تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء الرابع والعشرون ﴾

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
وأمام هذا كل الذي قلناه يبقى السؤال المهم ..مالعمل أمام هذا التكامل الستراتيجي؟؟


بدايةً أن التكامل بين الإستراتيجيات لا يعني ابداً تطابقاً بينهما,وأن هذا التكامل بين الإستراتيجية الامبريالية الصهيونية والستراتيجية الإيرانية لا يعني بالضرورة التنسيق بينهما وبشكل متواصل,فعلى سبيل المثال أن كلتا الستراتيجيتين يقاومون أي تقارب وحدوي بين الأقطار العربية,ولكن كل واحدة منهما تعمل ضمن خطط خاصة بها وتتخذ أساليب خاصة بها لخلق المعوقات بل في بعض الاحيان إلى التأمر على أي توجه وحدوي وهذا ما حصل مع العراق قبل غزوه و تدميره ,وقد يلتقيان بالاضرار بالوجود العربي بموجب حقدهما على أي مشروع عربي ,ففي العراق على سبيل المثل لا الحصر,يعمل المحتل الأمريكي على عزل العراق عن محيطه العربي ليزيد من ضعفه وفي نفس الوقت ليفقد العرب قوة وثروة قومية لا يمكن أن تعوض.

 

والمحتل الإيراني أيضا يعمل على عزل العراق عن واقعه العربي لكي يتسنى له الانفراد بشعب العراق وإذلاله إنتقاماً من القادسيتين التي أسقطت هيبة الدولة الفارسية وفي نفس الوقت تدمير البوابة الشرقية للوطن العربي وكسر الحاجز النفسي والثقافي والعسكري الذي كان يمثله العراق كسد أمام الإطماع الايرانية ,والكيان الصهيوني يطرح مشاريع تنسيقية بديلة عن المشاريع العربية الوحدوية وعبر وكلائه كمشروعه إقامة الشرق الأوسط الجديد وهو مؤمن اليوم (بعد إزاحة النظام الوطني في العراق) أنه لم يعد الحاجة لطرح مشاريع بديلة للمشاريع العربية الوحدوية لأنه لم يعد ما يخيفه من مشاريع وحدوية حقيقة ولا من مواقف صلبة ضد أطماعه إلا القطر العربي السوري,حيث فقدت الحركة القومية العربية الثورية الكثير من الخاسرات بفقدانها للنظام الوطني في العراق.. وعلى ذلك لابد أن نفكر كأمة وأنظمة في طريقة التعامل مع هذا التكامل الشريروفي تقديري يكون على النحو الاتي:


1--الاعتراف أو القبول بأن العرب لهم أنظمة متعددة الديمقراطيات واحترام هذه الارادات وإعتبارها جزء من خيارات الشعب العربي في أقطاره ولا يسمح لان يفسر أويحشر هذا الاعتراف أو القبول بأنه إستسلاماً ثورياً للانظمة التي لا تتماشى في ديمقراطيتها سواء كانت ملكية أوجمهورية مع النهج العظيم للثورة العربية وأيديولوجيتها ,بل يمكن للثوار الحقيقين وليس المزايدين(الذين جاء ذكرهم في موضوعنا السابق :لكي لا تضيع الثورية في زحمة الانفعالات)أن يتعاملوا معها على أساس إنها جزء من معطيات المرحلة أو ضمن التطور التأريخي للأمة والذي يندرج في التفسير العلمي للتطور التاريخي للأمة العربية,وهذه العلمية بمقايسيها ليست مكتسبة بل هي تقود وتتسير وفق قوانين التطور لهذه الأمة الخالدة ,

 

ومن الممكن جداً ملاحظة ذلك أو متابعتها بالاطلاع أولا والدراسة ثانيا و التحليل ثالثا للتأريخ العربي الإسلامي بدءا من ظهور الوجود العربي في الجزيرة العربية وتطور النظام و المجتمع القبلي العربي وتأثره برسالات السماء ووقوفا عند مرحلة المجتمع وقيام النظام الإسلامي وبدءاًبمرحلة التبشير بالاسلام وتكون الدولة الإسلامية والانتكاسات التي واجهتها الأمة والى مرحلة النهوض القومي العربي ًوظهور الايديولجية العربية الثورية وتطورها والعقود الأخيرة التي عاشتها هذه الامة .هذا كله حتى يقوي القناعة عند الآخرين بأن هذه الأمة العظيمة أيضا تتعامل في تطورها مع قواتين علمية ولذلك أقول أن الصواب أن نتقبل الآخرين في فهمهم للديمقراطيات (أنظمة الحكم السياسية) وأيضا نتفاعل معهم ( التفاعل لا يعني الايجابية في كل أوجهها) ونطرح ما عندنا ونستمع ماعندهم وبالتأكيد أن الذي عندنا من غنى في الفكر وكم ونوع بالتجربة وأيمان بمبادئنا يرتقي لايمان الصحابة ستكون النقلات لصالحنا في رقعة الشطرنج التي نلعبها بحكمة وخبرة المناضلين وسنندفع أكثرنحوأهدافنا وبحماسة الثوار الحقيقين. وحيث أن جزء أساسياً من مفهوم الثورية هو التعامل مع ما يزقه الواقع أو تنضح به المرحلة التأريخية ,أن هذا القبول سوف يشكل أكبر خدمة نقدمها لمشروع وحدة الأمة,وهو في نفس الوقت سوف يشكل تحدياً كبيراً لاعداء الأمة ,حيث أن أصحاب الستراتيجيات الاجنبية في منطقتنا العربية موجودون في داخل الأمة بشكل مصالح أوقواعد عسكرية أو تواجداً لنفوذهم يشكل قواعد شعبية طائفية ,

 

لان هنالك فرقاً كبيرا في التواجد الأجنبي والمتعدد الاشكال في القرن الماضي وبين اليوم وبمعنى أدق أن الامبريالية الصهيونية والاجنبي الإيراني قد تجاوزوا خطوط الدفاع العربي,يحيث كان نسبة التواجد الأجنبي في حينه في داخل الأمة لايشكل نسبة كبيرة وأما اليوم فقد غير الأجنبي من إستراتيجيتهم الدفاعية إلى الهجومية بحيث أصبحوا اليوم في داخل البيت العربي,ومن هذا لابد أن تكون الإستراتيجية العربية قد أخذت هذا الأمر الخطير في الحسبان ,فعلى سبيل المثل لا الحصر أن عراق اليوم يتحكم في حياة شعبه طرفان ,الأول الأجنبي والمتمثل بالمحتلين الأمريكان والإيرانيين والذين يتحكمون في مسيرة العراق من خلال التواجد المباشر للمحتل وأيضا من خلال نفوذهما ومصالحهما التي وجدت بعد الاحتلال في عام 2003.

 

و أما الطرف الثاني فهو الثورة العراقية المتمثلة في المقاومة العراقية الباسلة والتي تشكلت بعد الاحتلال من مختلف فصائل الرافضة للاحتلال سواء كانت وطنية أو إسلامية رافضة للاحتلال و من قوة وطنية قومية ثورية تحمل شرف المقاومة المستمرة لكل أعداء الأمة والعراق منذ تأسيسها أيديولوجياً في ثلاثينات القرن الماضي وحتى إعلان تأسيسها نظيمياً في 7نيسان من عام 1947,ولم تزال ثورتها مستمرة وسوف تبقى كذلك حتى تتحقق رسالة الأمة الخالدة,والثورة والثورية فيها ومنها ولم ترتديها أو تستعين بها في أي ظرف طارئ كالاحتلال أوتسلط الأنظمة المتخلفة,

 

ولا تعني ثورتها كما يحب أعداء الأمة تسميتها بالانقلاب بل بقدر ما تحمله من حقيقة الانقلابية والتي ترجمتها العملية النضال, إنها ثورة البعث الخالد والتي تؤمن بان قدر الأمة العربية هي الوحدة وبهذه الوحدة تكون الأمة صحيحةو مكتملة لاداء دورها الإنساني مع باقي أُمم الأرض الأمريكية والاوروبية والافريقية ويكون عطائها كما هو في تاريخها علم وثقافة وأدب وسياسية حالها حال الأمم الباقية تأخذ وتشكر الآخرين وتعطي وهي الشاكرة .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٢ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور