مسؤول الثقافة في حزب الصواب يشارك في ندوة عن ''الوحدة الوطنية ..''

 
 
شبكة المنصور
 
بدعوة من "نادي رفاق المستقبل" الثقافي المقرب من حزب اتحاد قوى التقدم ذي الميول الماركسية، شارك الرفيق محمد الكوري ولد العربي أمين الثقافة في حزب الصواب في ندوة بعنوان "الوحدة الوطنية" في جامعة انواكشوط إلى جانب مسؤولين عن حزب اتحاد قوى التقدم وحزب العدالة والديمقراطية /حركة التجديد الناطق باسم الزنوج.


وأكد الرفيق على أهمية الوحدة، لافتا النظر إلى كافة القوى السياسية تضع هذه المسألة في قمة أولوياتها لكنها تختلف في معالجتها تبعا لنظرتها وأهدافها ومبادئها النظرية.. وقال إن قضية الوحدة مطروحة أيضا لجهة أنه لا يوجد شعب أو دولة تتمتع بالصفاء الإثني، ومن هنا كان لا بد من إعطاء هذه المسألة الأهمية المناسبة لخطورتها على استقرار الشعوب والأمم، بل وعلى وجودها.


وعدد الرفيق مهددات الوحدة الوطنية ب:


1. الاندماج القسري
2. التدخل الأجنبي، الذي ينفث دسائسه ومكائده بين نخب بعض الأقطار، سواء على مستوى الأعراق أو الفئات أو المذاهب والطوائف ليؤمن مصالح القوى الأجنبية، بغض النظر عن كونها مصالح ثقافية أو سياسية أو اقتصادية.


واعتبر الرفيق محمد الكوري ولد العربي أنه لا مناص من أن يتفق الموريتانيون على ثوابت دائمة تخص هوية قطرهم، وفي مقدمة هذه الثوابت الإقرار الحضاري والوطني من لدن جميع الموريتانيين على أن اللغة العربية هي لغة الشعب الموريتاني، عربا وزنوجا، وينبغي أن يتفقوا على أن تكون لغة للحياة، أي لغة التعامل الإداري ولغة سوق العمل ولغة البحث العلمي، بها تجرى المسابقات الوظيفية وتصدر الفواتير والمراسلات الدارية وغيره من حياة الوطن...؛ منوها إلى أن حزب الصواب خصوصا، والبعثيين عموما لم يشكلون من قبل، ولا يشكلون الآن أي مانع مطلقا في وجه ترقية اللغات الوطنية الزنجية، بل هم سند في ذلك؛ وإن كان حزب الصواب يفضل كتابة هذه اللغات بالحرف العربي الجامع لهذا الشعب بصفته شعبا مسلما كليا ويطرحه كطلب للقوميين الزنوج. كما أكد أنه لا بد أن يستيقن العرب والزنوج أن اللغة الفرنسية هي لغة أجنبية على الجميع، وأنها مجرد لغة للتواصل مع الحالة في الخارج، شأنها شأن الانجليزية والاسبانية... وهذا هو الثابت الثاني، معتبرا أن هذا الأمر لا يشكل هو الآخر موقفا عدائيا من أي لغة أجنبية بل إن حزب الصواب يطالب بتعلم أهم اللغات الحية في العالم.


وقال الرفيق إن موريتانيا ليست استثناء في العالم حيث دائما هناك أكثرية وأقليات وأن الأكثرية في موريتانيا عربية ويجب أن تأخذ الدولة على هذا الأساس صفة الدولة العربية وشخصيتها الثقافية العامة دون أي هضم أو تهميش أو إقصاء للخصوصيات الثقافية للأقليات الزنجية.


وقال انه ما دام الموريتانيون يتواصلون باللغة الفرنسية الأجنبية عبر الترجمة لبعضهم بعضا، فلن تتحقق إذن وحدة وطنية.. وعرج الرفيق إلى الحملات الإعلامية الكاذبة، التي تزعم أن البعثيين كانوا وراء الانتهاكات الأليمة والمدانة المرتكبة في حق الإخوة الزنوج 1989. وقال إن البعثيين قبل هذه الأحداث ،بما يقارب السنة، قد جرت تصفيتهم من كافة الأسلاك العسكرية وشبه العسكرية، وأن قيادتهم السياسية كانت إما وراء قضبان السجون، أو في المنافي. واعتبر الرفيق محمد الكوري ولد العربي أن ما تسميه الحركة الوطنية الديمقراطية حلولا للوحدة الوطنية من خلال تشكيل سياسي يضم عناصر عربية وزنجية سواء قبل التعددية الحزبية أو بعدها، دون الاتفاق على ثوابت للهوية الوطنية يعتبر أقرب للمناورة السياسية، أو سياسة مؤقتة لتسيير أزمة طارئة، أو لكسب منافع انتخابية؛ فمن المؤكد أن جل التوليفات الحزبية اليوم التي تضم قوميين عرب وقوميين زنوج وماركسيين وعشائر لا تتفق على رؤية واحدة لهوية البلاد ولا تطرح ذلك للنقاش بينها، وإنما هي منشغلة بالانتخابات ونتائجها، وتتجنب مواجهة هذه الحقيقة بالتشاغل في أمور أقل أهمية. وطرح الرفيق مثالا في ذلك بكون الموقف من اللغة العربية يختلف داخل الحزب الواحد بحسب خلفية كل واحد.

 

وقال إن أحداث 1966 التي جرت بين العرب والزنوج لم تكن بفعل القوميين العرب، لأنه في هذه الفترة لم تتبلور بعد القوى القومية، بل كانت بفعل أطر الزنوج لأنهم رفضوا إدخال تعليم اللغة العربية مطلقا في المدارس الموريتانية برغم أن هذا التعليم لا يبدأ إلا في المرحلة الإعدادية يومئذ، معتبرين ذلك مكيدة لإقصائهم؛ الأمر الذي يؤكد أن الاستعمار الثقافي الفرنسي هو من دبر تلك الأحداث، ومن المؤكد أنه سيدبر أحداثا أخرى كلما حاول الموريتانيون التحرر من براثن ثقافته ولغته.. ودعا الرفيق محمد الكوري ولد العربي إلى قراءة إفادة الرئيس المرحوم المختار ولد داداه لأحداث 1966، وهو رجل أبعد ما يكون عن القوميون العرب.


واختتم الرفيق مداخلته بالقول:
"إن مما يحز في النفس أن أكون مضطرا لأتحدث للطلاب الزنوج باللغة الفرنسية كي يفهم إخوتي الزنوج أفكاري.. ومن المؤسف أيضا أن يعتقد بعضنا أن هذا هو السبيل الوحيد للوحدة الوطنية!.. بينما وسعتنا نحن وهم لغة القرآن قرونا طويلة قبل مقدم المستعمرين.. وهي اليوم أقدر على توحيدنا من أي وقت مضى، ومن أي لغة أخرى أجنبية."

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢١ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور