نافذة هل الانتخابات في العراق .. اقتراع أم مبايعة ؟

﴿ الجزء الثاني

 
 
شبكة المنصور
سمير الجز راوي
وخلاصة القول لم يفعلوا شأ للاخرين بل فقط لأنفسهم,,وسقط ولاء الذين كانوا يعملون في دكاكين و حوانيت المحتل  سواء الذي جاء من الشرق أوالدي جاء من الغرب وسقطت معهم أحلامهم المريضة سواء الذين كانوا في البرلمان أو في الحكومة .وبعد أن تأكد المحتل من رهن ثروة العراق وربطه بالاتفاقية الأمنية تقريباً وصل المحتلون إلى غاياتهم الأساسية,وتركوا شعب العراق يواجه مصيره,والذي فاتهم هم وعملائهم أن هذا الشعب لم تنجح معه مؤامراتهم الطائفية والعرقية لتقسيمه ,فعلقوا الآمال على تجزئته بمشرط الانتخابات .أن الحقيقة الواحدة أن شعب العراق عاش خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي سبقت يوم 7/3/2010 كل ماسي مرحلة العدوان التي أبتدءت منذ 2003.

 

فالتفجيرات كانت أسلوب القتل الجماعي والاغتيالات كانت أحد أساليب القتل الفردي ومن ثم محاولتهم لسلب أرادة الشعب في استصدار قانون الانتخابات يخدم مصالح الطائفيين والحاقدين والعملاء ولما واجهوا مقاومة قوية من العراقيين الوطنيين أدركوا قوة استعادة روح المواطنة للشعب,وفَعَلوا القانون والسيئ الصيت (اجتثاث البعث) لجعله مشرطا لتصفية خصومهم من الوطنين.إن هذا المشهد السياسي العراقي و منذ الاحتلال شهد نهوضاً وطنياً و منذ يوم الاحتلال وقاد هذا النهوض البعث الخالد و مقاومته للاحتلال لأنه لم يكن أمامه من خيار أخر,لان الهجمة استهدفته بالأساس ومن ثم مبادئ الوطنية,فكان الإصرار ألبعثي على التأكيد على المشاعر الوطنية صحيحا بدليل اختراق حاملي المشاعر الوطنية حواجز الطائفية والعرقية والتخاذلية والفوز بأصوات العراقيين بالرغم من أن رصيد الوطنين لم يكن غير الشعب العراقي في حين الصفوف الباقية لديها السلطة و مواردها والدعم الكامل من قبل المحتلين,ففوز الائتلاف العراقي لم سببه تنافس بين القوائم  الأخرى بل كان صراع بين الإرادات , بين الطائفية المتحالفة مع العرقية و المتمثلة بإرادة العملاء ومنفذي أجندته في العراق وبين الوطنية والعروبة وبإرادة بعض الوطنين.حقيقةً إنه بداية نهاية الأجنبي وأدواته في العراق,وبداية البعث الثاني للروح الوطنية ,فالطائفيين و العرقيين محقين في عصبيتهم تجاه المشهد الجديد في العراق وبالتأكيد سوف يدافعون عن وجودهم وكما فعلوا سابقاً وأمام هذا لم يكن أمامهم سواء خيارين:


الخيار الاول : توحيد صفوفهم وتشكيل تكتل واحد يواجه المد الشعبي الوطني الذي سيشكل الأرضية الخصبة للنهوض بالعراق الوطني العربي المستقل,وتحركت  دولة الشر بإرسال هذا اللاريجاني لاقناع حلفاء الامس و المتخاصمين اليوم ,ولكنه لم ينجح لاسباب تتعلق بخطورة التقاء الطائفيين في إئتلاف لان حركة الواقع العراقي تقرأ نمو متزايد للمشاعر الوطنية وحنين قوي للعراق العربي المستقل,والسبب الثاني تطور قد حصل في بعض هذه الكيانات بإتجاه نحو المصالحة وحب العيش الكريم والاعتزاز بالانتماء العربي للعراق,والسبب الثالث أن هنالك شرخاً كبيرأ قد حصل بين هذه الكيانات بعد عمليات التصفية والاعتقالات التي أجراها إئتلاف السلطة تجاه حلفاء الامس بحجة إبتعاده عن الطائفية وطرح نفسه كمكون وطني وهو في نفس الوقت لم يفلح في هذه الديماغوجية المضللة لان تكوينه طائفي ويقوده حزب طائفي وليمكنه أن يقترب من الوطنية وحتى في أبسط صورها إلا إذا غير في فكر حزبه و أهدافه وإستراتيجيته وهذا مستحيل!ففشل هذا اللاريجاني.واليوم يحاول المحتل الإيراني لإحياء تحالف الامس ليس الالهدف الوقوف أمام أي تيار يتقرب من عروبة العراق,وكل الحقائق وليس المؤشرات تؤكد إستحالة إحياء هذا التحالف بالشكل الذي يطمح له المحتل الإيراني لان حقائق كثيرة في العراق قد تغيرت,وواحدة منها على سبيل المثل أن الشعب العراقي وبالأخص الذين انجروا وراء أكاذيب وشعارات هز الأحزاب والشخصيات لم يحصلوا منهم على أي مكسب وخلال دورتين انتخابيتين,فلا أمل في الكذابين المنافقين, وأن إصلاح ذات البين لا يمكن أن يكون ومهما حاول المحتل الإيراني من التدخل في الشأن العراقي (والاهذه الاجتماعات واللقاءات الأخيرة في طهران لا تحسب تدخلاً لان هذا المحتل مشمولاً بفتوى مذهبية أو شأ أخر ليس له عنوان في القواميس السياسية؟) وأما التعاون مع المحتل الغربي ففيها فتوى التقية والتي لا يمت مصطلحها ولا مضمونها ولاعتباراتها لهذا التعاون, فهم يدرجونها بكونها نوع من التقية,رحم الله مجتهد وعلماء الدين الحنيف فهم براء من هذه التفسيرات والالتواء و التخريجات للملاليم الجدد..


الخيار الثاني : مواجهة التيار الوطني العرقوبي ومحاربته بقوانين سيئة مثل الاجتثاث وذلك بتوجيه التهم لهذا التيار بالانتماء للبعث الخالد وهم بذلك أقروا صاغرين بأن البعث الخالد رمزا وطنياً و قومياً فكراً وتنظيماً وإيماناً وأقول و بكل صراحة لأول مرة أرى فيهم موقفاً سليماً وذلك بأن جعلوا الانتماء للبعث الخالد معياراً للوطنية ,ولست أدري هل هم أدركوا ذلك أم لا؟,وأن كل الحقيقة تقر بأن البعث الخالد هو المفرق الذي عنده يتباعد طريق الوطنية عن طريق العمالة.ولمواجهته أستخدم العملاء قانون اجتثاث البعث وبشكل غريب لم يفهمه حتى المحتل الذي أصدره بنفسه,و بتوقيت دقيق لا يمكن إلا أن يحسب إنه تخوف وحقد وحرب جديدة ضد الوطنية العراقية,والغرابة بأنه طبق بحق أُناس كانوا من الشخصيات الرئيسية في لعبة العملية السياسية و منذ تأسيسها وساهموا معهم في العمل مع المحتلين وخاصة في إعداد فيما سموه بالدستور,عجيبة مواقف ولاء الأقزام لا يستطع أن يعيشوا مع طويلي القامة فيلجئون لقطع الرقاب لتحقيق التوازنات الكاذبة! ,و أبظالم يأستئصلوا مجموعة السارق و الفاسدين و المرتشين و مزوري الوثائق و الشهادات إلا عدد قليل جداً من كياناتهم كذر الرماد في عيون الشعب,واستمروا باللعبة وزجوا القضاء المسي لديهم وكان هنالك رأي بأن يؤجل موضوع الاجتثاث إلى ما بعد الانتخابات ولكن إصرار عملاء أبران على تصفية كل من يحمل شيئاً من الوطنية قوياً وحقق المحتل لهم ما أرادوه ,وكان الهدف الأساسي هو مواجهة هذا المد العرقوبي ومنذ نقطة البداية في الانتخابات,وحصلت الاجتثاث كما أرادها العملاء,,وصاحبتها عمليات القتل و التصفيات واستمرت مع رعب العملاء من أي تقدم يحصل عليه التيار الوطني القومي أو الأصح التيار الليبرالي في العراق,,أنني لست أزكي أية قائمة ولا يحق لي أن أطلق عليها بالوطنية أو القومية ,ولكن الذي حدث أن أحزاباً وائتلافات تركت مشاريعها الطائفية و استبدلتها بالوطنية بعد أن أدركت حقيقتين,الأولى استهلاك الشعارات الطائفية والعرقية وكره الشعب لها ولا نصيب فيها العند القلة الباقية,والثانية أن الشعب العراقي الأصيل لم يجد فيها سوى مزيداً من الفرقة و الضياع ,وهذا حتمَ من مخاطبة الشعب العراقي بخطاب انتخابي وطني ..ولتفحص  وطنية أي إئتلاف يكون من خلال التطابق بين أهدافه و سلوكياته وخطابه السياسي وكذلك لمن يوجهونه.إذن أستطيع أن أقول أن تقدم ائتلاف العراقية على باقي الكيانات كان نتيجة وليس سبباً انتخابيا,إنه نتيجة لسقوط المشروع الطائفي والتقسيم في العراق,وأما الأسباب فهي تعود للعوامل التالية:


1-إن شعب العراق شعب أصيل,مهما حاول المحتلون الاجانب من بث الفرقة بين طوائفه أو قومياته فهو لابد أن يعود إلى حقيقته الواحدة,ومهما طالت الفترة.والدليل أن كل محاولات المحتلون الاجانب بعد احتلاله في عام 2003 من تمزيقه إلى طوائف وقوميات لم تفلح,ها هو يعبر ولو بشكل جزئي عن رفضه للخطابات الطائفية و العرقية و في كل أنحاء العراق ,وحتى في كردستان العراق أنهزم المشروع العرقي((لو أسلمنا بأن النتائج في الانتخابات هي حقيقية وبدون تدخل هذه الكيانات الطائفية و العرقية للتأثير على النتائج و حتى قبل أيام من يوم الانتخابات)).إنه شمال العراق الحبيب يسكنه أحباءنا من الذين عاشوا وتمتعوا بمزايا الحكم الذاتي الذي صدر في 11 آذار من عام 1970.وما  ظهورا لشعارات الوطنية الانتخابية للأحزاب العرقية والطائفية ألا دليلاً على فشلهم وبالرغم من عدم إيمانهم بالوطنية فهم ضمنوا شعاراتهم الانتخابية بالوطنية للتأثير على الناخب العراقي لأنهم أدركوا أن الشعب كره شعاراتهم المضللة.ومع كل ذلك تمزقت في شمال العراق احتكارات الحزبين المستنفذين وذلك من خلال ظهور تكتلات فرضت نفسها في الساحة الكردستانية العراقية.


2-فشل الأحزاب الطائفية و العرقية في تحقيق أي مكسب للأكثرية من الذين أوصلوهم سواء للبرلمان أو إلى الحكومة ,بل تكشفت زيف أدعاتهم وتخفيهم وراء الدين و الطائفة أو القومية,وهذا الوعي تزاوج مع الثقافة الوطنية الحقيقة التي تعلمها المواطن أثناء الحكم الوطني قبل الاحتلال ولكنه بسبب التأثر العاطفي  للبعض والمتمثل باستبدال أو تجميد  للاعتزاز بالانتماء الوطني وإعطاء الولاء للطائفة أو المذهب و العرق جعلت هذا البعض من الذين لم ترسخ في شخصيته الثقافة الوطنية,و إلى جانب الحملة التثقيفية لبعض المسي سين للدين و الطائفة والقومية عليه جعلتهم يغيرون من ولائماتهم, وفي الأخر جعلتهم كل هذه المتناقضات يدركون حجم الخطاء الذي ارتكبوه عندما أعطوا أصواتهم لهواء المنافقين.ومضافاً لذلك التغير السريع والذي هذه حصل لهذه الأحزاب و الكيانات و تحولها من الخطاب الانتخابي الطائفي أو العرقي إلى الوطني ,وبدون إجراء أي تغير في التركيب البنيوي أو الفكري لائتلافاتها الانتخابية مما عكس صورة التناقض بتا ,فكانت الانتخابات فرصة لهم لانتخاب من هم يمثلون شأ من أهدافهم.


3- الدور الأجنبي الخبيث و الغبي في المعركة الانتخابية,حيث لم يدرك ولغاية اليوم المحتل الإيراني والأمريكي,مدى كره الأكثرية الساحقة من العراقيين لمن يمثلون الأجندات الجانية,و مع ذلك و بكل و وقاحة يحاول الأجنبي  استفزاز مشاعر شعبنا العراقي ,وبأصهار دعمه أو اهتمامه بمكون أما باستدعائه إلى واشنطن أو طهران,وإن هذه الوقاحة خبيثة في كونها جزء من رسالة المحتل للشعب العراقي باهتمامه بعملائه و غبية لكونها تخلق ردة فعل بين شعبنا تجاه عملاء الاجانب,وهو شعب تعلم وتربي على ثقافة تقوم على أساس احترام سيادة العراق واستقلالية قراره.


4- إن شعب العراق أعتاد على حبه لرموزه والتي تتمثل فيهم صفات الشجاعة لا استقبال الأحذية عن الأجنبي وكذلك على أن تكون لرموزه مؤثر وطنية و ليست تخريبية وأيضا تمثيلها لكل مكونات الشعب العراقي لا لطائفة أو قومية محددة,والشجاعة و عدم الكذب,و لم يمتلك أي من اللذين حكموا العراق بعد الاحتلال هذه المواصفات.


5- كأن قادة إئتلاف العراقية قد رفعوا شعارات وطنية قومية وقد قاموا في بدء حملتهم الانتخابية بزيارات للأقطار العربية وكأنهم أرادوا إيصال رسالة للشعب العراقي بأن جزء من برنامجهم هو التوجه نحو العرب  أي نحو أهلنا,والمواطن العراقي أستلم الرسالة بارتياح و قد كانت جزءاً أساسيا في تقدم العراقية بعدد الأصوات لان الآخرين توجهوا تباعاً إلى طهران ولم يكتفي ولاءهم إلى هذا الحد بل ذهبوا إلى عاصمتهم إلام في طهران بعد الانتخابات بهدف للتنسيق بل التأمر على العراق وبكل ما امتلكوه من الباحة السياسية والصفاقة بالتبعية ,ويذك يكونون قد كشفوا عن حقدهم على العراق من خلال عنصريتهم القومية و تطرفهم للمذهبية,واختزلوا وقتا وجهدا ًعلى الوطنيين المخلصين في كشف تبعيتهم للأجنبي.


إذن نستطيع أن نقول أن تقدم الائتلاف العراقي و بما يحمله في خطابه الانتخابي و السياسي من أهداف وطنية وقومية وبدون أي حساسية من أية فئة سياسية أو أثنية أو طائفة أو مذهب أودين وجعل الوطنية تمتد لكل عراقي مخلص و هذا يتوافق مع التكوين الجمعي للائتلاف العراقي فأنه يرسل مؤشراً حقيقاً على توجهات الوطنية لهذا الائتلاف والأمر الثاني اتكاء الائتلاف وبالأخص قادة الائتلاف على السند العربي يعطي مؤشراً جديداً على التوجه القومي لهذا الائتلاف.

 

وبذلك تكون القائمة العراقية ووفق هذا الترابط والسلوك تمثل اليوم التوجه الوطني والقومي أمام الشعب العراقي الذي لا يوجد أمامه خياراً أخر في دعمها,وفي تقديري أن شعبنا العراقي الأصيل لم ينتخب الائتلاف العراقي في لعبة الانتخابات بل عبر عن بيعته العلنية للوطنية وللانتماء للأمة أمام العالم وبالأخص أمام المحتل في لعبته , إنها جولة من المعركة مع أعداء الأمة ,والى جولات قادمة تتكلل بالنجاح وليتحقق النصر الأكيد ...أمين

.
المقال المنشور يعبر عن راي كاتبه
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٩ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٤نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور