نافذة  - هل الانتخابات في العراق .. اقتراع أم مبايعة ؟

﴿ الجزء الاول

 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
فتحت نافذتي العراقية لأطل على وطني المحتل, محتل في أرضه وفي ثروته.وشعبه سُلبتْ أرضه منه وأصبح رهناً بيد المحتل في كيفية إن يعيش و كيف يختاروكيف يبني مستقبله,وهذا كله و يدعون عليه باطلاً بأن له حق أن يختار؟!.وباتت أغلبية شعبنا تتجه بأبصارها و قلوبها إلى المقاومة العراقية البطلة لتخلصها من هذا النفق المظلم الذي دخلتاه عندما وضِعُونا في تصويبه الامبريالية والصهيونية وتعثرنا في تحقيق الإزاحة المطلوبة وأخطئنا في اختيار الجار والذي خبرناه نحن وخبره أجدادنا وغدر بنا كعهده السابق,ودخلنا إلى هذا النفق ولكن الذين في صدورهم نور الإيمان بالله سبحانه وتعالى أولاً وبالوطن ثانياً وبالانتماء لفكر وعقيدة صحيحة وجدوا طريق الخلاص بالمقاومة,ولكن المحتل الذي جاء من الغرب أرتبك يهما و فيهما وعملائه معه للبحث عن نهاية يظمون فيها تحقيق الحد الأدنى من أهدافه وفي نفس الوقت تحفظ له ماء وجه أمام العالم ,أما المحتل الذي جاءنا من الشرق فهو متخلف بشكل لا يفهم أبسط قواعد التغيير ولم ولن يستوعب أن الأمة التي ينتمي إليها هذا شعب العراق تمتلك رحماً نضالياً خصباً حتى في زمن عقم الحضارات البشرية وأن بعثها لا يكون في زمنٍ ولا هو مرهون بوقتٍ. لقد تاه المحتل و تاهت معه المجاميع التي جاء بتا من متسكع شوارع نيويورك ولندن وطهران,فلا المحتل كان يتوقع حجم المأساة التي ارتكبها على أرض العراق لأنه وثق بمجموعة من الأكاذيب هيئتها له دوائر صهيونية حاقدة على العراق شعباً وقيادةً,وكل الذين جاءوا معه لا يمتلكون من الخبرة لإدارة الدولة سوى السرقة و نهب المال العام والتعامل مع الرشوة والطائفية المقيتة ولأهو بقادر عن مدارات حماقة قرارات الإدارة الأمريكية السابقة له.وقد أصطنع المحتل لعبة أسمها العملية السياسية وكان من أوجهها مصيبة الانتخابات,وكان يريد من هذه اللعبة:-

 

(أولا(ً الهاء الشعب بنمط مستورد للحياة سماها الديمقراطية وقد أقحمها في حياة الشعب وحشرها بصيغة لم يستوعبها حتى عملائه الذين عايشوها في وطن المحتل.


(ثانيا) يعطيه فسحة من الوقت للتفرغ والتفكير بإيجاد صيغة لخروجه من هذه الأزمة.


(ثالثا(ً لإعطاء صورة للعرب والعالم بأن احتلاله للعراق كان يهدف منه دعم الديمقراطية في العراق وخاصة بعد أن سقطت كل المبررات التي يدعيها لغزو و احتلال العراق.


(رابعا(ً وهي في تقديري مهمة جدا ستكون الانتخابات مجسات حقيقة وصادقة لمعرفة النهوض الشعبي للمشاعر الوطنية والقومية في تأثيرها على الساحة العراقية لكي يلاحق هذا النهوض و هذا النمو ليتجنب حالة الصدام معه, أي الصدام مع الشعب العراقي العظيم, لأنه قد خَبَرَ في السابق عناد وثورية شعبنا في التصدي للاستعمار فهو يتحسب لها ولا يريدها مستنقعاً جديد اله.


(خامسا(ًهي فرصة للمحتل لتطبيق سياسة فرق تسد وتجزئة وحدة الشعب,لمعرفته المسبقة أن الذين سيلعبون بلعبته الديمقراطية سوف يتخبطون وبدلاً من جعل هذه الديمقراطية طريقاً للاتفاق على المشتركات الأساسية و أهمها مصلحة البلد والاختلاف على تفاصيل جزئية وأن تكون هذه المشترَكاتْ بين الأحزاب المختلفة والمتخلفة نواة للتجمع فإنها تحولت منطلقا للتصادم والاحتراب على السلطة ,أقول لمعرفة المحتل بصناعته ومنهم الذين جاء بهم فقد بات متأكداً بأنهم سوف لا يبحثون عن مصلحة الوطن بل على مصالحهم الشخصية (وأكبر دليل منجزات البرلمان السابق ),وبذلك سيتفرغ هو إلى نهب ثروة البلاد وبكل هدوء وعدم إكثراث العملاء القابضين على السلطة وانشغال الشعب بهمومه اليومية بل همومه في الساعة الواحدة.


(سادسا) سيحول تخبط وفوضوية عملائه ًفي تطبيق ديمقراطيته إلى علامات للإساءة إلى شعبنا و إلى العرب عموماً في عدم قدرتنا على التعامل مع الديمقراطيات وإن هذه الإساءة سوف تضر بسمعتنا كعرب وتحقق له غرضاً أخر بأن العرب لا يحسنون التعامل مع الحياة الديمقراطية فبقاء الأنظمة اللاديمقراطية أفضل من تغيرها ويخرج نفسه من دائرة المسألة عن الدور الأمريكي لنشر الديمقراطية في العالم العربي!!وتوفي ذلك حقق الإغراض التالية ,الاول-الإساءة للعرب بعدم إجادتهم للممارسات الديمقراطية,وثانيها-أن الأنظمة الاوليغارشي العربية خير من أنظمة فوضوية متسيبة,وثالثهما-إن إقناع الرأي الأمريكي والعالمي بأن الوجود الأمريكي في المنطقة قد يكون الضامن الوحيد لانتشار الديمقراطية!


وبعد أن لعب المحتل مع عملائه  شوطاً في هذه الملهاة ,وأصبح الذين كانوا في خندق واحد  اليوم يتقاتلون على بقايا مائدته,ويتصارعون على السلطة بل إن البعض اليوم يطرح مفهوماً جديداً للديمقراطية وخاصة في مسألة التداول السلمي للسلطة فهوي صر ويحاول البقاء و التمسك بالسلطة ولن يقبل تسليمها لمن فازوا بأكثرية المقاعد في مجلس النواب القادم ..غريب ولاء الناس بالأمس كان ينعتون الآخرين بالديكتاتورية وبمجرد أن استلموا السلطة مارسوا كل جوانب الفعل الديكتاتوري حتى تجاه حلفائه,وهم أنفسهم اتهموا الآخرين باحتكار السلطة وهم أنفسهم اليوم يرفضون تسليمها لمن تصدر ثقة الشعب ..أية شيزوفينيا هذه وأي مراوغة وضحك على الذقون. بل حولهم المحتل إلى رأس رمح لضرب بعضهم البعض وجعلهم المحتلون يتصارعون فيما بينهم لكي تتاح لمحتلون الغربيون فرصة ترتيب الأوضاع الاقتصادية  ليصلوا إلى رهن كل الثروة النفطية لشركاتهم مقابل سكوته للتعلل  الإيراني و تقوية نفوذه في السلطة وإلا بماذا يفسر سكوت المحتل الأمريكي عن تغلغل النفوذ الإيراني في العراق أليس هو هذا جزءاً من تكامل لإستراتيجيتهم في العراق و المنطقة؟.


ولعب الجميع الانتخابات في عام 2005 وتمخض عنها ما سمي بالبرلمان,والذي لم يحقق أي شأ حتى للذين انتخبوهم,ولم يؤدي أي واحد منهم لأبسط الواجبات المهنية المناطةبه .فهم لم يحاربوا القتل بل ساهموا هم في أعمال القتل و التفجيرات و لم يحيلوا أي موظف حكومي وحتى بدرجة مدير للمحاكم بتهمة الفساد والرشاوى بل دفعوا بالعراق  أن يصبح متصدراً المراتب المتقدمة في العالم من حيث الفساد الإداري و المالي,بل تبين أن بعضهم شارك بهذه الأفعال المشينة بشكل مباشر وبدون حساب لأي قانون وقضاء بل حتى سيسوأ القضاء نعم القضاء الذي حضي في زمن الحكم الوطني برعاية كاملة ومُنِحَ استقلالية كاملة, واليوم يغير القضاء تحت الاحتلال في ظرف أسبوع من قراراته التي تتعلق بمصير الشعب كالانتخابات وغيرها,كل هذا حصيلة أربعة سنوات عجاف و مؤذية لشعبنا وتعرض الشعب لمواقف مؤذية لا ترضى عليها أي شريعة وضعية أو سماوية,لم يحاربوا الطائفية بل هم الذين أججوا وأشعلوا الحرب الطائفية ولولا التربية الأصيلة للشعب العراقي والثقافة الوطنية القومية التي تثقف بتا شعب العراق على مدى خمسة وثلاثون عاماً في زمن الحكم الوطني لنجحوا في تقسيم العراق إلى طوائف و مذاهب و قوميات تحت بدعة سيئة خرجوا بتا على الشعب العراقي و سموه بالفدرالية!

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور