تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

أن كل محاولات إيران للهمينة وفرض نفسها بالعنجهية على الدول العربية لم ولن تنجح ومهما كان الوضع والحال العربي سئ ومتشرذم,فأن هزيمتها على يد النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال لا يمكن أن تنساه,ولازالت مرارة الهزيمة في أفواه الافاعي المنتقمين والحاقدين من الملالي تغيضهم وتزيدهم حقداً على العرب ومن يحمل رسالة الأمة الخالدة بشكل خاص, وبعد الاحتلال حاولت إيران وعبر سكوت المتحل الأمريكي وتهافت عملائها في العراق من فرض سيطرتها على العراق و جعله تابعاً لها و قد فشلت أيظاً,و يعود السبب الرئيسي و الحاسم لذلك هوفي رفض الشعب العراقي للوجود الإيراني بحيث اليوم أصبح عملائها يتحاشون التظاهر بتبعيتهم لها بعد أن كانواقد طالبوا يعد إزاحة النظام الوطني في العراق بعد الاحتلال بتعويض عراقي لايران عن خسائرها في الحرب التي هي شنتها على العراق في عام 1980,

وحتى المحتل الأمريكي غَيَرَ من مواقفه تجاه التغلل الإيراني في العراق خوفاً من أن ينعكس هذا الرفض الجماهيري في العراق للاضرار بموقفه كمحتل. ولان حكام طهران يدركون تماما أن أساليب الهيمنة هذه لم تعد تنجح في الاقطار العربية وهاهم يغيرون بأساليبهم لتحقيق أهدافهم التوسعية والهيمنة على المنطقة ومن خلال زرعهم للخلابا المذهبية وأن تكون نائمة ولكنها فاعلة عبر الدعم القوي سواء كان مادياً ومن ضمنه تسليح هذه الخلايا أو من خلال التثقيف الطائفي المقيت وعبر فتح مراكز ثقافية ومعاهد دينية وإنشاء مكتبات و مدارس ظاهرها ديني ولكنها تكون تحت إشراف المخابرات الإيرانية لتتمكن من تحويلها إلى بؤر تفتك بالناس وتسئ إلى الدين من خلال نشر الافكار الطائفية وتقسيم المجتمع وتجزئته لاضعاف الدولة ومن ثم يسط نقوذها ,تماماً كما هو الحال ألان في العراق اليوم.

أي وبمعنى أدق إنهم يبغون التقرب من العرب بشتى الطرق والتسلل إلى أنظمة الحكم وإ ستغلال نفوذهم الطائفي في الدول العربية لتهديم النظام العربي وبإتباع إسلوب الخطوة والخطوة إلى يصلوا إلى إهدافهم الشريرة,اليسوا هم أحفاد البرامكة في زمن الدولة العباسية في عهد الخليفة العربي هارون الرشيد.. وكما هو الحال في العراق وعبر عملائهم في الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال وكذلك موقفهم من دعم التمرد الحوثي في اليمن ودورهم في لبنان وكذلك في فلسطين و السودان وحتى المغرب العربي لم يسلم من وساخاتهم. إن هذا كله تستغله إيران لتسهيل تمددها في المنطقة العربية وبسط نفوذها لتحقيق أحلامها في إقامة الدولة الفارسية,وسعيها للثأر من القادسيتين سواء في رموزها أو أبطالها أوشواهدها وبما فيها النصب و التماثيل المرتبطة بحدث النصرالعظيم!!
أم أن كلاهما الأمريكان والايرانيين يستعملان الواحد للطرف الآخر لتحقيق مصالحهما في آن واحد بجعل الشعب في العراق وأرض العراق حقل تجارب ودرساً للدول الأخرى لتتعلم منه!؟ غير أننا متأكدون تماماَ بأن نتائجها لن تكون لصالح مستقبل العراق ولا وحدة شعبه وأن حكام إيران إنما يلعبون الورقة الرئيسية مع أقرانهم من "حلفاء أمريكا المجرّبين" في المشروع الأمريكي لتقسيم العراق وهو أمرسبق أن أعلن عنه الكيان الصهيوني لاكثرمن مرة وهو يحرك عملائه الذين ورثوا العمالة عن إبائهم وهم يحاولون تقسيم العراق تحت حجج و مبررات مختلفة منها الحق القومي وحق مكأفأءة مناهضة النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال والذي كان إزاحته هدفاً صهيونياً بالدرجة الأولى وهم يطالبون بأقامة دولةمستقلة في شمال العراق مكافاءةً لهم من الصهاينة على دورهم الخبيث في غزو العراق. ويدخل الطرف الصهيوني مباشرة مع الأمريكي والإيراني في رسم وتنفيذ البرامج الإستراتيجية في المنطقة و حتى في العراق,وقد تكون هنالك مواقف معلنة وأُخرى سرية أيضا وقد تكون إفتراقات في خط إستراتيجي معين بين هذه الإطراف الثلاثة ولكن لا يعني في القاموس السياسي أن هنالك تعارضاً يمكن أن نعول عليه ليتطور إلى خلاف,فعلى سبيل المثل ,

أن الادارة الأمريكية الجديدة لاوباما قد وضعت أعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينين و الصهاينة من الاولويات الستراتيجية الأمريكية في المنطقة,في حين يضع الصهاينة وخاصة بعد نجاح الليكود في رئاسة الحكومة الصهيونية أمرين لهما الاولوية في ستراتيجيتهم ,الأمر الأول هوالتوسع في بناء المستوطنات و التوسع في إغتصاب المزيد من الأرض العربية وإحتلالها وتجرئهم على بناء الالاف من المستوطنات اليهوديةفي القدس بالرغم مما تشكله هذه المدينة المقدسة من أهمية للمسيحين والمسلمين و كجزء رئيسي من مشروعهم لتهويد المدينة المقدسة,والأمر الأخر هو الاستمرار من الانتقام من العراقيين ومعاقبتهم على سبيهم لاجدادهم في الدولة اليهودية القديمة وتوزع اليهود بين أقطار العالم في وقته, وأن إصرارهم على هذا الانتقام تأكد بعد ضرب العراقيون وهم الوحيدون الذين ضربوا عقر دارهم(الكيان الصهيوني) بالصواريخ العراقية وخلال الحرب الكونية على العراق في عام 1991 ,وهذا أعطائهم تاكيداً أن هولاء العراقيين الاحفاد هم من شجاعة أولئك الاجداد الإبطال,

وما تشريد الملايين من العراقيين في دول العالم الا هو جزء من مخطط صهيوني إنتقامي تساهم به طهران بشكل أكيد لانها أيضا لها ثأر مع العراقين سواء من من ضربات الدولة البابلية أو الاشورية في العراق لدولة فارس و أيضا من القادسيتين و من أيام الحرب العراقية الإيرانية والتي إنتهت بتجرعهم سم الهزيمة في 8/8/1988.هذا المرض أي مرض الحقد والانتقام موجود عند الصهاينة والملالي في إيران وبالتأكيد لا يوجد له مكاناً عند العرب والعراقيين لأنه يخرجنا من دائرة الايمان برب السماء والارض وهي طريقة تفكير سلبية وغير حضارية ولا تتفق مع الاعراف والتقاليد العربية وكذلك الإسلامية ,فالعرب كرماء و متسامحون مع الآخرين ولا يقابلون الاساءة بالاساءة ,فعفى الله عما سلف مقولة يعتمدها العراقيون في كل تفاصيل حياتهم وما سلسلة الاجراءات التي إتخذتها قيادة الحزب بعد أحداث الكويت تجاه إيران من فتح صفحة جديدة للعلاقات معها ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ذهبت قيادتنا إلى منح إيران تمدداً للحدود في شط العرب والكثير الذي قدمته لإيران وبالنتيجة تقابل إيران الود و الصفاء العراقي هذا بارسال غربانها إلى العراق للطعن به من الظهر وهو يجابه قوات إستعمارية وعميلة تبغي احتلاله ,ولم يتغير هذا المشهد في عام 2003 بل زاده الملالي بحشد قواته وضرب العراق والتامر علي في الوفت كان العراق قد أعلن بفتح صفحة جديدة مع إيران وأودع عندها العشرات من الطائرات العراقية المدنية والعسكرية والتي رفضت إيران إعادتها للعراق حتى بأستجداء من قبل الحكومات العميلةوالمتعاقبة بعد احتلال العراق ,فأي صفاء عند العرب وأي حقد أسود عند ملالي طهران ,ولسنا وحدنا في هذا العالم متسامحون ونغفر لمن أخطئ الينا بل الكثير من شعوب وأمم العالم نحن نشترك معها وهي تشترك معنا في هذه الخصال الحميدة ,

فتدمير العراق يقع في السترايجيات الأمبريالية والصهيونية والإيرانية وهو تلاقي,في حين أعادة إحياء المفاوضات بين الفلسطينين وبين الصهاينة وإنشاء دولة فلسطينية هو من الاولويات الأمريكية ,في حين ترسيخ الاحلال الصهيوني للارض العربية هي أولويات حكومة الليكود, ولكنه مع الاولويات الأمريكية تباعد وليس تقاطع ,وإذا ما أستطاع مهندسوا السياسة في الأقطار العربية فهم هذه التشابكات وأيضا هذا التلاقي وضعه في حساباتهم عند التعامل مع هذه الإطراف بما فيها الإطراف العربية التي شذت عن الموقف العربي واقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني.

أعتقد سيكون هذا مفيدا جداً في تقوية بعض مفاصل السترايجيات العربية وعلى الأقل أن تكون هنالك روابط مشتركة بين هذه الستراتيجيات تتمثل في مواجهة لستراتيجيات أجنبية مقابلة وبالضرورة سوف تتطور المواجهة إلى مجابهة وليس بالضرورة أن تعني المجابهات في قواميس السياسة العربية استخدام القوة والتي إلى اليوم لم نستطيع كعرب مجتمعين أن نحصل عليها وبالقدر الذي يمكننا إن نستخدمها في أخذ حقوقنا سواء في فلسطيننا اوأي إرض عربية محتلة من قبل الأجنبيي ,ولست ممن يعزون السبب في عجزنا هذا بالكثير على الدور الأجنبي و فعله في حياتنا ,

بل نتحمل نحن الكثير من هذا العجز بسبب إتكائنا على تاريخنا وأمجاد حضارتنا وتحويلهما إلى صنم نركع عنده ونتذكره ونتغنى به بل البعض منا يتباكى عليه ويحمل بعض أبناء جدتنا الآخرين مسؤوليات الضياع والانحدار لحضارتنا والاخرين يتباكون ويجلودون ويعاقبون أجسادهم لهذه الضياعات يولولون على شهادة أبطالنا و رموزنا وعلى أيقاعات وأنغام أجنبية لا تمت للعرب لا من قريب ولا من بعيد بصلة بصيغ تعبير عن أية خسارات مادية أو بشرية, وبدلاً من أن يحتفلون ويتفاخرون يشهادتهم التي كانت في سبيل قيم عظيمة ومبادئ فذة عالية ونمجد فيهم التضحية الكبرى بالنفس و الاهل والمال وَنْصْف كل ذلك لماثر هذه الأمة الخالدة ولكنهم يتبعون الأجنبي ويعطون له حقهم في المجد والايثار والتضحية بل حتى يتنازلون عن حقهم في مرجعية الدين والمذاهب لهذا الأجنبي ويسقطون حقهم الأكيد في الاجتهاد الديني والمرجعية في المذاهب والدين ويكون الأجنبي هو من يستشارهُ أصحاب الدار,ويسرقها هذا الأجنبي ليسخركل هذه المنح المجانية والتي لا يستحقها لا شرعاً وقانونيةً في أستغلالها لخدمة أغراضه في السيطرة على أمة العرب التي هي نبع أصيل ورسول أمين للسماء في هذه الارض ولهذا وهبها رب السماء والارض منة حمل رسالات السماء والدين ,وبذلك أعطينا للأجنبي حقنا في تاريخنا وحضارتنا وسلمناه مرجعية مذهبنا وضيعنا فقه مذهب أصفى من الذهب وشفاف أروع من ماء النبع,ومن أطهر الائمة العظام ,وبهذا ظلمنا هذا التاريخ العظيم والحافل بكثير من الشواهد التي تحسم أي جدل بأن إُمتنا أُمة حية متجددة ومعطاة بالكثير من القيم والانجازات العلمية والادبية والانسانية وهو يعكس بالضرورة الحقيقة الحية لامتنا العربية ويعطينا الحق بإنتسابنا لتاريخنا ولاجدادنا إنتساباً حقيقياً ومشرفاً ونرتقي لمستوى هذاالاستحقاق بالانتساب ويقول المفكر العربي الكبير الاستاذ ميشيل عفلق(رحمه الله) في هذا الخصوص:( كان إنتسابنا لاجدادنا الابطال إنتساباً رسمياً لا أكثر,وإتصال تاريخنا الحديث بتاريخنا المجيد إتصالاً طفيلياً لا عضوياً.اليوم يجب أن نبعث فينا الخصال ونقوم بالاعمال التي تبرر نسبنا الرسمي و تجعله حقيقياً مشروعاً.يجب أن نزيل ما أستطعنا من حواجز الجمود والانحطاط حتى يعود الدم الأصيل المجيد فيتسرب الينا,يجب أن ننقي أرضنا و سمائنا حتى تسأنس أرواح الجدودالايطال فتهبط الينا وتستطيب الهيمنة فوقنا.)).(1) ..أنه الاستحقاق الحقيقي...

-------------------------------------------------------------------------
1 ) خطاب القي على مدرج الجامعة السورية في 5 نيسان عام 1943