فرجة الموت في بغداد

 
 
شبكة المنصور
عبد الجبار الجبوري

هطل الموت على بغداد كما يهطل المطر الأسود، تفجيرات غطت أنحاء العاصمة الحبيبة الجريحة، وقامت قيامة البلاد على جثث الشهداء وانين الثكالى والمفجوعات الأمهات، وألقت الحكومة –كالعادة- المسؤولية على القاعدة والإرهاب دون أن تسأل نفسها عن تقصيرها في حماية المواطنين وهي التي تمتلك أكثر من أربعة فرق عسكرية زائدا ألوية الرد السريع الأربعة والأجهزة الأمنية وألوية الشرطة الاتحادية وآلاف الميليشيات التابعة للحكومة وجميعها تعمل داخل بغداد المحتلة،

 

فمن أين يجيء عناصر القاعدة والإرهابيين إلى بغداد وكيف يدخلون؟ لكي يحيلوا الشوارع إلى جثث متفحمة وأشلاء تأكل فيها الكلاب،لكن الأمر ابعد من هذا بكثير وتعود أسبابه إلى الصراع السياسي على السلطة بين الكتل الفائزة والخاسرة والأحزاب الطائفية والميليشيات المسلحة التي تعمل لصالح إيران داخل العراق والتي تريد أن تشعل الحرب الطائفية مرة أخرى لاسيما بعد نتائج الانتخابات الأخيرة واندحار المشروع الطائفي إلى الأبد،

 

وظهرت الأحزاب الاسلاموية على حقيقتها وحجمها الذي أظهرته الانتخابات والذي شكل صدمة وضربة موجعة لها ،مما أربك مشروعها الطائفي الذي عولت عليه طوال سني الاحتلال،ولم يبق لها سوى إعلان الإفلاس السياسي وإشعال حربا أهلية بعد هزيمتها المنكرة.

 

وما تصريح ( رئيس الوزراء ) عشية إعلان نتائج الانتخابات مبشرا بعودة العنف والتفجيرات في العراق الادليل على ما يحصل الآن من اغتيالات وتفجيرات دموية واستباحة الدم العراق من اجل السلطة فقط، وتبعه تصريح الناطق الحكومي علي الدباغ بقوله (لقد صرنا فرجة لكل من هب ودب) لهو دليل أخر على فشل الحكومة في مواجهة من أراد ويريد عودة الحرب الطائفية الأهلية، وهي جهات معروفة لدى الحكومة والشعب حيث تلقي الأجهزة الأمنية يوميا القبض على عناصر المجاميع الخاصة وفرق الموت والاغتيالات بكواتم الصوت وعناصر الميليشيات دون أن تفصح ولو لمرة واحدة من يقف وراء هذه العناصر بل ويعلن الناطق الإعلامي في وزارة الدفاع أن القوات الأمنية عثرت على صواريخ وعبوات إيرانية حديثة الصنع واسلحة متنوعة فتاكة دون أن يسمي الجهة التي أرسلتها خوفا من غضب من ورائها واذرعها في العراق.

 

بلى لقد صرتم فرجة للعالم كله أيها الحكومة بفشلكم في إدارة البلاد والقضاء على فرق الموت والميليشيات المسلحة التي ترسلها لكم إيران –كما صرحتم بأنفسكم-،أما فضيحة السجون السرية في مطار المثنى وغيره العشرات فهي ليس جديدا علينا فنعلم بوجودها منذ أن استلمتم الحكم وسجون الجادرية والنسور والكاظمية وجامع براثا وغيره ،

 

الفرجة ياناطق الحكومة انتم صنعتموها بأيديكم التي تلطخت بدماء العراقيين وما إصراركم على الاستمرار بالسلطة والتمسك بها وإفشال نتائج الانتخابات التي هزمتم بها رغم التزوير والتضليل والترهيب إلا من باب (لو العب لو أخرب الملعب)بمعنى لو استمر بالسلطة لو أعلن الحرب الأهلية الطائفية وهو ما يحصل الآن في شوارع العراق ؟؟

 

إنها فرجة الموت في بغداد لكي لاتنفضح الحكومة فيما لو استلم الحكم غير المالكي لأنه سيكشف كل السجون السرية الأخرى والجرائم والفساد المالي والإداري الذي طال الوزراء والحكومة والأحزاب المتنفذة ومن يقتل بالعراقيين بالتفجيرات يوميا وما سمي (يالايام الدامية).. نقول بثقة ان فرجة الموت اليومي التي اشار لها( الدباغ)اسبابها واضحة ومكشوفة للجميع وهي نتاج تحاصص السلطة الطائفي وتفرد طرف واصراره على الاستمرار بها هو من جعلكم فرجة لكل من هب ودب اضافة الى الشهوة العارمة للسلطة والثار من خلالها بالخصوم،هذه الكارثة لم يعد ممكنا في المدى المنظور معالجتها بسبب تدخل ايران القوي ونفوذها في تشكيل الحكومة الجديدة لان مصالحها انتهت بعد الانتخابات وعرف الشعب العراقي كله من وراء مأساته وكوارثه الدموية وكشف المخطط الامريكي الايراني في تدمير البلاد وتحويله الى دويلات طائفية ودكاكين سياسية تابعة لها وما سكوت اللادارة الامريكية على ما يجري في العراق لهو دليل على انها ضالعة في كل ما يجري هنا من خراب ودمار وقتل وانفلات امني غير مسبوق،

 

فهل تنتظرون الواقعة الاخيرة بالمزيد من الدماء والدمار العراقي كي تشكلوا حكومتكم على مقاسكم الطائفي البغيض الذي لفظه العراقيون في يوم الانتخابات ، وما تصريح (الرئيس) جلال طالباني عن ذهاب التحالف الكردستاني الى الاندماج مع التحالف الشيعي الا لعبة اخرى طائفية تذهب بالعراق الى الهاوية السحيقة وعندها تصبح اموركم فضيحة بجلاجل ياسيادة الرئيس ...... انها فرجة الموت في بغداد فشاهدوا هذه الفرجة على شاشة حكومة المالكي وعلي الدباغ كل يوم......

 

اعان الله شعب العراق الجريح على بلواه ....

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٠ جمـادي الاولى ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور