تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني؟

﴿ الجزء الخامس والعشرون ﴾

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي

2-فهم وإدراك وبعمق لفلسفة العصرأن(( السياسة مصالح)) ومن ثم إتقان عمليات التطبيقات في الحياة السياسية اليومية.قد لانكون في حكم المتطرفين إذا ما قلنا أن المعادلات السياسيةوالعلاقات الدولية تخلو تماماً من شئ له علاقة بالمبادئ أو الأخلاق,وأنما تلعب المصالح دوراً شبه مطلق في رسم و صياغة سياسة غالبية دول العالم,وأن هذا الأمر لا يجب أن يقلقنا أبداً,فنحن قادرون أن نستخدم النارالحرة التي منبعها أرضنا ولكن لا بأس من أن نستخدم شوكات الآخرين في تقليب جمراتها في بعض الاحيان.ففلسفة السياسة مصالح لا يجب أن تكون مجهولة بالنسبة لنا في حين الاخرين يتقنون تفاصيلها علينا كعرب أن نخوض السياسة و صناعة إقامة العلاقات الدولية بمعطيات العصرولا نحجز لانفسنا مقاعد خلفية في المشهد السياسي العالمي ونحصر تحركنا بين طرفين مزايدين يلزموننا بتحويل ماضينا وتراثنا وما يتضمنه من قواعد للاخلاق والمبادئ إلى صنم نعبده ولا نحيد عنه وبين طرف يريد منا أن نبيع قيمنا الاصيلة وقواعد أخلاقنا التي نشئنا عليها ولنتيه بين الأمم والشعوب بعدما نفقد أهم خصلة تميزنا عن الآخرين,وبالتأكيد هنالك الكثير الذي يقال عما يجب إن نفعله كعرب أنظمة وشعباً ,يمكننا أن نأخذ نموذجاً تطبيقياً حياً لهذه الفلسفة والتي تقع ضمن عنوان موضوعنا وهي العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران وكيف يتقن الطرفان اللعب مع بعضهما.فمع سقوط نظام الشاه في عام 1979 توترت العلاقة بينهما ووصلت حد القطيعة ومنذ ذلك التأريخ يتبادلان التهم ويصعدون من خطابهما السياسي تجاه بعضهما بشكل يعطي لأي مراقب إحساس بأن المواجهة العسكرية بينهما وشيكة وهذا كان واضحاً بعد أحداث 11 أيلول بحيث وِضِعتْ إيران بالمراتب الأولى في محوردول الشروكأنما أصبحت أيران في وقتها المرشحة للضربة الأمريكية ,ولكنهم وفي أشهر بل في خلال أسابيع تبدلت أهدافهم ليتحول العراق هو مصدرالذي يقلق العالم أمنياً وهو الذي يملك سلاحا مخيفاً.بل أكثر من ذلك بدئت التنسيقات بينهما وبأستخدامهما لعملاء مزدوجي الولاءات للتأمرعلى العراق,وأصبح العراق العدو المشترك بينهما, ولم تتوقف التهديات وتوتر المواقف بينهما بل لا تزال التهديدات الامريكية مستمرة و لغاية اليوم وتقابلها تحدياً إيرانياً قوياً,وكأنما نحن أمام مشهد مسرحي يتبادل الممثلين الخطابات الحماسية والتهديدات ولكنهما لا يتعديان في هذا النوع من المواجهات خطوطاً حمراء تم الاتفاق عليها, وخاصة في العراق المحتل اليوم ,ولان الطرفين يُحْكِمون لعبة السياسية فيصعب من خلالهاأن نحدد من يستخدم من؟هل أن الولاياة المتحدة تستخدم إيران و من خلال حماقتها إلى توتير الاجواء في المنطقة العربية والخليجية على وجه الخصوص وتوضيف هذا الظرف لعملية إبتزاز لتهيئة العقول و النفوس على القيول بالتواجد الأمريكي, وجعل هذا القبول أن يتحول إلى قناعة و من ثم إلى حاجة للتواجد الأمريكي لحماية المنطقة من الاطماع الايرانية ونتيجة ذلك سيؤدي إلى تنامي و ترسخ القناعة العربية بأن الحاجة لامريكا لم تعد في طاولة الدراسات بل اصبحت بحكم القرار, وعندها تنتقل الولايات المتحدة إلى الخطوة الاكثر خطورة وهي بناء القواعد العسكرية ومراكز للتجسس في العراق و المنطقة بشكل عام لتحكم قيضتها على أغنى منطقة نفطية في العالم.


أم أن إيران تستعمل كل ما من شأنه وله علاقة بمواقف الولاياة المتحدة من القضايا العربية ,سواء كان ما يتعلق بالوقف المنحازإلى جانب الكيان الصهيوني في القضية الفلسطينية أو ما يتعلق بإحتلالها للعراق وتدميره وتوظفه لخدمة أغراضها ومصالحها,وأيظاً لتأكيد أمرين أساسين, الاول أن تظهر إيران الملالي بأنها القوة الثورية الصدامية في مواجهتها للولاياة المتحدة و لكل مشاريعها في المنطقة,و الأمر الثاني هو مد الجسور مع الاقطار العربية لغرض طمئنتها على نواياها السلمية سواء بتنامي قوتها التسليحية وتكرارها للمناورات العسكرية والتي تبغي منها أيضا إيصال رسالة إلى الدول العربية بقوتها وفرض نفسها كقوة إقليمية في المنطقة و التخوف العربي من مشروعها النووي وجعل الأمر كانها مشروعاً إسلامياً بيغي الدخول إلى النادي النووي العالمي,وأن إيران سوف تمثل العالم الإسلامي في هذا النادي النووي! ومن ثم جر الدول العربية إلى تأييدها لتحقيق طموحاتها التي هي في حقيقتها لفرض هيمنتها في المنطقة, وتغير اتجاهات الدول العربية وخاصة الخليجية من المواقف الحيادية في صراعها إلى مساندتها وهذا ظهر من خلال سعيها إلى التقرب إلى دول الخليج العربي من خلال حضور هذا النجاد لبعض إجتماعات مجلس التعاون الخليجي وعبر بعض أحصنة طروادة عربية, ولكن هذه المحاولات الإيرانية الانتهازية المخادعة كانت تصطدم بكثير من المواقف العدائية وتصريحات لمسؤوليها المتغطرسة ,فهي تبدي تقرباً من دول الخليج العربي وفي نفس الوقت تحتل أراضٍ عربية تابعة لدولة الامارات العربية(جزر طنب الكبرى و طنب الصغرى و أبو موسى) وتؤكد على عائديتها لايران أيضا و بكل صفاقة يصرح قادة إيرانيون بأن البحرين إيرانية!!

 

وفضيحتهم كبرى في العراق المحتل وذلك بإحتلالهم لحقل الفكة وتدخلهم السافر في شؤون العراق ومحاولات إيران عزل العراق عن محيطه العربي,كل ذلك يقف أمام مصادقية إيران بإقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية,الحقيقة أن إيران تتمتع بسياسة قادرة أن تتحمل أي توتر مع أية دولة عربية وفي نفس الوقت تبقي كل سبل الاتصال مفتوحة فهي تبقي كل القنوات مفتوحة مع دولة الامارات العربية المتحدة بالرغم من توتر العلاقة معها على خلفية الاحتلال الإيراني للجزر العربية الثلاثة,وكذلك الحال مع مصروبالرغم من الإساءة التي تتعمدها إيران لمصر و بمختلف الطرق والوسائل وحتى المساس بأمنها وما قضية خلية حزب الله والتي تم الحكم بعناصر هذه الخلية قبل أيام الاتحرشاً بامن الدولة المصرية ومحاولة لتمزيق وحدة الشعب المصري عبر هذا النشاط الطائفي, حتى مع المملكة العربية السعودية فإيران تحاول وبشتى الوسائل لاستفزاز المملكة عبر إستغلالها لمواسم الحج أو عبر تهدياتها بضرب منابع النفط فيها ما مساندتها لتمرد الحوثيين في اليمن ومحاولة زعزة أمنه إلا رسالة إيرانية للعرب بقوة نفوذها في المنطقة وجزء أساسي منها للملكة العربية السعودية لتذكيرها بقدرتها في إرباك الامن في المنطقة الشرقية من المملكة (منطقة الاحساء),إنها سياسة عرجاء وعمياء ,

 

عرجاء لأنها غير ثابتة مع دول الجوار العربي الإيراني وعمياء لأنها لا تعي أن المجتمع الدولي ماعاد يتقبل أي زعزة لامن المنطقة وتهديد مصادر التمويل الطاقة وخاصة بعد أن عاشت المنطقة ثلاثة عقود من عدم إستقرار وأثر بشكل قوي على إستمرار وتدفق اليترول وكذلك على التأثير على إستقرار أسعاره في السوق العالمية.

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ١٨ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور