يا أهلنا لا نكن حصان طروادة

 
 
شبكة المنصور
عزام ابو عزام
منذ ما أسموها الأنتخابات الماضية والتي جرت عام 2005 وما جرى قبلها وفي كل موضع بمناسبة وبغير مناسبة كنا نقول يا اهلنا لا نمد ايدينا بأي شكل من اشكال المساعدة لهؤلاء الأعاجم الذين جاءت بهم امريكا وجعلت منهم حكومات تسوم العراق سوء العذاب وهم ليسوا سوى ثلة عصابة من الشعوبيين الفُرس المجوس الجبناء والمليئة بالقاذورات فالأنتخابات تعني مساعدتهم وامريكا معا ، تعني البقاء والديمومة والأستمرار لهم في تقتيلنا وهدم بيوتنا على رؤوسنا وسرقة كل خيرات العراق وها نحن نراهم ومنذ اللحظة التي دنسوا فيها ثرى العراق وهم يوغلون في جرائمهم من تقتيل وهتك اعراض وتدمير وتهجير وسرقة فماذا بعد أكثر من هذا ؟ السؤال لنا جميعا نحن ابناء واهل العراق ؟ هل ننتظرهم خمس سنوات اخرى يعبثون بكل شئ ؟ نحن لا نزايد على احد في هذا ولا ندّعي العِلم بالشئ ولا ننسب لأنفسنا ما هو اكبر من حجمنا وقدرتنا وفهمنا للأمور ولا نتحدث بهذا الشأن لأننا نعيش خارج العراق او اننا لسنا تحت مطرقة امريكا وسندان العجم والصهاينة ونحن لسنا اكثر وطنية منكم اهلنا ولا اكثر مصداقية منكم في الأنتماء لعراقنا الحبيب العظيم لكن من حقنا ان نقول رأينا كأبناء للعراق فهو بلدنا والله وحده العالم هل اننا نريد ان نكون مع اهلنا في قتال اعداء العراق ام لا ؟ الله وحده العالم ولا يزكّي الأنفس الا الله سبحانه فهو الوحيد العالِم بما تحوي الصدور .


يا اهلنا في عراقنا الحبيب هل حقا ما جرى في العراق انتخابات حقيقية ؟ هل حقا أن امريكا جعلت العراق ديمقراطيا كما يزعمون ؟ هل حقا ان الفرس المجوس بعيدون عن كل تزوير جرى فيها ؟ هل حقا ان امريكا لا عِلمَ لها بما فعله ويفعله الفُرس المجوس في العراق وفي الأنتخابات المزعومة ؟ يا اهلنا في عراقنا العظيم لا تأخذوا مقالنا هذا وكأننا نسب احدا لأنه ذهب للتصويت في انتخاباتهم لكن من حقنا ان نعاتب من ذهب وأدلى بصوته لهذا الأعجمي او ذاك والعتب من باب المحبة وعلينا جميعا ان نأخذ من الذي جرى درسا وعبرة لقادم الأيام ، يا اهلنا هل حقا ان امريكا لا تعرف من يقوم بالتفجيرات الدامية في عراقنا الحبيب ؟ هل حقا ان الفُرس المجوس لا يستشيرون امريكا بأي تفجير يقومون به وفي اي مكان وبقعة من عراقنا الحبيب ؟ يا احبتنا أما سبقت انتخاباتهم المزعومة هذه تفجيرات اكثر دموية في الصالحية وغير الصالحية وفي كل مناطق العراق ؟ اما كانت تفجيرات الثلاثاء الدامي والأربعاء الدامي والخميس الدامي والجمعة الدامية والسبت الدامي والأحد الدامي والأثنين الدامي وكل السنوات السبع العجاف الدامية ؟ اما كانت تفجيراتهم تلك هي لإبتزاز العراقيين جميعا على الذهاب لأنتخاباتهم المزعومة ؟

 

اما كانت تلويحا بعصا التقسيم للعراق كله في حال عدم ذهابكم لهذه الأنتخابات المسخ ؟ هل حقا ان لا علاقة لمجئ بايدن نائب اوباما مرتين الى العراق وبنفس الفترة التي كانت تجري فيها التفجيرات والتي سبقت مسرحية الأنتخابات ؟ اليس هذا البايدن هو عرّاب مشروع تقسيم العراق في الحزب الديمقراطي الحاكم الآن في امريكا ؟ هل نسينا يا اهلنا ماقاله هذا البايدن إذ بان حكم الطاغية المجرم بوش حين جرت مسرحية تأخير توقيع ما يسمى بمجلس النواب العراقي على الأتفاقية النفطية وليست الأتفاقية الأمنية كما زعموا هم ؟ أما قال هذا البايدن ان لم يوافق مجلس نواب ( العجم ) في العراق على الأتفاقية المذكورة اعلاه فنحن سنعمل على تقسيم العراق وهو بعد لم يكن سوى نائبا في مجلسهم ولم يكن في مركز ما يسمى بصناعة القرار الأمريكي ؟

 

يا أهلنا في عراقنا الحبيب ، يا احبتنا لو كان بقدرة امريكا وبإستطاعتها تقسيم العراق لفعلت هذا ومنذ اللحظة الأولى التي دخلوا فيها عراقنا الحبيب وتقسيم العراق هدف استراتيجي امريكي صهيوني فارسي مهم وله الأسبقية في سلَّم الأهداف الأستراتيجة التي جاءت من اجلها امريكا فهل استطاعوا جميعا فعل هذا ؟ هل تركوا شيئا لم يفعلوه من اجل تقسيم العراق ؟ هل استطاعوا ان يقسموا العراق ؟ اليست السواعد السمر في مقاومتنا العراقية البطلة المجاهدة الباسلة هي التي دمرت كل هذه الأهداف ؟ يا اهلنا ان الذي يهم امريكا واعوانها الفُرس المجوس والصهاينة هو الأستحواذ على خيرات العراق دون تقديم خسائر وتأمين سلامة وديمومة الكيان الصهيوني فمن باب اولى لهم هو الأستحواذ على القسم الأعظم من نفط العراق والسيطرة عليه بتقسيم العراق وهذا ما قاله كل ساسة امريكا سواء قبل أم المعارك عام 1991 وأثنائها وبعدها او في 2003 ولغاية اللحظة ،

 

هذا ما كانوا يقولون ومازالوا يهددون به كلما فشلوا في تحقيق مأربهم فيه فهل استطاعوا تقسيم العراق فعليا ؟ ام ان زيارة بايدن والتفجيرات التي قام بها اعوانه الفُرس المجوس في العراق لم تكن سوى التلويح بعصا تقسيم العراق الغليظة فقط ؟ هل ان ما يعطيه المجوسي الفارسي الشهرستاني من آبار نفط عراقية لأهله هناك في طهران وقم دون عّلم او رِضى وقبول امريكا ؟ اليس القرار الأمريكي وقبل ام المعارك الخالدة عام 1991 هو إعطاء الفُرس المجوس خُمس نفط العراق تقديرا لجهودهم في التعاون معهم على تدميره ؟ لننظر اهلنا في عراقنا الحبيب كم سرق العجم من نفط عراقنا وكم من بئر نفط عراقي وضع الفُرس أيديهم عليه ؟ لننظر يا اهلنا للنسبة التي استحوذ عليها الفرس المجوس من نفط العراق ومنذ عام 2003 ونحسبها بالميزان عندها سنعرف هل انهم قد أخذوا خُمس نفط العراق ام مازال هناك بقية باقية لم يستحوذوا عليها بعد ؟ لعبة امريكية مجوسية صهيونية بحتة ادى فيها الأدوار خدامهم الفُرس المجوس الذين تنافسوا فيها على مقاعد مجلس نوابهم من اجل ماذا ؟

 

اليس من اجل اطالة عمر امريكا والمجوس في عراقنا ؟ امريكا التي حسَّنَت من صورة سين على حساب صورة صاد وجعلت من هذا السئ الفبيح اقل سوء من غيره واجمل فليلا وصارت المنافسة بين السئ والأسوأ وصاغت على لسان المجرم السئ والذي قدمته على انه اقل سوء من غيره برنامجا خطيرا جدا كإعادة الجيش العراقي الوطني السابق الى الخدمة وإعادة كل الأجهزة الأمنية والأستخبارية الوطنية الى الخدمة وان كركوك مدينة عربية عراقية وكأن القضية فقط كركوك وحدها وليس العراق كل العراق ، الأخطر في كل البرنامج الذي تقدمت به امريكا من خلال واحد من خدامها الا وهو اعادة الجيش الوطني العراقي السابق والأجهزة الأمنية والأستخبارية الوطنية الى الخدمة ففي هذي النقطة تكمن الخطورة كل الخطورة لأن امريكا ارادت من هذا تفريغ المقاومة من ادواتها الفاعلة الا وهو الجيش العراقي الوطني والأجهزة الأمنية والأستخبارية الوطنية حيث ان امريكا ارادت من هذا البند فعل نفس الفعل الذي قامت به في اوسلو بعد ان حولت المقاومة الفلسطنية الى جيش وقوى امن داخلي لتتحول المقاومة الفلسطينية بعدها وكما خططت امريكا والصهيونية أعداء الأمة الى سوطا يُلهب ظهر كل من يفكر بالمقاومة وما درس ما يسمونه الصحوة عنا ببعيد وبعد هذا وكنتيجة سيتحول ما تبقى من المقاومة الى امراء حرب على الطريقة الأفغانية والتي صنعتها امريكا ايضا بعد خروج الأتحاد السوفياتي يومها من افغانستان وبهذا يسهل تعامل امريكا مع هذه الفصائل المتشرذمة المتبقية ،

 

هذا ما كانت ترمي له امريكا من اجل بقاء سيطرتها على نفط ومقدرات العراق واستلاب القرار الوطني اما النقطة التجميلية الخطيرة الأخرى التي صاغتها امريكا على لسان السئ من خدامها الا وهي موضوعة التدخل الأيراني بالشأن الداخلي العراقي حيث قال هذا السئ ان على ايران ان تلتزم مبدأ حسن الجوار وان لا تتدخل بالشؤون العراقية الداخلية ، بند ارادت به امريكا والفُرس المجوس اقناع المواطن العراقي بمصداقية هذا السئ وحث الجميع على الذهاب لأنتخاباتهم والتي كانوا قد فقدوا اي امل من اجرائها لقناعة الشارع العراقي بعدم جدواها وان جميع من فيها ليسوا سوى خدم للمحتلين ،

 

من اجل هذه البنود والتي هي ليست سوى ظاهرة صوتية انتخابية من اجل كسب اصوات الناخبين سارعتم يا اهلنا بالمشاركة بإنتخاباتهم ، الجميع اعتقد ان في برنامج السئ خلاصا من الأحتلال وخلاصا من الفُرس لكن اللعبة الأمريكية المجوسية الصهيونية كانت قد أُعِدَّت مسبقا وكانوا قد هيأوا لها قبل الأوان بزمن ليس بالقصير او بالأحرى منذ الأنتخابات السابقة عام 2005 حيث قاموا بتفكيك احزابهم المجوسية الشعوبية الطائفية الفارسية التي جاؤوا بها الى احزاب وتنظيمات متعددة اخرى وتحت عنوانين ومسميات اخرى على اساس انهم غير متوحدين وان بينهم انقسامات ومشاحنات حادة ليعتقد الناس ان هؤلاء يملكون قدرا او حيزا من حرية اتخاذ القرار وان لا سلطة لأمريكا ولا للفرس ولا للصهاينة عليهم وان هناك في العراق ديمقراطية وبنفس الوقت لتكون هذه الأحزاب الظاهر اختلافها ويقرار امريكي مصيدة لقادم الأيام لكل وطني يعتقد انه لو حاول مع بعض الوطنيين الآخرين على اقامة تجمع وطني معين من اجل خوض الأنتخابات القادمة للفوز بها على اساس ان هؤلاء الأعاجم قد انكشفت عوراتهم واوراقهم حتى وان فرخّوا احزابا وتنظيمات اخرى جديدة وفعلا إنطَلًَت الخدعة على بعض الوطنيين الصادقين لكن امريكا زجت بين صفوف هؤلاء الوطنيين بعض السيئين من خدامها وجعلتهم قادة في قوائمهم الأنتخابية وصاغت على لسانهم برنامجا انتخابيا يلائم الأشخاص الوطنيين الذي اعتقدوا ان في خوضهم الأنتخابات سبفعلون شيئا لخلاص العراق من قبضة العدو الأمريكي والعدو الفارسي المجوسي الصهيوني وهكذا سارعتم يا اهلنا في التصويت والكل نسي ان الفُرس وبإدارة امريكا سيُزوِّرون كل شئ وان هذه الأحزاب التي تفَرَّخت عن احزابها الأم ستعود الى التكتل من جديد وبقرار امريكي فارسي ايضا من اجل ان يكونوا الكتلة الأكبر بعد نتائج هذه الأنتخابات وان الأمم المتحدة ليست سوى لعبة بيد الأمريكان وهكذا جرى للعراق ومازال ينتحب ولم ينتخب وفعلا وبعد ان ظهرت نتائج مسرحية الأنتخابات الأخيرة مباشرة سارع الفُرس المجوس وبقرار امريكي الى استدعاء كل العجم الموجودين في العراق ليتكتلوا من جديد ضد القائمة التي فازت بالأنتخابات وهكذا استطاعت امريكا من تشويه صورة بعض الوطنيين الذين اعتقدوا انهم سيزيحون الأحتلال واعوانه من العراق بالدخول في عمليتهم السياسية الباطلة المزعومة وبنفس الوقت استطاع اعداء العراق فرز كل الذين وقفوا ضدهم من العراقيين في انتخاباتهم هذه ولهذا عادت عمليات التقتيل والتفجيرات اليوم من جديد انتقاما من العراقيين لأنهم وقفوا ضد امريكا والمجوس وكأن الأنتخابات لم تكن سوى عملية استطلاع بالقوة لجس نبض الشارع العراقي وهكذا عادت حليمة لعادتها القديمة لفرض اجندة المحتل على العراقيين بإبتزازهم من جديد اما ان توافقوا على ما نريد وإما التقتيل بالجملة من جديد وهي رسالة للعراقيين جميعا يقولون من خلالها اننا قادرون على خرق الأمن ان حاولتم يا عراقيين ان تفكروا بالخلاص منا ولكن الأغبياء يتناسون دائما ان في العراق رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، يتناسون ان في العراق جند لله ، يتناسون المقاومة العراقية البطلة الرقم الصعب وهي صاحبة القرار الشرعي الوحيد في العراق وما عداها فهو باطل وغير شرعي فيا اهلنا في عراقنا العظيم لنأخذ مما جرى ويجري درسا وعبرة وان لا نكون كحصان طروادة ليسيطر اعداء العراق على عراقنا الحبيب ومن خلالنا ،

 

من خلال مشاركاتنا في كل اباطيلهم وان لا تنطلي علينا ألآعيبهم القذرة لأنهم يريدون ان يقولوا للعالم ان العراقيين قد شاركوا وبكثافة بهذه الأنتخابات لذلك لا شرعية للمقاومة ، هذا الذي يريدون يا اهلنا وهذا الذي يروجون له اليوم من خلال ابواقهم المنتشرة في العالم ومن خلال هذه الفضائيات اللعينة النجسة الناطقة بالعربية فهي ليست سوى ابواق لهم ، فيا اهلنا ، يا احبتنا لنتعض من كل ما جرى وننتبه ولنكن جميعنا درعا حصينا لمقاومتنا العراقية البطلة المجاهدة البالسلة وهي درع العراق الحصين المتين بإذن الله فهي صاحبة الشرعية الوحيدة وصاحبة القرار الشرعي الوحيد في عراقنا الحبيب ولا نكن يا اهلنا يا احبتنا وسيلة يستخدمها الأعداء من اجل اطالة اعمارهم في عراقنا العظيم وان لا نكن سببا في إنتحاب العراق أكثر .

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ٢٠ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور