قــمـــة الخيــار الـعــربــي

 
 
شبكة المنصور
الــوعــي العــربـي
أنتهت أعمال القمة العربية الثانية والعشرون في مدينة سرت الليبية وأنفض المولد حيث تمخض الجبل فولد فاراً ولكن للأسف فاراً ميتاً كعادة قممنا العربية فلم تكن هذه القمة أحسن حالاً من قمم سابقة فما القرار الذي اتخذته القمة تجاه اي قضية من القضايا المعروضه عليها بالطبع لاشئ، وقد كنا نُشفق علي الأخ العقيد الرئيس القذافي بصفته رئيساً للقمة العربية الدورية وهو صانع المواقف التي كان يعبر بها الأخ العقيد عن رفضه لهذه القمم العربية عديمة الجدوي وأنه آي الرئيس القذافي لم يشاهد للقمم العربية أي أثراً إيجابيا في حل أي قضية عربية وإن كان مع كل قمة تزداد القضايا وتنعدم الحلول من فلسطين للعراق ولبنان والسودان والصومال...

 

وقلنا هكذا يفجر الأخ العقيد الموقف تلو الآخر في جميع القمم التي يحضرها الي الدرجة التي تفقد القمة طرافتها بدون الرئيس القذافي وهذه هي الميزة الوحيده ولكن فوجئنا بان هذه الميزة الوحيدة لم تكن أيضا لها آي وجود فالرئيس القذافي الذي كانت تتعلق عليه أمال الجماهير لم يكن موفقاً في هذه القمة العقيمة الباهتة وخرجت كما لو كانت لم تنعقد أصلا من حيث التغطيات الإعلامية التي كانت أقل بكثير من التغطيات الإعلامية في القمم السابقة كذلك من حيث تجاهل الرآي العام والشارع العربي لها وذلك لحالة الإحباط التي يعيشها المواطن العربي تجاه حكامه ،لقد خرجت هذه القمة بحقيقة واحدة مفادها أن النظام العربي فعلا يعيش حالة من العجز او ربما حالة من الموت الإكلينيكي وهو ما عبرت عنه مراسم أستقبال أصحاب الفخامة و الجلالة والسمومن الرؤساء والملوك والآمراء من أصحاب العروش والكروش الذين حضروا قمة سرت ولم يتحملوا بضعة أمتار للإنتقال من خارج القاعة التي سوف تنعقد فيها القمة الي داخل القاعة باعتبار أن كل الذين حضروا من قادة هذه الأمة بلغوا من العمر عتيا ًومنهم المريض والمكسور والعاجز عجز الولايا فقررالقائمين علي مراسم الضيافة نقل هؤلاء العاجزين والمتوسلين علي سيارات صغيرة الحجم والتنقل بهم في طرقات قاعة المؤتمرات كما لو كانوا في مدينة للملاهي ،ولك ايها الشعب العربي الحق في أن تتسائل لتقول كيف لهذا الرئيس وذاك الملك الذي لا يستطيع أن يتحمل مشقة الوصول الي قاعة المؤتمرولا تتحمله قدميه فهل تنتظر منه الجماهير شيئاً سوي مزيد من العجز والمرض ؟

 

لقد أنتظرت الجماهير قمة سرت باعتبارها القمة المنتظرة وذلك لكونها جاءت في لحظات تاريخية بالغة الصعوبة ومع ذلك لم يتغير النهج العربي ولن يتغير فهم من أضاعوا فلسطين وأضاعوا القدس ولم يستردوا منها شيئاً وها هو تراثنا الديني وأقصانا مُهدد بالهدم في اي وقت ومع ذلك سوف يُترك لمصيره علي الرغم من تصريحات النتنياهو امام الايباك بقوله ان القدس ليست مستوطنة بل عاصمة لاسرائيل ومع ذلك لم تخرج كلمة من رئيس اوملك عربي للرد علي كلام النتنياهو ، لكن لم نسمع من قادة نظامنا العربي إلا كلمة واحدة أعتدنا سماعها دوما في كل القمم السابقة وهي "أن السلام مع إسرائيل هو خيار إستراتيجي ولا نعلم ما سرتمسك حكامنا بهذا الخيار وما سر رفضهم لخيارنا العربي وعشقهم للخيار الصهيوني " النظام العربي الرسمي يخدع الشعوب العربية ويقدم لنا مبررات عجزه وقولهم كذباً بان تمسكهم بالسلام مع الصهاينة حتي لا يعطوا الذريعة لاسرائيل باضاعة فرص السلام ولكن من العاقل الذي يصدق بان اليهود الصهاينة يسعون الي سلام معنا كما أن الإدعاء بان السلام سيحل بالمنطقة هو مجرد حديث يفتقد المصداقية والمنطق لعدم وجود مؤشرات تاريخية تقطع بذلك، أما اليهود فنهجهم يؤكد بانهم يحققون بالسلام والتطبيع أكثر ما يحققونه بالحرب في بناء إسرائيل الكبري من النيل الي الفرات ونظره الي مسلكهم وما حققوه بالسلام دون الحرب يؤكد أنهم يلجأون للسلام أذا وجدوه أكثر فائدة لهم من الحرب من حيث إضعاف العرب وتفتيتهم وكسر شوكتهم وإضاعة هيبتهم وخلق الآزمات لهم من كل أتجاه وعندما يتاكدون من ذلك بلجاون للحرب فحروبهم واردة دائما بعد السلام ،

 

وأخيرً أنتهت القمة ولم نسمع لهؤلاء العاجزون المعتلون لا ضجيجا ولا طحنا كما يقولون وأكتفوا بركوب سيارات الملاهي التي أقلتهم الي قاعة المؤتمرات وشرب لبن الأبل ولم نجد للقدس او الأقصي سوي حديثهم عن حفنة من الدولارات وهو نفس حديثهم عن ملايين اعمار غزة وعن مؤتمر دولي للدفاع عنه وحمايته لم يتفق علي موعده كذلك لم تقف الشعوب طويلا أمام أعلانهم عن عقد قمة أستثنائية في أكتوبر القادم مع الحديث عن تشكيل لجنة خماسية لتطوير الجامعة العربية والغريب والمضحك حقا من بين اللجنة الخماسية لتطوير الجامعة العربية رئيس العراق المحتلة جلال الطالباني ونكتفي بهذا القدر يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .

.
http://www.alarabi2000.blogspot.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور