حكومة شراكة وطنية بشروط ومواصفات إيرانية

 
 
شبكة المنصور
محمد العماري
إستدعت جارة السوء إيران وعلى عجل رجالها وعملاءها في المنطقة الخضراء للتشاور معهم ولتدارك الأمور قبل فوات الأوان. فلبّوا النداءأفرادا وجماعات بلا كيف أو لماذا. وتقاطروا على عتبات دولة ولاية الفقيه بعد أن لاحت في أفق العراق علامات التخلّص منهم أو على الأقل الحد من هيمنتهم وسيطرتهم على مقاليد الأمور هناك. كما أن إيران تسعى جاهدة الى لمّ شمل مثلث العنصرية والطائفية والمظلومية, الذي تمثّله الأحزاب الشيعية, والتشيّع منها براء, والأحزاب الكردية العميلة لأكثر من ربّ نعمة وطامع في تفكيك وتقسيم العراق.


وقد سبقت زيارة هؤلاء الى طهران, زيارة جلال الطلباني, الرئيس المعيّن من قبل الاحتلال ونائبه الصفوي الهوي والهوية عادل عبد المهدي. وشارك الاثنان, جنبا الى جنب مع حامد كرزاي الأفغاني, والطيور على أشكالها تقع, بمناسبة أعياد عبدة النار المجوس التي أقيمت قبل بضعة أيام. ولا شك إن جارتنا "المسلمة" إيران سوف تستخدم جميع الطرق والوسائل, بما فيها الضغوط والتهديدات على عملائهما من أجل أن يندمجوا في كيان طائفي واحد, كالبنيان المرصوص بالأحقاد والكراهية ضد أي قوة أو تكتل فيه أسم أو روح عراقية.


ولكي يواصلوا, كما بدأوا منذ غزو العراق وحتى يومنا هذا, مسيرتهم المخزية في خدمة جمهورية الملالي في طهران ونتفيذ مشاريعها العدوانية الرامية الى وضع العراق وشعبه وثرواته وخيراته تحت تصرّفها. كما إن "الجارة المسلمة" إيران لم تعد تخشى لومة لائم في تدخّلها السافر الفج في شؤون العراق الداخلية. وأصبحت تتعامل مع مَن يسمون أنفسهم بقادة العراق الجديد وكأنهم موظّفون صغار أو وكلاء لديها فتقوم باستدعائهم كيف ومتى تشاء, حتى في أكثر ظروف العراق حساسية وخطورة.


بدليل إن "الرئيس" العميل جلال الطلباني سافر الى طهران في الوقت الذي كان الجميع في العراق ينتظر, بفارغ الصبر والترقّب, إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية. وكانت قطعات من الجيش وقوى الأمن الأخرى تنتشر بكثافة في مناطق مختلفة من بغداد والمدن الأخرى. والأنكى من ذلك هو إن ضخامة الرئيس الطلباني سافر الى أحبابه الأيرانيين بصحبة نائبه عادل عبد المهدي. ولم يُعرف في تاريخ الدول أن رئيس البلاد ونائبه إبتعدا سوية خارج البلاد مهما كانت الأسباب.


لكن السبب على ما يبدو هو إن جلال الطلباني أو سواه من حكام المنطقة الخضراء لا يملكون الحق, ناهيك عن فقدانهم للشجاعة والرجولة والشعور بالمسؤولية, ليرفضوا دعوة سيّدهم وربّ نعمتهم الذي لولا دعمه المادي والسياسي والعسكري والمخابراتي لكانوا جميعا في خبر كان منذ زمن بعيد. ثمّ إن رئيسنا الغير مبجّل, وبسبب حقده على العرب وخشيته من أن يكون موضع سخرية وتندّر من قبل الآخرين, غاب عن القمّة العربية التي إنعقدت في مدينة سرت الليبية . وهنا أيضا لا يُستبعد صددور"فيتو" إيراني له بمقاطعة أعمال تلك القمّة.


ومن المظاهر الدّالة على إن العراق "الديمقراطي جدا" وحكّامه الغير محترمين لا يمتون بأية صلة الى الشعب العراقي هو أن هؤلاء, رغم تربّعهم على سدّة الحكم لسبع سنوات وهيمنتهم عل مقاليد الأمور, لم يجدّوا مكانا يتشرّفون في اللقاء فيه غير طهران وفي حضرة مولاهم وليّ الفقيه وبعيدا عن أعين الحسّاد والعواذل الأمريكان.
لكن حتى الأمريكان أنفسهم, لأنهم شركاء جارة السوء إيران في إحتلال العراق, إكتفوا كالعادة بالتنديد والرفض للتدخلات الخارجية في شؤون العراق. مع العلم أنهم يعيشون كتفا لكتف كما يُقال مع رجال إيران سواء بشكل مباشر أو عبر الوكلاء في الأحزاب الحاكمة في المنطقة الخضراء.

 

وفي كلّ الأحوال, إن ولادة حكومة جديدة باللون الطائفي العنصري وما يتبعها من محاصصة "ديمقراطية" وإعادة للصيغ والأسس التي بنيَ عليها عراقهم الجديد منذ الاحتلال, سوف تخرج هذه المرّة من رحم إيراني صفوي وبشهادة ميلاد أمريكية. ومن المحتمل, كما نسمع من تصريحات حكام العراق المحتل, أن يُطلق على المولود الجديد إسم "شراكة وطنية" ولكن بملامح إيرانية.

.
mkhalaf@alice.it
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٧ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور