سلسلة حلقات – كيف بدأت المقاومة الوطنية العراقية

صدور كتاب
( المقاومة العراقية -  برنامحها الاستراتيجي وتطور مراحلها )
يوثق بداية عمل المقاومة
 ويعرض رسالة بخط الشهيد صدام حسين إلى نائبه المجاهد عزة إبراهيم مؤرخة في 10-4-2003

﴿ الحلقة الأولى

 
 
شبكة المنصور
أحمد شهاب

كثرت الأحاديث خلال هذه الأيام عن كيفية بدأ المقاومة العراقية ، ومن خطط لها وقادها، وقد وجدنا من خلال المتابعة لما ينشر من مواضيع أن البعض سواء يدرك أو لا يدرك من خلال ما يصرح به أو ينشره ، بأنه يساهم في تشويه الحقائق التي هي تاريخ العراق والعراقيين ولا يجوز أن يهضم هذا التاريخ لأنه استحقاق الشهداء والمجاهدين .

 

ضمن هذه السلسلة من الحلقات سوف ننشر معلومات وحقائق، والاشارة لعمليات قامت المقاومة الشعبية بتنفيذها خلال أيام العدوان، وان ذلك يؤكد ان المقاومة بدأت منذ ذلك التاريخ ، وكانت بتخطيط واشراف وتنفيذ قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، ومناضلي الحزب الذين أصبحوا بعد ذلك نواة فصائل جبهة الجهاد والتحرير التي يقودها المجاهد عزة ابراهيم رعاه الله.

 

في الحلقة الأولى من هذه السلسلة سنستعرض صفحات من كتاب ( المقاومة العراقية – برنامجها وتطور مراحلها)، الذي يوضح بعض المعلومات حول هذا الموضوع.

 

مقدمة الكتاب حول بداية عمل المقاومة:

 

اعتبر المحللون العسكريون والسياسيون في العالم أن المقاومة الشعبية الوطنية في العراق هي أسرع مقاومة شعبية نشأت لمواجهة المحتل، حيث إنها بدأت في اليوم الأول بعد إعلان احتلال العراق في 9-4-2008.

 

أن هذه الآراء تتضمن جزء من الحقيقة لأنها تعتمد فقط على ما تناولته وسائل الإعلام، وحيث إن العراق كان محاصراً في المجالات كافة، والجانب الإعلامي أحدها، فإن الحقيقة بكامل تفاصيلها لم يطلع عليها أبناء الأمتين العربية والإسلامية، حيث إن الخطة الإستراتيجية لعمل المقاومة الشعبية حددت محاورها قبل بدأ العدوان على العراق بمدة، من خلال قيام القيادة العراقية بتكليف نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، الفريق الأول الركن عزة إبراهيم بالإشراف على تمرين عسكري، أطلق علية تسمية ( تمرين العراق العظيم)، حضره القادة العسكريون، ومسؤولي المنظمات الحزبية والشعبية كافة، وكان الهدف منه تطبيق تمارين عسكرية تنفذ بالتنسيق بين القطعات العسكرية والمنظمات الحزبية والشعبية، أي كيفية استثمار إمكانيات الشعب كافة في مواجهة العدوان.

 

ومن خلال هذا المؤتمر الذي وضع إستراتيجية العمل والتنفيذ في هذا المجال، قسم العراق إلى أربعة مناطق عسكرية، لكل منها قائد، ومستشارون عسكريون، وتم تنفيذ تمارين مشابهه لكل منطقة، وعند بدأ العدوان بدأت المقاومة الشعبية مرافقة للعمليات العسكرية وبالتنسيق معها، وقد تمثلت صورتها في الفاو حيث أعلن الناطق العسكري العراقي اللواء الركن حازم الراوي بتاريخ 26 مارس/ آذار 2003 م ما نصه : ( أن مواطناً عراقياً قام بتفجير نفسه في الفاو أقصى جنوب العراق يوم أمس فدمر دبابة للقوات الغازية بعد أن تسلل وراء خطوط العدو). والفاوهي تابعة لمحافظة البصرة ضمن المنطقة العسكرية الجنوبية حسب توزيع المناطق.

 

وفي المنطقة الشمالية نفذت أول عملية للمقاومة الشعبية خلال أيام العدوان، حيث قامت المنظمات الشعبية، ومقاتلوا العشائر العربية والكردية والتركمانية في مدينة كركوك بتنفيذ عملية بطولية استهدفت القوات الغازية في ( ناحية الرياض) التابعة لمحافظة التأميم، وكبدتها خسائر كبيرة.

 

وفي قاطع الفرات الاوسط، وبتاريخ 29 مارس/ آذار 2003م اثناء القتال مع الغزاة حيث قام النائب الضابط ( علي جعفر موسى حمادي النعماني) بتفجير نفسه في اول عملية فدائية قتل بها (11) ضابط وجندي أمريكي بعد ان قاد سيارته واقتحم بها نقطة تفتيش امريكية ما بين مدينتي ( النجف وكربلاء) وفجر نفسه فيها. وكان الشهيد البطل قد تطوع فدائياً ليفتح أبواب المقاومة الشعبية الباسلة. وقد منحه الرئيس الشهيد صدام حسين بعد تنفيذ العملية البطولية وسام الرافدين من الدرجة الاولى.

 

أما ضمن المنطقة الوسطى فقد نفذت ماجدة عراقية عملية استشهادية ضد القوات الأمريكية في مدينة حديثة التابعة لمحافظة الأنبار. وكان الناطق العسكري قد اشار خلال أحد المؤتمرات الصحفية عن فتح ابواب الجهاد وان ( العمليات الاستشهادية سوف تتواصل ليس عن طريق العراقيين وحسب ولكن بواسطة آلاف العرب الذين وصلوا الى بغداد).

 

هذه نماذج من العمليات التي نفذتها المقاومة الشعبية في العراق خلال أيام العدوان، والتي تؤكد أن المقاومة الشعبية بدأت منذ الساعة الأولى لشن العدوان على العراق، وتواصلت وتصاعدت بعد ذلك، وهذا خير دليل على أن التخطيط للمقاومة كان عمل مرسوم، ومخطط له من قبل القيادة العراقية، لذلك عندما رفع الحصار الإعلامي عن العراق بعد احتلاله، وأخذت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية تنقل ما يجري في العراق، فإن العالم أصبح يطلع على جزء من فعل المقاومة العراقية، وليس جميع فعالياتها التي تنفذ ضد قوات الاحتلال في جميع مدن وقرى العراق.

 

لقد نشرت وسائل الإعلام، ومنها صحيفة (القدس العربي) بتاريخ 22-4-2003، البيان الأول للمقاومة العراقية، حيث أشارت إلى الآتي:

 

{قالت (قيادة المقاومة والتحرير) العراقية في بلاغها العسكري الأول إن أعضاءها يشنون عمليات قتالية بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود الأمريكيين والبريطانيين. وتضمن البيان تعبيرات مشهورة للرئيس صدام حسين، كما عنون بـ (جمهورية العراق- قيادة المقاومة والتحرير). ما يشير إلى أن الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي قام بصياغته.

 

وجاء في البيان:

 

منذ يوم 10/4/2003 ورجال ونساء المقاومة والتحرير يخوضون عمليات قتالية ما بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية، ولصعوبة إصدار بيانات في وقتها بسبب إعادة ترتيب بعض الأولويات الجهادية، فقد مرت الأيام ونحن نخوض حرباً لتحرير العراق العظيم من قوات هولاكو العصر المجرم بوش والمجرم بلير والصهاينة الخاسئين وكانت العمليات كما يلي:

 

ا- قتل 2 من الجنود البريطانيين في البصرة تم دفنهم في منطقة ما ودمرت دبابة وجرح 7 من الغزاة.

 

2- قتل وجرح 87 جندياً أمريكياً وتدمير 4 دبابات و3 آليات أخرى منذ 10/4 وتأكد قتل 35 منهم في كافة قواطع الجهاد. فيما استشهد المجاهد خليل عمر في عملية استشهادية في بغداد العروبة والإسلام.

 

3- كما تم أسر 3 جنود من القوات الأمريكية الغازية.

 

إن صعوبة العمل الجهادي حالياً يحتم علينا عدم نشر صور الأسرى لاعتبارات أمنية ولكن ذلك سيتم إن شاء القوي العزيز خلال الأيام المقبلة.

 

يا أبناء العراق الواحد:

 

جاهدوا وقاتلوا حتى يخرج المحتل وقاطعوه واصبروا, فرضا الله والوطن أهم من كل الحاجات وقاطعوا الخونة ومن سهل للعدو الدخول للعراق.

 

يا أبناء العروبة والإسلام والإنسانية:

 

تصدوا كل من موقعه لهذا العدوان الهمجي الذي قتل وسرق وسلب ونهب الناس والآثار والخيرات وان المجاهدين الذين يخوضون عمليات قتالية صعبة وبإمكانيات ذاتية بحاجة لموقف واحد منكم جميعاً ضد هذا الغزو الهمجي.

 

وحتى النصر الأكيد بمشيئة الله.

 عاش العراق. عاشت فلسطين

العار للخونة بائعي أرضهم وعرضهم من الذين قدموا مع المحتل الكافر المجرم.

 

وسنقاتل، ولو كان للخونة كل الأسلحة والسلطات، حتى تحرير العراق وفلسطين.}

 

وحول هذا البيان نود أن نؤكد بأنه كتب بخط الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين رحمه الله بعد أيام من احتلال العراق، وسلم إلى عدد من الذين كانوا يتصلون به، وطلب منهم توزيعه في الجوامع أثناء صلاة الجمعة، وأول ما وزع في جوامع الفلوجة والرمادي، ثم وزع في المدن الأخرى بعد استنساخه.

 

إن هذا البيان لم يكن الوحيد الذي أعده الرئيس صدام حسين، وإنما هو واحد من مجموعة الرسائل والبيانات التي كتبها بخطه، منها رسالة وجهها إلى نائبه المجاهد عزة ابراهيم بتاريخ 10-4-2003 قبل أن يغادر بغداد، يدعوه فيها إلى مواصلة الجهاد ضمن المقاومة الشعبية، ورسائل أخرى إلى القادة العسكريين والسياسيين، وشيوخ العشائر، وكل أبناء الشعب .

 

رسالة كتبها الرئيس الشهيد صدام حسين بخط يده في أحد مقراته في بغداد قبل أن يغادرها، وعلى ورق خاص بمخاطبات ديوان الرئاسة ( نحتفظ بصورتها )، بعد يوم واحد من احتلال بغداد موجهة إلى نائبه الرفيق عزة إبراهيم الدوري وفيما يلي نصها:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"وان الله يفعل ما يريد"

 

الرفيق النائب، السلام عليكم

كنت أردت أن أوجه إليكم مضمون ما كلفت به وزير الدفاع ليوجزكم به بصورة خطية، وقد كتبت الرسالة إليكم، إلا أن الرفيق علي سلمك وسلمه الله من العاديات، رأى أن أتريث قليلاً ولعله أراد أن يستخدم قدرات فرع واحد في منطقة المشاهدة على أمل أن يكسر ظهر الأمريكان الغزاة في بغداد، وقد وجدته اليوم بعد أن تحريت في بغداد عن بقايا القوة بأي شكل من الأشكال أن لا أمل من الانتظار وبخاصة أن أوفر لك فرصة سبق النظر تجاه القطعات التي تقودها أنت ومن يعاونك وبخاصة الرفيق سمير النجم.. إن لم يحل بها ما حل في القطاعات الأخرى.

أعانقك وأشد على يديك ونلتقي حسبما يشاء الله، أما في جنة الخلد التي وعد الله بها المجاهدين والمتقين والصابرين أو كمشروع دائم للشهادة مجاهدين نعاود من جديد إلى حمل الراية في ظرف جديد هو ظرف البداية التي نتجت عنه ثورة 17-30 تموز المجيدة... سنتواصل إن شاء الله لاحقاً، إلا أن الأمر مع التدبر بحاجة إلى الصبر الجميل، وإننا إن شاء الله لفاعلون والله أكبر .. وليخسأ المجرمون

 

وعاشت أمتنا المجيدة

 

موقع

صدام حسين

١٠ / نيسـان / ٢٠٠٣م

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١١ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور