تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء الثاني والعشرون ﴾

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي

ولكي نحدد ماهو العمل المطلوب لمجابهة هذا التكامل الستراتيجي الثلاثي دعونا نقر بالحقائق المستنجة التالية:


1-الحقيقة الأولى أن النظام لايراني الحالي صممته الامبريالبة الصهيونية لمواجهة عراق ثورة البعث الخالد ,وعملا معا على أن يركب الملالي موجة الثورة ضد الشاه ليكون البديل الاكثر قبولا من قبل الشعب الإيراني والمنطقة أيظاً . لوأن النظام الذي أسسه مجموعة الملالي في إيران في عام 1979 وأطلقوا عليه بالجمهورية الإيرانية الإسلامية نظاماً إسلامياً حقيقياً لما سمحت له الامبريالية والصهيونية العالمية بالوجود وتنازلت عن عميلهم الأول أنذاك في المنطقة العربية وبالخليج على وجه الخصوص الشاه ونظامه العلماني, و لما سمحت(بالافتراض) بأن تتحول إيران إلى بؤرة ثورية إلى جانب النظام الثوري في العراق في العقد السابع من القرن الماضي ,وفي الوقت الذي كانا يعانيان(الامبريالية والصهيونية) من ضربات التأميم الخالد في العراق وكذلك من الوقفات القومية للنظام الوطني في العراق وخاصة في حرب تشرين ضد الكيان الصهيوني في عام 1973, والاهم من ذلك تنامي في المشاعرالقومية بين العرب وخلق حالة نهوض قومي فاقت مرحلة النهوض العربي في الخمسينات والستينيات والتي أنطفئت بعد نكبة عام 1967,والتي شهدت بعدها الحركة القومية العربية من نكوص وإنحسار,ولم يوقف هذا الانحدار السلبي الابقيام ثورة البعث الخالد في 17 تموز 1968 في العراق, والتي شكلت أكبر رد على نكسة 1967ومن ثم تنامى الشعور القومي العربي الثوري وبقوة من خلال قيادة البعث الخالد للمرحلة التاريخية العربية أنذاك .و السؤال الاخرهل الامبريالية الصهيونية من الغباء أن تسمح للعراق أن يجاوره نظام ثوري وقوي بثروته وقوته العسكرية مثل إيران ليتحولا إلى أكبر مشكلة لهما في المنطقة بل في العالم,لو لم تكون الامبريالية الصهيونية متأكدة بأن النظام الملالي القادم و القائم على أنقاض نظام الشاه عميلهم الأول هو نظام سيقف أمام تنامي حركة الثورة العربية وأمام قيام نهضة شاملة في العراق والذي لو حدثت ووفق طموح البعث فأنه سينعكس بتاثيره على مجمل الاوضاع العربية سواء ما يتعلق بالانظمة المهزوزة أو بحالة النهوض القومي الثوري,أن هذا الوثوق بأهداف نظام الملالي جعل الامبريالية الصهيونية تبدي التسهيلات لمجموعة رجال الدين أن يسرقوا ثورة الشعب الإيراني ويركبوا موجة ثورة الشعب الإيراني الشاملة ,بالتأكيد كانوا يعدون ولاء الملالي وعملائهم في العراق لمحاربة نظام حزب البعث الثوري القومي الاشتركي والى مشاغلته والعمل على إنهاك إقتصاده و قوته العسكرية وإضعاف دوره الوطني والقومي الذي يعرفونه و قد خبروه في تجربته الثورية في 8شباط في القطر العراقي و 8 آذار في القطر السوري,وقد أصبح موضوع محاصرة الثورة في العراق وتحجيم قوتها في صلب بل جزءاً أساسياً من ستراتيجتهم في المنطقة العربية ..


2-الحقيقة الثانية أن النظام الإيراني لايشكل تهديداً حقيقياً للامبريالية الصهيونية,فكل الإحداث سواء التي في عهد الإدارة السابقة أو الحالية الأمريكية تؤكد الحاجة الماسة إلى نظام يثير الرعب بقلوب لا تقوى على المواجهات وتتجنبها, ويثير كل مامن شأنه أن يقسم العراق والعرب إلى طوائف و مذاهب وهو دورُ تريده الولايات المتحدة أن تمارسه إيران وبحذافيره وذلك لتسهيل تواجدها في المنطقة و ترسيخ حجج احتلال العراق وبناء قواعد عسكرية و مراكز للتجسس في العراق وفي المنطقة ايظاً ودفع دول الخليج العربي إلى إقامة معاهدات دولية لحمايتها من التهديدات الايرانية ,وأن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على دراية ومتاكدون تماماً من أن النظام الإيراني :


(أولاً) لا يستطيع أن يمضي في برنامجه النووي المخيف والذي أُثيرت حوله جعجة فارغة كبيرة لارهاب دول المنطقة ودول الخليج بالخصوص بدون الموافقة الأمريكية والصهيونية ,وهو موضوع يعتبر في حكم المنتهي ,وأن الخطابات الحماسية والانتقامية والنارية بين القطبين الامبريالي الصهيوني وبين نظام الملالي لا يمكنه إن يخدع حتى السذج من السياسيين إلا في قناعة البعض الذين لا يريدون رؤية حقيقية الامروهم كالنعامة التي تغرس راسها في الرمال.أما عن الحماسة الامبريالية الصهيونية في فرض عقوبات على إيران ,فهو لا يخرج عن التفسيرين التالييين,الأول تأكيد القناعة للايرانيين على قيادية أمريكا للعالم ولا بد لإيران و من ثم للاخرين أن يفهموا هذا الواقع المعاصروان يسلموا به تماماً وبدون تردد,ثانياً هو أن بفهم الإيرانيون أن أي تكرار لحالة الشاه في تمرده على صاحب نعمه (الولايات المتحدة) غير مقبولة ولابد من تدجين الحالة ,وان لا يفكر النظام الإيراني بالخروج عن الحدود التي تضعها له الولايات المتحدة.


(ثانياً) أن النظام الإيراني وسلطته من رجال الدين مستعدون للتعامل مع الشيطان وهذا ليس بتجني فقد سبق لهم أن تعاملوا مع الكيان الصهيوني أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكذلك مع أمريكا لنفس الإغراض,وأن الولايات المتحدة الأمريكية عندما جاءت بعملاء إيران من الأحزاب في السلطة في العراق لم يكن هدفها هو أعطاء فرصة لطائفة دينية مظلومة و كما تدعي, وذلك لان هذه الأحزاب و المليشيات لم ولن تكون ممثلة لأي طائفية دينية في العراق ولكن هدف الصهاينة كان هو السماح لتمدد طائفي حاقد أمام وجود طائفي حاقد أخر لاحداث توازنا لصالحهما(الامبريالية و الصهيونية) في المنطقة لان الامبريالية الصهيونية هي التي أوجدت التطرف الإسلامي والذي يعرف بالاسلام السلفي وكانت الإمبريالية الصهيونية قد صنعته لمواجهة المد اليساري العربي في الخمسينيات والسيتينيات وليواجه البعث الخالد ودوره الطليعي إلى جانب الحركة الناصرية و التي كان يقودها المرحوم البطل جمال عبد الناصر وكذلك إلى جانب الحركات الماركسية آنذاك في مواجهة الامبريالية والصهيونية.وأن الامبريالية والصهيونية تستفيد من خلق حالة التوتر في المنطقة العربية وتصوير الوضع العربي بالمنقسم وخاصة من خلال طرحها لمشاريع وهمية كالهلال الطائفي والحزام المتشدد و من هذه الخزعبلات والتي يدركها الأجنبي قبلنا بان العرب قد ينجرون إلى منزلقات تقسيمية سواء كانت طائفية أو دينية أو مذهبية ولكنهم في كل الاحوال سوف يستعيدون وعيهم الذي يكشف لهم حقيقتهم الواحدة وفي نفس الوقت يدرك أعداء الأمة أن الضمانة الوحيدة لإستعادة هذه الحقيقية الواحدة للأمة هي الحركة القومية العربية الثورية و طليعتها البعث الخالد ,الدليل الأكيد هو إنهم حاولوا ذلك في العراق وعلى مدى 7 سنوات من بعد الاحتلال وبشتى أنواع الوسائل الوسخة لتجزئة العراق والنتيجة أقروا بفشلهم بل أن بعض أحزايهم ذهبت إلى أبعد من ذلك إلى تخليها عن بعض شعاراتها الطائفية والعرقية وتبنيها للمشروع الوطني وهذا ظهر بشكل واضح في خطاباتهم الانتخابية الأخيرة.

 

والتطور الأخر وهو الاخطر توجه كل الذين شاركوا بالانتخابات إلى الحضن العربي في الوقت كانت طهران هي كعبتهم السياسية الوحيدة, لأنهم إنتهازيون وقد وعوا أن مسألة وجودهم وإستمرارهم مرتبط تماماً بقرب العراق من محيطه العربي وبنوعية العلاقة التي تربط العراق بالامة!!

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٠ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور