تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء الثالث والعشرون ﴾

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
3-الحقيقة الثالثة أن الإدارات الأمريكية معتادة أن ترد الاعتبارات السياسية لعملائها اللذين يجددون وفاءهم اليها وأن رد هذا الاعتبار الذي يفقده عملائها ولو قد يكون بشكل مؤقت بحكم تجرئهم لفترة أو لمسافة بالخروج عن الضوابط الامريكية أو بحكم مستجدات ضرفية أو زمانية تكون الإدارة مجبرة على التخلي عن عملائها ولكنها عندما ترد لهم إعتبارهم أو هيبتهم فإنه في الواقع تكون قد أعدتهم لاستخدامهم في مهمة أو موقف جديد ,أي بمعنى إن الادارات الأمريكية تتعامل مع عملائها حسب الحاجة لهم ولا تلزم نفسها بأي التزام أخلاقي كالصداقة أو الوفاء بوعودها اليهم ولكن فقط بقدر حاجتها لهم .

 

أي من يرقص على الايقاعات الأمريكية تكون الادارات الأمريكية ملزمة تجاهه وكما هو الحال بالنسبة للكيان الصهيوني,وأما من يقف عن الرقص على إيقاعاتهم فكل الاحتمالات و الوسائل تكون مرشحة للاستخدام وحتى القوة المسلحة ممكنة جداً.وهذه الحقيقة يدركها النظام الإيراني ولكنه وفي بعض الاحيان يحاول أن يسلك سلوكاً مغايراً لما هومطلوب منه بهدف التضليل وكسب شعبية بين الآخرين في مظاهرة يبغي منها إعطاء صورة الثورية بشكل أو أخر عن حقيقته التي تبقيه في زاوية الأنظمة الاوليغارشية الانتهازية,أي أن بعض المواقف الإيرانية أو سلوكياته التي تبدو معارضة للولايات المتحدة لا يمكن أن تندرج تحت فعل المواجهة الحقيقية مع الولايات المتحدة بقدر ماهي تمرداً أو محاولة إبتزازٍ فقط لاحراج الولايات المتحدة وإجبارها على تقديم عون أو مساعدة أو التساهل في الموقف مع نظام الملالي ,فهي في العراق تسختدم المجاميع الخاصة والمرتبطة بفيلق القدس ليس لمحاربة قوات الاحتلال بل لاحراج الولايات المتحدة الأمريكية برفع الضغط عن عملاء إيران في التغلغل في العراق والمساومة على برنامجها النووي وكذلك في إعطاء صورة بإنها أي إيران ضد احتلال العراق ومع العلم بأن إيران هيئت كل مستلزمات احتلال العراق وسخرت كل عملائها و المليشيات المرتبطة بها لمساعدة الغازي الغربي وغدرت بالنظام الوطني ولم تقف أمامها لا الجيرة ولا الرابطة الإسلامية فهي كانت تنتظر الفرصة للثائر من تجرعها لسم الهزيمة في عام 1988 بعد عدوان قامت به في عام 1980 وحرب استمرت ثمانٍ سنوات وخسرت فيهاالكثير.


4-الحقيقة الرابعة أن المشروع الستراتيجي الأمريكي الصهيوني في المنطقة يلتقي مع ما يحدثه النظام الإيراني من مشاكل في المنطقة وخاصة الاضطربات الطائفية والتي تهدف من التلاعب بها إيران إلى التغلغل و من ثم التمدد في المنطقة وخلق مرتكزات طائفية وخاصة في البلدان العربية و الخليجية بالخصوص,والتي يمكن في المستقبل أن تتحول هذه المرتكزات إلى قوة نفوذ لها وهذه هي جزء و مفصل أساسي من الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة,المهم أن النشاط الطائفي يخدم المشروع الستراتيجي الامبريالي الصهيوني لأنه سوف يصطدم بالتطرف الإسلامي السلفي وهو يشكل أحد التحديات لهذا المشروع,وسوف لن تخسر الأمبريالية الصهيونية في هذه المجابهة والتي قد تتطور وتصبح عامل قوي في عدم إستقرار المنطقة, بل سيكون هذا الصراع في خدمة مشاريعها في المنطقة,وأن هذا الوضع أيضاً يخلق مبررات إضافية لترسيخ التواجد الأمريكي في المنطقة وخاصة بحجة حماية المعتدلين من العرب من التطرف الإيراني,أو من إفرزات الصراع الطائفي في المنطقة. إن الامبريالية الصهيونية متأكدة تماماً من قدرة عملائها في المنطقة وتأثيراتهم على الدول الأخرى,ولم ولن تبالي بأشكال أو مظاهرةمواقف عملائها ولا بتصريحاتهم النارية أو تهديداتهم بالاضرار بمصالحها في المنطقة ,لانها تدرك هي سيدة الموقف وقد تقابلهم بتصريحات لمسؤليها تتضمن التهديدات والانتقام ,وأمام هذه المسرحية السياسية تضيع بعض المواقف وتضعف ,فموضوع الملف النووي الإيراني لا زال يحمل بعض المفاجاءات فالبرغم مما شهده من إصرار إيراني على التمسك به وتهديد أمريكي صهيوني بوقفه إلا أنه لا زال هذا الملف يحمل بعض من الأهمية في تسويق الكثير من الاراء و المواقف بين هذين القطبين ,

 

أي إنه لم ينتهي بعد من اللعب به ومعه لان المصالح الامبريالية في المنطقة لا زالت تحتاج إلى أسباب ومبررات لتكثيف تواجدها في المنطقة,ففي العقد التاسع من القرن الماضي كانت قد خلقت وهماً إسمه أسلحة الدمار الشامل العراقية وقد إنجر العالم وخاصة دول أوروبا إلى العزف على هذه النغمة الكاذبة وعندما تم غزو العراق وتبين كذب هذه الادعاءات,قد يكون الأمر قد تسبب بعض الاحراجات للغزاة,وقد يوضع موضوع التواجد العسكري المكثف للامبريالية تحت التسأؤل وخاصة بعد احتلال العراق وتدمير نظامه الوطني, فلابد للامبريالية الصهيونية من خلق مسبب أخر لتكثيف تواجدها بالمنطقة وقد قام النظام الإيراني بهذه المهمة ولا يزال بإعلانه عن برنامجه النووي وأثار حوله الغرب جملة من التهديدات وخاصة تهديد دول الخليج العربي وحتى تهديد الأمن والاستقرار في أُوروبا نفسها وقامت الدنيا ولم تقعد والعالم كله منشغل بخطورة هذا الملف وكأنما الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني غير قادر على حسم موضوعه وكما فعلوا بمفاعل تموز والذي لم يطرحوا موضوعه على أية طاولة مفاوضات ولم يعطوا فرصة للعراق لمناقشته بل أتخذوا قرار ضربه و لم يصبروا على العراق وهو يواجه عدواناً أيرانيا في حينه,أقول كفاكم إستخفافاً بذكاء الشعوب والامم إنها لعبة لا غير!

 

فكل الأدلة المرشحة عن حقائق المواقف تجزم بأن إيران لا تقوى ولو بنسبة على مواجهة الولايات المتحدة والغرب ولن تتجرأ على إطلاق أي سلاح على المصالح الأمريكية في الخليج ولا على الكيان الصهيوني,ولان فعلت فإنها تنتحروذلك لان التواجد الأمريكي كقوة بحرية و جووية وقوات برية محمولة جواًو بحراً أصبح أكبر وأعظم من عام 2003 وأن المسموح للنظام الإيراني فقط لا يتعدى التهديدات والصراخ وتقديم الدعم المالي واللوجستي المحدود لعملائها في المنطقة العربية. وأن المناورات العسكرية البرية أو البحرية التي تجريها القوات الإيرانية وخاصة في منطقة الخليج العربي لا تتعدى عن كونها نوع من استعراض للعضلات ولان كل مواقع هذه المناورات تقع تحت المراقبة الأمريكية وأيظاًتحت مديات القوة النارية الهائلة الأمريكية الموجودة في المنطقة,فهي تحمل في ظاهرها إستعراض للقوة العسكرية الإيرانية وتنامي قدرتها الدفاعية والهجومية ولكن في حقيقتها تهدف إلى زيادة حدة التوتر في المنطقة وخلق حالة من عدم الاستقرار والذي يصب بشكل أساسي في مصلحة التواجد الأمريكي في المنطقةويشكل عامل تشجيع لدول الخليج العربي على التسلح أيضا.

 

وأن إعلان الأمريكي للانسحاب الجزئي من العراق جاء بناءاً على التنسيق مع إيران عبر عملائهما في العراق كنوع من الدعاية بأن الغزو كان لاغراض تتعلق بامن المنطقة والتغطية عن الإغراض الحقيقية والتي يتصدرها ضرب مواقع الحركة العربية الثورية وتصفية نظامها الثوري في العراق والسيطرة على النفط وإقامة القواعد العسكرية في العراق الذي هو الغطاء الشمالي لللخليج العربي وأيضا تنسيق مع إيران للنفوذ إلى المنطقة العربية بعد إزاحة النظام الوطني في العراق, وتأريخ قبل الاحتلال يحكي الكثير من التنيسقيات التي جرت بينهما وعبر عملائهما المزدوجين فكل عملاء إيران في العراق زاروا الولايات المتحدة الأمريكية ونسقوا بالمواقف معها,وكل مؤتمرات العملاء قبل الاحتلال شهدت مباركة و دعم أمريكي و إيراني في أن واحد.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١١ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور