة التي تحولت الى يد " المقاومة العراقية"بعد ان تصدعت هياكل العملية السياسية الفاشلة واتضاح صمود وصلابة المقاومة على الارض فان الحقيقة تؤكدها الرؤيا التحليلية بان المقاومة العراقية ومعها القوى الرافضة للاحتلال يضاف اليها تصاعد الالتفاف الجماهيري حول المقاومة العراقية هي الان في طور اعداد ستراتيجية الانتصار وبناء العراق وفق رؤية واسس علمية فاعلة من خلال تجربة واثقة اقامها حزب البعث على ارض العراق حين اقام دولة عصرية متطورة بكل المقايس وهو ما ينتظره العراقيون من تغير لواقعهم الذي وضغهم فيها المحتل.


ملاحظة
: ( هذه الرؤيا سوف تتبعها رؤيا اخرى نتناول فيها دور ايران والاحزاب الموالية لها وتلك التي قدمت مع المحتل من اجل استشراف المستقبل بكل جوانبة ومن الله التوفيق )

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور